قد يكون ضعف اليدين وعدم القدرة على حمل الأشياء الثقيلة نسبياً أمراً محبطاً للغاية. عند المعاناة من الضعف في يديك أو الشعور بإحساس "الثقل" بإحدى يديك أو كلتيهما، فقد يكون هناك عدد من الأسباب المختلفة لذلك.
ويُعد ضعف اليد المفاجئ أمراً مقلقاً للغاية في بعض الحالات، إذ يمكن أن يكون علامة على السكتة الدماغية أو حالة طبية طارئة أخرى.
وعادةً ما ترجع مشكلة ضعف اليدين إذا ما استمرت لأسابيع أو شهور إلى مشكلة طبية يمكن علاجها. لكن إذا ما تُركت الحالة من دون علاج، يمكن أن يتفاقم ضعف اليد، علاوة على مخاطر تفاقم الحالة الأصلية وراءها.
في هذا التقرير نستعرض أسباب ضعف اليدين الأكثر شيوعاً، ومتى تنبع المشكلة من حالات صحية خطيرة تستلزم الحصول على الرعاية الطبية على الفور.
1- متلازمة النفق الرسغي
متلازمة النفق الرسغي هي أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لضعف اليد وعدم الراحة والشعور بالألم، وتحدث غالباً بسبب الكتابة المفرطة باستخدام الكمبيوتر أو الآلات الكتابة.
وبحسب موقع Very Well Health الطبي للصحة، تنتج متلازمة النفق الرسغي عن تورم داخل الرسغ. ويضغط هذا التورم على الأعصاب التي تنتقل عبر "نفق" من عظام المعصم.
هذا الأمر يسبب الألم والوخز والخدر والضعف وعدم القدرة على استخدام اليد بصورة طبيعية. كما يمكن أن ينتقل الانزعاج والضعف ويصل حتى أعلى الذراع إذا ساء التورم والضغط.
وتؤثر أعراض النفق الرسغي على الحياة اليومية بشكل طبيعي، وتستدعي زيارة الطبيب على الفور قبل تفاقم المشكلة.
ويمكن لطبيبك أو أخصائي العلاج الطبيعي تشخيص متلازمة النفق الرسغي من خلال الاستماع إلى شرحك للأعراض وفحص يدك وذراعك. في بعض الأحيان تكون هناك حاجة لإجراء مسح مقطعي على التوصيل العصبي في اليد لتأكيد تشخيص متلازمة النفق الرسغي.
أما بالنسبة للعلاج، فعادةً ما يساعد الحصول على الراحة واستخدام كمادات الثلج والأدوية المضادة للالتهابات التي لا تستلزم وصفة طبية، في تخفيف الألم والأعراض.
ويمكن أن تمنع دعامة المعصم وتعديل حركة المعصم أثناء العمل تفاقم متلازمة النفق الرسغي. لكن بالنسبة للحالات الشديدة، فإن إجراء جراحياً بسيطاً نسبياً قادر على تخفيف الضغط ويعالج المشكلة بشكل دائم.
2- ضغط أعصاب الرقبة
يحدث انضغاط العصب، أو اعتلال الجذور العنقي، عندما يضغط شيء ما على العصب الموجود في العنق ويهيجه. وقد ينجم هذا عن التغيرات التي تحدث في العمود الفقري مع التقدم في العمر.
يمكن أن تحدث هذه الحالة أيضاً بسبب الإصابة المفاجئة التي تؤدي إلى انزلاق غضروفي، ما يؤدي إلى الشعور بالألم الذي يبدأ من الرقبة وينتقل إلى أسفل ذراع الشخص.
وتشمل الأعراض الأخرى بحسب موقع Medical News Today:
- وخز اليد والأصابع.
- ضعف اليد أو العضلات أو الكتف.
- تراجع الإحساس والشعور بالتنميل.
ويشمل علاج العصب المضغوط ما يلي:
- استخدام طوق عمودي ناعم، وهو عبارة عن حلقة مبطنة تلتف حول الرقبة.
- العلاج الطبيعي البدني.
- استخدام العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، مثل الأسبرين والإيبوبروفين.
- تناول عقاقير الكورتيكوستيرويدات عن طريق الفم.
- حقن الستيرويد والمنشطات.
- الجراحة إذا لم تؤدِّ الطرق الأخرى إلى نتائج.
3- مرض السكري العصبي
مرض السكري هو حالة طبية مزمنة يكون فيها الجسم غير قادر على تنظيم مستويات السكر في الدم بشكل صحيح طبيعياً. ومن أحد مضاعفات مرض السكري تلف الأعصاب، الذي يشار إليه بالاعتلال العصبي السكري.
وغالباً ما يؤثر الاعتلال العصبي السكري على اليدين أو القدمين بشكل رئيسي.
