يُرجع كثير من كبار السن أسباب التعب إلى تقدمهم بالسن، وغالباً ما يشيرون إلى هذا الشعور المستمر بالإرهاق باعتباره السبب الرئيسي لقلة نشاطهم.
وفي المقابل، يمكن أن يؤدي شعورك بالتعب الشديد الذي يمنعك من رؤية أصدقائك أو ممارسة أنشطتك المعتادة إلى انخفاض معدل سعادتك في الحياة بشكل عام.
أسباب التعب
طالما اعتُبِر هذا الشعور بالتعب أمراً متوقعاً مع الشيخوخة والتقدم في السن، لكن الخبراء بدأوا في التراجع عن هذه الفكرة.
وفق موقع Consumer Reports الأمريكي، قال الطبيب الأمريكي باسل الدادة: "لا أعتقد أن فكرة تقدم الشخص بالسن تفسير كافٍ بل هناك الكثير من الشباب يشعرون بالتعب والإرهاق دائماً"، مضيفاً أنه كلما اكتسب العلماء فهماً أعمق لماهية الشيخوخة من الناحية البيولوجية، يتضح أكثر أنه لم يعد من الدقيق أن نعزو مثل هذه الأعراض إلى السن.
وفيما يلي يستعرض موقع Consumer Reports الأمريكي ما تحتاجون إلى معرفته عن الأسباب الكامنة المحتملة للشعور بالتعب، بالإضافة إلى استراتيجيات للمساعدة في تعزيز طاقتكم.
تغيير الأفكار حول سبب الشعور بالتعب
تخيل أنك سألت امرأتين في السن نفسها عن مدى شعورهما بالتعب خلال الأسبوع الماضي.
إذا قدَّرَت كلّ منهما مستوى تعبها بدرجة 7 من 10، قد تستنج أن سنهما هي السبب.
لذا فإن الأبحاث التي تقيس مستوى التعب تطرح هذا النوع من الأسئلة، لكنها تفتقد إلى شيء مهم: وهو السياق.
إذ ربما شعرت إحدى السيدتين بالإرهاق بعد أسبوع من التعامل مع مشكلات صحية مزمنة، وكانت متعبة للغاية؛ مما منعها من الالتزام بالارتباطات الاجتماعية.
في حين ربما كانت الأخرى منهكةً بسبب أنها خرجت لركوب الدراجات كل صباح وتناولت العشاء مع أصدقائها في كل ليلة.
والآن يحوِّل بعض الباحثين تركيزهم من دراسة التعب -أي مدى شعور الأشخاص بالتعب- إلى دراسة ما يُسمى "القابلية للتعب" .
وهو مستوى التعب الذي يشعر به الأشخاص في سياق الأنشطة التي يمارسونها.
أسباب الشعور بالإرهاق
يأمل الباحثون في الكشف عن جوانب جديدة من الشعور بالتعب لدى كبار السن، ولكن من المعروف بالفعل أن هناك أمراضاً معينة تسبب الشعور بالتعب الشديد عند الأشخاص في أي سن، حتى هؤلاء الذين ينالون قسطاً كافياً من الراحة.
وتشمل هذه الأمراض: فقر الدم وأمراض القلب وأمراض الرئة المزمنة والسكري واضطرابات الغدد الصماء الأخرى مثل قصور الغدة الدرقية وقصور الغدة الكظرية، وأمراض الكلى وأمراض الكبد والعدوى البكتيرية أو الفيروسية مثل الإنفلونزا.
إضافة إلى الأمراض الروماتيزمية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة، والأمراض العصبية مثل التصلب المتعدد وارتجاج المخ والسكتة الدماغية.
تظهر بعض هذه الأمراض من خلال أعراض مقلقة، ولكن في أمراض أخرى -مثل فقر الدم- قد يكون الشعور بالتعب الشديد هو أول دليل على الإصابة بالمرض.
