أيهما أفضل مصدر للبروتين في نظامك الغذائي، اللحوم الحمراء أم الأسماك؟

عند ذكر البروتين فإن أول اثنتين من المواد الغذائية التي تتبادر إلى الذهن هي الأسماك واللحوم. لا شك أنهما من أكثر الأطعمة البروتينية شعبية في العالم لكن هناك نقاش طويل حول أيهما أفضل.

عربي بوست
تم النشر: 2019/07/07 الساعة 06:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/07 الساعة 11:17 بتوقيت غرينتش
يهما أفضل مصدر للبروتين في نظامك الغذائي، اللحوم الحمراء أم الأسماك؟

عند ذكر البروتين فإن أول اثنتين من المواد الغذائية التي تتبادر إلى الذهن هي الأسماك واللحوم. لا شك أنهما من أكثر الأطعمة البروتينية شعبية في العالم.. ومع ذلك، كان هناك نقاش طويل حول أيهما أفضل.

هناك أشخاص يجادلون بأن اللحوم الحمراء ليست مفيدة لصحتك بينما يقول آخرون نفس الشيء عن الأسماك. ولكن الشيء الذي يجب تذكره هو أنه إذا كنت تحب هذه الأطعمة، فلا بأس أن تتناولها باعتدال وألَّا تسرف في تناول إحداها.

 لكن لا يزال من المفيد معرفة كيف يمكن لهذه الأطعمة أن تؤثر على صحتك بمرور الوقت، فعندما يتعلق الأمر باللحوم الحمراء -على سبيل المثال- يشير خبراء الصحة إلى كمية كبيرة من الدهون المشبعة.

وغالباً ما يُنظر إلى الأسماك على أنها الخيار الأكثر صحة، وذلك بفضل أحماض أوميجا 3 الدهنية، والتي يمكن أن تكون مفيدة لصحة القلب والعين والدماغ. ولكن حتى بعض أنواع الأسماك يمكن أن يكون لها سلبيات أيضاً!

اقرأ أدناه لمعرفة بعض الطرق التي يمكن أن تؤثر بها اللحوم الحمراء والسمك على جسمك -سلباً وإيجاباً- وفقاً للخبراء.

الأسماك.. دهون مشبعة أقل

الأسماك لديها نسبة من الدهون المشبعة أقل بكثير من الدهون المشبعة في اللحوم. الدهون المشبعة تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب.

على سبيل المثال، تحتوي ست أونصات من اللحم البقري (180 غراماً) على حوالي 10 غرامات من الدهون المشبعة، وهو ما قد يؤثر سلباً على صحتك بمرور الوقت إذا كنت تتناولها كثيراً.

وتحتوي الأسماك على نسبة كبيرة مما يسميه خبراء الصحة "الدهون الجيدة"، وهي أنواع معينة من الدهون غير المشبعة تقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب. أحد الأحماض الدهنية غير المشبعة الموجودة في الأسماك هو حمض أوميغا 3 الدهني الذي يساعد على تقليل كمية الدهون الثلاثية الموجودة في دمنا بنحو 30 ٪، وهويقلل أيضاً من خطر الإصابة بالاكتئاب والتهاب المفاصل والربو والخرف.

الأسماك مفيدة لصحة دماغك

يعرف السمك باحتوائه على مستوى عالٍ من أحماض أوميجا 3 الدهنية التي تلعب دوراً حيوياً في نمو الدماغ مما يجعله خياراً صحياً لكثير من الناس، وهو يقلل أيضاً من خطر الإصابة بالخرف وضعف الذاكرة في الشيخوخة إذا تم استهلاكه بشكل منتظم منذ الطفولة.

ويساعد استهلاك السمك خلال فترة الحمل على زيادة مستوى ذكاء الطفل، ونمو دماغه بشكل سليم.

ومع ذلك، من الممكن الحصول على أوميغا 3 من مصادر أخرى، بما في ذلك النباتات واللحوم الحمراء من الأبقار العشبية. لكن الأسماك "الدهنية" مثل سمك السلمون والسردين والأنشوجة  تحتوي على أعلى المستويات، وتوفر أكبر قدر من الفوائد لعقلك.

 بعض الأسماك تحتوي على المعادن الثقيلة

 يمكن أن تحتوي بعض أنواع الأسماك على مستويات عالية من الزئبق، وهو مادة سامة، ويرتبط التعرض للزئبق بمشاكل صحية خطيرة.

