تعدُّ عملية الأيض هامة جداً للإنسان كونها المسؤولة عن إنتاج الطاقة في داخل خلايا الجسم عن طريق هدم المواد الغذائية التي يتم هضمها في داخل الجهاز الهضمي وتحويلها إلى أشكال الطاقة المُختلفة.
كما ترتبط عمليَّة الأيض بعلاقة وطيدة بالوزن ونقصانه وزيادته، إذ إنّ الذين يحاولون إنقاص أوزانهم يعملون على رفع مُعدّل الأيض لديهم من أجل استهلاك طاقة أكبر خلال اليوم وخاصة أثناء فترة الرّاحة.
عملية الأيض لخسارة الوزن
وفق صحيفة Market Watch، فإن الذين تجاوزوا الثلاثينيات ربما سيعانون قليلاً أكثر من غيرهم لتحسين عملية الأيض وتنزيل عدة كيلوغرامات من أوزانهم.
فهناك كثير من الناس الذين تمتعوا بوزن صحي في حياتهم برمتها ثم وجدوا أنفسهم يناضلون من أجل فقدان بعض الكيلوغرامات من وزنهم في الخمسينيات أو الستينيات.
السبب وراء هذا يتعلق بعملية الأيض بشكل كبير.
ما هي عملية الأيض وكيف تعمل؟
الأيض هي عملية كيميائية يقوم من خلالها الجسم بتحويل السعرات الحرارية إلى الطاقة التي يحتاج إليها للمحافظة على الحياة.
لذلك فإن الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى أيض مرتفع يحرقون السعرات الحرارية بسرعة، أما الأشخاص الذين يعانون من مستوى أيض منخفض فإن أجسامهم لا تعالج الطعام بكفاءة.
وعندما يستهلك الناس سعرات حرارية أكثر مما تحرق أجسامهم، فإنها تخزن البقية في صورة دهون، ما ينجم عنه زيادة الوزن.
ومن الممكن أن يكون معدل الأيض الاستراحي، أو سرعة حرق السعرات الحرارية أثناء استراحتنا، مرتبطاً بالحمض النووي لدينا بشكل كبير.
هل تصبح عملية الأيض أبطأ كلما تقدمنا في العمر؟
على عكس الاعتقاد الشهير، فإن عملية الأيض لا تصبح أبطأ مع تقدم العمر بالضرورة، وليس هناك فعلاً أية علاقة خاصة بين السن وعملية الأيض.
ولكن، بينما نتقدم في السن تبدأ كثير من العوامل غير المباشرة في التأثير.
إذ إن الناس يكونون أكثر نشاطاً في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من عمرهم، وعادة ما يكونون أكثر استقراراً عندما يتقدمون في العمر.
بالنسبة للسيدات، يتسبب انقطاع الطمث في تغيرات هرمونية كبيرة تحفز الاحتفاظ بمزيد من الدهون وقدر أقل من الكتلة العضلية، كل يساهم في إبطاء عملية الأيض.
العوامل التي تؤثر في عملية الأيض
هناك عملية خطية واضحة بين السن وتباطؤ عملية الأيض، وإن لم يكن هناك رابطاً مباشراً بينهما.
كما أن النوم يُعدُّ أحد العوامل التي يتم إغفالها. فعادة ما يتم إنتاج الهرمونات التي تنظم الوزن أثناء النوم العميق الموجة الذي يتحقق فقط عندما تنغلق أعيننا لسبع أو ثماني ساعات.
فعندما تحظى بنوم لخمس أو ست ساعات فقط ليلاً، فمن الممكن أن تؤثر سلباً في كيفية تسريع جسمك لعملية الأيض.
كيف تُحسِّن عملية الأيض
مع أن عملية الأيض ليست شيئاً يمكنك التحكم فيه تماماً، فإن هناك أشياء تستطيع فعلها لتسريعها. وعلى رأس القائمة ممارسة التمارين الرياضية.
