ليس في الأمر لغز أو خرافة فقد أثبت بحث علمي جديد أنَّ تناول بعض قطع الشوكولاته الداكنة يمكن أن يساهم في تحسين نظرك بصورةٍ طفيفة وفورية.. وإن كانت مؤقتة!
وظهر من الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية JAMA Ophthalmology أنَّ المكونات المفيدة لصحة القلب في الشوكولاته، التي تُسمَّى "الفلا فينولات"، قد حسَّنت قدرة الإبصار لدى مجموعةٍ مكونة من 30 من الشباب الأصحاء تم اختبارهم لمعرفة أثر شوكولاته الحليب والشوكولاته الداكنة على البصر. وقد أثبتت الدراسة تفوقاً وسرعة للشوكولاته الداكنة في تحسين قوة النظر.
ورغم أنَّ التغيير الملحوظ في قدرة البصر في هذه الدراسة كان بسيطاً، إلا أنَّه يُعد اكتشافاً مهماً. لكنَّ الباحثين يؤكدون على أنَّه ما زال من المبكر اعتبار الشوكولاته علاجاً للعيون.
العلاج بالشوكولاته؟ ليس بعد
ربما تتزايد أحلام عشاق الشوكولاته شيئاً فشيئاً الآن، مع فكرة وجود مبرر قوي لتناولها. لكن فريقاً يقوده جيف رابين، الأستاذ بجامعة The Incarnate Word في سان أنطونيو بولاية تكساس الأميركية يقول، "ما زلنا نحتاج لإجراء المزيد من التجارب على مدى استمرار هذه التغيرات وتأثيرها في أداء العينين في الواقع".
وأوضح فريق رابين أنَّه كانت هناك أدلة في دراساتٍ سابقة على أنَّ الفلافانولات المضادة للأكسدة في الشوكولاته الداكنة ربما تساعد في زيادة تدفق الدم إلى الجهاز العصبي، وتُحسِّن وظائف القلب، بل وتساعد في الحفاظ على وظائف الدماغ مع التقدم في العمر.
ولهذا، تساءل الباحثون في الفريق ما إذا كان يمكن للعين أن تستفيد منها كذلك؟
للإجابة على ذلك السؤال، أحضر الباحثون مجموعة من الشباب في صحةٍ جيدة، يبلغ متوسط أعمارهم 26 عاماً، وطلبوا من كل فردٍ فيهم تناول إما قالب شوكولاته داكنة وزنه 42.5 غرام وتصل نسبة الكاكاو فيه إلى 72%، أو قالب شوكولاته بالحليب من نوع كريسبي رايس بنفس الوزن. وأُزيلَت الملصقات من كل قالب حتى لا يتمكن المشاركون من تمييز القالب الذي يتناولونه.
وبعد ساعتين، خضع المشاركون جميعاً لاختبارٍ لقوة الإبصار باستخدام مخططات اختبار العين المُعتمِدة على الأحرف. ووفقاً للباحثين، تبيَّن بالفحص أنَّ من تناولوا قالب الشوكولاته الداكنة زادت حدة بصرهم بصورةٍ طفيفة، وأظهروا حساسيةً أفضل تجاه تباين الأحرف في اختبار الإبصار، مقارنةً بغيرهم ممن تناولوا قالب الشوكولاته بالحليب.
مثل زرقاء اليمامة؟ نعم، ولكن!
يوصف من يملك بصراً حاداً بأنه زرقاء اليمامة التي كانت ترى لمسافة بعيدة لكنها عندما رأت مسيرة الشجر لم يصدقها أحد حتى فوجئوا بالعدو في مضاربهم. لكن لا تحلم أن تكون مثل زرقاء اليمامة بمجرد تناولك قطعة شوكولاته.
فقد أوضح مارك فرومر، المتخصص في طب العيون بمستشفى لينوكس هيل في نيويورك الذي لم يشارك في الدراسة، أنَّ حدة الإبصار هي مكونٌ رئيسي في الاختبار الذي يخضع له المريض لتحديد مواصفات النظارة التي يحتاجها، الذي "يُحدد فيه المرضى بدقة ماهية الأحرف على مخطط العين أمامهم".
وأضاف أنَّ الحساسية تجاه التباين هي "القدرة على تمييز جسم ما بينما تتغير شدة الضوء".
وأكد باحثو سان أنطونيو أنَّ التحسن في حدة البصر الذي اكتسبه من تناولوا الشوكولاته الداكنة كان "طفيفاً، وأنَّ أهمية ذلك لوظائف العين في الواقع غير واضحة بعد". ولكن من حقك ان تستمتع بلذة الشوكولاته والحلم معاً، وربما تثبت الدراسات المقبلة أن تعاطي الشوكولاته السوداء صار علاجاً في المستقبل.
كيف تحسن الشوكولاته القدرة على الإبصار؟ هذا السؤال يثور منذ فترة طويلة في إطار الترويج للشوكولاته الداكنة وأثرها في تحسين الصحة بشكل عام وملاءمتها لمرضى السكر لكن البحث الجديد يقدم إجابة على سؤال محدد يتعلق بالبصر.
وبحسب الباحثين في تكساس الذين نشروا دراستهم، فأنَّ "هذا التحسن ربما يكون نتيجة زيادة تدفق الدم إلى شبكية العين، والممرات البصرية، أو القشرة الدماغية".
لكنَّ مارك فرومر قال "ليس هناك دليلٌ مباشر حاليّاً لإثبات هذا الادعاء"، لهذا من المبكر وصف جرعة من الشوكولاته للمرضى للحفاظ على حدة بصرهم في حالة تراجعها.
وتابع قائلاً: "سيكون من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث".