بالرغم من أن الساونا بشكلها الحالي تعتبر أحد الابتكارات الحديثة نسبياً، فإن حمامات البخار استخدمت لأغراض علاجية منذ آلاف السنين ولا تزال تحظى بشعبية حتى يومنا هذا.
فعلى سبيل المثال استخدمت شعوب المايا هذا النوع من العلاج قبل 3 آلاف عام، كما اعتمدته العديد من الحضارات الأخرى. فما هي فوائد الساونا الصحية تحديداً، وفي المقابل ما هي مخاطر استخدام هذا النوع من العلاج؟ والسؤال الأهم: هل تساعد الساونا فعلاً على فقدان الوزن؟
إليكم كل ما تريدون معرفته:
ما هي الساونا؟
عادةً ما تكون الساونا عبارة عن غرفة مغلقة يتم تسخينها إلى ما بين 70 درجة إلى 100 درجة مئوية.
وهناك أنواع متعددة من الساونا، ففي حمامات البخار الفنلندية التقليدية تستخدم الحرارة الجافة مع رطوبة نسبية تتراوح غالباً بين 10 و20%. بينما تحتوي أنواع أخرى من الساونا، على مستويات أعلى من الرطوبة مثل حمامات الساونا على الطراز التركي.
يمكن أن يرفع استخدام الساونا درجة حرارة الجلد إلى ما يقرب من 40 درجة مئوية، ومع هذا الارتفاع في درجة الحرارة يرتفع معدل ضربات القلب بينما يحاول الجسم الحفاظ على البرودة، وقد يفقد الشخص ما يقرب من نصف لتر من العرق أثناء قضاء وقت قصير في الساونا.
فوائد الساونا الصحية
تساعد الساونا بشكل رئيسي على الاسترخاء، كما يوجد لها عدة فوائد صحية أخرى تنتج عن ارتفاع معدل ضربات القلب واتساع الأوعية الدموية، وهذه أبرزها وفقاً لما ورد في موقع Medical News Today:
1 . تخفيف الآلام
قد تساعد زيادة الدورة الدموية في تقليل وجع العضلات، وتحسين حركة المفاصل، وتخفيف آلام التهاب المفاصل.
2. تقليل مستويات التوتر
نظراً لأن الحرارة في الساونا تعمل على تحسين الدورة الدموية، فقد تعزز أيضاً الاسترخاء، ما يمنح شعوراً بالراحة.
3. تحسين صحة القلب والأوعية الدموية
قد يرتبط انخفاض مستويات التوتر عند استخدام الساونا بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
تابعت إحدى الدراسات، التي أجريت في فنلندا، 2315 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 42 و 60 على مدار 20 عاماً. وأشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون الساونا قد يكونون أقل عرضة للوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وقد كان المشاركون الذين استخدموا الساونا مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع أقل عرضة بنسبة 22% للموت المفاجئ الناتج عن الأزمات القلبية من أولئك الذين استخدموها مرة واحدة فقط في الأسبوع.
أما أولئك الذين استخدموا الساونا أربع إلى سبع مرات في الأسبوع كانوا أقل عرضة بنسبة 63% للموت القلبي المفاجئ وأقل عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 50% من أولئك الذين استخدموا الساونا مرة واحدة فقط في الأسبوع.
مع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا كان هناك ارتباط محدد بين استخدام الساونا وانخفاض الوفيات من أمراض القلب.
وفي حين أن الدراسات قد تكون واعدة، يجب ألا يحل استخدام الساونا محل برنامج التمارين للحفاظ على صحة القلب. فهناك المزيد من الأدلة التي تدعم فوائد هذه التمارين المنتظمة.
4. مشاكل بشرة
تعمل الساونا الجافة على تجفيف الجلد أثناء الاستخدام. لذا من الممكن أن تخفّ الأعراض لدى بعض المصابين بالصدفية في حال استخدموا الساونا، لكن قد يزداد الوضع سوءاً بالنسبة للمصابين بالتهاب الجلد التأتبي.
