في الثقافة الصينية والهندية القديمة، كانوا يعتقدون أن شرب الماء الساخن عند الاستيقاظ يساعد في تحسين عملية الهضم وتخفيف احتقان الأنف.
بل إن البعض يقولون إن الماء الساخن يريح الجهاز العصبي؛ لأن جسمك لن يبذل مجهوداً كبيراً لتدفئة الماء. ويعتبر تناول الماء البارد مع وجبات الطعام في الثقافة الصينية إخلالاً للتوازن؛ وهم يفضلون تناول الشاي الساخن أو الماء الدافئ بدلاً من ذلك.
إضافة الليمون يمكن أن تزيد من الفوائد الصحية للماء الساخن؛ إذ إنه يضيف فيتامين ج الضروري لجسمك، ويعزز عمل جهاز المناعة، ويساعد على حمايتك من نزلات البرد والإنفلونزا.
والليمون غني بفيتامين ج، والفولات، والبوتاسيوم، والفلافونويد، ومركبات تسمى الليمونين. ويحتوي ربع كوب من عصير الليمون على 31% من المقدار الموصى به يومياً من فيتامين ج، و3% من الفولات، و2% من البوتاسيوم الذي تحتاجه يومياً.
وبالإضافة إلى ذلك، يحتوي الليمون على 13 سعرة حرارية فقط.
وفي هذا التقرير سنتناول الفوائد العديدة لشرب الماء الدافئ مع الليمون كل صباح، وفقاً لموقع Power of Positivity الأمريكي.
يخفف احتقان الجيوب الأنفية
عندما تشعر بالمرض، يوصي الجميع بشرب الشاي الساخن للتعافي من نزلة البرد أو التهاب الجيوب الأنفية بصورة أسرع.
وقد يكون السبب في ذلك هو أن الماء الساخن يساعد على انتقال المخاط بشكل أسرع من الماء البارد، مما قد يزيد من سرعة الشفاء.
ويمكن لشرب الماء الساخن في الصباح أن ينظف الجيوب الأنفية، ويساعدك على التنفس بشكل أفضل. ويمكن أن تؤدي إضافة الليمون إلى زيادة كفاءة جهاز المناعة، بسبب الكمية الكبيرة من مضادات الأكسدة التي يحتويها.
ووُجد أيضاً أن الليمون يساعد في تنظيف المخاط وتعزيز صحة الجهاز التنفسي؛ لذا، فإن إضافة الليمون إلى كوب من الماء الدافئ يمكن أن تحسن صحتك.
يعزز كفاءة عملية الهضم
يساعد الماء الدافئ في توسيع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم إلى الأمعاء، مما يساعد على تسريع عملية الهضم. ويساعد الماء الدافئ أيضاً في ترطيب الجسم أكثر من الماء البارد، مما يعني أن جسمك سيتخلص من السموم بصورة أسرع.
ويمكن أن يساعد الليمون أيضاً في تخليص الجسم من السموم؛ إذ ثبت أنه يحسن وظائف الكبد.
وإذا كنت تعاني من مشكلات في الهضم، فإن الماء الدافئ مع الليمون يعد علاجاً طبيعياً فعالاً.
يهدئ الجهاز العصبي المركزي
لما كان من الضروري أن يرفع الجسم درجة حرارة الماء البارد لتصل درجة حرارة الجسم إلى المعدل الطبيعي الذي يبلغ 37 درجة مئوية، فإن هذا يتطلب من الجسم بذل طاقة أكبر بكثير. ويتسبب الماء البارد أيضاً في صدمة الجهاز العصبي، مما قد يزيد من مشاعر القلق والتوتر طوال اليوم. وقد يساعدك شرب الماء الدافئ أيضاً على الاسترخاء وتقليل شعورك بالتوتر، وخاصة إذا أضفت إليه الليمون.
وثبت أن الليمون يحسن المزاج ويساعد في استقرار المشاعر. ويمكن أيضاً أن يحسن التركيز والانتباه؛ لأنه ينشط ناقلاً عصبياً يسمى النورابينَفرين، وهو الذي يؤثر على جزء الدماغ الذي يتحكم في الانتباه.
