نعلم أن لدى أصحاب الوزن الزائد، تأثيراً سلبياً بعيد المدى على صحتهم لما يسببه من أمراض عديدة قد تكون قاتلة في بعض الأحيان، لكن هناك مرضاً آخر يصاحب نفسيّة الشخص الذي يعاني من هذه الحالة، وهو رهاب السمنة.
يُعد رهاب السمنة شكلاً من أشكال التعصب، الذي توصف فيه السمنة بالقبح والنقص والانحلال الأخلاقي.
صحيفة The Guardian البريطانية، نشرت مقالاً لــ فيرجي توفار وهي مؤلفة وناشطة وأحد أبرز الخبراء والمحاضرين حول أشكال التمييز التي تُمارس ضد الأشخاص المصابين بالسمنة.
قالت فيه: "نظراً إلى أنني امرأة يصل وزنها إلى 115 كيلو غراماً، وأرفض اتباع حمية غذائية، وأرتدي سراويل قصيرة وأتناول حلوى التيراميسو بفخر، فقد تعرضت وشهدت الكثير من رهاب السمنة".
وتحدثت فيرجي توفار في كتاب جديد لها يحمل اسم "لديك الحق في أن تظل بديناً You Have the Right to Remain Fat"، عن كيفية تشكيل السمنة لحياتها.
وكيف أن رهاب السمنة له أبعاد متعددة، وكيف أنه ليس فقط يتحرك نحو الخارج – أي منا إلى الآخرين، بل يتحرك إلى الداخل – أي من ثقافتنا إلى أنفسنا.
أكثر 10 حالات شائعة من رهاب السمنة وكيفية التغلب عليها!
وجد الباحثون الذين يدرسون ظاهرة وصمة العار أنها غالباً ما تؤدي إلى الاكتئاب والقلق، وانخفاض فرص الحصول على وظيفة، والصداقة، والفرص الرومانسية، والإحساس بأن المرء غير مرحب به في الثقافة الأوسع.
1:رائع، ألم تفقدي بعض الوزن؟
يعتبر فقدان الوزن دائماً فعلاً إيجابياً، بغض النظر عن كيفية تحقيقه.
ولذا على الرغم من أن عبارة "لقد فقدت بعض الوزن!" تبدو بسيطة وغير مؤذية، لكنها في الواقع تخلق شعوراً غير مريح بأن الناس يراقبون وينتقدون جسدك.
ضع قاعدة، وهي عدم استخدام تعبيرات ترتكز على وزنك أو وزن الآخرين.
ليس لدينا أي فكرة عما يمر به الآخرون، سواء كانوا يتعاملون مع شعورهم بالخزي من أجسادهم أو يحاولون العلاج من اضطرابات التغذية.
عندما نتوقف عن استخدام هذا النوع من التعبيرات تماماً، فإننا نخلق بيئة يمكن أن يتواجد فيها الناس من جميع الأحجام دون الإحساس أن هناك من يراقب وزنهم.
2:التقاط صور السيلفي من أعلى
غالباً ما يحاول الأشخاص الذي يعانون من السمنة تفادي الظهور بشكل كامل خلال التقاط صور السيلفي.
حاول التقاط صور لنفسك من زوايا مختلفة، تذكر أنك تقوم بتصوير عاطفة خاصة أو لحظة مهمة، وأنك تحاول التقاط صورة ثنائية الأبعاد لشخص يتسم بالتعقيد.
3:المقاعد الصغيرة في المطاعم
كثير من الأشخاص البدناء يعانون من القلق بشأن الجلوس في المطاعم.
هل سيكون هناك مقاعد تفصلها مسافة ثابتة عن الطاولة؟
هل ستكون الكراسي معدنية وضعيفة وصغيرة محمولة بأثاث مثل أنابيب التنظيف؟
يؤدي هذا القلق إلى أن العديد من الأشخاص البدناء يتجنبون الوجود في المواقف الاجتماعية التي قد تشمل تناول الطعام.
يعتبر حجم المقاعد المحدد -وهذا ينطبق بشدة على المقاعد في الفصول الدراسية أيضاً- أحد الأمثلة على ما يُطلق عليه اسم رهاب السمنة البنيوي structural fatphobia.
