خلال تاريخ مونديال كرة القدم تأهّل عدد من الفرق العربية إلى نهائيات اللعبة، إذ يتصدر المنتخب المغربي قائمة المنتخبات العربية من حيث المشاركات والأهداف في كأس العالم، يليه كل من الجزائر وتونس ثم السعودية.
أول منتخب عربي من ناحية عدد الأهداف في كأس العالم
تأهل المنتخب المغربي لنهائيات كأس العالم في خمس مناسبات، وستكون المشاركة الحالية له في قطر 2022 هي السادسة في تاريخه.
كانت أول مشاركة للمنتخب المغربي سنة 1970، إذ لعب ضمن مجموعة مكونة من ألمانيا الغربية وبيرو وبلغاريا، إذ خسر المغرب في مباراته الأولى ضد ألمانيا الغربية بهدفين مقابل هدف واحد، وفي المقابلة الثانية ضد بيرو بـ3 أهداف لصفر، وتعادل في المباراة الثالثة أمام بلغاريا بهدف لمثله.
غاب المنتخب المغربي عن المونديال لمدة 16 سنة، ثم تمكن أسود الأطلس من المشاركة في مونديال المكسيك سنة 1986، إذ تصدر المغرب مجموعته ليكون أول منتخب إفريقي وعربي يتصدر مجموعته ويتأهل للدور الثاني.
إذ تعادل المنتخب المغربي ضد إنجلترا وبولندا بصفر لمثله، فيما فاز على المنتخب البرتغالي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، في الدور التالي واجه أسود الأطلس ألمانيا الغربية، إذ خسر بصعوبة أمامها بهدف لصفر.
أما بالنسبة لمونديال 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية فكان الأسوأ في تاريخ مشاركات المغرب في كأس العالم، إذ خسر أمام هولندا بهدفين لواحد، فيما خسرت أمام بلجيكا بهدف لصفر، وأمام السعودية بـ2-1، لتنتهي مشاركته كآخر فرقة في المجموعة.
لم يغِب المنتخب المغربي هذه المرة طويلاً عن تأهله للمونديال، ففي سنة 1998 كان على وشك التأهل إلى الدور الثاني، بعدما تعادل مع النرويج 2-2، والهزيمة أمام البرازيل بثلاثة أهداف لصفر، وانتصار على اسكتلندا بثلاثة أهداف لصفر، لكنه خرج بمرارة بعدما فاز منتخب النرويج على البرازيل.
بعد غياب عشرين سنة على المونديال تأهل المغرب إلى كأس العالم روسيا 2018، إذ لعب أسود الأطلس في مجموعة صعبة، تضم كلاً من إسبانيا والبرتغال وإيران، إذ خسر المغرب مباراته الأولى ضد إيران بهدف لصفر، والمباراة الثانية ضد البرتغال بهدف لصفر، وتعادل في الثالثة بهدفين لمثلهما، فيما تعرض المنتخب المغربي إلى ظلم تحكيمي سبب ضجة إعلامية حينها.
ليتصدر المغرب المرتبة الأولى في المنتخبات العربية الأكثر تسجيلاً ومشاركة في المونديال، بمجموع 14 هدفاً في 5 مشاركات.
محاربو الصحراء وتاريخ كأس العالم
سبقَ لمحاربي الصحراء أن خاضوا غمار أربع نسخ من بطولة كأس العالم FIFA لكرة القدم، إذ التحق المنتخب الجزائري بنهائيات كأس العالم سنة 1982 التي أقيمت في إسبانيا.
واجه المنتخب الجزائري خلال دور المجموعات كلاً من ألمانيا الغربية، التي تمكن من الفوز عليها بهدفين لهدف واحد، والنمسا التي خسر أمامها بهدفين لصفر، فيما واجه محاربو الصحراء منتخب تشيلي؛ إذ انتهت المباراة بفوز الجزائر بثلاثة أهداف لهدفين، لكن رغم ذلك لم تتأهل الجزائر للدور الثاني، واحتلت المركز الثالث بالمجموعة.
ثم تأهل محاربو الصحراء إلى مونديال المكسيك سنة 1986، الذي احتل المرتبة الأخيرة في المجموعة بعد تعادله بهدف لمثله ضد أيرلندا الشمالية، وخسارة بهدف لصفر أمام البرازيل، وثلاثة أهداف لصفر أمام إسبانيا.
ليغيب المنتخب الجزائري لمدة 36 سنة عن كأس العالم، إلى حدود مونديال جنوب إفريقيا سنة 2010، الذي لعب فيه ضد كل من سلوفينيا وإنجلترا والولايات المتحدة، إذ خسر المباراة الأولى بهدف لصفر، وتعادل في الثانية بشباك نظيفة، وخسر في الثالثة بهدف مقابل لا شيء.
لم يغِب المنتخب الجزائري بعد ذلك كثيراً، إذ شارك في كأس العالم سنة 2014 في البرازيل، ولعب مباراته الأولى ضد بلجيكا، التي انتهت بفوز الأخيرة بهدفين لهدف واحد، فيما فازت الجزائر على المنتخب الكوري الجنوبي بأربعة أهداف مقابل هدفين، وتعادلت مع روسيا بهدف لمثله.
