إنهما أبناء عمومة، ولكن هناك فروقاً بينهما خاصة في الطعم، ولكن فيما يتعلق بالفوائد فإنهما متقاربان بشكل كبير، الأمر الذي يدفع الكثيرين للتساؤل ما الفرق بين البطاطا البيضاء والحلوة في الفوائد الصحية؟
تقرير لصحيفة Times of India الهندية يجيبك على سؤالك: ما الفرق بين البطاطا البيضاء والحلوة في الفوائد الصحية؟
اقرأ أيضاً
النبتة السامة التي تسببت في مجاعة بأيرلندا
أصبحت البطاطا جزءاً لا يتجزأ من المطبخ العالمي بعدما لقيت عند ظهورها في أوروبا أواخر القرن الـ16 نفوراً من قبل العديدين.
فقد عرف العالم القديم البطاطا بعد اكتشاف الأميركتين.
فهذه النبتة أصلها من منطقة جبال الأنديز في أميركا الجنوبية، والمكتشفون الإسبان هم الذين أحضروها إلى أوروبا في القرن السادس عشر، إلا أنه في البداية كان الناس يعتقدون أنها غير قابلة للأكل، وأنها نبتة سامة.
فعندما انتقلت البطاطا إلى فرنسا ظنوا بداية أنها سامة فمنعوا زراعتها.
وجلبها المؤرخ الشهير سير والتر راليي إلى أيرلندا عام 1589، كما أهداها إلى الملكة إليزابيث الأولى التي أقامت عشاءً ملكياً بتلك المناسبة لكن الطباخين في القصر الملكي لم يعرفوا طريقة طهيها فسلقوا الجذور والدرنة والأوراق التي تسبب التسمم فكاد المدعوون يموتون ليلتها، لذا صدر الأمر بمنع زراعتها.
واستغرق الأمر عدة أجيال حتى تعرف الناس على قيمتها الغذائية وفوائدها المتعددة واتخذوها مصدر غذاء لا يمكن الاستغناء عنه، ومنذ ذلك الوقت أصبحت أحد أكثر الأطعمة شعبية.
كما أنها تعد من أرخص المحاصيل العالمية ومتوفرة على مدى العام بأكمله.
وبالتالي أصبحت غذاء أساسياً تعتمد عليه شعوب عدة، حتى أن مجاعة أصابت أيرلندا بعد إصابة البطاطا بالأمراض النباتية عام 1845.
وأدى هذه المجاعة إلى موت نحو مليون شخص، وهجرة ما يقرب من مليون آخرين، بين عامي 1845، و1852، فيما يعرف بقحط البطاطا.
اقرأ أيضاً
هل البطاطا الحلوة أفضل في الحمية؟
يفضل كثير منا تناول البطاطا البيضاء والبطاطا الحلوة بسبب أسعارها المنخفضة وسهولة تحضيرها.
ولكن قد تُلزمك بعض الحميات الغذائية باختيار البطاطا الحلوة عوضاً عن البطاطا البيضاء.
لكن، هل هذا ضروري؟ وهل البطاطا الحلوة صحيةٌ أكثر من البطاطا البيضاء؟
في السطور التالية سنتعرف على الفوارق بين البطاطا البيضاء والحلوة علماً أنها في الأغلب فروق بسيطة.
ما الفرق بين البطاطا البيضاء والحلوة في الفوائد الصحية؟
1- السعرات الحرارية.. فروق بسيطة لصالح البطاطا البيضاء
ليس هناك اختلاف كبير في تركيبة السعرات الحرارية بين البطاطا الحلوة والبطاطا البيضاء.
إذ تحتوي 100 غرام من البطاطا البيضاء المطهوة على حوالي 93 سعرة حرارية، في حين تحتوي نفس الكمية من البطاطا الحلوة المطهوة على 90 سعرة حرارية.
2- الكربوهيدرات: كلاهما غني بها ولكنها أكثر في البطاطا الحلوة بنسبة ضئيلة
كلا النوعين من البطاطا يتميز بكمية هامة من النشا المشتق من الكربوهيدرات.
إذ تحتوي 100 غرام من البطاطا البيضاء على 21 غراماً من الكربوهيدرات.
في حين تحتوي الكمية ذاتها من البطاطا الحلوة على 22 غراماً من الكربوهيدرات.
3- الألياف: البطاطا الحلوة تتفوق أيضاً
يبلغ معدل الألياف في البطاطا الحلوة 3.3 غرام لكل 100 غرام، بينما لا يتجاوز هذا المعدل 2.2 غرام في البطاطا البيضاء.
وبالتالي، تحتوي البطاطا الحلوة على ألياف أكثر بقليل من البطاطا البيضاء.
وتعمل الألياف على تحسين الهضم، وتجعلك تشعر بالشبع بشكل أسرع ولوقت أطول، كما تساعدك على التحكم في مستويات الكوليسترول.
4- البروتين والدهون: نسب متقاربة ولا يمكن رصد الفارق إلا بالمقارنة الدقيقة
يتضمن كلا النوعين من البطاطا نسبة البروتين والدهون ذاتها تقريبًا، إذ تحتوي 100 غرام من البطاطا، سواء الحلوة أو البيضاء، على 2 إلى 2.5 غرام من البروتين و0.1 إلى 0.2 غرام من الدهون.
وعند المقارنة الدقيقة بينهما، يتضح أن البطاطا البيضاء تحتوي على معدل بروتين أعلى بقليل ومعدل دهون أقل مقارنة بالبطاطا الحلوة.
5- الفيتامينات: كل نوع يتميز بفيتامين بعينه
تحتوي 100 غرام من البطاطا البيضاء على 9.6 ملليغرام من الفيتامين سي و28 ميكروغراماً من حمض الفوليك، بالإضافة إلى 1 وحدة دولية من الفيتامين أ.
في المقابل، تتضمن ذات الكمية من البطاطا الحلوة 20 ملليغراماً من الفيتامين سي و6 ميكروغرامات من حمض الفوليك، فضلاً عن 19،218 وحدة دولية من الفيتامين أ.
6- المعادن: البطاطا البيضاء تتفوق في الحديد
تعتبر البطاطا البيضاء مصدراً أفضل للحديد والبوتاسيوم مقارنة بالبطاطا الحلوة.
إذ توفر لك 100 غرام من البطاطا البيضاء 6٪ من احتياجات الحديد المطلوبة يومياً.
7- الحكم النهائي: لن تحتاج لاستبدال أحدهما بالآخر
تحظى البطاطا الحلوة بأهمية أكبر عندما يتعلق الأمر بالفيتامين أ والفيتامين سي.
أما البطاطا البيضاء فتقدم نسباً أعلى من البروتين والبوتاسيوم.
وبالتالي، يعتبر كلا النوعين مفيدين لك، وذلك في حال لم يتم خلطهما بأطعمة غير صحية أو قليهما لمدة طويلة.
إذن، لن تكون في حاجة إلى استبدال البطاطا البيضاء المفضلة لديك بالبطاطا الحلوة في المرة القادمة.