كشفت دراسة حديثة أن الاتصال من جديد بالعمل يحظى بالأهمية ذاتها للانفصال عن العمل من أجل الرفاه الشامل للموظف. وقد أُجري بحث في وقت مبكر، كان قد كشف العلاقة بين الرفاه والانفصال عن أجواء العمل.
بحسب موقع Times of India، أظهرت الدراسة، التي نُشرت في صحيفة Journal of Management، أن التخطيط والمحاكاة الذهنية ليوم العمل المرتقب يؤدي إلى النجاح في تحقيق الأهداف المتعلقة بالعمل.
وأثناء الاتصال من جديد بالعمل، يفكر الموظفون فيما سيحدث خلال يوم العمل، والمهام المقرر إنجازها، وأي تحديات محتملة قد تنبثق، فضلاً عن الدعم والموارد التي قد يحتاجون إليها لتحقيق أهدافهم.
الحضور فقط غير كافٍ
قالت تشارلوت فريتز، المؤلف المساعد والأستاذ المساعد في علم النفس الصناعي التنظيمي في كلية العلوم والفنون الحرة بجامعة الأمير سلطان: "نعلم أن الانفصال عن العمل خارج أوقاته هو أمر مهم؛ لأن من شأنه أن يخلق نتائجَ إيجابية مثل زيادة الرضا عن الحياة وحالات إرهاق أقل".
"نحن الآن بحاجة إلى التفكير في مساعدة الأشخاص على الاتصال ذهنياً من جديد بالعمل، في بداية فترة العمل أو اليوم، حتى يتمكنوا من تحقيق نتائج إيجابية خلال يوم العمل، ثم ينغمسوا في عملهم، فالحضور فقط للانخراط في العمل غير كافٍ".
أجريت الدراسة على 151 مشاركاً ضمن مجموعة واسعة من مجالات الصناعة، بما في ذلك المالية، وقطاع الطاقة، والإدارة العامة، والمعلومات والاتصالات، وقطاع الصحة.
المشاركة في مزيد من العمل
قالت تشارلوت إن اتصال الموظف من جديد بالعمل قد يختلف من يوم لآخر، وسيعتمد على الشخص ووظيفته. على سبيل المثال، قالت إن الموظفين يمكن أن يفكروا في مهام محددة يجب الانخراط فيها أثناء الإفطار أو أثناء الاستحمام، حتى إنهم قد يذهبون بعقلهم إلى خلق محادثة مع أحد المشرفين أثناء توجههم إلى العمل، أو التفكير في قائمة المهام أثناء الوقوف في صفٍّ للحصول على القهوة.
قالت تشارلوت:
"من خلال الاتصال من جديد، يتسنَّى للموظفين تنشيط الأهداف المرتبطة بالعمل، الأمر الذي يخلق مزيداً من التجارب الإيجابية التي تسمح للأشخاص بالانخراط أكثر في العمل".
"الانخراط هو الشعور بالحيوية والشعور بالاستيعاب، والتفاني في العمل، وهذه كلها تجارب تحفيزية مهمة للغاية، تُترجم إلى نتائج إيجابية للموظفين والمؤسسات. فهم أكثر راحة تجاه العمل، وأكثر التزاماً به، ويستمتعون بالمشاركة في مزيد من العمل، ويقدمون أداءً أفضل، ويساعدون في مزيد من المهام".
إعطاء الأولوية
يشير الباحثون إلى أن المنظمات تطوّر المعايير والإجراءات التي من شأنها مساعدة الموظفين على الاتصال بأجواء العمل مرة أخرى، ودعمهم للخوض بسلاسة في يوم العمل.
عليه، يمنح ذلك للموظفين بضع دقائق في بداية اليوم، أو بدء محادثة قصيرة تنطوي على التخطيط لليوم المرتقب، أو تشجيعهم على إعطاء الأولوية لأهدافهم الأهم، وتقديم قوائم تدقيق موجزة، أو حتى تزويدهم بمزيد من الاستقلالية في العمل لإتمام مهام محددة. قالت تشارلوت: "تحتاج المنظمات إلى موظفين منخرطين بشدة، والاتصال من جديد هو المفتاح".