كما يعلم جميع المصابين بمرض السكري فإن الكربوهيدرات تزيد من مستويات السكر في الدم، لذلك من الطبيعي أن يكون التحول إلى الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات استراتيجية تغذية شائعة يعتمدها مرضى السكري.
ومع ذلك، فإن خفض الكربوهيدرات قد ينعكس سلباً على الصحة العامة، خاصة إذا تم ذلك بدون استشارة المختصين.
أخطاء يقع بها مرضى السكري عند اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات
وفقاً لما ورد في موقع Everyday Health، فإن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات ليس أمراً بسيطاً خاصة بالنسبة لمصابي مرضى السكري الذين يقعون بالعديد من الأخطاء الشائعة عند اعتمادهم على هذا النظام، إليكم أبرزها:
1. عدم استكشاف جميع خيارات النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات
يختلف المعنى الكامن وراء مصطلح "منخفضة الكربوهيدرات" من شخص لآخر، كما لا يوجد بحث علمي متفق عليه بشأن نسبة الكربوهيدرات الواجب تناولها في الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، وفقاً للدكتور باتي أوربانسكي اختصاصي التغذية السريرية في برنامج رعاية مرضى السكري في مستشفى سانت لوك.
وتبعاً لبعض الأبحاث فإن تناول أقل 130 غراماً يومياً من الكربوهيدرات يعتبر "منخفضاً" بالنسبة لشخص يتناول قرابة 2000 سعرة حرارية يومياً.
في حين تتضمن الأنظمة الغذائية "منخفضة الكربوهيدرات" تناول ما لا يقل عن 20 إلى 50 غراماً من الكربوهيدرات يومياً.
ويمكن أن تتطلب النظم الغذائية الكيتونية، التي تتداخل بعض الشيء مع الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، تناول غرامات أقل من الكربوهيدرات.
ولكي تحدد النظام الأنسب لك، هناك العديد من العوامل التي يجب مراعاتها، بما في ذلك مستويات السكر في الدم لديك، والأدوية التي تتناولها أو الأنسولين، والتاريخ المرضي لديك، وتفضيلات الطعام، والأهداف الصحية من النظام منخفض الكربوهيدرات.
2. عدم التواصل بانتظام مع الطبيب
يمكن لطبيبك مساعدتك في تحديد النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات الأنسب لك، كما يمكن أن يساعد أيضاً في تجنب أي آثار جانبية سيئة أو مهددة للحياة من تناول الكربوهيدرات المنخفضة للمساعدة في إدارة مرض السكري من النوع 2.
قد تحتاج أنت وطبيبك إلى خفض أو تغيير أدويتك لتجنب انخفاض نسبة السكر في الدم وتجنب مضاعفات القلب والأوعية الدموية.
وهذا ينطبق بشكل خاص على الأشخاص الذين يتناولون الأنسولين أو الأدوية المعززة للأنسولين أو أدوية ضغط الدم. فهناك أدوية محددة قد تشكل خطراً على صحة المريض إذا ترافقت مع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وغير خاضع للإشراف الطبي.
كما من الممكن استشارة أخصائي تغذية معتمد لوضع نظام يتناسب مع حالتك الصحية.
3. عدم متابعة مراقبة نسبة السكر في الدم
يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات في استقرار مستويات السكر في الدم ، ولكن هذا النظام ليس ضامناً مؤكداً لاستقرار مستويات السكر.
لذلك، حتى وإن كنت تتبع نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات يجب أن تحرص على مراقبة مستويات السكر في الدم باستمرار.
إذ يمكن أن تحدث فترات من ارتفاع السكر في الدم وكذلك نقص السكر في الدم، حتى مع اتباعك لنظام صحي صارم.
وإجمالاً، عندما تتبع نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات، فإن مراقبة نسبة السكر في الدم يمكن أن توفر معلومات مهمة يمكنك استخدامها لتعديل حصصك اليومية من الكربوهيدرات وكذلك جرعات الأدوية.
4. عدم التركيز على نوعية الطعام
يجب ألا يقتصر اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات على الأغذية التي ستتوقف عن تناولها فحسب، بل يجب أن يتعلق أيضاً بالأطعمة التي ستقرر إضافتها إلى نظامك الغذائي.
فعندما يتشبث الناس بشدة بتقليل الكربوهيدرات، يمكن أن ينتهي بهم الأمر بسهولة إلى استبدال تلك الكربوهيدرات بالدهون عالية السعرات الحرارية، وكذلك الأطعمة الخالية من السكر والمحليات الصناعية المعالجة كيميائياً.
حاول أن تركز على الأطعمة غير المصنعة، وراقب كميات الدهون التي تتناولها، قد يكون من المفيد إدراج أطعمة حاوية على الدهون الصحية في نظامك مثل زيت الزيتون والأفوكادو والجوز والسلمون، والمحافظة على نسب جيدة من البروتين.
5. عدم توزيع الكربوهيدرات على مدار اليوم
غالباً يميل متبعو النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات إلى تناول حصتهم اليومية من الكربوهيدرات دفعة واحدة.
لكن، يعد التوزيع المتساوي لكمية الكربوهيدرات على مدار اليوم أمراً بالغ الأهمية لمنع الانخفاضات الكبيرة والارتفاعات المفاجئة في نسبة السكر في الدم، بالإضافة إلى الحفاظ على مستويات الطاقة مرتفعة.
يوصي الأطباء بتقسيم الرقم المستهدف من الكربوهيدرات اليومية على عدد الوجبات التي تخطط لتناولها طوال اليوم.
6. إهمال الأغذية الغنية بالألياف
إن الألياف ضرورية للصحة العامة، وخفض ضغط الدم، وتحسين صحة الأنسولين، وتشجيع فقدان الوزن عن طريق تثبيت مستويات السكر في الدم وزيادة مستويات الشبع.
عند اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، تأكد من دمج الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف في وجباتك.
تشمل خيارات الكربوهيدرات المنخفضة إلى المعتدلة الخضار الورقية والتوت والبقوليات وبذور الشيا والخبز منخفض الكربوهيدرات وعالي الألياف والتورتيلا، وهي جميعها مصادر غنية بالألياف.
إذا كنت لا تزال تواجه مشكلة في تلبية احتياجاتك من البروتين أو بدأت تعاني من الإمساك -علامة على أن جهازك الهضمي يحتاج إلى مزيد من الألياف- يمكنك محاولة إضافة مكملات الألياف.
7. شرب القليل من الماء
إذا لم تكن تتناول كميات كافية من المياه يجب أن تتنبه إلى أن اعتماد نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالجفاف؛ وذلك لأنه عندما يخزن الجسم الكربوهيدرات، فإنه يخزن الماء معها.
علاوةً على ذلك، فإن الكلى تطرد الماء والصوديوم من الجسم عندما لا ينتج الجسم الكثير من الأنسولين استجابة لانخفاض مستويات السكر في الدم.
مع العلم أن كلاً من الجفاف ومستويات الصوديوم المنخفضة للغاية يمكن أن تسبب الدوار والدوخة، وكذلك تمنع الخلايا في جميع أنحاء الجسم من العمل على النحو الأمثل.
لذلك من المهم أن تعوّض جسدك بانتظام بشرب كميات جيدة من المياه بشكل عام، وإذا كنت تتبع نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات على وجه الخصوص.