يخفف الإمساك
يساعد الماء الساخن على انقباض الأمعاء، فيما قد يبطئ الماء البارد من عمل إنزيمات الهضم. وإذا كنت تعاني من الإمساك، فإن شرب الماء الدافئ في الصباح يمكن أن يحفز الأمعاء ويضمن الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
وبالإضافة إلى ذلك، يحتوي الليمون على شكل من الألياف القابلة للذوبان يسمى البكتين، الذي ينشط الأمعاء، ويبطئ عملية هضم السكريات والنشويات. وقد يساعد هذا في السيطرة على نسبة السكر في الدم وانتظام حركات الأمعاء.
يحافظ على رطوبة الجسم
يساعد الماء الدافئ على الحفاظ على رطوبة الجسد أكثر من الماء البارد؛ لأن الجسم يمتص الماء الدافئ بسرعة أكبر.
وهذا يعني أنك قد لا تحتاج إلى شرب العديد من أكواب الماء للحفاظ على رطوبة الجسم إذا واظبت على شرب الماء الدافئ.
وبالنسبة للكمية المناسبة التي يتعين عليك تناولها، فعليك معرفة ما يحتاجه جسمك وتناول ما يناسبه. وتلعب مستويات النشاط ووزن الجسم أيضاً دوراً في تحديد كمية المياه التي تحتاجها يومياً.
ويساعد الليمون في الحفاظ على رطوبة جسدك أيضاً؛ لأنه غني بالماء والنكهة المنعشة.
قد يساعد في خسارة الوزن
يساعد شرب الماء الساخن على تنشيط عملية التمثيل الغذائي، مما يساعد على فقدان الوزن. وهو أيضاً "ينشط" الأمعاء، مما يساعد الجسم على التخلص من الفضلات الزائدة ووزن الماء الزائد. وتبين أيضاً أن الليمون يساعد في إنقاص الوزن؛ لأنه يساعد في الحفاظ على رطوبة الجسم. وأظهرت الدراسات أن ترطيب الجسم بالدرجة المناسبة يمكن أن يكون عنصراً رئيسياً في فقدان الوزن.
وبالإضافة إلى ذلك، تحتوي ملعقة كبيرة من عصير الليمون على أربع سعرات حرارية فقط. ولهذا السبب، يمكن لشرب الماء بالليمون بدلاً من المشروبات السكرية أن يساعد في التخلص من السعرات الحرارية غير الضرورية وفقدان الوزن.
ينشط الدورة الدموية
من الجائز أنك سمعت أن أخذ حمام دافئ يمكن أن يوسع الأوردة والشرايين مؤقتاً، مما يحسن من تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم. ووجد الخبراء أن شرب الشاي أو الماء الساخن يمكن أن يكون له تأثير مماثل.
ويساعد شرب الماء مع الليمون كل صباح في تنشيط الدورة الدموية بفضل مضادات الأكسدة القوية والعناصر الغذائية التي يحتويها، والتي تعمل على زيادة مستويات الأكسجين في الجسم.
وزيادة كمية الأكسجين في الجسم تعني تدفق الدم بصورة أفضل، مما يضمن كفاءة الدورة الدموية.
يساعد على استرخاء عضلاتك
أوضحنا آنفاً أن المياه الدافئة تساعد الجهاز العصبي المركزي على الاسترخاء؛ لذلك فمن المنطقي أنه يساعد على استرخاء أجزاء أخرى من الجسم كذلك.
ونظراً لأن الماء الدافئ يزيد من تدفق الدم إلى الأنسجة والعضلات، فإنه يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر وتعزيز الشعور بالاسترخاء.
وإذا كنت تواجه مشكلة في النوم ليلاً، فجرب شرب كوب من الماء الدافئ مع الليمون قبل النوم. أو إذا كان ينتابك شعور بالقلق في الصباح جراء شعورك بالتوتر في اليوم السابق، فلا تنسَ شرب كوب من الماء الدافئ والليمون لتبدأ يومك بداية صحيحة.
