على الرغم من أن الطعام الإثيوبي ليس شائعاً على المستوى الدولي، فإنه يشتهر بالعديد من الأطعمة الحارة والملونة الشهية، في نظام مميز من الطهي والتقديم على طبق من الخبز الإسفنجي واليخنات السميكة المصنوعة من اللحوم والخضراوات والصلصات المختلفة.
موائد إفطار المسلمين بمدينة هرار التاريخية
تشتهر الأطباق الإثيوبية التقليدية على موائد إفطار المسلمين خلال شهر رمضان بشكل خاص، ويتضح ذلك من عادات مدينة هرار التاريخية خلال رمضان. وهي المدينة التي كانت مركزاً مهماً للثقافة والدين الإسلامي في القرن الإفريقي خلال أواخر العصور الوسطى.
وتضم هرار ما مجموعه 184 مسجداً ومزاراً، وتعتبر رابع مدينة مقدسة في الإسلام؛ إذ شيد سورها الشهير في القرن السادس عشر الأمير نور بن مجاهد لحماية المدينة من هجوم الإمبراطورية الإثيوبية المسيحية المجاورة، ولكن اليوم يتقاسم المسلمون والمسيحيون المدينة بسلام، الأمر الذي ساهم بدوره في إثراء المطبخ الإثيوبي بشكل خاص.
في هذا التقرير نستعرض لكم أشهر تلك الأطباق الإثيوبية على موائد المسلمين في رمضان، ومكوناتها وطرق تحضيرها.
حساء العدس أو القهوة لإنهاء الصيام
من الشائع لدى المسلمين في إثيوبيا إنهاء صيامهم بحساء العدس الأحمر الذي يتم طهيه مع الكرفس واللبن الرائب وبهارات من الهيل والملح والفلفل.
وتُقدم أطباق العدس لتناولها فور انطلاق الأذان، وتمهيداً لتناول وجبة الإفطار.
أما الخيار الثاني للإفطار فهو القهوة التي تشتهر البلاد بزراعتها. ورغم محاذير تناول القهوة في وجبات الإفطار والسحور في رمضان لتسببها في زيادة جفاف الجسم، فإنها غالباً ما تكون حاضرة على مائدة رمضان الإثيوبية، وتبدأ طقوس تحضيرها مع اقتراب موعد الإفطار، حيث توضع في إناء ماء على النار بنسب معينة للتحكُّم في تركيزها.
خبز "إنجيرا" الإسفنجي من حبوب التيف
على عكس ما تشتهر به استعدادات المدن العربية بحلول شهر رمضان، لا تتزين الشوارع الإثيوبية بالزينة والفوانيس والإضاءات. ويتم الاكتفاء بالتعبير عن مظاهر رمضان في المنازل والمساجد، وأحد أبرز هذه المظاهر هي تحضير الوجبات التقليدية على وجبتي الإفطار والسحور.
ومن أبرز عناصر وجبة الإفطار الإثيوبية التقليدية هو خبز "إنجيرا" المصنوع من دقيق التيف، وهو أحد العناصر الأكثر شعبية لدى الإثيوبيين.
ويُعد خبز التيف المسطح بقوام إسفنجي من حبوب التيف الإفريقية، وهو خالٍ من الغلوتين ويتم تناوله مع أي نوع من الأطباق التي يتم تقديمها.
ووفقاً لموقع Bahath الشبابي، تُعد أطباق كاملة من خبز إنجيرا ويُضاف له عدد من الصلصات وأنواع الغموس المختلفة من فوقه للاختيار من بينها، ومن ضمنها يخنة اللحم البقري ويخنة السبانخ أو "جومَن" وحساء من البازلاء المطحون مع البهارات ويُدعى "شيرو". وهو الطبق الذي يمثل وجبة إفطار متكاملة ووجبة سحور مُشبعة أيضاً.
الطبق المختلط من اللحم "ماهيبراوي" أو الخضراوات "يتسوم بيينيتو"
يعد الطعام الإثيوبي صحياً جداً لأنه يتكون إلى حد كبير من البروتين والخضراوات والبقول، وهو ما يساعد في كون الأطباق الإثيوبية خياراً ملائماً لإفطار الصائمين في شهر رمضان.
وأحد تلك الأطباق، الطبق المختلط، وهو طبق إثيوبي شائع يشمل العديد من الخيارات مثل "لحوم ماهيبراوي" أو يكون نباتياً تماماً ويُدعى "يتسوم بيينيتو".
وتحتوي أطباق اللحوم على أنواع مختلفة من اللحوم، مثل لحم البقر والضأن. وتشمل الأطباق النباتية المختلطة حساءً مصنوعاً من العدس والبازلاء والطماطم والبطاطس ومكونات أخرى.
"تيبس" اللحم المقلي
يتكون طبق "تيبس" الإثيوبي من قطع من اللحم المقلي، الذي يكون عادة لحم البقر. وقد يُحضّر كذلك من الضأن أو الدجاج أو السمك، بجانب إضافة من الخضراوات المطهية بالتوابل، ويُقدم فوق إخبز إنجيرا.
ومثل معظم الطعام الإثيوبي، يتم طهي "تيبس" مع الكثير من التوابل والبهارات، وخاصة الفلفل الأحمر والأسود، ويتم تقديمها أحياناً في وعاء فخار أو في طبق على الفحم.
ووفقاً لمدونة Anna Everywhere عن السفر والأطعمة، عادة ما يتم تناول وجبة تيبس الإثيوبية في المناسبات الخاصة، مثل المهرجانات والأعياد أو على الموائد الرمضانية في وجبة الإفطار.
كاري الدجاج أو "دورو وات"
يُعد هذا الطبق المُعد من حساء دجاج الكاري الحار بمثابة "الطبق الوطني" لإثيوبيا، وهو يشمل الدجاج والبصل والبيض المسلوق ويتم تقديمه مع خبز إينجيرا الإسفنجي، وفقاً لمدونة السفر والطعام Anna Everywhere.
وهناك نسخة من تلك الوجبة تُحضر باللحم البقري وتدعى "ساجا وات"، أو نسخة نباتية تماماً من الخضراوات وتُدعى "شرو وات". ويتكون هذا الحساء النباتي بشكل أساسي من تابل الكاري مع الحمص أو العدس المطهو مع البصل والثوم.