نصائح لخسارة الوزن
إن مارست التمرينات بانتظام وبنيت كتلة عضلية أكبر، فإن العضلات ستحرق مزيداً من السعرات بدلاً من تحويلها إلى دهون.
في المقابل، سيقوم جسمك بحرق مزيد من السعرات الحرارية حتى في وقت الراحة.
فعندما تجمع بين الكتلة العضلية الأكبر وبين مزيد من التمرينات، فإن المقابل الذي ستحصل عليه سيكون أكبر، وذلك لأن الأنسجة ستكون أكثر فعالية في حرق السعرات الحرارية.
جرب استخدام التطبيقات
إن تطبيقات المتابعة نقطة بداية ممتازة، وأمثلة عليها تطبيق "Strave" أو "MyFittnessPal". فمثل هذا النوع من التطبيقات يساعدك على مراقبة العوامل المهمة بالنسبة للأيض، مثل: التمرين، والتغذية، والنوم.
قم بتغييرات صغيرة
ابدأ بتغييرات صغيرة في عاداتك، أوقف النصائح. فالأشياء الصغيرة تأتي بتغييرات كبيرة مع الوقت.
على سبيل المثال، صُفّ سيارتك بعيداً عن المدخل حتى يتسنى لك المشى لمسافة أبعد، استخدم الدَّرَج بدلاً من المصعد، وخصِّص وقتاً لإعداد الطعام الصحي لأسبوع العمل.
انضم إلى نادي ألعاب رياضية
إن كنت قادراً، انضم إلى نادي ألعاب رياضية، حيث تستطيع استخدام آلات الكارديو (مثل المشاية أو الأبكتل) أو السباحة، وبناء الكتلة العضلية من خلال تمرينات الأحمال الخفيفة، أو الآلات الثقيلة.
اخلد إلى النوم في وقت مبكر
إن تحديد وقت أبكر للنوم والالتزام به (حاول ضبط منبه الهاتف) خطوة صغيرة نحو تحسين عادات النوم.
إن كنت تعاني للخلود إلى النوم فيُوصى بأن تخصص دقائق لجلسة تأمل قبل النوم (وبالطبع هناك تطبيقات مخصصة لهذا أيضاً). كما يستفيد بعض الناس من تناول الفيتامينات؛ مثل الماغنيسيوم أو الميلاتونين، لمساعدتهم على الاسترخاء والخلود إلى النوم، ولكن عليك الرجوع إلى طبيبك قبل تجربتها.
اختر الطعام المغذي
عندما يتعلق الأمر بالحمية، تبنى اختيارات ذكية من ناحية المغذيات؛ فمثلاً تناول البطاطا الحلوة المخبوزة بدلاً من البطاطس المقلية، أو تناول الفاكهة بدلاً من شرائح البطاطس، وانتبه للكميات التي تتناولها.
من المهم ملاحظة أن التمرينات وحدها لن تساعدك على خسارة الوزن، فإن الحمية الغذائية مهمة أيضاً.
في النهاية
لا تحبط. فإن الفترات الساكنة أمر شائع بالنسبة لفقدان الوزن لكثير من الناس، حتى وإن كنت تقوم بكل شيء بالطريقة الصحيحة.
إن جسدك يحب وجود نقطة بداية. إنها آلية تطورت لمساعدة البشر على البقاء في فترات المجاعات. فإنك قد تفقد أول كيلوغرامات بسرعة عند عكس العادات السيئة، ولكن الأمر سيستغرق أكثر كثيراً لفقدان الكيلوغرامات التالية.
ولهذا السبب من الأفضل أن تقوم بسلسلة من التغييرات الصغيرة التي تستطيع العيش معها لفترة طويلة، وجرب كل الحميات التي تمر عليك.
في نهاية الأمر، ليس هناك حمية غذائية أفضل من الأخرى، ولكن الأمر يتعلق بالحمية المناسبة لك والتي تستطيع متابعتها.