هناك الكثير من عادات الاستحمام التي يمكننا الحديث عنها. فبعض الناس يميل إلى الاستحمام البطيء، بينما يميل البعض الآخر إلى الشطف السريع للجسم. وبعضهم يستخدم غسول الجسم السائل، في حين يستخدم البعض الآخر قطعة صابون صلبة.
قائمة الثنائيات لا حصر لها في هذا الموضوع، لكن ربما يكون أكثرها استقطاباً هو الجدل الكبير بين الاستحمام في الصباح أو الاستحمام في المساء. هناك من يتمسَّك بالاستحمام في وقتٍ مبكِّر من اليوم، بينما لا يحبّ آخرون الذهاب إلى أسِرَّتهم مساءً دون استحمامٍ جيد.
لذلك سأل موقع Mind Body Green الأمريكي بعض الخبراء هذا السؤال: إذا كنت ستغتسلين مرة واحدة في اليوم، فهل من الأفضل الاستحمام في الصباح أم الاستحمام في المساء؟ فدعونا نعرف الإجابة معاً.
ما إيجابيات وسلبيات الاستحمام في الصباح؟
أهمّ إيجابيات الاستحمام في الصباح أنّه يزيل العرق والبكتيريا المتجمِّعة على الجسم أثناء النوم.
وإذا كنتِ تستيقظين ببشرةٍ دهنية للغاية، فقد تفضِّلين استخدام بعض المنظِّف على وجهك أول شيء في الصباح. بينما إذا كانت بشرتك جافة فقد تكتفين برش بعض الماء فقط.
الاستحمام في الصباح يؤدِّي نفس المهمّة، إذا وجدتِ نفسك تستيقظيت متعرِّقةً أو ببشرة دهنية، فإن الشطف السريع يمكن أن يترك بشرتك منتعشة ومتوازنة.
أما عن سلبيات الاستحمام في الصباح فهي أنك قد تذهبين إلى السرير يومياً وأنت متسخة تماماً، هذا لأنك لا تستحمّين مساءً.
تراكم بشرتك الكثير من الأوساخ والجراثيم في نهاية كل يوم، ناهيك عن العرق وبقايا منتجات العناية بالبشرة التي تراكم أيضاً بعض الأوساخ والجراثيم. إذا التزمت بالاستحمام في الصباح فقط، دون الشطف المسائي، فقد تنامين مع بعض البكتيريا المتراكمة على جلدك لتغسليها في الصباح مع موعد استحمامك.
ومن إيجابيات الاستحمام في الصباح أيضاً هو الاستيقاظ المنعش الذي نحتاجه ليكون يومنا هادئاً وفعالاً.
تقول لوريتا سيارلدو، وهي طبيبة الأمراض جلدية معتمدة وعضوة الأكاديمية الأمريكية لطب الجلد: اقضي بضع دقائق تحت الماء الدافئ، ويمكنك بذلك التهدئة من ترنُّح الصباح.
وإذا كنت تقضين وقتاً عصيباً لكي تستيقظي، فقد يكون الاستحمام في الصباح هو ما تحتاجينه لرسم ابتسامةٍ على وجهك. ولإحداث صدمة مفاجئة للجسم، جرِّبي الشطف بالماء البارد: فقد أظهرت الدراسات أن الاستحمام الصباحي بالماء البارد يمكن أن يعزز الإنتاجية طوال اليوم.
ما إيجابيات وسلبيات الاستحمام في المساء؟
أما عن إيجابيات الاستحمام في المساء فهو أنّه طريقة مريحة للوصول إلى حالة الاسترخاء.
ربما تتساءلين الآن: ألم نكن نناقش للتو كيف يساعد الاستحمام على الاستيقاظ؟ لكنّ التعرض لماء الاستحمام يعمل بشكلٍ مزدوج: فقد يشعرك الشطف الصباحي بالنشاط، بالتأكيد، لكنّ الاستحمام المسائي يمكن أن يساعد في تهيئة جسمك للنوم.
والكثير من الناس يجدون الاستحمام في المساء مهدِّئاً للغاية ليس فقط للجلد ولكن أيضاً للحواس بعد يومٍ طويل. وتدعم الأبحاث ذلك أيضاً، حيث تُظهر أن أخذ حمام دافئ قبل النوم بساعة واحدة بالفعل يبرد درجة حرارة الجسم الأساسية ويعزز النوم.
لكنّ الاستحمام في المساء أيضاً له سلبيات، لعلّ أبرزها هو استيقاظك ببشرة دهنية.
تفرز بشرتك دهوناً زائدة أثناء نومك، لذلك قد يجد أصحاب البشرة الدهنية بشكلٍ خاص أنفسهم يستيقظون وهم يبدون دُهنيين بشكلٍ زائد قليلاً. ومثلما قد تنظِّف وجهك في الصباح، قد يستفيد جسمك أيضاً من الشطف السريع.
بالإضافة إلى العناية بالبشرة، قد يجد الأشخاص ذوو الشعر الناعم أنّ النوم على خصلاتٍ مبللة يجعل الشعر يبدو دهنياً ومنضغطاً في الصباح، ناهيك عن أنك إذا ذهبت إلى الفراش مع شعرٍ مبلل فقد تخاطرين ببعض التكسُّر لشعرك. فشعرك هو الأكثر هشاشة عندما يكون مبللاً، فهو عرضة لبعض للتضرر والتمزق عندما تتحركين وتدورين أثناء نومك.
لكن من الإيجابيات أيضاً أنّكِ تتخلّص من الأوساخ العالقة بالجسم قبل النوم.
فمرة أخرى، يشبه الأمر غسل الوجه: حتى لو لم تغادري المنزل أبداً أو لم تتعرَّقي، فلا يزال من الممكن أن تتراكم الدهون والبكتيريا على بشرتك مع مرور اليوم. لذلك فإن التطهير المسائي أمر بالغ الأهمية لغسل الأوساخ اليومية. خاصة إذا كنت كثيرة الأنشطة الخارجية حيث قد تكونين أكثر عرضة للعوامل الجوية.
أيّهما أفضل؟ الحكم النهائي
في النهاية، الأمر متروك لك. كما هو الحال مع عدد مرات الاستحمام. إذ يعتمد الشطف الصباحي أو المسائي كلياً على عادات أسلوب حياتك. في النهاية، الأمر تفضيل شخصي تماماً ويمكن أن يتغير من يومٍ لآخر حسب الأنشطة التي تقومين بها في هذا اليوم أو ذاك. يمكنك الاستحمام صباحاً ومساءً، اعتماداً على بيئتك ونوع بشرتك ومستوى نشاطك.
ولكن إذا اضطررنا إلى اختيار أحدهما، فربما نختار الاغتسال الليلي. فعلى الرغم من أنك قد لا ترغبين في الذهاب إلى الفراش مبللةً -من الأفضل أن تجففي نفسك بالتعرض للهواء قليلاً إذا أمكن- فإن الاستحمام في نهاية اليوم يمكن أن يساعد في التخلُّص من البكتيريا والعرق، اللذين يمكن لكليهما أن يؤدي إلى انسداد المسام والإجهاد التأكسدي.
حتّى الشطف البسيط بالماء يمكن أن يكون كافياً، مع التركيز على الأماكن الأكثر تعرقاً -مثل منطقتي الإبط والفخذ- بأداة التنظيف، إذا كان استخدام رغوة الصابون يومياً يجفف بشرتك بشدة.