يعود أصله للمصريين القدماء وكان طعام العبيد المفضل.. أشياء لا تعرفها عن الدجاج المقلي

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/01 الساعة 14:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/01 الساعة 14:26 بتوقيت غرينتش

من منا لا يحب قطع الدجاج المتبلة والمقلية في الزيت الساخن حتى تصبح مقرمشة من الخارج، ولكنها لا تزال غنية بالعصارة من الداخل؟ اشتهرت طريقة قلي الدجاج هذه في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن بالطبع تأثرت بالدول الأخرى مع مرور الوقت، حتى إن بعض النزاعات عليها ظهرت أيضاً. إليك خمس حقائق لا تعرفها عن الدجاج المقلي اللذيذ وفقاً لموقع HowStuffWorks الأمريكي.

1- الفضل للاسكتلنديين أم للمصريين القدماء؟

بالرغم من أنه قد لا يخطر ببالك أن أي من الجماعتين كانوا هم من ابتكروا الدجاج المقلي، يعتقد المؤرخون أن كلتاهما أسهمت في الأمر. بين عامي 7500 و5000 قبل الميلاد، استُؤنست الطيور البرية في جنوبي شرق آسيا وورد ذكر الدجاج المطهي في شهادات من هذه المرحلة الزمنية من الصين، وغرب إفريقيا، والشرق الأوسط. ومن الشرق الأوسط شق الدجاج طريقة حتى وصل إلى مصر القديمة، حيث زينت رسومها قبور الفراعنة، وقُدم لحمها للعبيد من بناة الأهرام. ومن مصر، نشر الدجاج أجنحته حتى وصل اليونان، وبقية الدول المطلة على البحر المتوسط، وبعدها إلى الجزر البريطانية.

وربما يكون المهاجرون الأسكتلنديون إلى الولايات المتحدة هم من صدروا نوع الدجاج المقلي المفضل في أمريكا، إذ كان يفضل مواطنو أسكتلندا الدجاج المقلي أكثر من السلق والشوي وهي الطرق التي اتبعها الإنجليز.

ولكن مثلما ورد في مقال في مجلة The Atlantic الأمريكية: "بينما لم يعد في إمكاننا التأكد إذا كان العبيد الأفارقة أم سكان الجنوب من الأصول الأوروبية، هم من قرروا تغطية هذه الطيور بفتات الخبز ثم قليها، نعرف يقينا أن سكان غرب إفريقيا كانت لديهم عادة قلي الطعام في زيت ساخن، وأن الدجاج المقلي كما نعرفه اليوم أصله الجنوب". 

2- الوصفة الأولى في الجنوب الأمريكي

ظهرت أول وصفة للدجاج المقلي في الولايات المتحدة في كتاب يحمل عنوان "The Virginia Housewife, Or Methodical Cook" الذي نُشر في عام 1825. كتبت هذا الكتاب ماري راندولف، التي كانت تدير نزلاً. في الحقيقة، يرى كثيرون أن كتاب ماري راندولف هو أول كتاب طهي يُنشر في أمريكا، ووجود وصفة الدجاج المقلي في هذا الكتاب له دلالة عن مكانة هذه الوصفة في خريطة المطبخ الأمريكي. إذ إن وصفتها مألوفة للطهاة هذه الأيام، وهي تغطية الطائر المقطع في الدقيق، ورش الملح، والقلي العميق لهذه القطع في الزيت.

قبل الحرب العالمية الثانية، كان الدجاج المقلي طبقاً مرتبطاً بالمناسبات، لأن اللحم لم يكن رخيصاً، وكان من المرهق طهيه. فبعد ذبح الدجاج ونتف الريش، عليك تقطيع الدجاج والوقوف أمام الفرن أثناء القلي. ولم يكن هذا الطبق موجوداً في المطاعم أيضاً.

3- حالة الانقسام العنصري ساعدت على ازدهاره

كانت قوانين العبيد في الجنوب تمنع العبيد من تملك الخنازير أو الماشية، لكنها تسمح بالدجاج، لأن هذه الحيوانات كانت تعد غير ذات أهمية لتُمنع. وبسبب هذا، مع حقيقة أن هذه الطيور لذيذة حقاً، أصبح الدجاج الطعام المفضل للعبيد، بالإضافة إلى أصحاب المزارع الذين كانوا يعدون لهم الطعام. 

