الأعراض معتادة لكن التداعيات خطيرة.. ألم معدتك قد يشير لإصابتك باضطراب فرط نمو البكتيريا في الأمعاء

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/20 الساعة 15:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/20 الساعة 15:18 بتوقيت غرينتش
لا يجب تجاهل ألم المعدة المستمر لأنه قد يشير لحالة صحية خطيرة - ShutterStock

من منا لم يعانِ حالةً من آلام المعدة أو اضطرابات الهضم بين الفينة والأخرى. ونتيجة لتلك الأعراض المتكررة، غالباً ما نُرجعها إلى حالة من الانتفاخ أو تناول بعض الأطعمة غير الصحية أو الصعبة في الهضم.

إلا أن آلام المعدة المتكررة، والتي تتزامن مع بعض الأعراض الأخرى، قد يكون سببها أخطر من ذلك بكثير، وقد تكون بسبب الإصابة باضطراب "فرط نمو البكتيريا في المعدة".

عادةً ما يمكن العثور على هذه البكتيريا بكميات صغيرة في أجزاء من الأمعاء - ShutterStock
عادةً ما يمكن العثور على هذه البكتيريا بكميات صغيرة في أجزاء من الأمعاء – ShutterStock

ما هو اضطراب فرط نمو البكتيريا في المعدة؟

فرط نمو البكتيريا المعوية الدقيقة (SIBO) هو حالة خطيرة تؤثر على الأمعاء الدقيقة. وهي تحدث عندما تكون هناك زيادة في عدد البكتيريا في الأمعاء الدقيقة داخل الجسم بسبب حالات صحية محددة.

وعادةً ما يمكن العثور على هذه البكتيريا بكميات صغيرة في أجزاء أخرى من الأمعاء ويتم التخلص منها بانتظام. وهذا يسبب الألم والإسهال. يمكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى سوء التغذية، حيث تبدأ البكتيريا في استهلاك العناصر الغذائية في الجسم ما يحرم الإنسان من فوائدها.

أعراض فرط النمو البكتيري

تؤثر أعراض فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة بشكل رئيسي على القناة الهضمية. وقد تشمل الأعراض التالية، وفقاً لموقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية:

  1. الألم في المعدة، خاصة بعد الأكل.
  2. الانتفاخ الشديد المُسبب للكرش.
  3. تشنجات البطن والشعور بالألم.
  4. الإسهال والإمساك.
  5. عسر الهضم.
  6. الشعور بالامتلاء المتكرر.
  7. الغازات المتكررة.
  8. انخفاضاً متكرراً في الوزن.

أسباب الإصابة بهذا الاضطراب المعوي

بالرغم من انتشار الإصابة بهذا الاضطراب حول العالم، فإنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى أسباب الإصابة بمرض SIBO. ومع ذلك يمكن أن يحدث المرض في بعض الحالات، من بينها:

  • أمعاؤك الدقيقة لديها تشوهات تشريحية.
  • تغيُّر الغاز الهيدروجيني في الأمعاء الدقيقة.
  • عدم كفاءة نظام المناعة أو عمله بشكل صحيح.
  • عُطل في النشاط العضلي للأمعاء الدقيقة، ما يعني عدم تخلُّص الجسم دورياً من الطعام والبكتيريا بصورة طبيعية، ما يساهم في تراكمها.
  • الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، أو حشرة في المعدة.
  • أمراض الاضطرابات الهضمية.
  • نقص الكلور هيدريا، أو انخفاض مستويات حمض المعدة.
  • خزل المعدة (وهي حالة تؤثر على الحركة الطبيعية التلقائية للعضلات في معدتك).
  • تلف الأعصاب.
  • التليف الكبدي.
  • ارتفاع ضغط الدم البابي.
  • متلازمة القولون العصبي.
  • العمليات الجراحية لتضييق أو تحويل مسار المعدة.
الأعراض الأساسية تشمل المغص والألم عند الأكل والشعور بالامتلاء - ShutterStock
الأعراض الأساسية تشمل المغص والألم عند الأكل والشعور بالامتلاء – ShutterStock

مضاعفات الإصابة بفرط نمو البكتيريا في المعدة

يمكن أن يسبب فرط نمو البكتيريا المعوية الدقيقة (SIBO) مشاكل متصاعدة، بما في ذلك ما يلي، وفقاً لموقع Mayo Clinic للمعلومات الطبية:

1- ضعف امتصاص الدهون والكربوهيدرات والبروتينات؛ إذ يتم تكسير الأملاح الصفراوية، اللازمة عادةً لهضم الدهون، بواسطة البكتيريا الزائدة في الأمعاء الدقيقة، ما يؤدي إلى عدم اكتمال هضم الدهون وحدوث الإسهال.

