تقول الأمثال الشعبية إن كلاً منا يجب أن ينام على الجانب الذي يريحه، لكن ماذا لو كان هذا الجانب يشكل ضغطاً على العمود الفقري أو العضلات أو يسبب آلاماً للقلب؟
ما هي أفضل وضعية للنوم؟
تساعد وضعية النوم المثالية على تحسين صحتك البدنية من خلال دعم العمود الفقري والحفاظ على استقامة الظهر، كما أنها تساعد على النوم العميق، مما يمنحك شعوراً بالنشاط في اليوم التالي.
أيضاً تساعد الوضعية المثالية على الاستفادة من جميع فوائد النوم بما في ذلك تقليل التوتر، وتعزيز مستويات الطاقة.
لكن لكل وضعية نوم إيجابياتها وسلبياتها، كما أن الأمر يعود نسبياً إلى التفضيلات الشخصية.
النوم على الظهر
تشير الأبحاث إلى أن النوم على الظهر قد يكون أفضل وضعية للنوم بالنسبة لبعض الأشخاص.
وفقاً لـ UC San Diego Health، يعد النوم على الظهر خياراً مثالياً لأولئك الذين يريدون وضعاً جيداً للنوم يساعدهم على إدارة الألم.
إذ يسمح النوم على الظهر لجسمك بالراحة والحفاظ على وضع رأسك فوق صدرك، وكلاهما مفيد لتقليل الأوجاع وأعراض حرقة المعدة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن النوم على الظهر يمنح رأسك ورقبتك وعمودك الفقري راحة مناسبة طوال الليل. وعندما تنام على ظهرك، يمكنك تقليل احتمالية المعاناة من ارتداد الحمض الليلي والذي يمكن أن يلحق أضراراً طويلة المدى بالمريء.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أنه إذا كنت تعاني من انقطاع النفس النومي الموضعي، يوصي الخبراء بتجنب وضع النوم على الظهر؛ في هذه الحالة، غالباً ما يكون النوم على جانبك وضعاً جيداً للنوم.
الإيجابيات
- يسمح للرأس والرقبة والعمود الفقري بالاستقامة بشكل مريح.
- مثالي لإدارة الألم.
- يساعد في تقليل أعراض حرقة المعدة والارتجاع الحمضي.
السلبيات
ليست مثالية إذا كنت تعاني من انقطاع التنفس أثناء النوم.
النوم على الجانب الأيسر
اتضح أن النوم على الجانب الأيسر يمكن أن يكون وضعية جيدة إذا كنت تعاني من حرقة المعدة.
وجدت دراسة من مجلة Journal of Clinical Gastroenterology أن أولئك الذين ينامون على جانبهم الأيسر كانوا أقل عرضة للإصابة بحموضة المعدة.
لذا، إذا كنت تعاني من ارتجاع المريء ليلاً وكان يعوق نومك، ففكر في النوم على جانبك الأيسر.
الإيجابيات
- مثالي لمن يعانون من ارتجاع المريء.
- يساعد في تخفيف أعراض الحموضة المعوية.
السلبيات
من المحتمل أن يسبب ضغطاً على العمود الفقري والوركين و/ أو أسفل الظهر.
النوم على الجانب الأيمن
قد لا يكون الاستلقاء على الجانب الأيمن هو أفضل وضعية للنوم، خاصة لقلبك. وفقاً لأخصائي النوم كريستوفر وينتر.
أخبر وينتر CNN أن الدم يتدفق في جميع أنحاء الجسم ويعود في النهاية إلى القلب على الجانب الأيمن. ولكن عندما تنام على جانبك الأيمن، فإنك تضع ضغطاً كبيراً على الأوعية الدموية المسؤولة عن نقل الدم إلى قلبك.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم ما إذا كان الأشخاص الذين ينامون على الجانب الأيمن معرضين لخطر الإصابة بضعف القلب والأوعية الدموية.
بالمقابل، هناك حاجة إلى مزيد من البحث أيضاً لفهم ما إذا كان النوم على جانبك الأيسر يمكن أن يحسِّن بالفعل تدفق الدم إلى قلبك أثناء الراحة.
الإيجابيات
قد يشعر بعض الناس بالراحة خلال النوم على هذا الجانب
السلبيات
- يتعارض مع تدفق الدم إلى قلبك.
- يمكن أن تحدث الحموضة المعوية بشكل متكرر.
النوم على المعدة
يشكل النوم على المعدة مزيداً من الضغط على العضلات والمفاصل، مما قد يؤدي إلى الأوجاع ومشاكل الأعصاب والخدر.
