سمعت كثيراً عن مضادات الأكسدة، ولكن ما هي حقيقة عملها وما هي الأكسدة أصلاً؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/04 الساعة 15:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/04 الساعة 15:03 بتوقيت غرينتش
Top view of a rustic wooden table filled with green fruits and vegetables for a perfect detox diet. At the center of the frame is a glass with fresh green smoothie and a large variety of fruits and vegetables are all around it. Soft focus technique used. Low key DSRL studio photo taken with Canon EOS 5D Mk II and Canon EF 100mm f/2.8L Macro IS USM

نسمع ونقرأ كثيراً عن مضادات الأكسدة، وأنها شيء مُفيد وبالغ الأهمية بالنسبة للجسم لمحاربة الأمراض ومقاومتها. ولعلك تعرف نتيجة هذه المعلومات أن مضادات الأكسدة هامة بدءاً من الحفاظ على نضارة بشرتك وصولاً إلى قدرتها على مواجهة بعض أنواع مرض السرطان، لكن ما هي مضادات الأكسدة على وجه الدقة؟ ما هي أهميتها للجسم؟ وكيف يمكن الحصول عليها؟

لتزويدك بفهم أفضل حول مضادات الأكسدة وكيفية عملها لابد أن نبدأ بمعرفة مصطلح آخر مُرتبط بها وهو الجذور الحرة، فلنبدأ بمعرفة الجذور الحرة وعلاقتها بالأكسدة.

ما هي الجذور الحرة؟

الجذور الحرة هي جزيئات غير مُستقرة تُنتج بشكل طبيعي كمنتج ثانوي من التفاعلات الكيميائية في خلايانا.

تتشكل الجذور الحرة عندما يتحول الطعام الذي نتناوله إلى طاقة، وعندما نمارس الرياضة، وعندما نتعرض لأشياء مثل أشعة الشمس أو دخان السجائر أو الإشعاع أو التلوث أو السموم.

عادةً ما تأتي الإلكترونات المكونة للمادة في شكل أزواج فتكون جزيئات المادة مستقرة، لكن هذا ما لا يحدث مع الجذور الحرة، التي تحتوي على عدد غير زوجي من الإلكترونات، مما يجعل مادتها غير مستقرة، فتحاول سرقة الإلكترونات التي تحتاجها من جزيئات أخرى.

وفي طريق تحقيق هذا فإنها تُسبب ضرراً كبيراً للخلايا في الجسم، فتُسبب الضرر المؤكسد أو الأكسدة.

بمُجرد تشكل واحد من الجذور الحرة فإنه يصبح من السهل توليد العديد والعديد من الجذور الحرة بعد ذلك.

ويمكن أن تتراكم الجذور الحرة في الخلايا وتُسبب تلفاً لجزيئات أخرى مثل الدهون والبروتينات، وهذا الضرر قد يُزيد من خطر الإصابة بالسرطان والأمراض الأخرى.

تحاول الجذور الحرة سرقة الإلكترونات التي تحتاجها من جزيئات أخرى/ Istock
تحاول الجذور الحرة سرقة الإلكترونات التي تحتاجها من جزيئات أخرى/ Istock

آثار الأضرار التأكسدية على الجسم

تشكل الجذور الحرة هو أمر طبيعي في الكائنات الحيّة، فالبشر والنباتات والحيوانات تنتج الجذور الحرة طوال الوقت، وتمتلك أجسادنا دفاعات ضد الجذور الحرة.

ولكن عندما تتفوق الكمية المُنتجة من الجذور الحرة على قوة دفاعات الجسم ضدها، فإنها قد تسبب أذى دائماً قد يصل إلى موت الخلية.

الإجهاد التأكسدي المُستمر على الجسم يمكن أن يدمر الحمض النووي، ويؤدي إلى السرطان.

كما إنه يخترق جدران الخلايا ويعطي فرصة للمواد غير الصحية بالتراكم على جدران الخلية مثل الكوليسترول الضار، والذي يؤدي إلى تصلب الشرايين وأمراض القلب والسكتات الدماغية، وصولاً إلى الأضرار التأكسدية على البشرة وظهور علامات الشيخوخة المُبكرة عليها.

يبدو الأمر كارثياً أليس كذلك؟ لا تقلق هناك حل دائماً.

طريقك لتجنب كل هذا ومساعدة جسمك لمنع هذه الآثار المدمرة للجذور الحرة بما تُسببه من أضرار تأكسدية يتمثل في مضادات الأكسدة.

نشرح أولاً: ما هي مضادات الأكسدة؟ وما فوائد مضادات الأكسدة؟

تأتي مضادات الأكسدة بأشكال مختلفة، لكن الميزة التي تتشاركها كل هذه الأشكال هي قدرتها على تحييد الجذور الحرة ومنعها من الأضرار البالغة التي يمكن أن تسببها للجسم.

وغالباً ما تكون آلية عمل مضادات الأكسدة هي التبرع للجذور الحرة بما تحتاجه من إلكترونات، مما يجعلها أكثر استقراراً.

كما أن مضادات الأكسدة تؤدي إلى تدهور الجذور الحرة، مما يجعلها غير ضارة ويوقف قدرتها على تحقيق الإتلاف والدمار للجسم.

وأيّاً كانت الآلية التي تستخدمها مُضادات الأكسدة، فإنها في النهاية لها فائدة بالغة في توقيف الآثار الضارة للجذور الحرة وتأثير سلسلة الأضرار التأكسدية التي تُسببها.

وتمتد فوائد مضادات الأكسدة إلى إزالة السموم من الجسم التي تُسببها هذه الجزيئات الضارة بشكل صحيح، وبالتالي فإن مضادات الأكسدة تُساعد في الحماية من الأمراض الخطيرة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.

