تخطط المملكة المتحدة لتزويد المدخنين بملاحظات تشجيعية مع كل عبوة سجائر يشترونها، هدفها مساعدتهم على الإقلاع عن التدخين، وذلك على الرغم من أن عبوات السجائر الحالية تتضمن صوراً توضيحية لأمراض الرئة، إضافة إلى تحذيرات من أن التدخين يتسبب بالإصابة بمرض السرطان.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت، الإثنين 14 أغسطس/آب 2023، إن وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية أعلنت أنها بدأت جولة استشارية للحصول على آراء حول تصميم وطرح رسائل مُرفَقة بعبوات منتجات التبغ التي تشجع على الإقلاع.
الوزارة ذكرت أن الرسائل المرفقة ستحتوي على تفاصيل حول مكان العثور على المشورة والدعم بشأن التوقف عن التدخين، إلى جانب رسائل حول الفوائد الصحية والمالية للإقلاع عن التدخين، بما في ذلك تقليل مخاطر الإصابة بنوبة قلبية وتوفير أكثر من 2000 جنيه إسترليني سنوياً (2541 دولاراً أمريكياً) في المتوسط.
ستيف باركلي، وزير الصحة والرعاية الاجتماعية، قال إن التدخين "يضع عبئاً كبيراً على هيئة الخدمات الصحية الوطنية والاقتصاد والأفراد، ويتسبب بشكل مباشر في مجموعة كاملة من المشكلات الصحية، بما في ذلك السرطانات وأمراض القلب والأوعية الدموية، ويكبد الاقتصاد مليارات كل عام نتيجة فقدان الإنتاجية".
أضاف الوزير أنه من خلال "اتخاذ إجراءات لخفض معدلات التدخين والسعي إلى تحقيق طموحنا في التخلص من التدخين بحلول عام 2030، سنقلل الضغط على هيئة الرعاية الصحية الوطنية، ونساعد الناس على عيش حياة أكثر صحة".
بحسب وزارة الصحة البريطانية فإن وفاة واحدة من كل خمس حالات وفاة بالسرطان في إنجلترا مرتبطة بالتدخين، بينما يسهم التدخين مساهمة مباشرة في أمراض القلب والأوعية الدموية واضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي واعتلال الصحة العقلية والخرف وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة. وهذه الاعتلالات الستة هي محور استراتيجية الحالات الصحية للحكومة، التي ستنشر تقريرها الأولي عنها يوم الإثنين 14 أغسطس/آب 2023.
بدوره، يقول مكتب الإحصاء الوطني إن نسبة المدخنين من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فأكثر في المملكة المتحدة في عام 2021، وصل إلى 13%، أي نحو 6.6 مليون شخص، مع وجود معدلات أعلى بين الرجال مقارنة بالنساء.
لكن على الرغم من أن الأرقام تعكس أدنى نسبة من المدخنين الحاليين منذ عام 2011، تأمل الحكومة في خفض المعدلات إلى 5% أو أقل بحلول عام 2030، وهو مستوى يعتبر "خالياً من التدخين".
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه في الوقت الحالي لا تضم عبوات السجائر رسائل للترويج لخدمات المساعدة في الإقلاع عن التدخين إلا في عدد قليل من البلدان، بما في ذلك كندا.
في هذا السياق، ذكرت وزارة الصحة البريطانية أن الأدلة من كندا تشير إلى أن لهذه الرسائل تأثيراً كبيراً على محاولات الإقلاع عن التدخين بين أولئك الذين تعرضوا لها عدة مرات.
أضافت الوزارة أن إرفاق مثل هذه الرسائل في عبوات جميع منتجات التبغ في المملكة المتحدة يمكن أن يؤدي إلى إقلاع 30 ألف مدخن إضافي؛ ما يؤدي إلى فوائد صحية بقيمة 1.6 مليار جنيه إسترليني (مليارا دولار أمريكي).
من جانبها، قالت ديبوراه أرنوت، الرئيسة التنفيذية لمنظمة Action on Smoking and Health الخيرية البريطانية، إن الأمر استغرق من المدخنين في المتوسط 30 محاولة قبل النجاح في الإقلاع؛ لذلك من الضروري تشجيعهم على الاستمرار في المحاولة.
بدورها، قالت البروفيسورة أغنيس نيرن، الخبيرة في التسويق بجامعة بريستول، عن رسائل التشجيع المقترحة: "لن تسبب أي ضرر، لكن الرسائل المعرفية العقلانية التي تهدف إلى كسر الإدمان الجسدي للتدخين من غير المرجح أن يكون لها تأثير كبير".