5. قد تساعد المصابين بالربو
قد يشعر الأشخاص المصابون بالربو بالراحة من بعض الأعراض نتيجة استخدام الساونا. إذ قد تساعد الساونا في فتح المسالك الهوائية وتخفيف البلغم وتقليل التوتر.
مخاطر الساونا
يعتبر الاستخدام المعتدل للساونا آمناً لمعظم الناس، مع ذلك هناك بعض الاحتياطات الواجب مراعاتها قبل استخدام الساونا، فعلى سبيل المثال يجب على المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية التحدث إلى الطبيب أولاً
1 . مخاطر ضغط الدم
لا ينصح بالتنقل ما بين غرفة الساونا الحارة وحمام السباحة البارد؛ لأن ذلك قد يرفع ضغط الدم.
قد يؤدي استخدام الساونا أيضاً إلى انخفاض ضغط الدم، لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم التحدث إلى طبيبهم للتأكد من أن استخدام الساونا آمن.
كذلك يجب على الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية مؤخراً التحدث إلى طبيبهم أولاً.
2. مخاطر الجفاف
يمكن أن ينتج الجفاف عن فقدان السوائل أثناء التعرق. قد يكون الأشخاص المصابون بحالات معينة، مثل أمراض الكُلى، أكثر عرضة للإصابة بالجفاف.
يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة أيضاً إلى الدوار والغثيان لدى بعض الأشخاص.
الاحتياطات أثناء استخدام الساونا
لتجنب أي آثار صحية سلبية، يُنصح باتباع الاحتياطات التالية:
الحد من الوقت الذي تقضيه في الساونا: لا تقضِ أكثر من 20 دقيقة في المرة الواحدة في الساونا. يجب أن يقضي المستخدمون لأول مرة ما بين 5 إلى 10 دقائق كحد أقصى. وعندما يعتادون الحرارة، يمكنهم زيادة الوقت ببطء إلى نحو 20 دقيقة.
شرب الكثير من الماء: مهما كان نوع الساونا التي تستخدمها، فمن المهم تعويض السوائل المفقودة من التعرق. يجب أن تشرب حوالي كوبين إلى أربعة أكواب من الماء بعد استخدام الساونا.
تجنب استخدام الساونا في حالة المرض: يجب على المرضى الانتظار حتى يتعافوا قبل استخدام الساونا. كما يجب على النساء الحوامل أو المصابات بحالات طبية معينة، مثل انخفاض ضغط الدم، استشارة الطبيب قبل استخدام الساونا.
الإشراف على الأطفال: يمكن للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 6 سنوات وما فوق استخدام الساونا بأمان، ولكن يجب الإشراف عليهم عند القيام بذلك. يجب ألا يقضوا أكثر من 15 دقيقة هناك.
أساطير حول الساونا
بالرغم من أن وجود فوائد صحية حقيقية للساونا، لكن تحيط بها أيضاً بعض الخرافات:
الخرافة الأولى: التعرق يزيل السموم
يشاع أن إحدى فوائد الساونا هي أنها تدفعك للتعرق، وبهذه الطريقة يتخلص الجسم من السموم.
بالرغم من أنك تتعرق بالفعل أثناء استخدام الساونا، لكن لا يوجد بحث علمي يثبت أن التعرق يزيل السموم من الجسم. إذ تتم إزالة السموم مثل الكحول والزئبق والألمنيوم عن طريق الكلى والكبد والأمعاء.
الخرافة الثانية: استخدام الساونا يساعد على إنقاص الوزن
هناك خرافة أخرى حول استخدام الساونا وهي أنها تؤدي إلى فقدان الوزن.
من الممكن أن تفقد القليل من الوزن بعد استخدام الساونا، لكن فقدان الوزن ذاك يرجع إلى فقدان السوائل وليس الدهون. وبالتالي ستكتسب الغرامات القليلة التي فقدتها في الساونا بمجرد أن تأكل أو تشرب شيئاً ما.