التهاب المفاصل من أكثر أمراض الشيخوخة شيوعاً، لكنه قد يصيب أيضاً البالغين الأصغر سناً والمراهقين وحتى الأطفال.
سنتعرف في هذا التقرير على أسباب التهاب المفاصل وأعراضه وطرق العلاج والوقاية من المرض:
ما هو التهاب المفاصل؟
يمكن أن يؤثر التهاب المفاصل على واحد أو أكثر من المفاصل في أجسادنا، ولا يمكن حصر التهاب المفاصل في تعريف واحد على وجه التحديد؛ إذ يوجد ما يزيد عن 100 نوع مختلف من هذا النوع من الالتهاب، لكل منها أسباب وطرق علاج مختلفة وفقاً لما ورد في موقع Healthline.
عادة ما يبدأ التهاب المفاصل بالظهور بشكل خفيف ثم تتطور حالة المريض تدريجياً، لكن يمكن كذلك أن تظهر الأعراض بشكل مفاجئ.
قد يصيب هذا المرض الرجال والنساء والصغار والكبار على حد سواء، لكنه إجمالاً أكثر شيوعاً لدى البالغين الذين تجاوزت أعمارهم 65 عاماً. وكذلك تعتبر النساء وأولئك الذين يعانون من الوزن الزائد أكثر عرضة للإصابة به.
ما هي أعراض التهاب المفاصل؟
أكثر أعراض التهاب المفاصل شيوعاً هي الألم في المفاصل والتيبس والتورم.
قد يصبح المريض كذلك أقل قدرة على الحركة وقد يعاني من احمرار في الجلد حول المفصل، وتكون الأعراض في أَوْجِها لدى الكثير من المرضى في ساعات الصباح الأولى.
وفي حالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي قد يعاني المريض أيضاً من التعب والإعياء وفقدان الشهية.
أسباب التهاب المفاصل
غالباً ما يصاب الأشخاص بالتهاب المفاصل بسبب تضرر الغضروف، وهو النسيج الضام المرن الذي يحمي المفاصل عن طريق امتصاص الضغط والصدمات الناتجة أثناء الحركة والنشاطات اليومية.
وعموماً تختلف أسباب التهاب المفاصل باختلاف نوع المرض، إذ يوجد العديد من الأمراض التي تندرج تحت اسم التهاب المفاصل كما ذكرنا.
في بعض الحالات قد يكون انهيار الأنسجة الغضروفية حالة طبيعية بسبب التقدم في العمر.
وفي أحيان أخرى قد تسبب العدوى أو الإصابة في المفاصل شكلاً من أشكال الالتهاب.
كذلك تلعب الوراثة عاملاً هاماً في احتمالية الإصابة بالتهاب المفاصل مع التقدم في العمر.
قد ينتج التهاب المفاصل أيضاً عند الإصابة باضطراب المناعة الذاتية الذي يحدث عندما يهاجم جهاز المناعة أنسجة الجسم.
كيف يتم تشخيص الإصابة بالتهاب المفاصل؟
إذا كنت تعاني من آلام في المفاصل توجَّه إلى الطبيب على الفور. سيقوم الطبيب بإجراء فحص للتأكد من سلامة الغضاريف حول المفاصل، وتبعاً لنتائج حالتك قد يحيلك إلى طبيب أكثر تخصصاً.
وإذا كنت تعاني من آلام شديدة قد ترغب برؤية طبيب مختص بالروماتيزم مباشرة.
سيجري لك الطبيب المختص العديد من الاختبارات الشائعة لتشخيص المرض أبرزها تحليل مستويات الالتهاب في الدم والتحقق من نسب الأجسام المضادة مثل CCP في جسدك، كذلك ستُجرى تحليلات لتحديد عامل الروماتيزم RF والأجسام المضادة ANA.
يستخدم الأطباء عادةً التصوير بالأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب (CT) لإنتاج صور للعظام والغضاريف وذلك ضروري لاستبعاد الأسباب الأخرى التي قد تكون سبباً للأعراض الظاهرة على المريض.
علاج التهاب المفاصل
الهدف الرئيسي من علاج التهاب المفاصل هو تخفيف الألم الذي يعاني منه المريض ومنع حدوث أضرار إضافية للمفاصل.
كذلك تختلف آليات علاج التهاب المفاصل تبعاً لنوع الالتهاب وشدته لدى المريض.
في بعض الحالات قد يكتفي الطبيب بوصف المهدئات وقد يطلب من المريض استخدام أداة لمساعدته على الحركة والتنقل بحيث يخفف الضغط على المفاصل.
أدوية التهاب المفاصل
هناك عدد من أنواع مختلفة من أدوية علاج التهاب المفاصل، منها:
المسكنات، مثل الهيدروكودون (فيكودين) أو الأسيتامينوفين (تايلينول) وهي فعالة في تخفيف الألم ولكن لا تساعد على تقليل الالتهاب.
الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs)، مثل إيبوبروفين (أدفيل) والساليسيلات والتي تساعد على السيطرة على الألم والالتهاب معاً، وقد تتعارض هذه الأدوية مع أدوية أخرى يتناولها المريض؛ لذلك لا يجب أن تؤخذ إلا بناء على استشارة الطبيب.
كريمات المنثول أو الكابسايسين والتي تساهم أيضاً في تخفيف الألم.
مضادات المناعة مثل بريدنيزون أو الكورتيزون والتي تساعد في تقليل الالتهاب.
الجراحة لعلاج التهاب المفاصل
قد تكون الجراحة أمراً ضرورياً في حال تضرُّر المفاصل بشكل بالغ، وتهدف إلى استبدال المفصل بآخر صناعي.
هذا النوع من الجراحة هو الأكثر شيوعاً في حالات التهاب مفاصل الركبتين.
إذا كان التهاب المفاصل يستهدف مفاصل الأصابع أو المعصمين قد يلجأ الطبيب إلى عملية صهر المفصل، والتي يتم من خلالها ربط نهايات العظم ببعضها إلى أن تلتئم وتُشفى.
العلاج الطبيعي لالتهاب المفاصل
العلاج الطبيعي لالتهاب المفاصل يتضمن التمارين التي تساعد على تقوية العضلات حول المفصل المصاب، وهو علاج فعال في الحالات التي يحددها الطبيب المختص.
بعض التغييرات التي تساعد في علاج التهاب المفاصل
هناك بعض التغييرات التي يمكن للمريض أن يجريها على نمط حياته، وقد تساعده في علاج حالة التهاب المفاصل.
أبرز تلك التغييرات هي فقدان الوزن والحفاظ على وزن صحي إذا كان المريض يعاني من الوزن الزائد.
كذلك يتوجب على المريض اتباع نظام غذائي صحي غني بالأطعمة المحتوية على المواد المضادة للأكسدة، مثل الفواكه الطازجة والخضراوات والأعشاب، والتي من الممكن أن تساعد في الحد من الالتهاب.
وتشمل الأطعمة الأخرى التي تقلل من الالتهاب كذلك الأسماك والمُكسرات.
أما الأطعمة التي يجب تقليلها أو تجنبها إذا كنت مصاباً بالتهاب المفاصل فتشمل الأطعمة المقلية والأطعمة المصنّعة ومنتجات الألبان والكميات الكبيرة من اللحوم.
تشير بعض الأبحاث أيضاً إلى أن النظام الغذائي الخالي من الغلوتين قد يخفف من أعراض التهاب المفاصل.
كذلك فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام سوف تُبقي المفاصل مرنة وبحالة جيدة؛ لذلك ينصح الأطباء بها لتجنب الإصابة بالمرض خاصة مع وجود تاريخ مَرضيّ في العائلة.
أما المصابون بالتهاب المفاصل فينصحهم الأطباء بممارسة السباحة على وجه التحديد، وذلك لأنها لا تشكل ضغطاً على المفاصل مثل التمارين الرياضية الأخرى.