هل سبق أن كنت غارقاً في مُنتصف حلم وأدركت أنك في الواقع تحلم؟ يُطلَق على هذه الحالة اسم الأحلام الجلية أو الأحلام الصافية أو الواضحة، تحدث مع كثير من الناس بين الفينة والأخرى، ومع ذلك يمكن أن يختبر أي شخصٍ الأحلام الجلية من خلال القيام ببعض النصائح.
كما أن التمرن على الأحلام الجلية يشبه عضلة تحتاج إلى التدريب والتطوير، ويلزم ذلك انضباطاً يومياً واتباع عادات جديدة، فلا يمكنك أن تتوقع النجاح بين عشية وضحاها عندما تبدأ في تدريب وعيك.
تابع القراءة للحصول على نصائح خبراء النوم والأحلام لبدء ممارسة الأحلام الجلية.
ما هي الأحلام الجلية؟
ببساطة، تحدث الأحلام الجلية عندما يجد شخص ما نفسه واعياً داخل الحلم، وفي بعض الأحيان، يتيح له هذا الوعي الشعور بالتحكم في أحلامه.
ووفقاً لموقع Mind Body Green، فقد أثار أرسطو مفهوم الحلم الجلي لأول مرة بأطروحته عن الأحلام في القرن الرابع قبل الميلاد، لكن هذه الممارسة لم تُدرَس علمياً حتى سبعينيات القرن الماضي.
منذ ذلك الحين، تم التحقق من صحتها على أنها "حالة هجينة من الوعي مع اختلافات محددة وقابلة للقياس، من الاستيقاظ حتى النوم".
كما يمكنك أن تتخيل، فإن الحلم الواضح يفتح الباب أمام كثير من المرح، كما يقول خبير الأحلام البريطاني روبرت فاجنر في كتابه: "Lucid Dreaming: Gateway to the Inner Self".
ويضيف فاجنر: "إن الفوائد لا تتوقف عند هذا الحد، إذ إن الحلم الجلي أو الواضح يسمح للناس بالاستفادة من الإمكانات التي تبدو غير محدودة لعالم الأحلام والوعي نفسه".
يمكن أن تكون الأحلام الواضحة فرصاً للوصول إلى الإبداع وممارسة مهارات معينة والعمل على القضايا العاطفية وغير ذلك الكثير، كما يقول.
في حين تضيف المعالِجة وخبيرة الأحلام الطبيبة ليزلي إليس، أن "الأحلام الواضحة يمكن أن تجعلك على اتصال مع طبيعتك الروحية العميقة، وتجلب لك إحساساً بالترابط العالمي، وخوفاً أقل من الموت".
وتوضح أن الأحلام الجلية ثبت أنها تساعد في علاج الكوابيس، لأنه إذا كان بإمكانك أن تكون واعياً في أثناء الكابوس، فإنه يمكنك تغيير المحتوى بطريقة تُشعرك بمزيد من التمكين من داخل الحلم نفسه".
وبمرور الوقت، يمكن أن تؤدي إعادة الصياغة هذه إلى مزيد من المرونة والقدرة على التكيف مع تحديات الحياة.
كيفية الوصول إلى الأحلام الجلية
كما قلنا، يُمكن أن تحدث الأحلام الجليّة بشكل طبيعي، ولكن هناك بعض النصائح التي يمكنك من خلالها زيادة احتمالية حدوثها، وهذه النصائح وفقاً لموقع Woman and Home هي:
1- تعرَّف على دورة نومك
لسنا نتحدث هنا عن طريقة النوم بسرعة، بل عن العلوم العصبية الكامنة وراء النوم نفسه، إذ إن إدراك الجوانب الجسدية والبيولوجية للنوم وأوقات الحلم أمر مفيد للغاية عند محاولة الوصول للحلم الجلي.