إذا كنت ستذهب لتناول العشاء مع صديق بدين، تحقق من الصور الداخلية في المطعم للتأكد من وجود كراسي قوية بدون مساند للذراعين، وطاولات ومقاعد غير ثابتة إذا كانت المقصورات الضيقة هي خيار الجلوس الرئيسي.
4:التمييز العاطفي
نعزو الكثير من قراراتنا العاطفية إلى علم الأحياء التطوري، ولكن الحقيقة هي أن اختيار شريكنا يتأثر بشكل كبير بالتوقعات والمثل الاجتماعية.
إذا كنا نعيش في موريتانيا، على سبيل المثال، حيث السمنة هي المثل الأعلى للجمال، فلن نجد صعوبة في إيجاد مبرر "بيولوجي" لهذه الجاذبية.
لقد تعلمنا من يمكن أن نصفه بأنه شخص جميل، ولدينا إشارات اجتماعية حول من يجب أن نتجنب اختياره كشريك.
من المفيد أن نتذكر أن رد فعلنا الأول تجاه الأشخاص الآخرين غالباً ما يكون نتيجة لكيفية تدربنا، اجتماعياً، على التفاعل.
يمكننا أن نسأل أنفسنا للحظة عما إذا كان اتخاذ القرارات العاطفية بهذه الطريقة سيقودنا إلى ما نريده حقاً. لقد وجدت أنه عندما يتعلق الأمر بالأمور العاطفية، فأنا أرغب حقاً في الشعور بالأمان ووجود قيم مشتركة وتوافق عام.
تعد الجاذبية شعوراً معقداً بشكل كبير ونحن نفوت على أنفسنا الفرصة عندما نختبرها من منظور واحد فقط – وهو كيف يمكن لشخص ما أن يرقى إلى مستوى معايير الجمال.
5:التعرض للاعتداء في وسائل النقل العام والطائرات
تحدث معظم حالات كراهية البدانة العلنية في وسائل النقل العام، ولذا أتجنّب أوقات الذروة عندما أركب القطار.
ذات مرة، جلست مجموعة من المراهقين أمامي وبدأوا في التقاط صور السيلفي. شاهدتهم يجتمعون معاً وبدأوا في الضحك.
أمال أحدهم الهاتف، فرأيت أنهم كانوا يضحكون على صورة مكبرة لوجهي.
وفي إحدى المرات، سألت امرأة نحيفة كانت مستلقية على ثلاثة مقاعد على منصة قطار إذا كنت أستطيع الجلوس.
فوصفتني بأنني قبيحة وبدينة.
حينها قامت امرأة نحيفة أخرى بالدفاع عني وأخبرتها أن تكف عن هذا الكلام.
سوف أظل دائماً ممتنة لها، لأنه من المهم التصدي لحالات التعصب لأننا لا نريد أن نعيش في عالم حيث يمكن لأي شخص أن يتعرض للمضايقة بسبب هويته أو شكله.
6:الملابس المهنية والرسمية لا تصنع بمقاسات كبيرة
قال أحد الناشطين البدينين مرةً إن الملابس هي الأبجدية التي اعتدنا استخدامها للتعبير عن أنفسنا.
ولدى الأشخاص البدينين أحرف أقل من غيرهم في تلك الأبجدية.
عندما كنت أتقدم بطلبات للحصول على وظائف، كنت أجد أنه من المستحيل العثور على ملابس مهنية مصنوعة بشكلٍ جيد، والتي تعجبني وتناسب مقاسي أو حجمي.
قلل هذا من ثقتي بنفسي.
كنت أرى زملائي الأقل حجماً وهم يرتدون ملابس أفضل مني، ما جعلني أتساءل عمّا إذا كنتُ أنتمي إليهم.
كادت إحدى صديقاتي أن تعود إلى اضطراب الأكل الذي تعاني منه عندما كانت تستعد للزواج.
وذلك لأنها واجهت صعوبات كثيرة في إيجاد ثوب زفاف مناسب لها، لدرجة أنها تساءلت عمّا إذا كانت تستحق أن تكون عروساً.
من الصعب الحصول على بدلات العمل الرسمية، وبدلات العشاء والحفلات، وفساتين الزفاف بمقاسات كبيرة.