ومن المثير للاهتمام أن مياه البحر تحتوي فقط على تركيزات صغيرة من ميثيل الزئبق، وتمتصه النباتات البحرية مثل الطحالب ثم يأكل السمك الطحالب ويحتفظ بنسبة من الزئبق، وعندما تتغذى الأسماك المفترسة الأكبر حجماً على السمك الصغير يتراكم لديها مستويات أعلى من الزئبق.

في الواقع، قد تحتوي الأسماك المفترسة الكبيرة على تركيزات من الزئبق أعلى بنسبة 10 أضعاف من الأسماك التي تستهلكها.

إذا كنت تحب الأسماك يُنصح بتناول حوالي وجبة أو وجبتين من الأسماك الدهنية كل أسبوع (كل وجبة حوالي  3 أونصات (85 غراماً)) لجني كل تلك الفوائد الصحية لأوميغا 3.

 الخيارات الجيدة هي سمك السلمون البري، وسمك الرنجة، والأنشوجة، والسردين.

تجنب تناول الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق كسمك القرميد، وسمك الماكريل، والقرش، أبو سيف، الإسقمري الملكي.

اللحوم الحمراء قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان

أعلنت وكالة أبحاث السرطان (IARC) التابعة لمنظمة الصحة العالمية في تقرير لها، أن اللحوم المعالجة (المصنعة) مثل لحم الخنزير المقدد والنقانق، يمكن أن تسبب السرطان، وأوضح التقرير أن اللحوم الحمراء غير المصنعة تعد أيضاً من المواد المسرطنة على الأرجح.

ووفقاً للمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان، فإن تناول أكثر من 18 أونصة (500 غرام) من اللحوم الحمراء أسبوعياً يزيد من خطر إصابتك بالسرطان، حيث ثبت أنه يتسبب في تلف بطانة الأمعاء. ترتفع مخاطرك أيضاً إذا طبخت اللحوم في درجات حرارة مرتفعة، نظراً لأن الأطعمة المتفحمة تحتوي على الأرجح على مركبات مسببة للسرطان.

يمكنك تناول اللحوم الحمراء بالطبع. لكن ضع هذا الخطر في الاعتبار، وفكر في كمية اللحوم الحمراء التي تتناولها كل أسبوع.

اللحوم الحمراء تقلل من الأنيميا

إذا كنت تعاني من فقر الدم أو نقص الحديد، فقد يكون اللحم الأحمر هو ما يحتاجه جسمك.

اللحوم الحمراء هي مصدر جيد للعناصر الغذائية الأساسية بما في ذلك الحديد والزنك وفيتامين B12 وبالنسبة لشخص مصاب بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، قد يكون اللحم الأحمر خياراً جيداً.

 تحتوي الأسماك أيضاً على نسبة من الحديد، ولكن اللحوم الحمراء مثل اللحم البقري لديها أعلى مستوى لكل وجبة مما يجعلها الخيار الأفضل لمحاربة الأنيميا.

الأسماك قد تحسن مزاجك

يمكن للأوميغا 3 من الأسماك أن ترفع الحالة المزاجية، والأشخاص الذين يتناولون الأسماك بانتظام هم أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب والاضطراب الثنائي القطب لذلك إذا كنت تتطلع إلى تعزيز صحتك العقلية، فقد تكون الأسماك الدهنية خياراً جيداً.

 من المثير للاهتمام التفكير في العلاقة بين النظام الغذائي والصحة العقلية وكيف قد تساعدك الأسماك الدهنية على الشعور بالتحسن قليلاً.

 الأسماك يمكن أن تقلل من الالتهابات

تقول العالمة خبيرة التغذية الدكتورة مارغريت بول: "إن تناول الأسماك، مثل سمك السلمون البري، يساعد في تقليل الالتهاب بسبب التركيز العالي للأوميغا 3" وتوضح الدكتورة بول أن كلاً من اللحوم الحمراء والأسماك يمكنهما أن يساهما في صحة جيدة، بشرط أن يكونا من مصادر جيدة. ويمكننا أن نركز على  جني فوائد كل منهما والبعد عن الآثار السلبية لهما.

المهم أن تضع في اعتبارك الاعتدال دون الإسراف، لأن هناك جوانب سلبية لتناول كل من اللحوم الحمراء والسمك من أي نوع!

تحميل المزيد