وجبة الإفطار فقط لا تساعد على تقليل الوزن! دراسة توصلت لنتائج تخص تأثير السعرات الحرارية على الجسم

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/10 الساعة 16:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/10 الساعة 16:56 بتوقيت غرينتش
مُحلِّي الدايت "السكرالوز أو Splenda"

أظهرت الأبحاث السابقة أن على المرء تناول طعام خفيف في المساء والاعتماد على وجبات الإفطار الكبيرة صباحاً، حتى تمنح الجسم الوقت الكافي لحرق السعرات الحرارية الإضافية على مدار اليوم.

إذ كتب ديفيد كاتز، المؤسس والمدير السابق لمركز ييل-غريفين لأبحاث الوقاية بجامعة ييل، في رسالةٍ عبر البريد الإلكتروني إن الحجة السائدة تنص على أن تناول سعرات حرارية أكثر في الصباح يُحدِث "تحولاً في عملية التمثيل الغذائي (الأيض)" بطرقٍ تساعد في فقدانٍ أكبر للوزن، وذلك حسبما نشرت شبكة CNN الأمريكية في تقرير لها الجمعة 9 سبتمبر/أيلول 2022.

تأثير تناول وجبة إفطار كبيرة 

لكن تناول وجبة إفطار كبيرة بدلاً من التهام وجبات أكبر في وقتٍ لاحق من اليوم لم يؤثر على فقدان الوزن، وذلك وفقاً لتجربةٍ سريرية جديدة قارنت بين الأشخاص الذين يأكلون غالبية سعراتهم الحرارية اليومية في الإفطار وبين أولئك الذين يحصلون على غالبيتها في العشاء.

قال كاتز، الذي لم يشارك في تأليف الدراسة: "عثر الباحثون على نتائج شبه متطابقة في فقدان الوزن، سواء لمن تناولوا غالبية سعراتهم الحرارية صباحاً أو في المساء". وأردف قائلاً إن الدراسة تنفي وجود "أي تأثيرات سحرية" لتناول الطعام مبكراً على عملية الأيض في الجسم، واصفاً الدراسة بأنها كانت "شديدة الدقة".

أردف كاتز: "وعليه، تُناقض هذه الدراسة الرأي القائل بأن تناول الطعام مبكراً يُعدّل عملية الأيض بطريقةٍ تصب في صالح فقدانٍ أكبر للوزن".

تجربة عشوائية 

فيما تُمثل هذه الدراسة تجربة "عبور" عشوائية ونُشرت يوم الجمعة، التاسع من سبتمبر/أيلول 2022، في دورية Cell Metabolism العلمية. حيث شارك فيها 30 شخصاً من الأصحاء الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. وقضوا أربعة أسابيع في تناول 45% من سعراتهم الحرارية في الوجبة الصباحية، و35% في وجبة الغداء، و20% في العشاء. ثم قضى المشاركون بعدها أربعة أسابيع أخرى في تناول 20% من السعرات صباحاً، و35% منها في الغداء، و45% في وجبة العشاء.

بينما قالت أليكساندرا جونستون، المؤلفة المشاركة في الدراسة وأستاذة الطب بمعهد رويت في جامعة أبردين، خلال تصريحٍ لها: "حصل المشاركون على جميع وجباتهم لمدة ثمانية أسابيع. كما جرت مراقبة التغييرات التي طرأت على نفقات الطاقة وتركيب الجسم".

مع ذلك، توجد بعض الأنباء السارة لمن يتناولون وجبات الإفطار المشبعة. وإذا كانت مشكلتك تكمن في الشعور بالجوع طوال الوقت، فقد وجدت الدراسة أن تناول كميات كبيرة من الطعام في الصباح قد تساعدك على كبح جماح شهيتك.

حيث قالت أليكساندرا: "نعرف أن التحكم في الشهية يعتبر أمراً مهماً لتحقيق فقدان الوزن، وتشير دراستنا إلى أن من تناولوا غالبية السعرات الحرارية في الصباح شعروا بجوعٍ أقل، مقارنةً بالأسابيع التي تناولوا خلالها السعرات الحرارية في الفترة المسائية".

بينما قال كاتز: "تنفي الورقة البحثية المزاعم بوجود مزايا (أيضية) لتناول السعرات الحرارية في وقتٍ مبكر من اليوم، لكنها تؤسس لبديلٍ أكثر معقولية يتمثل في ميزة محتملة لفقدان الوزن.. وذلك من خلال تعزيز الإحساس بالشبع وتقليل الجوع".

تحويل السعرات الحرارية إلى طاقة 

في ما قال موقع Mayo Clinic الأمريكي: "يتحدد معدل أيض الجسم وفقاً لمدى سرعته (أو بطئه) في تحويل السعرات الحرارية إلى طاقة. ويجب أن ينفق الجسم طاقةً أكثر من السعرات الحرارية التي يستهلكها حتى يفقد الوزن. ويزيد عدد السعرات الحرارية التي تحرقها كلما زاد نشاطك".

تعتبر التمرينات الهوائية أكثر الطرق فاعليةً في حرق السعرات الحرارية، لكن الخبراء قالوا إن تمارين القوة مهمة أيضاً. ويرجع السبب إلى أن العضلات تحرق سعرات حرارية أكثر من الدهون، سواءً في أوقات الراحة أو أثناء التمرين.

كما وجدت الأبحاث السابقة، التي شملت مشاركين أكثر لفترات أطول من الوقت، أن الأشخاص الذين يتناولون سعرات حرارية أكثر في الصباح يفقدون الوزن. لهذا قال مؤلفو الدراسة إنه من المحتمل ألا تكون فترة الثمانية أسابيع كافية لملاحظة فقدان الوزن في البحث الجديد، أو ربما لم تهتم الدراسات السابقة بقياس تركيب الجسم ونفقات الطاقة بالطريقة نفسها.

لكن كاتز أردف أن نتائج البحث الجديد لا يجب أن تُستخدم في "دحض أهمية تأثير الإفطار بالنسبة للجوعى، كما لا تتطرق إلى دور (تناول) الفطور مقابل (تفويته) في زيادة الوزن".

بل تقترح النتائج ببساطة أن تناول سعرات حرارية أكبر في الفطور وأقل في العشاء "قد يساعد في تقليل الشعور بالجوع وزيادة الإحساس بالشبع أثناء فقدان الوزن"، بافتراض تماثل الوجبات على صعيد القيمة الغذائية.

تحميل المزيد