مضادات الأكسدة الطبيعية

أفضل مضادات الأكسدة هي التي يتم إنتاجها بشكل طبيعي من الجسم كدفاع ضد الإجهاد التأكسدي.

كما يمكن الحصول على مضادات أكسدة أخرى من بعض الفيتامينات التي تصل إلى الجسم عن طريق الطعام.

ومن أنواع مضادات الأكسدة الطبيعية:

–         مركب الجلوتاثيون

يُعتبر الجلوتاثيون هو الأقوى والأكثر أهمية من بين مضادات الأكسدة التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي.

وهو مزيج من ثلاثة أحماض أمينية، ولدى هذا المركب خصائص قوية مضادة للشيخوخة، فهو يحمي الخلايا والأنسجة وأعضاء الجسم ويبقيها بنضارة الشباب.

 يحتوي الجلوتاثيون أيضاً على خصائص إزالة السموم، فهو يتعامل مع المعادن الثقيلة السامة مثل الرصاص والزئبق والألمنيوم.

يُزيلها من الجسم، كما أنه أيضاً يحمي الكبد من الأضرار الناجمة عن استهلاك الكحول والمخدرات.

ويُعتقد أيضاً أن الجلوتاثيون قادر على تعزيز نظام المناعة وحماية العيون، ومنع أمراض الشيخوخة مثل الخرف والزهايمر.ؤ

يمكن الحصول عليه من السبانخ والأفوكادو والهليون والبامية والبروكلي والقرنبيط.

–         فيتامين C

فيتامين C هو أقوى مضادات الأكسدة القابلة للذوبان في الماء، والموجودة في بلازما الدم.

ولأنه قابل للذوبان في الماء فإنه يكون قادراً على مواجهة الجذور الحرة في السائل داخل الخلايا أو البلازما.

لا يمكن للجسم إفراز فيتامين C، لكن يمكن الحصول عليه من خلال الفواكه والخضراوات وخاصةً الخضراوات الورقية والمُنتجات العشبية، وإذا كنت لا تحصل على ما يكفي من فيتامين C في نظامك الغذائي فيُقترح أخذه على شكل مُكملات، ويجب ألا تتناول هذه المُكملات بعد السادسة مساءً لتجنب فرط النشاط في المساء.

–         فيتامين E

 فيتامين E  من مُضادات الأكسدة الهامة، ويمكن الحصول عليه من خلال بذور عباد الشمس وزيت جنين القمح.

هذا الفيتامين يستطيع إلى حد كبير تأخير علامات الشيخوخة، وهذا هو السبب في كونه يُستخدم على نطاق واسع في مستحضرات التجميل.

وغالباً ما يوجد في الكريمات المضادة للتجاعيد، لأنه يساعد على الحفاظ على نضارة البشرة ومُعالجة الأضرار التأكسدية التي قد تظهر عليها.

–         البوليفينول

أحد مُضادات الأكسدة الذي يمكنه وقف انتشار تفاعلات الأكسدة.

يساعد البوليفينول في الوقاية من بعض الأمراض مثل الالتهاب وتصلب الشرايين وتطور السرطان، ويُستخدم أيضاً على نطاق واسع في إنتاج مُستحضرات التجميل لدوره في حماية البشرة والحفاظ على نضارتها.

يمكن الحصول على البوليفينول من العنب والتوت والفول السوداني.

–         أستازانتين

وهو مُستخرج من الطحالب الدقيقة، والتي لديها خصائص قوية مضادة للأكسدة.

بإمكان هذا المستخرج أن يدخل حاجز الدم وحاجز شبكية العين، والتحكم في الإجهاد التأكسدي. كما أن له تأثيراً إيجابياً على الدماغ والجهاز العصبي.

–         مرافق الإنزيم Q10

هو مادة فعالة في مواجهة الشيخوخة، وهو مضاد قوي للأكسدة يمنع أكسدة الدهون.

ويرتبط انخفاض مستوى الإنزيم المساعد Q10 في الدم بالأمراض العصبية مثل مرض الزهايمر.

يمكن الحصول على هذا الإنزيم من خلال بعض الأطعمة، مثل اللحوم والأسماك والبذور الزيتية والسبانخ، ويتم امتصاصه بسهولة إذا تم تناوله أثناء الوجبات الغنية بالدهون.

الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة

هناك العديد من الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة، والتي يمكنك إضافتها على نظامك الغذائي مثل:

– التوت الأزرق والأسود والفراولة والتوت البري.

– التفاح غير المُقشر من مُضادات الأكسدة الجيدة، وذلك ينطبق أيضاً على فواكه الاُخرى مثل العنب والكثير من الفواكه الحمضية.
ويُنصح بتناول الفواكه الصلبة مثل الخوخ والمشمش والكرز والبرقوق، والفواكه الاستوائية مثل الموز والتمر والمانجو والجوافة، وأيضاً الرمان من الفواكه التي تعمل كمُضاد للأكسدة بشكل فعّال.

– من قائمة الخضراوات الخرشوف والكرنب والفلفل الأخضر والشمندر والبروكلي والملفوف الأحمر والطماطم.

– ومن المكسرات، يمكن إضافة ما يلي لحميتك: الجوز والفستق والبندق واللوز.
وإذا كنت لا ترغب في تناول المكسرات، يُمكن إضافة بذور عباد الشمس والسمسم وبذور الكتان المطحونة في تحضير الوصفات الغذائية.
كما أن البقوليات مثل الفاصوليا الحمراء والعدس من الأطعمة الغنية بمُضادات الأكسدة.

– البطاطا الحلوة والقرفة والشاي الأخضر تعد أيضاً مصادر هامة من مُضادات الأكسدة.

تحميل المزيد