تفاصيل تظهر في قضية اغتصاب وقتل لاجئ عراقي لفتاة ألمانية مراهقة، تكشف أن هذا اللاجئ كان يقود ما يشبه تشكيلاً عصابياً صغيراً، وأنه كرر جريمة الاغتصاب مع ضحية أصغر سناً بعد أن نفذ جريمته الأولى.
وأعلن الادعاء العام في مدينة فيسبادن الألمانية، رسمياً، عن رفع ثلاث دعاوى جنائية ضد الشاب العراقي، علي بشار، المتهم بقتل واغتصاب الفتاة الألمانية سوزانا.
وذكرت قناة "هيسن شاو" التلفزيونية، الأربعاء، أن الادعاء العام اتهم الشاب العراقي علي (21 عاماً)، بتهم الاغتصاب والقتل غدراً، والتستر على جرم.
وقد عُرفت قضية الشاب العراقي على مستوى ألمانيا، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018.
ومن المقرر أن تبدأ محاكمته في بداية السنة الجارية، في ظل إعلان الادعاء العام رسمياً عن تفاصيل الاتهامات الموجهة له، الأربعاء، وسوف تبت المحكمة الإقليمية في فيسبادن بقرار الاتهام قريباً.
كيف تعرف عليها؟ لقد كانت حبيبة شقيقه
وأثارت قضية اغتصاب وقتل لاجئ عراقي لفتاة ألمانية غضبا في البلاد بعد أن عثرت السلطات قد عثرت على جثتها مطلع شهر يونيو/حزيران الماضي، في منطقة قريبة من مدينة فيسبادن.
واعترف علي بشار بارتكابه جريمة القتل بعد اعتقاله، لكنه نفى اغتصاب الضحية (14 عاماً)، بحسب ما ذكرت الشرطة والنيابة العامة، مدعياً أنه قتلها خوفاً من اتصالها بالشرطة، بعد أن أصيبت بجراح في وجهها جراء سقوطها.
ونقلت قناة "برو زيبن" الألمانية الخاصة، عن فتاة قالت إنها كانت صديقة الضحية قولها، إن سوزانا تعرَّفت على المشتبه به علي عن طريق شقيقه الأصغر، مشيرة إلى أن الأمور كانت طبيعية، لكن باتوا يتعاطون المخدرات، بشكل يومي تقريباً.
وتقول القناة إن الضحية سوزانا أغرمت بشقيق المشتبه به، بحسب أصدقائها، فباتت تتغيب عن المدرسة وتتعاطى أيضاً المخدرات.
ليست قضية اغتصاب وقتل لاجئ عراقي لفتاة ألمانية فقط بل هناك جرائم أخرى لا تقل بشاعة
التهم الثلاث التي وجهها الادعاء الألماني لا تقتصر على تلك المتعلقة بالفتاة الألمانية سوزانا فقط.
وكانت أولى التهم الموجهة له هي اغتصاب الفتاة سوزانا باستخدام العنف، في ليلة 23 مايو/أيار من عام 2018، ثم قتلها خنقاً إلى أن فارقت الحياة، خوفاً من أن تبلغ عنه الشرطة.
أما التهمة الثانية، فهي اغتصابه لطفلة أخرى تبلغ من العمر 11 عاماً، في نزل للاجئين، في يوم 27 أبريل/نيسان من عام 2018، والتي كررها مع نفس الضحية، في شهر مايو/أيار من نفس العام.
وفي التهمة الثالثة، ذكر الادعاء العام أن الشاب متورط بالمشاركة مع شاب آخر بجريمة سرقة مترافقة بالتهديد، والتسبب بإصابات جسدية، ارتكبت في مدينة فيسبادن.
وشريكه الأفغاني اعترف عليه.. ولكن الاتهامات مازالت تلاحقه
وكان المراهق الأفغاني (منصور. ك، يبلغ من العمر 14 عاماً)، هو الذي قاد الشرطة للكشف عن المتهم علي، في جريمة قتل سوزانا.
ولكن الادعاء العام وجه له اتهاماً باغتصاب الطفلة الأخرى (11 عاماً)، مرتين على الأقل.
