في السنوات الأخيرة اكتسب العصير الأخضر المعروف بـ"السموثي" شهرة كبيرة ولاقى قبولاً وانتشاراً واسعَين في الأنظمة الغذائية لسهولة وسرعة تحضيره وغناه بالفيتامينات والمعادن، مما قد يدفعنا للاعتقاد بأنه صحي دائماً.
لكن الأبحاث تُظهر أن هناك بعض الآثار الجانبية غير المرغوب فيها والتي تستوجب الانتباه والحذر عند تحضير هذا النوع من العصائر والكميات التي يتم تناولها بها.
لنلقِ نظرة في هذه المادة على بعض الآثار الجانبية السلبية المحتملة وأضرار العصير الأخضر وكيف يمكن أن يؤثر سلباً على أجسامنا.
1- قد تضعف أسنانك
الفاكهة جزء صحي من أي نظام غذائي متوازن، لكن الحموضة الموجودة في الفاكهة، خاصةً في العصير الذي يتم استهلاكه كبديل للوجبات، يمكن أن تضعف أسناننا بمرور الوقت.
وقد ثبت أن وجود الكثير من الأحماض الموجودة بشكل طبيعي في الفاكهة، يسبب تآكل الأسنان، مما قد يؤدي إلى مشاكل مثل زيادة حساسية الأسنان وألمها، فضلاً عن فقدان ميناء الأسنان.
وجدت دراسة نُشرت عام 2013 في المجلة البريطانية لطب الأسنان أن العصائر التي تحتوي على فواكه مثل الفراولة والموز والتوت البري والعنب البري والكرز أدت إلى زيادة تآكل صلابة سطح الأسنان.
يشير هذا البحث أيضاً إلى أن العصائر التي تحتوي على منتجات الألبان على شكل حليب أو زبادي هي أكثر صحة لصحة أسناننا بسبب ارتفاع مستويات الكالسيوم والفوسفات والبروبيوتيك الصحي.
2- قد تزيد من خطر الإصابة بحصوات الكُلى والالتهابات
من الآثار الجانبية المحتملة الأخرى لتناول العصائر تكون بلورات الأكسالات في جسمك، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الكُلى.
حمض الأوكساليك هو مركب موجود في العديد من الأطعمة المختلفة، ولكنه مرتفع بشكل خاص في بعض الخضراوات الورقية مثل السبانخ. وعلى الرغم من أن هذا مركب طبيعي، فإنه يمكن أن يؤدي إلى تكوين حصوات الكُلى إذا تم تناوله بشكل متكرر.
بل أظهرت الأبحاث التي نُشرت في موقع Oxford Academics، أنه يمكن أن يؤدي أيضاً إلى الالتهاب والألم المزمن وزيادة الألم العضلي الليفي وعدم توازن هرمون الأمعاء.
لتجنب ذلك، من المهم استخدام كمية أقل من السبانخ أو استبدالها بالكامل بخضار أخرى.
في دراسة أُجريت عام 2015 ونُشرت في مجلة Nutrition and Food Science Journal مجموعتين من العصائر الخضراء التي كانت متشابهة في كل شيء باستثناء كمية السبانخ. ووجدوا أن العصير الأخضر الذي يحتوي على القليل من السبانخ كان يحتوي على أكسالات أقل بكثير.
3- قد تُقلل من فاعلية الدواء الخاص بك
غالباً ما تكون بعض الخضراوات الورقية التي تعتبر خيارات شائعة للعصائر، مثل الكيل أو السبانخ، غنية بفيتامين ك. ومع ذلك، بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مشكلة من خطر جلطات الدم أو يحتاجون إلى تناول مميعات الدم لأسباب أخرى، يمكن أن يكون تناول الكثير من فيتامين ك مشكلة.
وفقاً لتقرير نُشر في موقع Nutrition Reviews، فإن استهلاك ما بين 700 و1500 ميكروغرام من فيتامين ك من حصة واحدة من الخضراوات يمكن أن يشكل مشكلة لأولئك الذين يتناولون مميعات الدم.
4- قد يُبطئ وظيفة الغدة الدرقية
تتحكم غدتنا الدرقية بالكثير من الوظائف في أجسامنا، فهي تنتج الهرمونات التي تنظم طاقتنا، والتي بدورها تؤثر على نمو عقولنا، والهضم وصحة القلب والعديد من الوظائف الهامة الأخرى.
ولكي تعمل الغدة الدرقية بشكل صحيح وتنتج هذه الهرمونات، فإنها تحتاج إلى مستويات كافية من اليود.
يشير موقع Women's Health إلى أن الخضراوات الصليبية (مثل الكرنب والبروكلي والملفوف، إلخ) يمكنها في الواقع منع إنتاج هرمونات الغدة الدرقية بمضادات طبيعية.
5- قد تبتلع بعض المعادن السامة
من الممكن أن تتسرب بعض المعادن السامة الموجودة في التربة مثل الثاليوم إلى عصيرك.
يوجد هذا المعدن الثقيل بشكل شائع في التربة؛ حيث يوجد نشاط صناعي قريب مثل محطات الطاقة أو حرق الفحم. يلتصق الثاليوم بالخضراوات الصليبية مثل البروكلي والقرنبيط والكيل.
وفقاً لمجلة الكيمياء الجيولوجية البيئية والصحة، فإن استهلاك الثاليوم بشكل منتظم، حتى بكميات ضئيلة من عصير أخضر يومي، يمكن أن يشكل تهديداً على صحتنا بمرور الوقت، خاصة في أنظمتنا العصبية.
6- قد يحتوي الخضار النيئ على الكثير من البكتيريا
يؤسفنا أن نخبرك أن الخضار النيئ وغير المطبوخ يحتوي على كمية كبيرة من البكتيريا والطفيليات، حتى إن كانت عضوية.
عادة، تعمل الأحماض الهضمية في المعدة والعوامل المناعية للأمعاء على تدمير هذه الكائنات الخفية الصغيرة، لذلك لن تشعر أبداً بآثارها. لكن الكثير من الأشخاص قد يستخدمون كميات كبيرة من الخضار أو قد يشربون كميات كبيرة بشكل متكرر مما ينهك الجهاز المناعي ويضعف الهضم، كما يشير موقع Women's Health Network.
لتتجنب ذلك، قُم برش الخضار باستخدام خليط فائق البساطة:
1 ملعقة كبيرة عصير ليمون.
2 ملعقة كبيرة خل أبيض.
1 كوب ماء بارد من الصنبور.
امزج المكونات في زجاجة رذاذ فارغة.
استخدم غسول الليمون لجميع الخضار والفواكه ثم قُم بغسلها تحت مياه جارية وبعد ذلك تناولها.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.