ولا يعد النوم على بطنك أفضل وضعية بشكل عام لأنه يشكل ضغطاً على عمودك الفقري كذلك، مما قد يؤدي إلى تفاقم آلام أسفل الظهر.
الإيجابيات
قد يشعر بعض الناس بالراحة خلال النوم على المعدة.
السلبيات
- يضغط على العضلات والمفاصل.
- يضغط على العمود الفقري.
- يضغط على المثانة.
الخلاصة
بالنظر إلى المعلومات المذكورة أعلاه، قد يكون النوم على ظهرك هو الوضعية المثالية بالنسبة لكثيرين.
في الوقت نفسه، قد يوفر النوم على الجانب الأيسر العديد من الفوائد لمن يعانون من ارتجاع المريء..
بينما لا ينصح بالنوم على البطن، لأنه يضغط على عضلاتك ومفاصلك وعمودك الفقري، مما قد يؤدي إلى الأوجاع والآلام.
الجنوب أم الشمال؟
وفقاً للتقاليد القديمة التي انتشرت في بعض الحضارات فإن أفضل اتجاه للنوم هو اتجاه الجنوب، حيث يجب أن تستلقي ليكون رأسك متجهاً نحو الجنوب وقدماك نحو الشمال.
ففي الهند على سبيل المثال انتشر تقليد معماري يعرف باسم " فاستو شاسترا" ووفقاً لهذا التقليد ينظر إلى المباني على أنها كائنات حية يجب تصميمها بحيث تكون منسجمة مع طاقة الكون، وتجاوز هذا التقليد المباني ليشمل البشر أيضاً، واعتمد على أساطير مفادها أن الإنسان يمتلك قطبين شمالي وجنوبي على غرار أقطاب الأرض.
وعندما تنام باتجاه الجنوب فإن الطاقة المغناطيسية للجسم تتناغم مع طاقة الأرض بحيث إن القطب الشمالي في الجسم يكون موجهاً بهذه الطريقة نحو القطب الجنوبي للأرض، وكما هو معروف فإن القطبين المتعاكسين يتجاذبان.
لكن المثير للاهتمام أن بعض الأبحاث الحديثة قد دعمت هذه النظرية، فوجدت بعض الأبحاث أن الحيوانات مثل الأبقار والغزلان، تحاذي أجسادها باتجاه الجنوب بشكل طبيعي عند الأكل أو النوم، كذلك أظهرت أبحاث أخرى أن النوم باتجاه الجنوب يمكن أن يخفض ضغط الدم ويحسن نوعية النوم، وفقاً لما ورد في موقع Sleep Foundation.
وقد أظهرت دراسة حديثة حدوث تغيرات في موجات دماغ المشاركين عندما تعرضوا لمجالات كهرومغناطيسية، مما يشير إلى أن البشر قد يكونون حساسين للطاقة المغناطيسية للأرض.
ومع ذلك ، فقد وجدت بعض الدراسات الأخرى التي عرّضت المشاركين لمجالات مغناطيسية أثناء النوم أنه لم يكن لها أي تأثير على جودة نومهم، لذلك لا تزال هناك حاجة لمزيد من البحث في هذا المجال.
مبادئ صينية قديمة للنوم
فيما عدا فاستو شاسترا الهندية، هناك ممارسات صينية قديمة تدعى باسم "فنغ شوي" التي تركز على تعزيز تدفق الطاقة الإيجابية، ووفقاً لهذه الممارسات هناك قواعد للنوم هذه أبرزها..
وضعية السرير
وفقاً لمبادئ فنغ شوي، يجب أن تضع سريرك مباشرة على الحائط، وأن تتجنب وضعه تحت النافذة، كذلك يجب أن يكون مقابلاً لباب غرفة نومك إذ يقال إن هذا يجعلك تشعر بالقوة والسيطرة.
إزالة الفوضى والإلكترونيات
يقول أنصار فنغ شوي أيضاً إن الفوضى يمكن أن تعبث بالطاقة الإيجابية الخاصة بك.
لذلك تخلص من الفوضى في غرفة نومك، وسيكون لديك مساحة أكبر لدخول الطاقة الجيدة، كذلك تجنب وضع الإلكترونيات في غرفة النوم.
تصميم غرفة النوم
وفقاً لفنغ شوي فإن أشياء مثل الستائر والأعمال الفنية والنباتات يمكنها التخلص من الطاقة ويمكن للنباتات على وجه الخصوص أن تضيف طاقة مهدئة إلى غرفة نومك وتساعد في تخفيف التوتر.