وبالتالي قد تضر المنتجات البكتيرية أيضًا بالبطانة المخاطية (الغشاء المخاطي) للأمعاء الدقيقة، ما يؤدي إلى انخفاض امتصاص الكربوهيدرات والبروتينات.

2- يمكن للبكتيريا التنافس على الغذاء المتاح. كما يمكن للمركبات التي يتم إنتاجها من خلال التكسير البكتيري للأطعمة الراكدة في الأمعاء أن تسبب الإسهال. وتؤدي آثار فرط نمو البكتيريا معاً إلى الإسهال وسوء التغذية وفقدان الوزن.

3- نقص الفيتامينات. نتيجة للامتصاص غير الكامل للدهون، لا يستطيع جسمك امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون بشكل كامل A و D و E و K.

إذ تقوم البكتيريا الموجودة في الأمعاء الدقيقة بتجميع واستخدام فيتامين B-12، وهو أمر ضروري للإنسان الطبيعي، خاصة لأداء الجهاز العصبي وإنتاج خلايا الدم والحمض النووي.

4- يمكن أن يؤدي فرط نمو البكتيريا إلى نقص B-12 الذي يمكن أن يؤدي إلى الضعف والإرهاق والوخز والتنميل في اليدين والقدمين، وفي الحالات المتقدمة، إلى الارتباك العقلي والتشوش.

قد يكون الضرر الذي يلحق بالجهاز العصبي المركزي الناتج عن نقص B-12 لا رجعة فيه على المدى الطويل.

5- ضعف العظام. بمرور الوقت، يتسبب تلف الأمعاء الناتج عن النمو البكتيري غير الطبيعي في ضعف امتصاص الكالسيوم في الجسم، وقد يؤدي في النهاية إلى الإصابة بأمراض العظام، مثل هشاشة العظام.

6- حصى الكُلى. قد يؤدي ضعف امتصاص الكالسيوم في النهاية إلى حصوات الكلى نتيجة عدم استغلال هذه المواد جيداً.

العلاج وطرق التعامل مع الحالة

عند تكرار الأعراض لمدة طويلة يجب مراجعة الطبيب لإجراء الكشوفات الطبية اللازمة التي تكشف التشخيص بفرط نمو البكتيريا في المعدة من خلال قياس نسب الغازات المختلفة في المعدة.

ويمكن علاج SIBO بمزيج من المضادات الحيوية وتغيير النظام الغذائي.

المضادات الحيوية

أولاً يتم علاج الحالة بالسيطرة على البكتيريا. يتم ذلك عادةً باستخدام المضادات الحيوية. كما قد تحتاج إلى تعويض السوائل أو الفيتامينات أو المعادن في الجسم إذا ما تزامنت مع حالات الجفاف وسوء الامتصاص.

قد تقلل المضادات الحيوية من عدد البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، لكنها لن تعالج المشكلة الأساسية التي تسببت في المشكلة في المقام الأول.

إذا قرر الطبيب أن فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة ناتج عن حالة أساسية من السالف ذكرها، فستحتاج أيضاً إلى بدء العلاج لهذه الحالة. كما قد تساعد تغييرات النظام الغذائي كذلك.

يمكن علاج SIBO بمزيج من المضادات الحيوية وتغيير النظام الغذائي - ShutterStock
يمكن علاج SIBO بمزيج من المضادات الحيوية وتغيير النظام الغذائي – ShutterStock

النظام الغذائي وفرط نمو البكتيريا في المعدة

لا يوجد دليل يثبت أن نظاماً غذائياً معيناً يسبب فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، لكن العديد من الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب وجدوا الراحة بعد اتباع نظام غذائي خاص. فقط تحدث مع الطبيب قبل إجراء أي تغييرات على نظامك الغذائي.

وبحسب موقع Medical News Today، قد تحتاج فقط إلى إجراء تغييرات صغيرة، مثل:

1- تناوُل نظام غذائي متوازن ومغذٍّ.

2- تناول وجبات أصغر بشكل متكرر لتجنب تناول الكثير من الطعام في معدتك.

3- تجنب منتجات الغلوتين إذا كنت تعاني من مرض الاضطرابات الهضمية.

4- قد يوصي طبيبك أيضاً بتجربة نظام غذائي أساسي. يستبدل هذا النظام الغذائي الأطعمة والمشروبات بتركيبات سائلة معينة لفترة زمنية محددة.

وختاماً ينبغي مراجعة الطبيب لمعرفة كيفية السيطرة على الأعراض وعلاج أسبابها الأصلية لإنهاء المشكلة.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد