عندما تحتاج إلى جرعة الانتعاش تلك بعد فترة الظهيرة، فمن البديهي أن تحتسي كوباً من القهوة. لكن هل شرب هذا الكوب من القهوة سيجعلك تأكل أيضاً كيساً من رقائق البطاطس، لأنّه يُمثّل وجبتك الخفيفة؟
لا تزال الآراء مُختلفة حول ما إذا كانت القهوة تتمتع بخصائص مسببة للجوع، حيث تُقدّم العديد من الدراسات معلومات متضاربة حول ما إذا كان الكافيين يزيد الشهية فعلاً أم يُقلّلها.
تعرّف معنا في هذا التقرير على العلاقة بين الكافيين والشهية وماذا يقول العلم عن الموضوع.
تأثيرات الكافيين على الشهية
الكافيين له تأثير طفيف وقصير في التخفيف من الشهية، وفقاً لأخصائية التغذية في Mayo Clinic كاثرين زيراتسكي. تزيد المادة الكيميائية أيضاً من مستوى الأحماض الدهنية المنتشرة في جسمك. يعزز هذا التأثير أكسدة الدهون، على الرغم من أن التأثير أقل وضوحاً لدى الأشخاص الذين يستهلكون الكافيين بانتظام. يقلل الكافيين من التعب ويمنحك المزيد من الطاقة، ما يساعدك على الشعور بالراحة أثناء اتباع نظام غذائي ويمنحك دفعة من الطاقة إذا كنت تقوم بتمارين رياضية. قد تفقد بعض وزن الماء مؤقتاً بعد تناول الكافيين لأن له تأثيرات مدرة للبول تجعلك تتبول بشكل متكرر، لكن الخسارة مؤقتة.
يتم التحكم في الشهية من خلال العديد من العوامل المختلفة، بما في ذلك التركيب الغذائي للوجبات والهرمونات ومستويات النشاط. قد يقلل شرب القهوة المحتوية على الكافيين من مستويات هرمون الجريلين. بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى أن شرب القهوة المحتوية على الكافيين قد يقلل من عدد السعرات الحرارية التي تستهلكها على مدار اليوم، مقارنة بعدم شربها.
ومع ذلك، فإن الأبحاث حول الكافيين كمثبط للشهية متضاربة، وتشير بعض الدراسات إلى أن الكافيين ليس له تأثير يذكر على الشعور بالامتلاء. وبالتالي، من الضروري إجراء المزيد من الدراسات.
أبحاث متضاربة
أجرى باحثون من ألمانيا والنمسا دراسة عام 2014 تُظهر أن الكافيين يكبح الشعور بالجوع. ولكن كانت الدراسة صغيرة وأجريت على 84 شخصاً فقط ممن تناولوا خلطين مختلفين من القهوة بمحتوى مماثل من الكافيين على مدار أربعة أسابيع.
ووجدت الدراسة أن إحدى الخليطين زاد مستوى السيروتونين لدى المشاركين، وهو الهرمون المسؤول عن كبح الشهية وعرقلة الخلايا العصبية التي تزيد من الشهية، وقلّل من الغريلين، الهرمون الذي يزيد من الشهية. وفقد المشاركون في الدراسة أيضاً بعض دهون الجسم خلال الأربعة أسابيع.
لكن دراسةً أخرى، أجراها باحثون من جامعة ولاية نيويورك على الفئران ونشرتها دورية Appetite عام 2016، أظهرت أن جرعات الكافيين زادت من كمية الطعام التي تناولتها الفئران. ما أودى بالباحثين إلى استنتاج أن الكافيين يزيد الشهية.
وأخيراً، أجريت دراسة أخرى عام 2014 على أيدي باحثين من كلية العلوم الطبية بأستراليا لتبحث في ما إذا كانت استراحات القهوة في منتصف النهار من شأنها أن تُقلّل الشهية. واختبرت كلاً من القهوة منزوعة الكافيين والقهوة العادية، ووجدت أن الكافيين لم يكن له أي تأثير على الشعور بالجوع، على الرغم من أن الباحثين شعروا بأن الموضوع في حاجة إلى المزيد من البحث.
وفي حين لا تزال الأدلة العلمية غير مؤكدة، يبدو أن معظم العلامات تُشير إلى أن الكافيين يساعد في كبح الشهية، وليس تحفيزها. وقد يفسر ذلك سبب احتواء الكثير من مثبطات الشهية التي تصرف دون وصفة طبية على الكافيين.
لكن لا تتعامل مع هذه الفكرة على أنها ذريعةٌ لتناولها بإسراف في المقهى المفضل لك. وتذكر أن الكثير من المشروبات التي تعتمد على القهوة يضاف إليها السكر، والكريمة، وغيرها من المكونات التي تزيد السعرات الحرارية وتُشعرك بالشبع.