القرفة السيلاني، أو ما يُعرف باسم توابل الدارسين، هي نوع من التوابل التي تستخدمها العديد من الثقافات المختلفة كمُنكّهات ومطيّبات للأطعمة المالحة والحلوة على حدٍّ سواء.
هناك أنواع مختلفة من القرفة. ويختلف الدارسين، أو القرفة السيلانية، عن الأنواع الأخرى من ناحية شكلها المميز ولونها الأفتح وطعمها الغني الخالي من المرارة. وهي تأتي من لحاء أشجار القرفة الصغيرة دائمة الخضرة في سريلانكا ومعظم دول جنوب شرقي آسيا.
يتم تجفيف لحاء شجر الدارسين واستخدامه أو تصديره في شكله الأصلي من الأعواد الخشبية العطرية، كما يمكن طحنه وإضافته للتوابل المعروفة. كذلك يتمتع النبات بخصائص صحية عديدة ومتنوعة، نستعرضها في هذا التقرير.
الدارسين غني بمضادات الأكسدة المكافحة للسرطان
توفر الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الموجودة في قرفة الدارسين فوائد صحية كبيرة. على سبيل المثال، هذه التوابل مليئة بالبيتا كاروتين، وهو جزء من سبب لونها البني الغني.
حيث تعمل أصباغ الكاروتين بمثابة بروفيتامينات مهمة يمكن للجسم أن يحولها إلى فيتامين أ الضروري للغاية للحفاظ على صحة العينين.
مكافحة الالتهابات المرتبطة بالأمراض في الجسم
يوضح موقع "هيلث لاين" (Healthline) للصحة والمعلومات الطبية، أن من الفوائد الصحية الأخرى للقرفة السيلاني الغنية بمضادات الأكسدة أنها من المكونات الطبيعية المقاومة بشكل أساسي لتطوير الالتهابات في الجسم.
إذ يمكن للمكوِّن النشط من قرفة سيلان، وهو الـ"سينامالديهيد"، أن يقلل من الاستجابة الالتهابية في الجسم، مما يؤدي إلى تقليل الأعراض السلبية للإصابة والتسريع بعملية التعافي.
ويرتبط الالتهاب في الجسم بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري والتهاب المفاصل وغيرها من الحالات.
يقلل من مستويات الكوليسترول
أظهرت الدراسات المبكرة التي أجريت على الدارسين، أنه يمكن أن يساعد في تقليل مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، والمرتبط بشكل مباشر بمشاكل مثل أمراض القلب وارتفاع مستويات الكوليسترول في الجسم.
ويتضح وفقاً للأبحاث، أن القرفة تساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار LDL ومستويات الكوليسترول الكلية دون التأثير على الكوليسترول الجيد HDL المفيد للجسم.
صحي لمرضى السكري ويحسن استجابة الأنسولين
كذلك، يبدو أن القرفة مفيدة أيضاً بشكل خاص، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين أو مرض السكري.
وتشير الدراسات إلى أن تناول القرفة بأنواعها، ومن بينها الدارسين، بانتظام، يمكن أن يساعد في استجابة الجسم الطبيعية للأنسولين. كما يمكن أن يساعد ذلك الجسمَ على تعديل مستويات السكر في الدم بشكل أكثر فعالية، ويقلل من خطر الإصابة بنقص أو ارتفاع السكر في الدم عموماً.
يساعد في الوقاية من مرض الزهايمر
تُعد توابل الدارسين مفيدة للغاية في الحالات العصبية، مثل مرض الزهايمر. فقد وجدت الدراسات بحسب موقع "ميديكال نيوز توداي" (Medical News Today)، وجود صلة بين مرض السكري ومرض الزهايمر تدعم فكرة أن قرفة سيلان قد تساعد في وقف ظهور مرض الزهايمر.
إذ تساعد القرفة السيلانية في السيطرة على مستويات الجلوكوز المرتفعة في الدم بالدماغ والمرتبطة بالتدهور المعرفي.
الآثار الجانبية المحتملة
عادةً ما تستهلك قرفة الدارسين في الأطعمة بشكل آمن، وكذلك فهي لا تسبب أضراراً تُذكر عند استعمالها كدواء، ما دام في جرعات آمنة تتراوح بين 0.5 و 3 غرامات يومياً لمدة تصل إلى 6 أشهر كحد أقصى.
إذ تحتوي قرفة الدارسين على الكومارين، الذي يمكن أن يكون ساماً للكبد إذا تم تناوله بكميات كبيرة أو لفترة طويلة.
وبشكل عام لا يُنصح باستهلاكها بكميات كبيرة ولمدة طويلة دون مراجعة الطبيب المتخصص، كما ينبغي للنساء الحوامل والمرضعات عدم تجاوز الكميات الموصى بها من الاستخدام اليومي دون مراجعة الطبيب المتابع.