يمكن أن يسبب الاعتلال العصبي الضعف في الأطراف والشعور بالثقل، وصعوبة تنسيق حركات الطرف المصاب، والمعاناة من الألم والوخز أو الإحساس بالحرقان.
يمكن بمراجعة الطبيب المتخصص اكتشاف اعتلال الأعصاب السكري بناءً على ملاحظة الأعراض وبالفحص البدني. وفي كثير من الأحيان، هناك حاجة إلى الكشف عن التوصيل العصبي لتحديد شدة ونوع الاعتلال العصبي.
تشمل الخطوات التالية في العلاج إدارة مرض السكري نفسه، والتي يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض اعتلال الأعصاب السكري.
4- الاعتلال العصبي
في حين أن مرض السكري هو السبب الأكثر شيوعاً للاعتلال العصبي كما أسلفنا، فإن هناك 8 أسباب للاعتلال العصبي إلى جانب مرض السكري، ويمكن أن تسبب جميعها ضعف اليد.
وبمراجعة الطبيب المتخصص إذا ما لاحظت ضعفاً في يديك لأكثر من أسبوع كامل، قد تحتاج إلى إجراء بعض اختبارات الدم لتحديد ما إذا كنت تعاني من اعتلال عصبي مرتبط بمرض التهابي، أو بسبب حالة مناعة ذاتية، أو مشكلة استقلابية (متلازمات التمثيل الغذائي)، أو نقص في التغذية، أو كأحد الآثار الجانبية للأدوية.
في معظم الأحيان، يسبب الاعتلال العصبي خدراً أو ألماً أو ضعفاً في اليدين والقدمين، ويمكن أن تتحسن معظم حالاته إذا تم تشخيص السبب ومعالجته فوراً.
5- التهاب المفاصل
التهاب المفاصل هو حالة طبية تسبب الألم وتورُّم المفاصل. وهذا يمكن أن يؤدي إلى الإحساس بالضعف وصعوبة بالحركة، خاصة في اليدين.
إذا كنت مصاباً بالتهاب المفاصل، خاصةً التهاب المفاصل الروماتويدي الأكثر شيوعاً، وتعاني الألم وضعف اليدين والقدرة على الحركة بصورة طبيعية، يمكن أن يتفاقم الأمر بمرور الوقت إذا لم يتم علاجه بشكل فوري.
وتشمل الأعراض الشائعة لالتهاب المفاصل بحسب Buoy Health:
- الشعور بالألم بشكل متقطع أو مستمر.
- إحساس بالدفء حول المفصل المصاب.
- شعور بالخشونة والقرمشة في المفصل المصاب.
- التورم وكثرة الإصابة بالخراجات.
- انخفاض قدرة الحركة حول المفصل المصاب.
ومن خلال إجراء اختبارات الدم والأشعة السينية، يمكن تشخيص التهاب المفاصل وتلقي الأدوية والعلاجات المضادة للالتهابات، واستخدام الجبائر لتقويم المكان المصاب، وتلقي الحقن المعالجة لالتهابات المفاصل.
وأخيراً يمكن اللجوء إلى الجراحة لإصلاح الضرر أو استبدال المفاصل.
6- التصلب المتعدد (MS)
يُعد التصلب المتعدد حالة صحية خطيرة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي في الجسم.
ولا يعرف العلماء بالضبط ما الذي يسبب مرض التصلب العصبي المتعدد. ومع ذلك، فهم يعتقدون أنها حالة من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي مادة المايلين التي تعزل الأعصاب.
ووفقاً للمعهد الوطني الأمريكي للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية NINDS، يعاني معظم الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد من ضعف عضلي في أطرافهم. وقد يعانون أيضاً من التنميل والإحساس بالوخز.
ولا يوجد حالياً علاج لمرض التصلب العصبي المتعدد. ومع ذلك، عادةً ما يتضمن العلاج الأدوية التي تقلل الأعراض، إضافة إلى العلاج الطبيعي.
7- السكتة الدماغية
تحدث السكتة الدماغية نتيجة لانخفاض أو انسداد إمدادات الدماغ بالدم أو عندما ينفجر أحد الأوعية الدموية في الدماغ. ويمكن أن تسبب السكتات الدماغية خدراً أو ضعفاً في الذراع أو الوجه أو الساق، خاصةً في جانب واحد من الجسم.
تشمل الأعراض الأخرى للسكتة الدماغية ما يلي، بحسب Medical News Today:
- التشوش وعدم الاتزان.
- صعوبة الرؤية.
- صعوبة المشي.
- الشعور بالصداع المفاجئ الشديد.
ويعتمد علاج السكتة الدماغية على نوع السكتة التي يعانيها الشخص. وهي تستدعي التوجه إلى الطوارئ أو طلب الإسعاف فور الشعور بأي من تلك الأعراض السالف ذكرها.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.