ويُعد الشعور بالتعب أحد الأعراض الشائعة -وغير المعترف بها في كثير من الأحيان- للاكتئاب، ويُربَط بالقلق والإجهاد والحزن وحتى الملل.
ويبدو كذلك أن المتعافين من السرطان يشعرون بالتعب بسهولة أكبر من الآخرين من نفس السن، حتى بعد سنوات من الشفاء.
نصائح قد تعزز طاقتك
تتطلب بعض الأمراض التي تسبب الشعور بالتعب وضع خطة علاج مع طبيب.
لكن بالنسبة للكثيرين، يمكن أن تساعد مجرد زيادة النشاط في تحسين الحالة.
تذكر فقط أن محاولة ممارسة الرياضة فجأة بمعدل أكبر من ذي قبل قد لا تكون مستدامة.
وبدلاً من ذلك حاول أن تزيد نشاطك قليلاً كل أسبوع، ويجب ألا يكون تمريناً تقليدياً، إذ يمكن لمحاولة قضاء وقت أقل تدريجياً في الجلوس أن تساعد في الأمر.
وربما يكون من الأسهل أن تلتزم بدمج النشاط في حياتك اليومية المعتادة -على سبيل المثال، الذهاب إلى المتجر سيراً بدلاً من ركوب حافلة أو تنظيف حديقة منزلك- أكثر من أداء حصة تدريبية.
فكر في الأمر كأنه فترة انقطاع عن وقت الجلوس خلال يومك بدلاً من اعتباره مهمة يجب عليك تنفيذها.
أهم الأشياء.. أولاً: احصل على قسط كافٍ من النوم
لا تتعلق العديد من أسباب الشعور بالتعب بالنوم، ولكن إذا كنت لا تحصل على قسطٍ كافٍ من النوم أو كنت تظن أن حالة نومك ليست جيدة.
فيجب أن تكون محاولة تحسين نومك هي أول شيء تفعله لمعرفة ما إذا كان يساعد في التخلص من الإرهاق. وفيما يلي بعض النصائح لتحسين نومك:
1- حدد وقتاً للنوم: تشير أبحاث النوم إلى أن الذهاب للنوم في الوقت نفسه كل ليلة والاستيقاظ في الوقت نفسه كل صباح يمكن أن يساعد في التخلص من الشعور بالتعب.
2– التعرض للضوء في النهار: يُعتبر التعرض للضوء الأزرق في أثناء النهار هو مفتاح الشعور باليقظة. يحفز هذا النوع من الضوء -الذي يمكن الحصول عليه بطريقة مثالية من الشمس، وكذلك من شاشات الأجهزة الإلكترونية- مخك على منع إفراز هرمون الميلاتونين (هرمون النوم) ويساعدك على الشعور بالنشاط (تذكر أن تستخدم واقي الشمس إذا كنت ستقضي وقتك في الهواء الطلق).
3- تجنّب الضوء الأزرق في الليل: للسبب نفسه، حاول أن تتجنب التعرض لضوء الشاشات في الليل.
4- افحص عينيك: على الرغم من أن الدراسات المختلفة توصلت إلى نتائج مختلفة، فإنه إذا كان لديك إعتام في عدسة العين (مياه بيضاء) لم يُعالج، قد يقلل ذلك من الضوء الأزرق اللازم الذي تحتاج إليه في أثناء النهار؛ مما يؤدي إلى اختلال نومك.
5- انتبه لتوقف التنفس في أثناء النوم: قد ترغب أيضاً في سؤال طبيبك عن اضطراب توقف التنفس في أثناء النوم، الذي يحدث في كثير من الأحيان لدى البالغين الأكبر سناً ويُميز من خلال الشخير أو نقص التنفس أو انقطاعه.
6- قلِّل من فترات القيلولة في أثناء النهار: قد تصعّب فترات القيلولة الطويلة والمنتظمة النوم في الليل.