مخاوف من انقسام خطير داخل الديمقراطيين في أمريكا بسبب «عزل ترامب»

تتزايد احتمالية أنَّ الديمقراطيين سيسعون إلى بدء إجراءات المُطالبة بعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ظلِّ إشارة عددٍ متزايد من الديمقراطيين، من بينهم تقدميون ومعتدلون، إلى دعمهم خطوة عزل ترامب بسبب التهم الموجهة له.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/23 الساعة 17:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/23 الساعة 17:13 بتوقيت غرينتش
الزعيمة الديمقراطية نانسي بيلوسي/ رويترز

تتزايد احتمالية أنَّ الديمقراطيين سيسعون إلى بدء إجراءات المُطالبة بعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ظلِّ إشارة عددٍ متزايد من الديمقراطيين، من بينهم تقدميون ومعتدلون، إلى دعمهم خطوة عزل ترامب بسبب التهم الموجهة له.

لكن رغم تزايُد عدد المؤيدين للفكرة، يوضح موقع Business Insider الأمريكي، أن هناك مخاوف داخل الحزب الديمقراطي من وقوع انقسامات خطيرة، كما أن العزل سيكون مسألة خطيرة من الناحية السياسية على الديمقراطيين.

واتهمت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي -التي حاولت تهدئة دعوات العزل وسط كُتلة أعضاء الحزب الديمقراطي في المجلس- ترامب، الأربعاء 22 مايو/أيار 2019 "بالاشتراك في عملية تستر".

"جرائم ترامب" التي تُعجل بعزل الرئيس الأمريكي

وقالت بيلوسي في وقتٍ لاحق من اليوم نفسه في مؤتمر عقده المركز الليبرالي للتقدم الأمريكي: "على مرأى ومسمع من الجميع، هذا الرئيس يعيق العدالة، وهو مشترك في عملية تستر، وهذه قد تكون جريمة تؤدي إلى عزله". وأضافت أنها مستعدة للمضي قدماً في إجراءات عزل ترامب "إذا دفعتنا الحقائق إلى ذلك".

جديرٌ بالذكر أنَّ بيلوسي، النائبة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا، تتعرَّض لضغوطٍ متزايدة من أعضاء بارزين في كتلة حزبها بمجلس النواب للبدء في إجراءات العزل، بينما يعمل ترامب وإدارته على إعاقة ما لا يقل عن 20 تحقيقاً يجريه الكونغرس في مجموعةٍ واسعة من القضايا.

ويعتقد الآن أكثر من عشرين نائباً ديمقراطياً، من بينهم المعتدلون وبعض حلفاء بيلوسي الأقوياء، أنَّ بدء تحقيقٍ يهدف إلى عزل ترامب هو الطريقة الوحيدة التي يُمكن لمجلس النواب أن يُمارس بها مسؤولياته الرقابية بفاعلية، في ضوء رفض التعاون من جانب ترامب. ويؤكدون أنَّ عدم مساءلة السلطة التنفيذية من شأنه أن يقوض المؤسسات التي أقسموا على حمايتها.

وفي حال فتح تحقيق عزل، من المرجح أن يتمتع الكونغرس بمزيد من النفوذ في ساحات المحاكم وسلطةٍ أكبر لطلب المعلومات وإجبار الشهود على المثول أمام المحكمة.

ما جعل المزيد من الأعضاء يُرحبون بفكرة عزل ترامب

من جانبه قال رئيس لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب، إيليا كامينغز، لشبكة CNN يوم أمس إنَّه "على وشك" دعم بدء تحقيق عزل.

وقال كامينغز لهيئة الإذاعة الوطنية العامة NPR أمس الأول: "أعتقد أنَّ الهدف الأوَّلي كان التحقيق ثم النظر إلى ما توصلنا إليه. لكنَّ المشكلة هي أنَّنا لا نستطيع الحصول على أي معلومات، الرئيس يعيقنا".