ليتأهل المنتخب إلى دور الـ16، الذي واجه فيه ألمانيا، التي فازت عليه بهدفين مقابل هدف واحد، لتحتل الجزائر المركز الثاني في عدد أهداف المنتخبات العربية في تاريخ المونديال بمجموع 13 هدفاً.
نسور قرطاج وحلم التأهل إلى الدور الـ16
تعود بداية ظهور المنتخب التونسي في نهائيات كأس العالم إلى نسخة الأرجنتين 1978، وحينها كان نسور قرطاج المنتخب الوحيد الذي يمثل القارة السمراء، وتمكن من حجز بطاقة تأهله بعد تصفيات ماراثونية، بعدما أزاح من طريقه منتخبات المغرب والجزائر ونيجيريا ومصر.
وفي النهائيات لعبت تونس ضمن المجموعة الثانية، وحققت في أول مباراة لها فوزاً تاريخياً على المكسيك بـ3ـ1، وهو أول فوز لمنتخب عربي وإفريقي في تاريخ كأس العالم، كما واجهت بولندا وخسرت منها بهدف دون رد، قبل أن تتعادل مع ألمانيا دون أهداف.
لتغادر تونس المسابقة بعد مشاركة اعتبرها المحللون مشرّفة جداً للكرة الإفريقية التي استفادت انطلاقاً من نسخة 1982 بمقعد إضافي في النهائيات.
وغابت تونس بعد ذلك الظهور اللافت عن النهائيات، قبل أن تتأهل لمونديال فرنسا 1998، لكن الإخفاق رافقها بالخروج من الدور الأول، بعد هزيمتين أمام إنجلترا وكولومبيا، وتعادل بهدف لمثله أمام رومانيا.
وهي الحصيلة نفسها في دورتي 2002 و2006، إذ خسر نسور قرطاج أمام اليابان وروسيا بهدفين دون رد، وتعادل أمام بلجيكا بهدف لمثله، أما في نسخة 2006، التي خسر فيها نسور قرطاج في أول مباراة ضد أوكرانيا بهدف دون رد، وتعادل أمام المنتخب السعودي بهدفين لمثلهما، وخسارة أمام المنتخب الإسباني بثلاثة أهداف لهدف واحد.
بينما تمكّن نسور قرطاج في آخر ظهور لهم في المونديال، روسيا 2018، الذي واجه فيه نسور قرطاج المنتخب البنمي، الذي هزم بهدفين مقابل هدف، فيما خسرت تونس أمام أيرلندا بهدفين لهدف، وأمام بلجيكا بخمسة أهداف مقابل هدفين.
ليتقاسم مع المنتخب الجزائري المركز الثاني في عدد الأهداف التي تصل إلى 13 هدفاً.
السعودية وتاريخ كأس العالم
تأهل المنتخب السعودي خمس مرات في تاريخه إلى كأس العالم، ويعتبر تأهله إلى مونديال قطر 2022 هو السادس في تاريخه، متعادلاً مع كل من المنتخب المغربي والتونسي، إذ تأهل سنة 1994 في الولايات المتحدة.
إذ تمكّن المنتخب السعودي من الفوز على المنتخب المغربي بهدفين لهدف، كما تمكن من الفوز على المنتخب البلجيكي بهدف دون رد، وخسارته أمام هولندا بهدفين لهدف، لينتقل إلى الدور الـ16، الذي خسر فيه أمام السويد بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.
كما تمكن المنتخب السعودي من التأهل إلى كأس العالم سنة 1998 في فرنسا، الذي قابل فيه كلاً من جنوب إفريقيا والدنمارك وفرنسا، إذ تعادل المنتخب السعودي أمام جنوب إفريقيا بهدفين لمثلهما، وخسر أمام الدنمارك بهدف دون رد، وأمام فرنسا بأربعة أهداف مقابل لا شيء.
تأهلت السعودية أيضاً إلى مونديال 2002 بكوريا الجنوبية، إذ خسرت أمام المنتخب الأيرلندي بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، وأمام ألمانيا بثمانية أهداف مقابل شباك نظيفة لألمانيا، وبهدف واحد دون رد مع الكاميرون.
أما في سنة كأس العالم 2006، المنظم في ألمانيا، فقد خسر المنتخب السعودي في أولى مبارياته أمام إسبانيا بهدف دون رد، فيما تعادل مع نسور قرطاج بهدفين لمثلهما، وخسر أمام أوكرانيا بأربعة أهداف دون رد.
تأهل المنتخب السعودي لمونديال روسيا 2018، الذي لعب مباراته الأولى أمام مصر، لتنتهي المباراة لصالح المنتخب السعودي بهدفين لهدف واحد، والمباراة الثانية ضد روسيا بخمسة أهداف مقابل لا شيء، أما في مقابلته الأخيرة فواجه منتخب الأوروغواي، الذي فاز بهدف دون رد.
لتحتل السعودية المركز الثالث كأكثر المنتخبات العربية تسجيلاً في المونديال، بمجموع 11 هدفاً في 5 مشاركات.