تناول الطعام المعالج والوجبات السريعة وعدم الحركة والقيام بالتمارين الرياضية هما السببان الرئيسيان اللذان يتبادران لأذهان أي منا عند التفكير في أسباب اكتساب الوزن الزائد، ولكن ماذا عن قلة النوم؟ خاصة في زمن مليء بضغوطات العمل والمهام التي لا تنتهي! هل يلعب عدد ساعات النوم التي نحصل عليها يومياً دوراً في زيادة وزننا؟ من المحتمل أنك سمعت بهذا مسبقاً، ومن المحتمل أيضاً أنك تعتقد أن هذا غير معقول وليس منطقياً أبداً! ولكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن هذا ممكن. دعنا نخبركَ أكثر كيف تؤثر ساعات نومكَ بشكل رئيسي على وزنك وفقاً لهذه الدراسات التي تحدث عنها مقال في موقع Natural News الأمريكي.
قلة النوم تؤثر على عملية التمثيل الغذائي
نُشر بحث جديد في مجلة Lipid Research، أظهر أن المشاركين الذين لم يناموا أكثر من خمس ساعات كل ليلة لمدة أربع ليال متتالية أفادوا بأنهم يشعرون باكتفاء أقل بعد تناول وجبة غنية بالدهون والسعرات الحرارية.
كما أظهرت عينات الدم أن تقليص فترة النوم أدى إلى ارتفاع مستويات الإنسولين وإزالة الدهون بشكل أسرع من الدم. وكلاهما عاملان مؤثران في طريقة تمثيل الدهون غذائياً.
وحتى عندما سُمح للمشاركين بالتعافي من خلال 10 ساعات من النوم لمدة ليلتين متتاليتين، لم يعد التمثيل الغذائي للدهون كما كان، لكن أوزانهم عادت إلى المستوى الأصلي.
وبشكل عام، تشير النتائج إلى حدوث تحولات معقدة في التمثيل الغذائي بعد فترات من النوم المحدد. كما تسلط الضوء على كيفية ارتباط الحرمان من النوم بزيادة الوزن. وبالتالي وعلى المدى الطويل قد تزيد قلة النوم من خطر السمنة ومرض السكري.
قلة النوم تؤثر على الحساسية للأنسولين
قد تكون ضريبة نقص النوم الصحة السيئة. فالدراسات السابقة تشير إلى أن قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، من المشاكل قصيرة المدى كالنعاس المفرط، إلى المشاكل طويلة المدى كارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
في هذه الدراسة، كان هناك 15 مشاركاً من الذكور العشرينيين الأصحاء؛ لتقييم تأثير الحرمان من النوم على نسبة الدهون الثلاثية بعد الأكل، أو ارتفاع البروتينات الدهنية الغنية بالدهون الثلاثية بعد تناول الطعام. فقد ارتبطت هذه المواد الدهنية بتكون الترسبات التي قد تسد الشرايين أو تتلفها.
وخلال التجربة، أمضى الرجال 10 ليالٍ في جناح بمركز البحوث السريرية (CRC) في جامعة ولاية بنسلفانيا . ولكن قبل ذلك بأسبوع طُلب منهم النوم لمدة 10 ساعات كل ليلة في المنزل.
في فترة التجربة في مركز البحوث السريرية، قدَّم لهم الباحثون وجبة عشاء غنية بالدهون والسعرات الحرارية من الفلفل الحار والمعكرونة كل ليلة. وطُلب من المشاركين ألا يناموا أكثر من خمس ساعات لمدة أربع ليال متتالية. وفي آخر ليلتين من التجربة، طُلب من المشاركين النوم لمدة 10 ساعات لمحاكاة النوم التعويضي في عطلة نهاية الأسبوع.
أظهرت عينات الدم أن الحرمان من النوم أدى إلى ارتفاع مستويات الإنسولين، وهو الهرمون الذي يرسل إشارات إلى الخلايا لأخذ الغلوكوز من الدم. كما يؤثر وجود مستويات أعلى من المعتاد من الإنسولين على طريقة تكسير الدهون.
قلة النوم تؤثر على الشعور بالشبع
قال أورفو بوكستون، أحد القائمين على الدراسة، إن المزيد من الدهون خُزنت باعتبارها مصدراً زائداً للوقود. وفي حين أن هذا الوقود الإضافي ربما كان ليصبح مفيداً في العصور القديمة عندما كان الناس أكثر نشاطاً، فهو ليس جيداً في السياق الحديث، حيث يكون الناس غير نشطين نسبياً، ويمكنهم الوصول إلى الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية.
وأبلغ معظم المشاركين أيضاً أنهم شعروا بشبع أقل بعد تناول وجبات العشاء الغنية بالدهون وهم محرومون من النوم. وبالتالي أدت زيادة مخزون الدهون وزيادة الجوع وارتفاع مستويات الأنسولين إلى زيادة الوزن.
علاوة على ذلك، فشلت ليلتان من النوم التعويضي في استعادة عملية التمثيل الغذائي السابقة للدهون المأخوذة من الطعام؛ ما يشير إلى أن تقليل ساعات النوم يتسبب في حدوث تحولات أيضية معقدة.
التوصيات الصحية لعدد ساعات النوم
توصي مؤسسة النوم الوطنية بأن يحصل البالغ المتوسط على ما لا يقل عن سبع إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة. ومع ذلك، تظهر الدراسات الحديثة أن الحرمان المزمن من النوم منتشر في الولايات المتحدة.
لذلك، تعتبر النتائج التي توصلت إليها نيس وزملاؤها بمثابة جرس إنذار للأمريكيين. فمن خلال الكشف عن الآثار الصحية الضارة للحرمان من النوم، تسلط مثل هذه الدراسات الضوء على أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم كل ليلة من أجل الصحة العامة للشخص ورفاهيته.