يعيش ما يقرب من 5.8 مليون أمريكي اليوم مع مرض الزهايمر، وعلى الرغم من أنَّ السبب الجذري لهذا المرض غير معروف إلى حدٍّ كبير، نشكّ في أنَّ لكلٍّ من الوراثة ونمط الحياة دوراً في الإصابة به.
وفقاً لموقع Mind Body Green الأمريكي، تقدِّم دراسة جديدة من مستشفى ماساتشوستس العام، بعضَ الأدلة الجديدة حول كيفية حماية أنفسنا من هذا النوع العنيف من الخرف.
قبل ظهور الأعراض
من خلال دراسة الروتين اليومي لـ182 من كبار السن في بيئة سريرية، وجد الباحثون أنَّ أولئك الذين واظبوا على النشاط البدني كانوا أقل عرضة للتدهور المعرفي. هذا ليس مفاجئاً تماماً، بالنظر إلى أن منظمة الصحة العالمية توصي بالفعل بممارسة التمارين بانتظام كإجراء وقائي ضد مرض الزهايمر.
ومع ذلك، فالمعلومات الجديدة هي مقدار التمارين التي أثبتت فائدتها "8900 خطوة يومياً كانت كافية لتؤدي الغرض" والطريقة الدقيقة التي أثرت بها هذه الحركة على الدماغ.
وجد مؤلفو الدراسة أنَّ النشاط البدني قلَّل من كمية أميلويد بيتا (Aβ)، وهي أجزاء بروتينية يبدو أنها تتراكم في المخ خلال المراحل المبكرة من مرض الزهايمر، قبل ظهور الأعراض الجسدية.
هذه هي أول دراسة تجد أن التمارين قد يكون لها تأثير مفيد خلال هذه المرحلة المبكرة "السريرية" من مرض الزهايمر، وهي أنباء جيدة لأنها تُظهر أن الأطباء قد يكونون قادرين ذات يوم على وضع خطط علاجية شاملة عند ظهور أول علامات المرض.
آثار إيجابية
ويشير جاسمير شاتوال، الطبيب والحاصل على الدكتوراه في الطب، a corresponding author of the study، إلى أن هذا سبب آخر يوجب على الجميع جعل التمارين الرياضية أولوية "بصرف النظر عن العمر أو قابلية الإصابة بالزهايمر".
كتب شاتوال: "كان من أكثر النتائج اللافتة التي خلصت إليها دراستنا أنَّ زيادة النشاط البدني ليس فقط لها آثار إيجابية على إبطاء التدهور المعرفي، ولكن أيضاً على إبطاء معدل فقدان أنسجة المخ مع مرور الوقت لدى الأشخاص الطبيعيين، الذين لديهم مستويات عالية من طبقات الأميلويد في المخ".
ينشغل فريق مستشفى ماساتشوستس العام الآن بالتركيز الدقيق على نوع ومدة التمرين الأكثر فائدة في الحد من الأميلويد في المخ.
وجدت أبحاث سابقة أنَّ الأرجل القوية بشكل خاص تُسهم في حصين أكثر قوة، وهو جزء من الدماغ يعالج الذكريات، لذلك سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت النتائج التي توصلوا إليها جاءت في صالح اليوم العالمي لصحة الأرجل.
حتى ذلك الوقت، يمكننا جميعاً ممارسة عادات أخرى صحية للمخ، مثل الحصول على نوم جيد، وتناول نظام غذائي غني بالألوان الداكنة المورقة والحبوب الكاملة والكثير من الأطعمة المخمرة.