اليأس الشعبي والمجاعة يهددان كوريا الشمالية جرّاء توقف التجارة مع الصين.. كيلو الموز وصل لـ45 دولاراً!

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/23 الساعة 19:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/23 الساعة 22:39 بتوقيت غرينتش
كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية/رويترز

ارتفعت أسعار السلع وصرف العملات بشكل جنوني في كوريا الشمالية، في ظل عدم استئناف التجارة مع الصين على نطاقٍ واسع، مما يزيد مصاعب الحياة على السكان في مواجهة نقص الغذاء، إذ تضاعفت أسعار الخضر والمواد الأساسية بأعداد كبيرة، ولوحظ نقص حاد في مخزونها، وفقاً لما ذكره تقرير لصحيفة The Economic Times الهندية، الأربعاء 23 يونيو/حزيران 2021.

فبعد أن استردَّت صادرات الصين إلى كوريا الشمالية عافيتها في الأشهر الأولى من العام الجاري؛ تراجعت الصادرات من 28.75 مليون دولار في أبريل/نيسان إلى 2.71 مليون دولار فقط في مايو/أيار، محطمةً بذلك آمال التجار على جانبي الحدود في تخفيف قيود إغلاق فيروس كورونا المستمرة منذ أكثر من عام.

العملة الكورية تتهاوى

وكوريا الشمالية دولةٌ شديدة العزلة، لذا فمن الصعب تحديد الوضع داخل البلاد، لكن التقارير الصادرة الأسبوع الجاري أوضحت أن الصين -أكبر حلفائها- تُخطط للإبقاء على قيود الحدود لعامٍ آخر على الأقل، مما يلقي بظلالٍ من الشك على آفاق كوريا الشمالية.

في بعض المناطق، يبدو أن هذا الأمر كان من بين العوامل التي أحدثت تقلباً كبيراً في أسعار صرف العملات الأجنبية وأسعار بعض السلع الأساسية.

إذ أفادت صحيفة Daily NK الكورية الجنوبية، الثلاثاء الـ22 من يونيو/حزيران، بأن الوون الكوري الشمالي ارتفعت قيمته مقابل الدولار الأمريكي والرنمينبي الصيني بنسبة تتراوح بين 15% و20% في غضون أسبوعٍ تقريباً.

فيما يبدو أنّ هذه التقلبات كانت مدفوعةً جزئياً بمبيعات المنظمات والأفراد في كوريا الشمالية لعملات الدولار واليوان التي يمتلكونها، في ظل عدم تحقق التوقعات باستئناف التجارة بين الصين وكوريا الشمالية وفقاً للصحيفة، التي استشهدت بمصادر من داخل البلاد.

ارتفاع كبير للأسعار ومخاوف من المجاعة

إذ قال تقريرٌ من موقع 38 North الأمريكي، الذي يُتابع أوضاع كوريا الشمالية، الأسبوع الجاري: "بعد سنوات من الاستقرار النسبي، تأتي تقلبات الأسعار الكبيرة في الأيام الأخيرة لتهدد برفع مستوى اليأس الشعبي، وربما تجعل استئناف أبواب التجارة مع الصين أكثر صعوبة".

وقد نقلت وسائل الإعلام الحكومية أن الحكومة سوف تُنتِج وتُوزع مزيداً من الحبوب على الشعب.

فقد أفادت صحيفة Daily NK بأن أسعار الذرة والأرز في بعض المدن الرئيسية بالبلاد -ومنها بيونغ يانغ- قد تراجعت بعد تسلُّم السكان المحليين الحصص الحكومية. لكن بعض المناطق الأخرى شهدت ارتفاعاً في أسعار المؤن الأساسية.

في وقتٍ مبكر من العام الجاري، كانت بعض سلع الرفاهية المستوردة قد عاودت الظهور على أرفف المحلات في بيونغ يانغ، بالتزامن مع تخفيف قيود إغلاق الحدود. لكن الأسعار عاودت الارتفاع سريعاً مرةً أخرى، بحسب التصريحات التي نقلتها وكالة Reuters البريطانية عن مصدرٍ غربي له مصادره داخل المدينة.

كما وصلت أسعار بعض أنواع الشامبو إلى 200 دولارٍ أمريكي للزجاجة، فيما وصل سعر 1 كغم من الموز إلى نحو 45 دولاراً، بحسب ما نقله موقع NK News الأمريكي، الأسبوع الماضي.

يقول بيتر وارد، الخبير في اقتصاد كوريا الشمالية: "بحسب ما وصلنا من Asia Press وDaily NK، فإنّ وضع المواد الغذائية خارج المدن الكبرى سيئ للغاية. وفي حال استمرار الوضع الراهن، سيكون علينا أن نبدأ في القلق بشأن الجوع وربما المجاعة بين المجتمعات الأكثر فقراً في كوريا الشمالية".

تحميل المزيد