الكونغرس يحقق في وجود مواد سامة في أطعمة الأطفال.. كيف تختارين ما يأكله ابنك بأمان؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/08 الساعة 12:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/08 الساعة 15:28 بتوقيت غرينتش

بدأ طفلك بتناول الطعام الصلب؟ لا بد إذاً أنك بدأت بالبحث عن الأفضل بين الخيارات الكثيرة من العصائر والسناكات والوجبات الجاهزة والبسكويت التي تملأ المتاجر والصيدليات. الكثير منها تعدك بأنها "آمنة" لطفلك باستخدام عبارات مثل "عضوي" أو "بدون سكر مضاف" أو "طبيعي بالكامل"، تبدو كل هذه العبارات مغرية مثل موزة أو تفاحة أو وجبة منزلية تحضرها بنفسك.

لكن هناك حقيقة لا يمكن رؤيتها حتى عند النظر إلى قسم المكونات أحياناً. وفقاً لدراسة وأبحاث جديدة نُشرت بتاريخ 4 فبراير/شباط من عام 2021، من المحتمل أن تكون المعادن الثقيلة السامة التي تضر بنمو دماغ طفلك موجودة في طعامه الذي تطعمه إياه وتظن أنه آمن تماماً! 

أطعمة الأطفال

وفقاً لوثائق التحقيقات التي أجرتها لجان في الكونغرس فإن هناك أربع شركات رائدة في تصنيع أغذية الأطفال تطرح منتجاتها في السوق على الرغم من علمها أنها تحتوي على مستويات عالية من المعادن الثقيلة السامة.

تعرف معنا في هذا التقرير على هذه الشركات ومنتجاتها وكيف تستطيع اختيار الأفضل لطفلك.

معادن ثقيلة تؤثر على نمو الدماغ ومعدل الذكاء

وجدت الاختبارات التي أجريت على 168 نوعاً من أغذية الأطفال من كبرى الشركات المصنعة في الولايات المتحدة أن 95% منها تحتوي على الرصاص، و73% تحتوي على الزرنيخ، و75% تحتوي على الكادميوم، و32% تحتوي على الزئبق. كما احتوى ربع الأطعمة على جميع المعادن الثقيلة الأربعة في نفس الوقت.

واحد من كل خمسة أطعمة للأطفال تم اختباره يحتوي على أكثر من 10 أضعاف من حد 1 جزء في البليون من الرصاص الذي أقرته وزارة الصحة العامة، على الرغم من أن الخبراء يتفقون على أنه لا يوجد مستوى آمن من الرصاص مهما كان ضئيلاً.

تحاكي النتائج دراسة سابقة أجرتها إدارة الغذاء والدواء وجدت فيها واحداً أو أكثر من نفس المعادن في 33 نوعاً من 39 نوعاً من أغذية الأطفال التي تم اختبارها.

ووجدت الدراسة أن الأطعمة الأكثر عرضة لضرر السمية هي المنتجات القائمة على الأرز والبطاطا الحلوة وعصائر الفاكهة.

وذكرت الدراسة أنه حتى في الكميات الضئيلة الموجودة في الطعام، لهذه الملوثات تأثيرات تتراوح من المشاكل السلوكية إلى العدوانية إلى فقدان معدل الذكاء وجميع أنواع العجز المعرفي والسلوكي الذي يمكن أن يستمر طوال الحياة. وتتضاعف التأثيرات مع كل وجبة خفيفة يأكلها الطفل.

تم إجراء الاختبارات بواسطة شركة Healthy Babies Bright Futures، التي تطلق على نفسها اسم تحالف العلماء والمنظمات غير الربحية والمتبرعين الذين يحاولون تقليل التعرض للمواد الكيميائية السامة للأعصاب خلال الأشهر الأولى من الحياة.

الشركات الأشهر التي تتعرض للمساءلة

تصنَّف الشركات التي تتعرض للمساءلة من قبل لجان التحقيق نفسها على أنها الأفضل على الإطلاق والأكثر التزماً بمعايير السلامة. وأظهر الاختبار الداخلي الذي قامت به لجان التحقيق منتجات شركات Gerber؛ وشركة Beech-Nutrition Nutrition Company؛ وشركة Nurture التي تبيع منتجات Happy Baby وHain Celestial Group، Inc، التي تبيع أفضل أغذية الأطفال العضوية على الأرض، مستويات من المعادن الثقيلة أعلى بكثير من الحدود التي وضعتها إدارة الغذاء والدواء ووكالة حماية البيئة الأمريكية، وفقاً لما وجده محققو الكونغرس، كما ورد في موقع CNN.

