اشتهرت مؤخراً على عبر الشبكات الاجتماعية الحمية النباتية أو ما يسمى "Plant-Based Diet"، بعدما اتبعها العديد من المشاهير مثل باسم يوسف وبيونسيه وجاي زي. تشكل الحمية نقطة تحول في حياة الفرد، ورغم تأثيرها الإيجابي على الصحة، إلا أنها ليست يسيرة وبحاجة إلى عزم وتخطيط.
في هذا التقرير نستعرض الخطوات اللازمة لاتباع النظام دون الضغط على الجسم أو إصابته بالنفور.
ولكن وقبل أن نُسهب في الخطوات، ما هو النظام الغذائي النباتي؟ وماهي أهميته؟
النظام الغذائي النباتي
بكل بساطة، هو نظام صحي منخفض النشويات، يعتمد كلياً على النبات ويحظر المنتجات الحيوانية، سواء كانت بيضاً أو لحوماً أو حتى مشتقات الحليب.
يتميَّز النظام النباتي –على عكس ما هو متوقَّع- بأنه غني بالأطعمة الشهية والمُشبعة، والأهم المغذية، كي لا يفتقد الجسم العناصر الغذائية الضرورية. كما أنه مُفيد للصحة، إذ يعمل على تحسين صحة القلب وضغط الدم، بجانب السيطرة على مرض السكري، ويقي من عدة أمراض خطيرة كالسرطان، بالإضافة إلى خسارة الوزن.
قبل البدء
إذا قررت أن تصبح نباتياً لكنك لم تبدأ بعد، فمن الطبيعي أن ينتابك بعض القلق من قدرتك على الالتزام، مع وجود بعض الحماس المصاحب للبدايات الجديدة. استغل هذا الحماس، وابدأ رحلتك بشكلٍ تدريجي من خلال تغيير بعض الأشياء في روتينك اليومي.
فالانتقال من النظام العادي للنظام النباتي قد يستغرق شهراً أو أكثر حسب قُدرة كل فرد، ويتم التحوُّل من خلال استبدال بعض العناصر الغذائية غير النباتية بعناصر أخرى نباتية، إلى أن نصل للمرحلة التي يكون فيها كل الروتين الغذائي اليومي الذي نتناوله نباتي بحت.
الخطوة الأولى (تحفيز)
بعد قراءة تعليمات النظام جيداً من ممنوعات ومسموحات وقبل البدء في تنفيذ الخطوات العملية، حدد أهدافك التي ترغب بالوصول إليها على ورقة ثم ضعها أمامك طوال الوقت. بعدها قرر البدء ولكن دون أن تُحدث تغييرات جسيمة حتى لا تنهار مقاومتك سريعاً، ولكي يعتاد جسمك على النظام ويتقبله.
الخطوة الثانية (تحمية)
لمدة أسبوع قم بتناول طعامك العادي، ولكن مع إضافة بعض الأكلات النباتية إلى كل وجبة، كي تبدأ في التعرف على تلك الأكلات أو التعود عليها. فإذا كنت مثلاً تتناول البيض عند الإفطار، أضف الخضروات لمزيد من الاستفادة. وفي وجبة الغذاء يمكنك إضافة الفطر أو البروكولي، وعند العشاء يمكنك إضافة أطعمة غنية بالألياف أو اللجوء للشوفان.
الخطوة الثالثة (تقليص)
قلل استهلاك العناصر الغذائية غير النباتية، فعلى سبيل المثال يمكن اتباع النظام التالي لمدة شهر:
فيما يخص البروتين الحيواني (سواء لحوم أو دواجن أو أسماك): إذا كنت تتناوله 4 مرات أسبوعياً، في الأسبوع الأول قلل الكمية لمرتين، وفي الأسبوع الثاني مرة واحدة فقط، بعدها مرة واحدة كل أسبوعين، ثم مرة كل شهر، قبل التوقف تماماً. جدير بالذكر أن البعض يحتاج 6 شهور للإقلاع.
