بعد أن قمت بضبط المنبّه للاستيقاظ مبكراً لإنجاز مهامك ومشاغلك اليومية حان وقت النوم، لكن هيهات تبدأ في التقلُّب في فراشك يمنة ويسرة. وما إن تستغرق في النوم فعلاً ويسترخي جسدك تستفيق مجدداً بصورة مفاجئة وتبدأ في النظر في الساعة للتأكُّد أن منبهك الصباحي ما زال يعمل.
تلك الحالة المُزعجة من القلق والأرق الليلي تحدث بسبب معاناة الشخص من "فوبيا إيقاف المنبه" أو "قلق إيقاف المنبه"، وهي عندما يخاف الشخص من تفويت الموعد الهام الذي أعد منبّهه بشكل مسبق للحاق به، وذلك بإيقاف المنبه بشكل غير واعٍ خلال النوم، أو الخوف من عدم سماعه من الأساس.
ما هو قلق إيقاف المنبه ولماذا نُصاب به؟
وقلق تفويت الاستيقاظ على التنبيه الصباحي هو شعور بالخوف مرتبط بانعدام الثقة في أجهزة المنبهات المختلفة أو حتى الهاتف الذكي، بحسب موقع ecosa، ويصاحبه أيضاً مخاوف من عدم القدرة على أخذ القسط الكافي من النوم والراحة قبل المهام الصباحية.
وبدلاً من الثقة في أن تلك الوسائل ستؤدي وظيفتها فإننا نتقلب في الفراش خلال الليل وفي الساعات السابقة للموعد المهم خوفاً من إيقاف المنبه أو تفويته، وهذا يسبب التوتر والقلق الشديد والإعياء الناجم عن تراجع جودة ساعات النوم الليلية.
كذلك يعمل توترك الناتج عن عدم القدرة على الحصول على قسط كافٍ من النوم قبل انطلاق المنبه على زيادة المشكلة.
وبحسب الموقع، يتجذّر الأمر في التكييف الكلاسيكي، والذي يحدث عندما يسبق المنبه المشروط (نغمة التنبيه) منبهاً غير مشروط (وهو الاستيقاظ). لذلك يربط دماغنا صوت المنبه بالاستيقاظ، ولأن هذا بطريقة مذهلة إلى حد ما فإنه يضع الكثير من الضغط على أجسامنا. هذا يمكن أن يجعل الناس يتفاعلون بشكل سلبي معها.
ويقول براشانت ديب، استشاري النوم الهندي لموقع AsiaVille: "لا يمكنك النوم بهذه الحالة من فوبيا إيقاف المنبه، لأن الأمر بهذا الشكل سيرهقك لدرجة أنك لن تستطيع النوم معها، في أمر أشبه بالحلقة المُفرغة التي لا نهاية لها".
ويمكن أن يحدث هذا الأمر لأي شخص، وهو عادة ما يحدد النمط العام الذي سيكون عليه اليوم التالي، لذلك يعاني الشخص المصاب به من إرهاق شديد وتراجع في أدائه الإدراكي والوظيفي، وربما حتى يقوم بالاعتذار عن موعده بسبب فرط الإعياء.
علاج "قلق إيقاف المنبه" وعدم نيل القسط الكافي من النوم
للمساعدة في تقليل القلق المرتبط بإيقاف المنبه خلال وقت النوم أو عدم الحصول على قسط الراحة المناسبة قبل المواعيد الهامة، تقول خبيرة ومدربة النوم إلينا وينول لموقع Bustle، إنه يجب عليك التأكد أولاً من أنك لا تستطيع رؤية ساعتك من فراشك مباشرة، وطبعاً لا تضع هاتفك قرب وسادتك إذا كنت تستخدم المنبه الهاتفي.
وعند الاكتفاء بوضع المنبه في طاولة بعيدة عن فراشك، والاعتماد على أنك قد قمت بضبطه بالفعل ولا يمكن فعل شيء إضافي على ذلك، سيتم إجبارك على النوم حتى وإن عانيت من القلق المتقطع، لأنك ستستغرق في النوم فوراً قبل أن تتمكن من تنبيه نفسك مثلما يحدث عند استخدام الهاتف أو التحقق من ساعتك لرؤية المنبه مجدداً ومجدداً.
كذلك من أجل علاج قلق إيقاف المنبه، يلفت موقع AsiaVille إلى أنه من الضروري العمل على تعزيز شعور الاسترخاء في الجسم قبل الخلود للنوم، وخاصة في الأيام التي يتحتم عليك القيام بمهام وإنجازات مهمة تخاف من تفويتها.
إذ لا يؤدي الشعور بالتوتر والقلق إلى النوم السليم، حتى وإن حظيت بساعاتك كاملة. لأن جودة النوم لم تتوفر بالنسبة لك وعلى الأرجح ستعاني خلالها من الكوابيس ولحظات القلق والاستيقاظ العابرة خلال الليل.
لذلك يقترح اختصاصي علم النفسي الإكلينيكي شيلبا أجاروال تقليل التوتر والقلق خلال النهار، بحيث تتمكن من الاسترخاء ليلاً.
ويوضح الطبيب لموقع AsiaVille أنه كلما قل التوتر والقلق الذي نمر به أثناء النهار، قلّت هرمونات التوتر التي نمتلكها في أجسادنا عندما نخلد إلى النوم ليلاً، مما يمنحنا نوعية وكمية أفضل من النوم.
كذلك من الضروري الاهتمام بمزاجنا اليومي لتحسين جودة النوم ليلاً ولعلاج مشكلة فوبيا إيقاف المنبه. على سبيل المثال، يساعد الضحك أكثر وممارسة الرياضة وتناول النظام الغذائي الصحي والمتوازن على إنتاج هرمونات السعادة، مثل السيروتونين، الذي يتحول بدوره إلى الميلاتونين، وهو الهرمون الذي ينظم النوم في الليل.
أما إذا وجدت أنك في خضم حالة من الأرق الليلي والشعور بالقلق من عدم القدرة على نيل قسط الراحة الكافي لمهام اليوم التالي، قد يكون من الفعّال أيضاً ممارسة تمارين التنفُّس البطيء والعميق من الأنف لتعزيز الشعور بالاسترخاء.