7:ازدواجية معايير الموضة
تخلق الموضة مشاكل أخرى تتجاوز الملابس الرسمية، إذ يمكن أن يرتدي الأشخاص السمان والأشخاص النحفاء نفس قطعة الملابس ولكن سيُنظر إليهم على نحوٍ مختلف.
فعندما يرتدي شخص نحيف سروال يوغا ربما يُفترض أنه متجه إلى صالة الألعاب الرياضية.
في حين ربما يُنظر إلى الشخص البدين الذي يرتدي نفس السروال على أنه مهمل ولا مبال.
في مقال لمجلة Allure عام 2017، صرحت عارضة أزياء المقاسات الكبيرة آشلي غراهام أنها سئمت من وصفها بالشجاعة لارتدائها ثوب سباحة.
في عام 2016، عادت امرأة من فلوريدا تدعى كيلي ماركلاند إلى المنزل لتجد ملاحظة من شخص غريب يعلن فيها أنه "يجب ألا ترتدي النساء اللواتي يزنّ 300 رطل سراويل اليوغا".
الحل لهذه المسألة بسيط: يجب أن يرتدي كل إنسان ما يشاء. ويجب أن يراجع الأشخاص الذين يشعرون بالقلق إزاء ما يرتديه الآخرون معتقداتهم ويتوقفوا عن التصرف والحكم على الآخرين بناءً على تعصبهم.
8:الخوف من أن تظهر بصحبة أشخاصٍ سمان في مكانٍ عام
الكثير من الناس، سواءً كانوا نحفاء أو سماناً، يتجنبون مصادقة أو مواعدة الأشخاص السمان خوفاً من النقد العام.
التقيت ذات مرة بشخص معجب بجسدي بشدة، لكن عندما حان الوقت للخروج في المواعيد العادية في الأماكن العامة، أخبرني أنه ليس لديه الشجاعة لأن يراه الناس بصحبتي.
أنهيت العلاقة، ومنذ ذلك الحين وأنا أختار الأشخاص الذين أواعدهم بدقة لتفادي شركاء مثله.
نشرت مجلة Appetite "دراسة حول سترة السمنة" في عام 2014.
والتي تتضمن أن تخرج ممثلة محترفة في الأماكن العامة في مناسبات مختلفة، مرتديةً ملابسها العادية مرة، ومرتديةً سترة تجعلها تبدو بدينة في مرة أخرى.
وتضع في طبقها إما كمية صغيرة من المعكرونة وكمية كبيرة من السلطة، أو كمية كبيرة من المعكرونة وكمية صغيرة من السلطة.
وقد وجد أن المشاركين تناولوا كمية أكبر من المعكرونة عند ارتداء الممثلة للسترة أكثر مما تناولوه وهي بملابسها العادية.
كذلك، افترضوا أن وجودك بالقرب من شخص بدين يحفز الناس على تناول المزيد من الطعام.
هذا النوع من البحوث يوحي بأن مجاورة شخص مصاب بالسمنة قد تؤدي إلى العدوى.
9:نصيحة فقدان الوزن غير مرغوب فيها
على الرغم من أنني لم أعد أصادق الأشخاص الذين يقدمون لي نصيحة عن فقدان الوزن.
فقد كانت هناك سنوات عديدة وجدت فيها نفسي على الطرف المتلقي من الاقتراحات المتواصلة.
مثل: جدتي، عائلتي الكبيرة في حفلات الأعياد، المرأة التي كانت تبيع لي القهوة كل اليوم والمعلمين والممرضات والأطباء. صدقني.
لقد جرب البدناء كل أنواع الأنظمة الغذائية، هذا النوع من النصيحة يجعلنا نشعر بالاغتراب وحسب.
10:التمييز الطبي
كثيراً ما يرفض الأطباء علاج الأشخاص الذين يعانون من السمنة بشكل صحيح.
ويصرون على أنه إذا فقدنا الوزن، فسوف تختفي هذه المشكلة بكل بساطة.
يؤدي التمييز الطبي إلى تأخر التشخيص والعلاج ، وتدهور الصحة على المدى الطويل، يجب أن يتوقف ذلك، من أجل الجميع.
إقرأ أيضاً..
لماذا تعتبر المرأة التي تترك نفسها للبدانة أثناء الحمل مجرمة؟
تحويل الدهون البيضاء الضارة إلى دهون مفيدة: طرق جديدة لعلاج البدانة