من الأطفال إلى المراهقين أو البالغين أو حتى كبار السن، يلعب الحليب دوراً مهماً في بناء عظام وأسنان قوية وتوفير البروتين والكالسيوم والعناصر الغذائية للجسم في مختلف المراحل العمرية.
ورغم أهميته وأنه من المشتريات الأساسية فإننا في كل مرة ندخل إلى المتجر للتسوق قد نقف في حيرة نفكر في نوع الحليب الأفضل الذي علينا اختياره، الحليب المبستر أم الحليب طويل الأمد؟ وهل علينا اختيار الحليب كامل الدسم دائماً لأن قليل الدسم غير مفيد ويفقد قيمته الغذائية؟
وسبب هذه الحيرة هو الكثير من الشائعات والخرافات التي نسمعها عن الحليب المعقم بالحرارة الفائقة، بأنه لا فائدة له، وأن مصنّعيه يضيفون إليه المخدرات، وأنه يسبب الإدمان.
في هذا التقرير سنوضح لكم الفرق بين الحليب المبستر الطازج والحليب طويل الأمد، وما الفرق بينهما، والقيمة الغذائية في كليهما.
الحليب قليل الدسم مغذٍّ أيضاً
بغض النظر عن كون الحليب كامل الدسم أو قليل الدسم بنسبة (2%) أو (1%)، فإن جميعها توفر العناصر الغذائية الأساسية التسعة مثل الكالسيوم وفيتامين د والبروتين عالي الجودة بنفس الكميات، لكن الفرق يكمن في السعرات الحرارية.
إليك نظرة سريعة للقيمة الغذائية لحصة واحدة من الحليب (230- 250 مل):
الحليب كامل الدسم يحتوي على نسبة 2.35% من الدهون، أما الحليب قليل الدسم فيحتوي على نسبة 2%. أما بالنسبة للسعرات الحرارية فيحتوي الحليب كامل الدسم على 150 سعرة حرارية للحصة مقابل 120 سعرة حرارية للقليل الدسم.
قد يختار البعض الحليب قليل الدسم أو الخالي من الدسم لسعرات حرارية أقل، لكن نسبة الدهون المفيدة للجسم هي نفسها تقريباً!
تساعد الدهون عند تناولها باعتدال على توفير الطاقة ودعم نمو الخلايا وحماية الأعصاب. كما أنها تلعب دوراً مهماً في مساعدة أجسامنا على امتصاص العناصر الغذائية، خاصة الفيتامينات التي تذوب في الدهون.
عند الأطفال تساعد الدهون أيضاً في نموهم وتطورهم، ولهذا السبب يوصي الخبراء الطبيون عموماً بأن يستهلك الأطفال الحليب كامل الدسم حتى يبلغوا عامين على الأقل من العمر.
الحليب طويل الأمد له نفس القيمة الغذائية
يستخدم اسم "الحليب طويل الأجل" لوصف الحليب الذي تمت معالجته بطرق خاصة، لمساعدته على البقاء لفترة أطول خارج الثلاجة أو البيئة المبردة.
ويشار أيضاً إلى الحليب طويل الأمد باسم حليب "المعالجة بالحرارة الفائقة (UHT)". كما يتوفر الحليب طويل الأجل أو الحليب المعقم في أشكال مختلفة مثل كامل الدسم، وقليل الدسم، أو منزوع الدسم.
وعلى عكس ما يتم الترويج له من شائعات فإن فوائد الحليب طويل الأمد هي نفسها مثل أي نوع آخر من الحليب، حيث إنه يحتوي على نفس العناصر الغذائية الأساسية.
لا تتغير نسبة الكالسيوم والمعادن الأخرى مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم الضروريين لنمو العظام والأسنان وصحة القلب، بأي من العمليتين.
أما بالنسبة لمحتوى الحليب من البروتين، فإن درجة الحرارة المرتفعة لعملية UHT تغير شكل بروتين الحليب، وهو ما يجعل نسبته أقل، ولكن بشكل طفيف جداً.
يبلغ الاختلاف في توافر البروتين حوالي 8%. وهذا يعني أن الحليب المعالج بتقنية UHT فيه نسبة 92% من البروتين، أما في البسترة فالنسبة 100%.
الفرق الوحيد بين الحليب الطازج وطويل الأمد هو طريقة المعالجة، حيث يتم تسخين الحليب الطازج (المبستر) إلى 74 درجة مئوية لمدة 15 ثانية. بينما يتم تسخين الحليب طويل الأجل إلى 140 درجة مئوية لمدة ثانيتين، ثم يتم تعبئته بطريقة معقمة، كما يشير موقع Dairy.
تؤدي درجة الحرارة المتزايدة التي يتم فيها معالجة الحليب طويل الأجل إلى انخفاض أكبر في البكتيريا والإنزيمات المقاومة للحرارة، مقارنة بالحليب الذي يخضع لبسترة منتظمة، ما يمنحه فترة صلاحية طويلة.
يمكن تخزين الحليب طويل الأجل لمدة تصل إلى ستة أشهر، ولكن بمجرد فتحه يحتاج إلى التبريد، ثم يمكن استخدامه بشكل طبيعي مثل الحليب الطازج في غضون سبعة أيام.
أما بالنسبة للحليب الطازج، فإن ضوء الشمس يضره، لذلك عادة ما تتم تعبئة الحليب الطازج في علب كرتون أو أوعية بلاستيكية غير شفافة.
تُستخدم القوارير الزجاجية أحياناً لتخزين الحليب الطازج أيضاً، لكن التعرض المتزايد للضوء سيدمر الفيتامينات جزئياً، مثل B2، ويمكن أن يؤثر على الطعم.
تتأثر الفوائد الصحية للحليب الطازج بتخزينه بشكل صحيح وفي درجة الحرارة المناسبة؛ لذلك اتبع هذه النصائح لتخزينه:
- يحفظ الحليب مبرداً عند 4 درجات مئوية في العبوة الأصلية
- يعطي تاريخ انتهاء الصلاحية العمر الافتراضي المتوقع (عادة 10 أيام)، يجب دائماً تغطية حاويات الحليب لمنع الحليب من امتصاص النكهات أو الروائح من الأطعمة الأخرى.