رغم أن النوم هو فعلٌ نمارسه كثيراً، فإن لدينا الكثير من المفاهيم الخاطئة المرتبطة به، ويمكننا أن نلقي باللوم هنا على الأبحاث القديمة والأكاذيب التي أخبرنا بها آباؤنا في طفولتنا لإقناعنا بالخلود إلى النوم، لكن الكثير من تلك الأساطير المرتبطة بالنوم، مثل أنه يجب النوم بسرعة أو أن القيلولة تعوض مافاتنا في الليل، لم تكن صحيحةً بكل بساطة.
ولنضع الأمور في نصابها، إليكم بعض المفاهيم الخاطئة عن النوم، والأسباب التي تجعل تجاهلها أمراً ضرورياً.
1 – النوم بسرعة بمجرد وضع رؤوسنا على الوسادة
ربما تحمل هذه الأسطورة شيئاً من الصحة، لأن الأشخاص الذين يُعانون من ضغط نومٍ قوي عادةً ما ينامون بسرعة ويستغرقون في النوم طوال الليل، حيث يرتفع ضغطهم أثناء الاستيقاظ وينخفض أثناء النوم.
لكن الاستغراق في النوم بمجرد وضع رأسك على الوسادة قد يكون علامةً على أنك لا تحصل على قسطٍ كافٍ من النوم، وفقاً لما ذكرته لي أسلوند، دكتورة علم النفس السريري وخبيرة النوم في Sleep Cycle لموقع Mind Body Green.
لذا تأكد من أن إرهاقك هو نتاج ممارسة الأنشطة اليومية وليس قلة النوم.
2- توقيت النوم ليس مهماً بل الأهم طول فترة النوم
هناك أسطورةٌ تقول إنّ الأهم هو الحصول على ثماني ساعات من النوم، حتى لو كانت على مدار أوقات مختلفة من اليوم.
صحيح أنّ فترة النوم هي أمرٌ مهم حقاً لكن الأهم من ذلك هو الانتباه مسألة انتظام النوم وتوقيته، إذ يُؤثر ذلك على نظامك اليومي، وعدم توازن النظام اليومي قد يسبب لك مشكلات صحية أخرى مستقبلاً، لهذا من المهم للغاية أن تضبط توقيت نومك.
3- الناس يحتاجون 8 ساعات يومياً من النوم
أكبر أسطورة نسمعها في حياتنا، هي أن الجميع بحاجة إلى ثماني ساعات من النوم، وهي أبعد ما تكون عن الصحة.
إذ تقول مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية Sleep Foundation إن هناك عدداً من الناس لديهم طفرة جينية تسمح لهم بالنوم بشكل طبيعي لفترات أقصر والاستيقاظ بحماسة ونشاط.
4- النعاس أثناء النهار يعني أن الشخص لا يحصل على قسط كافٍ من النوم
هذه أحد المفاهيم الخاطئة عن النوم، ففي حين أن النعاس المفرط أثناء النهار يحدث غالباً إذا لم تحصل على قسط كافٍ من النوم، إلا أنه يمكن أن يحدث أيضاً حتى بعد ليلة نوم هانئة.
ويمكن أن يكون هذا النعاس، وفقاً لـ WebMD الطبي، علامة على حالة طبيّة أساسية أو اضطراب في النوم مثل النوم القهري أو توقف التنفس أثناء النوم.
5- النوم الطويل في عطلة نهاية الأسبوع يعوض ما فاتنا في أيام العمل
تعويض ساعات النوم التي فاتتك هو أمرٌ شبه مستحيل، لأنك تحصل على الطاقة عادةً من اتساق جدول النوم، وهذا هو ما يمنحك شعوراً أفضل في الواقع.
وإذا تمكنت من الحفاظ على الاتساق بين وقت استيقاظك وبين نمطك الزمني يومياً، فسوف تتمتع بطاقةٍ أكبر بكثير وستحتاج لساعات نومٍ أقل.
6- الدماغ يرتاح أثناء النوم
معلومة خاطئة جديدة، إذ إنّ من يرتاح خلال النوم هو الجسم وليس الدماغ الذي يظل نشطاً، لأنه يزال يتحكم في العديد من وظائف الجسم بما في ذلك التنفس أثناء النوم.