المياه الدافئة مع الليمون تقلل السموم
عندما تشرب الماء الساخن، تبدأ درجة حرارة الجسم الداخلية في الارتفاع. وعندما يحدث هذا، ينشط جهاز الغدد الصماء، مما يسبب التعرق الذي يساعد على التخلص من السموم.
ويمكن لممارسة التمارين الرياضية بانتظام أن تساعد على زيادة تخلص الجسم من السموم بسبب زيادة درجة حرارة الجسم الداخلية.
ويساعد الليمون أيضاً في التخلص من السموم بسبب المواد المغذية ومضادات الأكسدة التي يحتويها والتي تساعد على تنظيف الجهاز الهضمي.
يخفف من أعراض تعذُّر الارتخاء المريئي
تعذر الارتخاء المريئي هو حالة يصعب معها انتقال الطعام من المريء إلى المعدة. ويواجه الأشخاص المصابون بهذه الحالة صعوبة في البلع، ويشعرون أيضاً بأن الأطعمة "عالقة" في المريء.
وتشير الأبحاث إلى أن الماء الدافئ يمكن أن يساعد الأشخاص المصابين بهذه الحالة على هضم الطعام بشكل أفضل، ويعود ذلك على الأرجح إلى أن الماء الساخن ينساب داخل الجسم أسرع من الماء البارد، مما يسرع من عملية الهضم.
وقد يساعد الليمون هذه الحالة أو قد لا يفعل. ولكن لأن الليمون يمكنه تحسين عملية الهضم، فيفضل إضافته إلى الماء إذا كنتَ مصاباً بتعذر الارتخاء المريئي.
مخاطر شرب الماء الساخن
مثلما قلنا من قبل، احرص على ألا تزيد درجة حرارة الماء على 60 درجة مئوية، لأن الماء المغلي يمكن أن يسبب حروقاً في اللسان والحلق والمريء.
ويمكن أن تفيد المياه الساخنة صحتك بالتأكيد، لكنها ليست حلاً سحرياً لجميع المشاكل الصحية. لذا يمكنك تناولها بالإضافة إلى الممارسات الصحية الأخرى مثل ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن والتفكير الإيجابي وممارسة التأمل.
احرص أيضاً على ألا تشرب الماء الساخن إذا كنت تعمل بالخارج أو تمارس رياضة عنيفة. وتُظهر الأبحاث أن شرب الماء الساخن يروي العطش أكثر من الماء البارد.
لذا، إذا كنت تمارس التمرينات الرياضية أو تمارس نشاطاً في الخارج، اشرب الماء البارد فقط لأنه سيساعد على خفض درجة حرارة الجسم.
تعليق أخير
إذا كنت تحاول تقليل كمية القهوة التي تشربها في الصباح، فإن الماء الدافئ مع الليمون يمكن أن يكون بديلاً صحياً. وله فوائد صحية عديدة أخرى مثل تنشيط عملية التمثيل الغذائي، والحفاظ على هدوء الأعصاب، وتخفيف نزلات البرد.
وعلاوة على ذلك، يعزز هذا المزيج صحة الجهاز الهضمي. وشرب الماء الدافئ ليلاً يساعد أيضاً على تخفيف الأرق؛ إذ إنه يريح الجهاز العصبي المركزي ويهدئ توتر العضلات.
واحرص على إضافة القليل من الليمون إلى الماء الدافئ كذلك؛ إذ إنه سيزيد من فوائد هذا الشراب للصحة. ويضيف أيضاً نكهة خفيفة إلى الماء إذا كنت لا تستسيغه بمفرده.
ولذا، احرص بدءاً من صباح يوم غدٍ على شرب بعض الماء الساخن، وأضف القليل من عصير الليمون (بدلاً من القهوة، على سبيل التغيير).
ستشعر بجرعة أكبر من الطاقة تتدفق في عروقك طوال اليوم، وستمنحك شعوراً بالانتعاش والسعادة.