خلصت دراسة جديدة إلى أن التعرض للضوء، حتى الخافت منه، يمكن أن يعوِّق النوم، ومن ثم يزيد من مخاطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة لدى كبار السن، بحسب ما نشرته شبكة CNN الأمريكية، الأربعاء 22 يونيو/حزيران 2022.
إذ وجد باحثو النوم في كلية فاينبيرغ للطب بجامعة نورث وسترن، أن التعرض حتى لكمية صغيرة من الضوء المحيط أثناء الليل يمكن أن يضر بوظائف القلب والأوعية الدموية أثناء النوم، ويزيد من مقاومة الأنسولين في صباح اليوم التالي.
المشاكل الصحية
ونقلت الشبكة الأمريكية عن فيليس زي كبيرة باحثي الدراسة ورئيسة قسم طب النوم في جامعة نورث ويسترن بولاية شيكاغو الأمريكية قولها، إن "التعرض للضوء بأي كمية في أثناء النوم تَبيّن أن له ارتباطاً بزيادة معدل انتشار مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، لدى كبار السن من الرجال والنساء".
ونشرت الدراسة الجديدة في دورية Sleep العلمية يوم الأربعاء 22 يونيو/حزيران، ويعترف مُعدو الدراسة بالأدلة العلمية الحالية والناشئة على أن التعرض المفرط للضوء في المساء قد يؤثر سلباً على وظائف التمثيل الغذائي، أي انخفاض تحمل الغلوكوز (سكر الدم) وانخفاض مقاومة الأنسولين.
وتابعت الدكتورة زي: "نحن نقيس كمية الضوء التي يتعرض لها الشخص باستخدام جهاز استشعار على جسمه، ونُعاير ذلك بمعدل نومه واستيقاظه على مدار 24 ساعة. وأظن أن الأمر المختلف والجدير بالملاحظة في دراستنا هو أننا نستند إلى بيانات موضوعية حقاً باستخدام هذه الطريقة".
كما أشارت زي إلى أنها وفريقها فوجئوا عندما تبين لهم أن نسبة من ينامون باستمرار في الظلام مدة خمس ساعات على الأقل في اليوم، لا تكاد تبلغ نصف المشاركين في الدراسة.
مخاطر النوم المتأخر
بالإضافة إلى ذلك، قالت زي إن الأشخاص الذين ينامون وهم محاطون بقدر كبير من الضوء كانوا أكثر عرضة للذهاب إلى الفراش متأخرين، والاستيقاظ في وقت متأخر، و"نحن نعلم أن الناس الذين ينامون متأخراً أكثر عرضة للإصابة باختلال القلب والأوعية الدموية واضطرابات الأيض".
ونصحت الدكتورة زي بعدم تشغيل الضوء عند القيام في الليل، إلا إذا اضطرتك الحاجة إلى ذلك. وإن لزم الأمر، فاجعله خافتاً، واكتفِ بالإضاءة مدة زمنية صغيرة. وأوصت باستخدام الأضواء ذات اللون الكهرماني أو الأحمر؛ لأن طيف هذا الضوء له طول موجي أطول، وهو أقل تأثيراً وإزعاجاً لإيقاع الساعة البيولوجية، من الأضواء ذات الأطوال الموجية الأقصر، مثل اللون الأزرق.