7- قلة النوم ليست لها علاقة بزيادة الوزن
الجواب الصحيح هو أنّ مقدار نوم الشخص ليلاً يمكن أن يؤثر على وزنه، وذلك لأن مقدار النوم الذي يحصل عليه الشخص يمكن أن يؤثر على هرمونات معينة، وخاصة هرمونات اللبتين والجريلين، التي تؤثر على الشهية.
ويعمل اللبتين والجريلين في نوع من نظام "الضوابط والتوازنات" للسيطرة على مشاعر الجوع والامتلاء.
الغريلين الذي ينتج في الجهاز الهضمي، يحفز الشهية، بينما اللبتين، المنتج في الخلايا الدهنية يرسل إشارة إلى الدماغ عندما تكون ممتلئاً.
وعندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم، يؤدي ذلك إلى انخفاض مستويات اللبتين، مما يعني أنك لا تشعر بالرضا بعد تناول الطعام، ويزيد من مستويات هرمون الجريلين، مما يحفز شهيتك، لذلك تريد المزيد من الطعام.
يمكن أن يمهد الاثنان معاً الطريق للإفراط في تناول الطعام، مما قد يؤدي بدوره إلى زيادة الوزن.
8- القيلولة تعوض قلة النوم في الليل
على الرغم من أن القيلولة السريعة يمكن أن توفر دفعة من الطاقة، فإنها ليست بديلاً عن النوم الجيد في الليل.
ويحاول العديد من الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم استخدام القيلولة لتعويض ما ينامون، ولكن هذا غالباً ما يؤدي إلى زيادة صعوبة جدول نومهم عن طريق زيادة صعوبة النوم في وقت النوم المعتاد، ويمكن أن تعني القيلولة الطويلة الاستيقاظ مشوشاً.
على الرغم من أن القيلولة ليست سيئة بالضرورة، فإن الاعتماد على القيلولة لمحاولة التغلب على الحرمان المنتظم من النوم ليس نهجاً ناجحاً، ومن الأفضل أن تجعلها أقل من 30 دقيقة وفي وقت مبكر من بعد الظهر.
9- السهر لوقت متأخر يجعل المراهقين لا ينامون بشكل كافٍ
عدد كبير من المراهقين، لا سيما طلاب المدارس، لا ينامون جيداً، ودائماً ما تتوجه الاتهامات نحو بقائهم مستيقظين لأوقات متأخرة.
في الحقيقة فإن هذا ليس السبب الوحيد لقلة نومهم، بل إن هناك تغيرات بيولوجية تحدث في أجساد المراهقين أثناء فترة البلوغ تدفع الإيقاع اليومي لديهم إلى الوراء بحوالي ساعتين.
وبسبب هذا التحول الطبيعي في التوقيت اليومي عند المراهقين، دعت المنظمات الكبرى مثل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال المناطق التعليمية إلى تأجيل أوقات بدء الدراسة إلى الوراء لإعطاء المراهقين مزيداً من الوقت للنوم الذي يحتاجون إليه.
10- إذا لم تستطع النوم، ابقَ بسريرك لتنام مجدداً
بدلاً من التقلب في السرير، يوصي خبراء النوم بالخروج من السرير إذا لم تستطع النوم في غضون 20 دقيقة.
ومن الأفضل القيام بشيء من الاسترخاء في مكان هادئ في منزلك بدون استخدام الهاتف أو أي أجهزة إلكترونية أخرى، ومن ثم معاودة محاولة النوم.
السبب الذي يجعل الخبراء ينصحون بهذا الأسلوب هو أنه من المهم ربط سريرك بالنوم، فالبقاء في السرير بينما تكافح من أجل النوم يمكن أن يفعل العكس تماماً، وقد يربط سريرك بالشعور بالإحباط والقلق فقط.
قد يهمك أيضاً: الجانب الأيمن لمرضى القلب، والأيسر للحوامل.. تعرَّف على وضعية النوم التي تناسبك للحصول على ليلة هانئة