وبحسب الاتهام، فإن منصور هدد هذه الطفلة بأن مصيرها سيكون نفس مصير سوزانا "أي القتل"، في حال قالت شيئاً حول ما حصل لسوزانا.
ونجا شقيق علي بشار من المحاكمة؛ لأنه ليس في سن المساءلة القضائية، رغم أنه ذكر في الاتهام أنه شارك في إحدى جريمتي الاغتصاب.
بشار كاد ينجو بفعلته من الجريمة البشعة
وتم اغتصاب سوزانا وقتلها في 23 مايو/أيار 2018.
وعثر على جثتها بعد ثلاثة أسابيع في قضية أثارت ضجة وصدمة في ألمانيا، خصوصاً بعد أن تمكن القاتل علي بشار من الفرار إلى العراق مع أسرته بعد الحادثة.
ووصل بشار لأول مرة إلى ألمانيا في عام 2015 مع والديه وخمسة أشقاء، وقد واجه الترحيل بعد رفض طلبه اللجوء في ديسمبر/كانون الأول 2016، وحصل بعد ذلك على تصريح إقامة مؤقتة في انتظار قرار الاستئناف.
وخلال هذا الوقت، واجه بشار مشاكل عديدة مع الشرطة في عدة مناسبات، بما في ذلك قضايا سطو وسرقة وتهديد أشخاص بالسلاح.
هل خطفت السلطات الألمانية بشار؟ الادعاء يبرئ رئيس الشرطة الاتحادية
وفي سياق متصل، أُعلن الادعاء العام في مدينة فرانكفورت، عن إيقاف التحقيق الأولي ضد رئيس الشرطة الاتحادية، ديتر رومان، فيما يتعلق بإعادة المتهم العراقي علي بشار من كردستان العراق.
وتم تبرير ذلك، بحسب ما جاء على لسان متحدثة باسم السلطات، "بعدم وجود أدلة كافية لاشتباه جرمي".
وكان رومان وعدة عناصر من الشرطة الاتحادية قد سافروا جواً إلى أربيل، في يونيو/حزيران الماضي، لإعادة علي بشار إلى ألمانيا، والذي كان تم اعتقاله سابقاً من قبل سلطات الإقليم الكردي.
وقوبلت عملية إعادة بشار علي إلى ألمانيا بانتقادات من قِبل محاميه في ألمانيا والحكومة العراقية المركزية في بغداد بعد أن تمت إعادته من كردستان العراق.
فهناك شكوك أن عملية جلبه من كردستان العراق غير قانونية
وساد غموض حول ما إذا كان جلبه ترحيلاً من جانب السلطات الكردية المحلية أم عملية قانونية لتسليم مطلوبين.
إذ اعتقلت القوات الأمنية الكردية الشاب، وسلمته لطائرة كانت تُقل قوات خاصة من الشرطة الاتحادية الألمانية، ورئيسها ديتر رومان في أربيل، طارت بهم إلى مدينة فرانكفورت.
لحظة تسلم السلطات الألمانية "علي بشار" المتهم باغتصاب وقتل "سوزانا" بعد ترحيله من #أربيل
📷AFP pic.twitter.com/G2i1tZWWca— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) June 10, 2018
واختلفت الحكومة المركزية في العراق مع نظيرتها الألمانية بسبب القضية.
إذ انتقدت بغداد الحكومة العراقية تسليم المشتبه لألمانيا، واعتبرته خرقاً للقانون من جانب حكومة كردستان العراق والحكومة الألمانية أيضاً.
وقالت الخارجية العراقية إنه ليس هناك معاهدة تسليم مطلوبين موقعة بين العراق وألمانيا، وإن وزارة العدل الاتحادية في بغداد فقط هي التي لديها سلطة القيام بتبادل المطلوبين.
لكن متحدثة باسم الخارجية الألمانية أكدت الأربعاء 14 يونيو/حزيران، عدم وصول مذكرة احتجاج رسمية لهم من العراق. وبيَّنت أنهم مستعدون للحوار.