وقال رئيس لجنة الميزانية في مجلس النواب جون يارموث لهيئة NPR أمس الأول: "هناك إدراكٌ متزايد وسط أعضاء الحزب في المجلس، بأنَّ العزل أصبح أمراً لا مفر منه، لقد أصبح مسألة وقت ليس إلَّا".

وذكرت صحيفة The Washington Post الأمريكية، يوم الإثنين الماضي 20 مايو/أيار 2019، أنَّ جيري نادلر رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب ضغط على بيلوسي للمضي قدماً في إجراءات عزل ترامب في أثناء اجتماع جمعهما مساء ذلك اليوم.

وفي السياق نفسه، تؤكِّد بعض الأصوات المؤثرة في الجناح اليساري داخل الحزب الديمقراطي، أنَّ تقرير التحقيق الذي أجراه المستشار الخاص روبرت مولر بشأن علاقة ترامب بروسيا زوَّد الكونغرس بالكثير من الأدلة على أنَّ الرئيس الأمريكي يعيق العدالة بطريقةٍ غير قانونية.

وقد أصبحت عضوة مجلس الشيوخ إليزابيث وارين أبرز الديمقراطيين وأوَّل مُرشَّحٍ رئاسي لانتخابات العام المقبل 2020 يدعو إلى عزل ترامب في الشهر الماضي. وأوضحت صراحةً أنَّ القرار يجب أن يستند إلى الحقائق، بدلاً من إصدار حُكمٍ على السياسات التي أدَّت لذلك القرار.

وقالت إليزابيث: "ما مِن استثناءاتٍ سياسية في دستور الولايات المتحدة، لذلك فإذا فَعَلَ أيُّ إنسانٍ آخر في هذا البلد التصرفات الموثقة في تقرير مولر، سيُعتقل ويُسجَن".

لكن قد تكون لها تداعيات عكسية على الحزب الديمقراطي

وكذلك ذكرت ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، النائبة التقدُّمية الجديدة عن ولاية نيويورك، تصريحاً مماثلاً الثلاثاء 21 مايو/أيار 2019.

إذ كتبت تغريدةً على موقع تويتر قالت فيها: "إنها مناورةٌ لعدم عزل ترامب رغم أن الأدلة القاطعة تماثل في تسييسها مناورة الدعوات إلى عزله (بدون) سبب"، وأضافت في تغريدةٍ أخرى أنَّ "عدم عزله الآن يُعد تجاهلاً للإجراءات القانونية الواجبة".

وفي نهاية الأسبوع الماضي، أصبح النائب جاستن عمَّاش هو العضو الجمهوري الأول والوحيد في الكونغرس الذي أعلن دعمه عزل ترامب من منصبه.

لكنَّ العديد من المُشرِّعين الديمقراطيين سرعان ما لاحظوا أنَّ فتح تحقيق عزل لا يعني بالضرورة أنَّ مجلس النواب سيصوت لمصلحته.

إذ تُصِر بيلوسي وقادةٌ آخرون في مجلس النواب على أنَّه ما زالت هناك أدوات رقابية أخرى تحت تصرفهم، وأن عزل ترامب سيكون مسألة مثيرة للانقسام بشدة وخطرة من الناحية السياسية على الديمقراطيين.

ويقصدون بتلك الأدوات التحقيقات الجارية التي تجريها 6 لجان في مجلس النواب، والتي حقَّق بعضها بالفعل انتصاراتٍ قليلة في ساحات المحاكم.

بيد أنَّ تصريحات بيلوسي الأخيرة تُمثِّل تغييراً كبيراً في قناعاتها عمَّا كانت تؤمن به في شهر مارس/آذار الماضي، حين قالت لصحيفة The Washington Post الأمريكية إنَّها لن تمضي قدماً في إجراءات العزل دون الحصول على دعمٍ من الحزبين، وإنَّ ترامب ببساطة "لا يستحق كل ذلك".

تحميل المزيد