الأمر نفسه مع منتجات الألبان والجبن والبيض والوجبات السريعة، مع مراعاة استبدال كل عنصر بآخر نباتي.
أما المسموحات في النظام، فهي كثيرة، منها:
• نشويات: مثل (أرز – فريك – ذرة – بطاطس – مكرونة (يُفضل البنية) – كينوا – شوفان – برغل).
• بقوليات: مثل (فول – عدس – فاصوليا – لوبيا – حمص – ترمس – بسلة).
• الخضروات والفواكه بجميع أنواعها.
• المكسرات –غير المملحة- بجميع أنواعها.
• المشروبات كلها، ما عدا القهوة أو تلك التي يدخل بها أي من الممنوعات.
جدير بالذكر أن هناك طريقة أخرى لتقليص استخدام العناصر غير النباتية:
أولاً: بالامتناع فقط عن تناول اللحوم لفترة بينما تستمر في تناول الدواجن والأسماك، بعدها تتناول الأسماك فقط دون الدواجن، وأخيراً تمتنع عن الأسماك أيضاً.
ثانياً: بعد أن انتهيت من الخطوة السابقة تماماً، توقف عن تناول البيض بالتدريج.
ثالثاً: الآن يمكنك التوقف عن منتجات الألبان كالحليب والزبادي والجبن بالتدريج، ويمكنك استبدالها بحليب الصويا أو حليب جوز الهند.
سواء اتبعت الطريقة الأولى أو الثانية، أنت الآن شخص نباتي.
الخطوة الرابعة (تخليق)
بعد أن أصبحت نباتياً، إليك ما عليك فعله: اخلق لنفسك مناخاً مناسباً للنظام الذي تتبعه، كأن ترتاد المطاعم التي تقدم أطعمة نباتية في مُحيط عملك وبيتك من أجل اللجوء لها إذا اضطرتك الحاجة.
الخطوة الخامسة (جدولة)
في بداية كل أسبوع، ضع جدولاً بوجباتك اليومية النباتية، مع تأمين كل المكونات كي لا تستسلم للموجود. يوفر هذا التخطيط المال بحيث تشتري ما ستحتاجه مُسبقاً مرة واحدة من الأسواق الكبيرة ذات الأسعار المنخفضة، والأهم أنه يوفر لك الوقت، ويقيك من لعنة سؤال ماذا سآكل اليوم!
الخطوة السادسة (تنويع)
استعن بالمواقع الغنية بوصفات تصلح للنظام الغذائي النباتي على الإنترنت، والتي تمنحك بدائل واحتمالات عديدة، حتى لا تحصر نفسك في أطعمة بعينها، سرعان ما تُشعرك بالملل.
كذلك حاول أن تجعل الأمر سهلاً وبسيطاً سواء مادياً أو لناحية توافر العناصر المطلوبة للوجبة، أو الوقت المستغرق للتنفيذ، واجعل في متناولك دوماً "سناك/ وجبات خفيفة سهلة التحضير يتم تناولها بين الوجبات الأساسية لتمنحك الطاقة والوقت قبل إعداد الوجبة التالية.
الخطوة السابعة (الصُحبة)
حاول أن تكون جزءاً من مجتمع النباتيين الذين يتبعون نفس النظام، من جهة لن تشعر بالوحدة، ومن جهة أخرى ستجد من يُشجعك ولا يسخر مما تفعل.
وأشهر التجمعات المعنية بالنظام النباتي هنا:
No Meat Athlete running group
Veggie Boards Forum
Plant Based Diet (Egypt)
في الوقت نفسه اشرح وضعك الجديد لأسرتك وأصدقائك، وطالبهم بألا يثبطوا من عزيمتك.
الخطوة الثامنة (الطعام ليس كل شيء)
هناك عاداتٌ أخرى عليك مراعاتها والاهتمام بها لمردود أكبر من النظام، أهمها ممارسة الرياضة أياً كان نوعها، سواءً الركض أو المشي، أو حتى لعب اليوغا وممارسة التأمل (مع مراعاة عمل ذلك بالتدريج أيضاً).