احتوت مكونات أغذية الأطفال في بعض المنتجات على ما يصل إلى 91 ضعفاً من مستوى الزرنيخ غير العضوي، وما يصل إلى 177 مرة من مستوى الرصاص وما يصل إلى 69 مرة من مستوى الكادميوم وما يصل إلى خمسة أضعاف مستوى الزئبق المسموح به في المياه المعبأة. رغم كل ذلك لا تزال الشركات توافق على بيع هذه المنتجات. وسواء كان طعام الأطفال عضوياً أم لا، وجدت اللجنة الفرعية أن مستويات المعادن السامة لا تزال مرتفعة.

رد الشركات على التقرير

تواصلت CNN مع الشركات الأربع للحصول على رد فعل قبل نشر التقرير الذي لم يطلع عليه أي منهم بعد. قالت شركة Gerber لشبكة CNN في بيان بالبريد الإلكتروني: "تلبي جميع أطعمتنا معايير السلامة والجودة لدينا، والتي تعد من بين أكثر الأطعمة صرامة ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن في العالم. يتم دعم أطعمة جربر من خلال رقابة صارمة على جميع مستويات عملية النمو والإنتاج. في حالة عدم وجود معايير حكومية حالياً، نقوم بتطوير معاييرنا الصارمة من خلال تطبيق أحدث إرشادات سلامة الأغذية".

وقالت شركة Beech-Nutrition إنها وضعت معايير لاختبار المعادن الثقيلة منذ 35 عاماً، وتراجعها باستمرار وتقويها حيثما أمكن ذلك. بالإضافة إلى ذلك، قالت الشركة إنها اختبرت "كل عملية تسليم للفواكه والخضراوات والأرز ومكونات أخرى لما يصل إلى 255 ملوثاً للتأكد من أن كل شحنة تلبي معايير الجودة الصارمة الخاصة بنا. وإذا كانت المكونات لا تلبي معاييرنا، فإننا نرفضها".

ردت شركة Happy Baby، وهي جزء من Happy Family Organics، بأن الشركة "لا تبيع أي منتجات لم يتم اختبارها بدقة، وليس لديها منتجات في السوق ذات نطاقات ملوثة خارج الحدود التي وضعتها إدارة الغذاء والدواء".

"تم جمع العديد من النتائج التي قدمناها كجزء من تقرير 2019 استناداً إلى جزء صغير من منتجاتنا ولا تمثل عموماً مجموعتنا الكاملة من المنتجات المتوفرة اليوم".

أما بالنسبة لشركة Hain فقد قدمت البيان التالي بعد نشر التقرير: "نشعر بخيبة أمل لأن تقرير اللجنة الفرعية فحص البيانات القديمة ولا يعكس ممارساتنا الحالية. وقد دعمت شركة Earth's Best باستمرار الجهود المبذولة لتقليل المعادن الثقيلة التي تحدث بشكل طبيعي من الموارد الغذائية ونحن على استعداد لمساعدة جهود اللجنة الفرعية لتحقيق هذا الهدف".

أطعمة الأرز في رأس القائمة

تصدرت حبوب الأرز وأطباق الأرز والوجبات الخفيفة القائمة على الأرز قائمة أكثر الأطعمة السامة للأطفال. إن أطعمة الأطفال الشعبية هذه لا تحتوي فقط على نسبة عالية من الزرنيخ غير العضوي، وهو أكثر أشكال الزرنيخ سمية، ولكنها أيضاً ملوثة دائماً بجميع المعادن السامة الأربعة.

كما أظهرت الأبحاث السابقة أنه حتى المستويات المنخفضة من التعرض للزرنيخ يمكن أن تؤثر على النمو العصبي للطفل. نظرت دراسة أجريت عام 2004 على الأطفال في بنغلاديش الذين تعرضوا للزرنيخ في مياه الشرب، ووجدت أنهم سجلوا درجات أقل بشكل ملحوظ في الاختبارات الفكرية.

وقد وجد التحليل لدراسات مختلفة حول هذا الموضوع أن زيادة بنسبة 50% في مستويات الزرنيخ في البول قد تترافق مع انخفاض بمقدار 0.4 نقطة في معدل الذكاء للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و15 عاماً.

نظراً لأن الأرز يُزرع في الماء، فهو يقوم بشكل خاص بامتصاص الزرنيخ غير العضوي، ووفقاً لإدارة الغذاء والدواء، يحتوي على أعلى تركيز من الزرنيخ من أي طعام آخر. وفي هذه الحالة، يعتبر الأرز البني والبري من أسوأ الأنواع المسببة للأضرار، لأن عملية الطحن المستخدمة في إنتاج الأرز الأبيض تزيل الطبقات الخارجية، حيث يتركز معظم الزرنيخ.

قد تغريك مسميات "أرز عضوي" بأنه أفضل، لكن للأسف لا يمكنك الاعتماد على الأرز العضوي أيضاً. وجدت دراسة أجريت عام 2012 أن شراب الأرز البني، وهو مُحلي متكرر في الأطعمة العضوية، كان أيضاً مصدراً لمستويات كبيرة من الزرنيخ. تحتوي تركيبة الحليب "العضوية" التي يتم تسويقها للأطفال الصغار على مستويات من الزرنيخ غير العضوي تبلغ ستة أضعاف المستويات التي تعتبرها وكالة حماية البيئة الأمريكية آمنة حالياً.

البدائل الآمنة

على الرغم من أن إدارة الغذاء والدواء كانت تبحث في كيفية تقليل التعرض لهذه المواد ونجحت في تقليل بعض مستويات الزرنيخ في الأرز والعصير من العقود التي مضت، لا يزال التعرض مرتفعاً للغاية. لذلك، هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة من قبل كبرى شركات أغذية الأطفال وإدارة الغذاء والدواء. لكن حتى حصول ذلك، ما الذي يمكن للوالدين فعله؟

ينصح الخبراء بهذه الخيارات التي تعتبر أكثر أمناً للأطفال:

وجبات خفيفة من الأرز والحبوب

حبوب الأرز هي المصدر الأول للزرنيخ في النظام الغذائي للطفل لأنه غالباً ما يستخدم كغذاء أولي بشكل كامل أو كدقيق بمستويات عالية. اقترح موقع Healthy Babies استخدام الحبوب المنخفضة في الزرنيخ، مثل دقيق الشوفان والحبوب المتعددة والوجبات الخفيفة المعبأة الخالية من الأرز.

توافق طبيبة الأطفال تانيا ألتمان، مؤلفة كتاب "ماذا تطعم طفلك؟" على نصيحة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، التي تنصح الآباء بتقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة الأولية بما في ذلك الحبوب مثل الشوفان والشعير والقمح والكينوا.

تقول ألتمان إن أفضل الأطعمة الأولى للأطفال هي الأفوكادو والخضار المهروس وزبدة الفول السوداني ودقيق الشوفان والسلمون، كما جاء في موقع Daily News. تساعد العناصر الغذائية الموجودة في هذه الأطعمة على تنمية براعم التذوق لديهم لتفضيل الطعام الصحي وقد تقلل من الحساسية تجاه الطعام. كما أن اللحوم مصدر أفضل للحديد والزنك للأطفال مقارنة بحبوب الأرز.

إذا اخترت طهي الأرز لطفلك، فالأفضل طهي الأرز في ماء إضافي وسكبه قبل الأكل. سيخفض ذلك مستويات الزرنيخ 

بنسبة 60% بناءً على دراسات إدارة الغذاء والدواء. وينصح التقرير بشراء أرز بسمتي أبيض يزرع في كاليفورنيا والهند وباكستان لأنه يحتوي على أدنى المستويات من الزرنيخ.

أغذية التسنين

إن بسكويت التسنين يمكن أن يحتوي على الزرنيخ والرصاص والكادميوم. بدلاً منه، يمكن التخفيف من آلام بزوغ أسنان طفلك بالموز المجمد أو الخيار المقشر والمبرد أو قطعة قماش نظيفة ومبللة لكن احرصي على مراقبته لتجنب الاختناق.

المشروبات والعصائر

غالباً ما يكون العصير الجاهز المصنوع للأطفال هو المشروب المفضل للآباء لسهولة حمله وتخزينه، لكنه ليس خياراً جيدًا، كما تقول الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال. تحتوي العصائر على نسبة عالية من السكر وتفتقر إلى الألياف ويمكن أن تسهم في تسوس الأسنان والسمنة اللاحقة. يمكن أن تحتوي عصائر التفاح والكمثرى والعنب وغيرها من عصائر الفاكهة أيضاً على بعض الرصاص والزرنيخ، لذا فإن الاستخدام المتكرر هو المصدر الرئيسي لهذه المعادن الثقيلة.

يعتبر الخبراء الماء والحليب أفضل الخيارات، اعتماداً على عمر الطفل. يحتاج الأطفال دون سن ستة أشهر فقط إلى حليب الأم أو الحليب الصناعي. كما يجب أن تكون المشروبات التي يختارها الطفل في السنة الثانية من العمر هي الماء والحليب كامل الدسم. بين سن 2 و5 سنوات يجب على الآباء الانتقال إلى الحليب منزوع الدسم أو قليل الدسم والاستمرار في دفع الماء لتوفير السوائل اللازمة لأطفالهم. وفي جميع الأعمار يجب تقليل نسبة شرب العصير الجاهز إلى الحد الأدنى.

الفواكه والخضراوات

في حين أن البطاطا الحلوة والجزر هي مصادر كبيرة لفيتامين (أ) والعناصر الغذائية الرئيسية الأخرى، وجد التقرير أنها غنية أيضاً بالرصاص والكادميوم. بالتأكيد يمكنك إطعام طفلك هذه الخضراوات، ولكن تأكد من إضافة العديد من الفواكه والخضراوات الأخرى للتنوع.

تحميل المزيد