انخفاض الكوليسترول الضار LDL يؤذي الصحة أيضاً.. وليس فقط ارتفاعه

عندما يتعلق الأمر بالكوليسترول الضار LDL، عادة ما يكون انخفاضه جيداً لصحة القلب. لكن دراسة جديدة تشير إلى أن انخفاضه كثيراً قد يؤدي إلى سكتة دماغية.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/07/06 الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/05 الساعة 18:40 بتوقيت غرينتش
يعد الاعتدال والتوازن أمراً أساسياً عند تحديد المستوى المستهدف الأمثل لنسبة الكوليسترول الضار/ istock

عندما يتعلق الأمر بالكوليسترول الضار LDL، عادة ما يكون انخفاضه جيداً لصحة القلب. لكن دراسة جديدة تشير إلى أن انخفاضه كثيراً قد يؤدي إلى سكتة دماغية.

ووجد القائمون على الدراسة أن المستويات المنخفضة من الكوليسترول "الضار"، والمعروفة باسم كوليسترول LDL، مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسكتة دماغية نزفية، والتي تحدث عندما ينفجر وعاء دموي في المخ.

انخفاض الكوليسترول الضار يضر الدماغ

وقال كبير الباحثين الدكتور شيانغ قاو، الأستاذ المشارك في علوم التغذية بولاية بنسلفانيا، في بيان: "تشير النتائج إلى أنه كما هو الحال في عديد من الأمور المتعلقة بالتغذية، يعد الاعتدال والتوازن أمراً أساسياً عند تحديد المستوى المستهدف الأمثل لنسبة الكوليسترول الضار".

وأضاف: "لا تبالِغ كثيراً، سواء كان مرتفعاً جداً أو منخفضاً جداً".

وقال المؤلفون إن النتائج التي نشرت في مجلة Neurology بتاريخ 2 يوليو/تموز 2019، قد تساعد في تحسين التوصيات المتعلقة بمستويات الكوليسترول الصحية.

على سبيل المثال، قد يكون الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بسكتة دماغية نزفية؛ نظراً إلى عوامل الخطر مثل وجود تاريخ عائلي في الإصابة، من الأفضل لهم استهداف الكوليسترول بصورة غير متشددة تماماً كما يوصى بها.

ومع ذلك، سوف تحتاج النتائج المستخلصة تأكيداً، من خلال مزيد من البحوث.

على الرغم من أن الدراسة الجديدة كانت كبيرة، وشارك فيها نحو 100 ألف شخص، فقد عاش جميع المشاركين في مدينة واحدة بالصين، ومن غير الواضح إلى أي مدى تنطبق النتائج على السكان الآخرين.

وقال قاو لـLive Science، إنه يجب على الناس مناقشة أهداف الكوليسترول المثلى لديهم مع الطبيب.

الأقل ليس دائماً أفضل

الكوليسترول مادة شمعية موجودة في الجسم، وهناك عدة أنواع منه، من ضمنها LDL (اختصار للبروتين الدهني منخفض الكثافة)، والذي يسمى أحياناً الكوليسترول "الضار"، وذلك لأن المستويات المرتفعة منه يمكن أن تؤدي إلى تراكم الرواسب في الشرايين، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، والتي تحدث عندما تمنع الجلطة تدفق الدم إلى جزء من الدماغ.

بالنسبة للبالغين الأصحّاء، يجب أن يظل كوليسترول LDL أقل من 100 ملليغرام لكل ديسيلتر (ملغ/ديسيلتر)، وفقاً لـNational Institutes of Health.

ومع ذلك، فإن الإرشادات الحديثة توصي بأن الأشخاص المعرَّضين لخطر كبير من مشاكل القلب يجب أن يعملوا على خفض نسبة الكوليسترول الضار في الدم إلى أقل من 70 ملغ/ديسيلتر.

ومع ذلك، فإن معظم هذه الدراسات كانت صغيرة وكانت مستويات الكوليسترول تقاس في نقطة واحدة من الوقت، وهو ما يعني أنها لا تستطيع أن تضع بالاعتبار التقلبات في مستويات الكوليسترول مع مرور الوقت، وفقاً للمؤلفين.

في الدراسة الجديدة، درس الباحثون معلومات نحو 96 ألفاً من البالغين في مدينة تانغشان الصناعية بالصين، والذين لم يكن لديهم تاريخ سابق في الإصابة بالجلطة أو النوبات القلبية أو السرطان.

وتم قياس مستويات الكوليسترول لدى المشاركين في بداية الدراسة، ومرة أخرى كل عام مدة تسع سنوات.

خلال فترة الدراسة، كانت هناك 753 حالة من السكتة الدماغية النزفية.

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم مستويات الكوليسترول الضار LDL أقل من 70 ملغ/ديسيلتر كانوا أكثر عرضة بنسبة 65% للإصابة بسكتة دماغية نزفية خلال فترة الدراسة، مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات LDL من 70 إلى 99 ملغ/ديسيلتر.

أما الأشخاص الذين لديهم مستويات الكوليسترول الضار LDL أقل من 50 ملغ/ديسيلتر، فتضاعفت احتمالات إصابتهم بسكتة دماغية نزفية، مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات LDL من 70 إلى 99 ملغ/ديسيلتر.

ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن الخطر الكلي للسكتة الدماغية النزفية كان منخفضاً نسبياً؛ إذ حدث لدى أقل من 1% من المشاركين.

لماذا يرتبط انخفاض الكوليسترول LDL بالسكتة الدماغية؟

يقول قاو إن الكوليسترول بحد ذاته يؤدي دوراً رئيسياً في تكوين أغشية الخلايا، وقد يؤدي انخفاض مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة إلى هشاشة خلايا الدم الحمراء، وهو ما يجعلها أكثر عرضة للانقسام.

وأوضح أن LDL متورط في المسار الذي يسمح بتجلط الدم؛ ومن ثم فإن مستويات LDL المنخفضة قد تزيد من خطر النزيف.

تحميل المزيد