لكن لسوء الحظ، أصبح تناول الدجاج المقلي مرتبطاً بتصنيف اجتماعي عنصري قبيح. في القرن التاسع عشر، ذكر أحد الكتاب أنه "إذا امتنع الزنوج عن الدجاج، لهزلوا وماتوا". أظهر أحد مشاهد فيلم Birth of a Nation العنصري في عام 1915، "مخاطر" وجود مسؤولين منتخبين من السود، بتصويرهم وهم يأكلون الدجاج المقلي بفظاظة وجشع.

ومع ذلك، أصبح الدجاج المقلي طريقة لتحسين حالة الفرد. في أثناء الحرب الأهلية وبعدها، كانت النساء الأمريكيات الأفريقيات في مدينة غوردون فيل بولاية فيرجينيا، يبعن الدجاج المقلي وأغذية أخرى عادة للركاب على القطارات لكسب المال. في الحقيقة، أصبحت غوردون زفيل "عاصمة الدجاج المقلي في العالم".

منعت قوانين جون كرو في الجنوب الأمريكيين الإفريقيين من تناول الطعام في معظم المطاعم قبل ستينيات القرن العشرين. لذلك كانوا عادة يحملون الدجاج المقلي في صناديق الأحذية المبطنة بالورق المشمع في أثناء السفر. لم يكن الدجاج المقلي يحتاج تبريد لذا كانت جيدة في السفر الطويل سواء كان بالقطار أو السيارة.

4- لم ينجح الكولونيل ساندرز بين ليلة وضحاها

عمل هارلند ساندرز لمدة مندوب مبيعات، وصاحب محطة بنزين، وجندياً قبل أن يأتي بالطريقة العبقرية لطهو الدجاج المقلي بسرعة. وكانت الطريقة تعتمد على أواني ضغط وخلطة سرية من التوابل. باع الطبق في مطعم افتتحه في مدينة كوربين بولاية كنتاكي، لكنه لم يشتهر.

ومع ذلك، نجح بالفعل في بيع الوصفة لمطعم آخر، وهو ما ألهم ساندرز فكرة أخرى. عندما كان عمره 65 عاماً، بدأ في بيع وصفة الدجاج المقلية الخاصة به وحق استخدام اسم "دجاج كنتاكي المقلي" للشركات مقابل نسبة 5 سنت على كل دجاجة تُباع. وتبنى البذلة البيضاء بوصفها جزءاً من أسلوب كولونيل كنتاكي المميز. وقبل عام 1964، عندما باع شركته، كان هناك 600 فرع. 

اليوم، أصبحت علامة دجاج كنتاكي KFC أحد أشهر العلامات التجارية في الأغذية السريعة حول العالم، ولها أكثر من 18 ألف فرع، في 115 دولة. في اليابان على سبيل المثال، أصبح دلو كنتاكي جزءاً أصيلاً من الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.

5- الدجاج المقلي ينتقل للعالمية

جعل دجاج كنتاكي الدجاج المقلي ظاهرة عالمية، بالرغم أن الوصفة كما ذكرنا من قبل لها جذور من دول أخرى. اليوم، هناك سلاسل دجاج مقلي كورية وسلسلة دجاج مقلي من غواتيمالا تدعى Pollo Campero، في الولايات المتحدة. ويمكن للطهاة في المنازل إعداد أطباق الدجاج المقلي مثل طبق "أيام غورينغ" الإندونيسي،  وطبق "بولو فريتو" الإيطالي. ومن يعلم من أين ستأتي صيحة الدجاج المقلي القادمة.كتب مؤرخ الطعام أدريان ميلر: "تستمر الولايات المتحدة في استقبال المهاجرين من الدول التي تعشق الدجاج المقلي في منطقة الكاريبي، والشرق الأوسط، وغرب إفريقيا".

تحميل المزيد