اقرأ في مراحل النوم الخمس، وتذبذبات الموجات الدماغية الخمس، ومراحل بدايات النوم المعروفة بـ"الهلوسة التنويمية (الانتقال من الاستيقاظ إلى النوم)"، ومرحلة الانتقال من النوم إلى اليقظة. سوف تساعدك هذه المعلومات في وضع أساس صلب لبدايات فهم الأوقات المُثلى خلال النوم لإثارة حدوث الأحلام الجلية.
حركة العين السريعة
حركة العين السريعة (REM) هي مرحلة من النوم يكون دماغك فيها شديد النشاط، وترى فيها معظم الأحلام ذات التفاصيل الواضحة، وتمثل حركة العين السريعة 20-25% من فترة النوم الكلية، أي نحو 90 إلى 120 دقيقة من النوم في ليلة واحدة
يمكنك تجربة ذلك من خلال ضبط المنبه لتستيقظ أبكر قليلاً من المعتاد، ثم تحاول العودة إلى النوم.
تُعرف هذه الطريقة باسم "الاستيقاظ ثم العودة إلى النوم"، ولها معدلات نجاح مرتفعة بين ممارسي الأحلام الجلية.
2. حاوِل النوم 7 إلى 9 ساعات كل ليلة
ابحث عن طرق لتحسين نظام النوم والحصول على 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة، وتأكَّد من كون روتين ما قبل النوم مناسباً وصحياً تماماً.
إذا كنت تحاول معرفة كيفية النوم بشكل أفضل، فهناك طرق كثيرة لذلك. إلا أن ما لا يمكن تجاهله هو إخلاء سريرك من أي أجهزة إلكترونية، وتجنُّب شرب الكافيين أو تناول أدوية النوم.
لقراءة المزيد عن الأمر: 6 طرق تُدرِّب بها عقلك لتحسين جودة نومك
3. ابدأ ممارسة الوعي الذاتي
ابدأ ممارسة الوعي الذاتي من خلال مراقبة بيئتك اليومية المحيطة ودراستها وتحليلها، سوف يساعدك ذلك في خلق عادة ذهنية هي "التحقق من الواقع".
ومن خلال زيادة الوعي الذي تمارسه في حياتك اليومية، ستجد اختلافاً إيجابياً في عوالم الأحلام والوضوح فيها.
ضع أهدافاً ونوايا وشعارات قبل الخلود إلى النوم، إذ يمكن أن يتمثل هدفك في البحث عن يديك خلال الحلم، أو البحث عن باب ما، ويمكن أن تقول ببساطة: "سأكون واعياً في أحلامي".
4. دوِّن أحلامك يومياً في مفكرة خاصة بذلك
ابدأ كتابة أحلامك في مفكرة يومية خاصة بذلك. وهذه الممارسة هي الأساس الأهمُّ من أجل الوصول إلى الأحلام الجلية، إذ كلما سجلت مزيداً من الأحلام، تحسنت ذاكرتك في استدعاء الأحلام وحث رؤية مزيد منها.
تكوّن هذه العادة كذلك استعراضاً عاماً لمحاور أحلامك، وتساعدك في فهم معانيها وفي إيصال النقاط بعضها ببعض فيما يحدث داخل عقلك اللاواعي، وفقاً لما ذكره موقع Health Line الطبي الأمريكي.
5. تناوَل الأعشاب التي تُعزز الأحلام قبل وقت النوم
إعداد تلك المشروبات العشبية وتناولها قبل الخلود إلى النوم بانتظام سيساعدان عقلك في التأهب للحلم، إضافةً إلى أنها تُنشط رؤية الأحلام الواضحة وتزيد من احتمالية الوصول إلى الأحلام الجلية مثل:
اللوتس الأزرق: بالنسبة للفراعنة كانت وردة اللوتس الأزرق واحدة من النباتات المقدسة، وكانت تعتبر أفضل ما يمكن استخدامه لتحفيز الذهن وتنشيط الأعصاب.
الطرخون: عشبة رائعة لتصفية الذهن وزيادة التركيز.
جذر الهليون البري: تساعد في الحصول على الأحلام السعيدة والعميقة، كما يقال عنها.