في الأزمات يتحول الأرق من مشكلة فردية إلى مشكلة جماهيرية، ويبدو أن التوتر الناجم عن أزمة فيروس كورونا العالمية تحول إلى ما يشبه صبَّ الزيت على النار ليدخل البعض في دوامة من السهر والأرق. فكيف تتغلب على الأرق في زمن الكورونا؟
من فقدان الوظيفة إلى الصدمة النفسية التي يتعلم العديد التعامل معها رويداً بعدما تعرض كوكب الأرض لما يشبه "الإغلاق بهدف الصيانة"، إلى القلق من العثور على ما كان يعتبر في السابق من بديهيات الحياة، لا يستجيب البعض للضغط بنفس القدرة على التحمل.
"تمزق" الروتين يخلق أزمات نفسية
ويلخص طبيب نفسي كندي متخصص بمشاكل النوم ويدعى أتول كلار الوضع كما يلي: "تمزق روتين كل شخص فينا. إنه حدث مرهق للغاية".
وقال لموقع CBC إن هذا التحول الكبير يؤدي بطبيعة الحال إلى إثارة مشاعر القلق والتوتر، ما يؤدي إلى تفاقم أي اضطرابات صحية سابقة، أو قد يخلق أخرى جديدة.
وبالنسبة لبعض الناس، فهو التعامل مع فقدان مصدر الرزق، أو تغير روتين العمل، وعلى الرغم من أن الأطفال أصحاء في المنزل فإنهم يصبحون عامل ضغط إضافياً في حياة انقلبت فجأة رأساً على عقب.
كيف تتغلب على الأرق؟
بداية لا بد من الإشارة إلى أن النوم أساسي للتنظيم العاطفي وحتى قوة جهاز المناعة، لذا فإن محاولة تنظيم النوم ستساعد بالتأكيد في السيطرة على إحدى جبهات مقاومة فيروس كورونا المستجد إلى جانب التعقيم.
إليك بعض الطرق لمساعدتك على النوم بشكل أسهل في هذا الوقت:
أولاً: أطفِئ الأجهزة قبل النوم
لا بد أنك سمعت بهذه النصيحة في السابق، فيما يتعلق تحديداً بالضوء الأزرق الذي تُصدره الهواتف الذكية والكمبيوترات وأجهزة راوتر الإنترنت والألواح الرقمية.
يمنع الضوء الأزرق إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم الاستيقاظ والنوم، ويجعلك متعباً في الليل.
ثانياً: غرفة النوم للنوم فقط
قاوِم الرغبة بمشاهدة نتفلكس أو التلفاز في غرفة النوم ومن على سريرك.
قد تكون تستخدم الغرفة نفسَها للعمل على جهاز الكمبيوتر خلال النهار، لذا احرِص على إخفاء كل ما له علاقة بالعمل مع اقتراب موعد النوم.
ثالثاً: مارِس النظافة الضوئية
أي كما تحرص على إخفاء الضوء الأزرق ليلاً كن حريصاً على إدخال ضوء الشمس إلى غرفتك نهاراً.
هذا أمر بالغ الأهمية لتعزيز إيقاعاتنا اليومية، وعندما نقوم بتنظيم إيقاعاتنا اليومية فإننا نزامن أجسامنا مع البيئة المحيطة.
رابعاً: واظِب على مواعيد نوم ثابتة
لا بأس لو تغير روتين مواعيد الاستيقاظ والنوم، خصوصاً بعدما توقف الأطفال عن الذهاب إلى المدارس، لكن انفلات مواعيد النوم والاستيقاظ سينعكس سلباً على مزاج الأطفال وأهاليهم على حد سواء.
لذا يمكن التساهل قليلاً مع موعد النوم كما أن لو أن غداً هو يوم إجازة نهاية الأسبوع، ولكن لا يجب معاملة كل أيام الأسبوع بالطريقة نفسها.
خامساً: ممارسة التمرينات الرياضية
التمرين مفيد للصحة البدنية والعقلية بشكل عام، إذ يساعد النشاط البدني على تحفيز دافعنا للنوم، وإرهاق الأطفال والكبار على حد سواء.
يمكن الاستعانة بشبكة الإنترنت لمشاهدة الفيديوهات المتوافرة مجاناً واختيار ما يناسبك منها.
سادساً: سيطر على القيلولة
بمعنى، لو كنت ستستسلم لقيلولة ما بعد الظهر فلتكن ما بين 30 إلى 40 دقيقة كحد أقصى، فالعزل الاجتماعي يمكن أن ينتهي بقيلولة نتيجة الملل، ولكن هذا لن يؤدي إلا إلى تفاقم مشاكل النوم ليلاً.
سابعاً: ابتعد عن أخبار فيروس كورونا
على الرغم من أهمية الاطِّلاع على آخر التطورات، فإنه سرعان ما يصبح أمراً شاقاً.
لذا اختر مصدراً إخبارياً واحداً أو مصدرين تثق بهما؛ لست بحاجة لقراءة ومتابعة كل ما يدور على الكرة الأرضية.
ثامناً: لا تحدق في الساعة
إذا استيقظت في الليل قاوِم إغراء التحقق من الوقت أو هاتفك، والذي يجب الاحتفاظ به في غرفة أخرى تفادياً لهذا الموقف.
حاوِل العودة للنوم، ولكن إذا لم يفلح ذلك غادِر السرير وجرِّب بعض الأنشطة البسيطة مثل القراءة. لا بأس بمشاهدة عرضٍ يريحك إذا أثبت نجاحه في السابق.
وبحسب ما نصح كلار: "ابتعِد عن تحديثات الأخبار في منتصف الليل، وعُد إلى الفراش عندما تبدأ الشعور بالنعاس مرة أخرى".