يتسبب المرض مهما كانت خطورته بحالة مزاجية سيئة للغاية، ومن المعروف طبياً أن المعاناة من الألم تؤدي إلى تفاقم الأعراض الأخرى مثل التوتر والقلق. ولكن هل يمكن أن يحدث العكس؟ أي هل تتسبب الحالة النفسية بآلام جسدية بلا سبب؟ نتعرف في هذا التقرير على ظاهرة الألم النفسي.
يسمى هذا الألم طبياً psychogenic pain، وهو ليس مصطلحاً تشخيصياً رسمياً، بل يتم استخدامه لوصف اضطراب الألم المنسوب إلى عوامل نفسية.
غالباً ما يكون لدى مرضى الألم النفسي تاريخ من المشكلات النفسية التي لم يتم حلها، فتطفو على السطح دون وعي؛ مما يؤدي إلى ظهور أعراض الألم.
ونظراً لأن مسببات عادة الألم مادية أو جسدية، يمكن بسهولة التغاضي عن الجوانب العاطفية والنفسية للحالة، والتي يجب أن تكون في صميم خطة إدارة العلاج الشاملة.
أسباب ظاهرة الألم النفسي
تسبب عوامل مثل المعتقدات والمخاوف والمشاعر القوية الألم أو تطيل أمده، وليس من الواضح تماماً سر تسبب الدماغ أحياناً في الألم رغم عدم وجود مصدر مادي أو سبب عضوي.
تعيد بعض النظريات السبب إلى ما يسمى إلى ذاكرة الألم، وهي حالة تجعل الجهاز العصبي يحتفظ بالألم لفترة طويلة بعد أن تلتئم الإصابة، حسب موقع منظمة Dignity Health للصحة النفسية.
يقترح آخرون أن هذا الألم قد يكون ناتجاً عن إشارات مشوشة داخل الدماغ، إذ يتم إرسال الإحساس الطبيعي بالألم ومكان وجوده في الجسم بشكل عام، من خلال المستقبلات العصبية التي تنقل المعلومات إلى العمود الفقري، والتي ترسلها بعد ذلك إلى الدماغ، ولكن تضيع الرسائل على طول الطريق من النقطة "أ" إلى النقطة "ب"، ما يدفع الدماغ لتفسير الاضطراب العقلي على أنه ألم جسدي.
ومن العوامل النفسية التي قد تسبب الألم الجسدي اضطرابات القلق والاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب والتوتر.
أعراض الألم النفسي
يمكن أن يكون الألم النفسي حاداً أو مزمناً، تماماً مثل الألم الناجم عن منبهات جسدية.
الألم الحاد قوي ولكنه قصير المدة، وعادة لا يتطلب علاجاً. أما الألم المزمن فيستمر من بضعة أسابيع إلى عدة سنوات، ما يستوجب علاجاً، حسب موقع Cleveland Clinic الطبي.
يمكن الشعور بالألم المزمن في جميع أنحاء الجسم بدرجات متفاوتة، على الرغم من أنه يظهر بشكل شائع على شكل صداع أو آلام في العضلات والمفاصل أو ألم في البطن أو آلام في الظهر والرقبة والأكتاف.
تشخيص الألم النفسي
يتم تشخيص الألم النفسي عندما لا تتوافق الأعراض أو نتائج الفحص مع وظيفة الجهاز العصبي أو عندما يتم استبعاد جميع أسباب الآلام الأخرى.
سيشتكي الشخص المصاب باضطراب الألم النفسي من ألم لا يتناسب مع أعراضه.
وبما أن العوامل النفسية تلعب الدور الأكبر في هذا الالم، سواء مضاعفته أو تقليل حدته، فإن الأطباء والمتخصصين في الصحة العقلية أفضل من يقدم العلاج، حسب موقع News Medical.
كيف يتم العلاج؟
قد يشمل علاج الألم النفسي ما يلي:
- العلاج النفسي.
- مضادات الاكتئاب مع خصائص تقلل الآلام.
- المسكنات غير المخدرة.
تختلف إدارة الألم النفسي عن إدارة الأنواع الأخرى من الألم، وعادة ما يكون العلاج النفسي هو خط العلاج الأول للمرضى الذين يعانون من آلام نفسية المنشأ، وذلك لحل أي مشكلات عالقة قد تكون هي السبب.