كشف فريق علمي من جامعة نيوكاسل في ولاية نيوساوث ويلز بأستراليا أن بعض الأدوية شائعة الاستخدام لأمراض معينة يمكن إعادة استخدامها لعلاج المصابين بداء السمنة ومرض السكري، حسب ما ذكره تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 16 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
الصحيفة أوضحت أن العلماء اعتمدوا على برامج حاسوبية متطورة لتحديد هذه الأدوية، وتشمل قائمة الأدوية التي من المقرر الكشف عنها بالتفصيل في "المؤتمر الدولي للسمنة" في ملبورن نهاية هذا الأسبوع: علاجات لقرحة المعدة، وأدوية لعلاج اضطرابات نظم القلب.
حيث قال البروفيسور موراي كيرنز، من جامعة نيوكاسل الأسترالية، إن "لدينا حاجة ماسة إلى علاجات جديدة ذات فاعلية وتخصص عالٍ لمواجهة تفشي الأمراض المزمنة المرتبطة بداء السكري من النوع الثاني والسمنة. لذلك تعتمد تقنياتنا على الطب الدقيق الموجَّه جينياً للكشف عن علاجات جديدة لهذه الأمراض المعقدة، والوصول إلى هذه العلاجات".
كما تحتوي قائمة الأدوية المختارة ضمن علاجات محتملة للسمنة: "باكلوفين Baclofen" وهو دواء مرخٍ للعضلات، و"كارفيلزوميب Carfilzomib" وهو دواء مضاد للسرطان يستخدم في العلاج الكيماوي. أما الأدوية المحتمل استخدامها لعلاج السكري، فقد أشار البروفيسور كيرنز إلى: دواء "بالبوسيكليب Palbociclib" الذي يستخدم لعلاج سرطان الثدي، و"غليكوسيدات القلب Cardiac glycosides" التي تستخدم لعلاج قصور القلب واضطرابات نظم القلب".
حسب الصحيفة البريطانية، كُشف أيضاً عن بعض الأدوية التي لديها القدرة على علاج كل من السمنة وداء السكري، مثل "سوكرالفات Sucralfate" الذي يستخدم لعلاج قرحة المعدة، و"ريجورافينب Regorafenib" الذي يستخدم لعلاج السرطان.
عقاقير لعلاج السمنة والسكري
فيما تزايد الإقبال على استخدام العقاقير المتوفرة لعلاج أمراض عدة، منها مرض السكري.
يرجع ذلك إلى أن هذه الأدوية قد خضعت بالفعل لإجراءات فحص السلامة قبل السماح باستخدامها للأمراض التي خصصت في الأصل لعلاجها، ومن ثم فإنها أقل تكلفة ولا تحتاج إلى كثير من الوقت لطرحها في السوق، علاوة على أن بعض هذه الأدوية القديمة لا يخضع لقيود براءات الاختراع، ومن ثم فهي أرخص سعراً وأيسر توافراً لدى الأطباء والمستشفيات.
درس البروفيسور كيرنز، وزميله الدكتور وليم راي، بيانات المسارات الجينية التي ينطوي عليها تطور داء السكري والسمنة، ثم استخدموا برنامجاً حاسوبياً لمقارنتها بالمسارات التي تسلكها الأدوية المختارة في جسم الإنسان، وتمكنوا بذلك من تحديد بعض الأدوية التي يمكن إعادة استخدامها لمعالجة السكري والسمنة.
إذ قال راي: "أردنا الوصول إلى أدوية فعالة لعلاج هذين المرضين، وأمراض صعبة غيرهما، واستعنا على ذلك باكتشاف العقاقير التي تستهدف المخاطر البيولوجية المشفرة جينياً لدى كل فرد".
استحسن مراقبون هذا التطوير المحتمل لعلاجات جديدة لمرض السكري، لأن حالات الإصابة به ارتفعت باطراد في جميع أنحاء العالم خلال العقود الماضية، وارتبط ذلك بزيادة معدلات السمنة وقلة ممارسة الرياضة.
كما قال راي: "داء السكري والسمنة من عوامل الخطر الرئيسية التي تؤدي للإصابة بعشرات الاضطرابات الصحية المزمنة، التي تؤثر تأثيراً هائلاً في زيادة معدل الإصابة بالأمراض وتفاقم معدل الوفيات بين البشر".