مع موجة الحرارة التي يشهدها العالم خلال فصل الصيف، تتعرض العديد من الدول لخطر حرائق الغابات التي تتسبب في الكثير من الضحايا سنوياً، الشيء الذي يدفع الدول إلى القيام ببعض الإجراءات الخاصة لإخمادها، سواء عبر فرق الإغاثة أو طائرات إخماد الحرائق.
تاريخ صناعة طائرات إخماد الحرائق
تعود أصول طائرة إخماد الحرائق "Canadair CL-215" إلى أوائل الستينيات من القرن الماضي، إذ قامت شركة كنداير بصناعة طائرة خاصة بنقل البضائع للمناطق النائية، لكن بعد اندلاع حريق في مقاطعة كيبيك الكندية طلب المسؤولون طائرة تسمح بنقل المياه ورشها لإخمادها والحد من انتشارها.
تم تصميم الطائرة كاندير 215 لتكون طائرة متعددة المهام، كانت النتيجة طائرة برمائية تسمح بنقل المياه ومصممة بقذيفة ورشها فوق الغابات، كان من المقرر أن تعمل الطائرة عالية الأجنحة بمحركين من طراز "Pratt & Whitney R-2800".
بالإضافة إلى مهمة مكافحة الحرائق كانت الطائرة بحاجة إلى أن تكون طائرة متعددة المهام يمكن استخدامها للبحث والإنقاذ أيضاً، تم الكشف عن هذه الطائرة لأول مرة في معرض باريس سنة 1965، فيما أشارت شركة فلايت إنترناشونال إلى أنها كانت أول طائرة كبيرة تم بناؤها عن قصد للقصف المائي.
حسب موقع "simpleflying" الأمريكي خلال سنتين التزمت الشركة الأمريكية المصنعة لطائرات إخماد الحرائق بصناعة 30 طائرة، وسُلمت لأول مرة إلى وكالة الحماية المدنية الفرنسية في يونيو/حزيران سنة 1969.
كانت الطائرة الأولى واحدة من 10 طائرات طلبتها الحماية المدنية، وتم تسليم البقية بحلول صيف عام 1970، يمكن لهذه الطائرات أن تقوم بهبوط أقصر من العادية، كما أنها تحلّق بسرعة عالية ومضاعفة.
مرت إنتاج CL-215 عبر 5 سلاسل من الطائرات، لعل أكثرها أهمية الذي حدث في الثمانينيات في شكل طائرات إخماد الحرائق. إذ حلّت محركات برات آند ويتني كندا التوربينية محل المحركات المكبسية الأصلية للطائرة.
خصائص طائرات إخماد الحرائق والدول العربية التي تمتلكها
مع امتلاك شركة بومباردييه للفضاء شركة كاندير، انتهى إنتاج طائرة إخماد الحرائق من نوع CL-215T في عام 1990، بعد إصدار طائرات إخماد حرائق أكثر تقدماً تسمى CL-415 ابتداءً من سنة 1993.
سنة 2018 اشترت شركة فايكنج إير حقوق الطائرة، أعلنت بعدها على الفور شركة فايكنج "Viking"عن خطط لبناء CL-515، وهي نسخة متطورة من طائرات إخماد الحرائق مع أنظمة جديدة، بالإضافة إلى القدرة على مكافحة الحرائق في الليل.
كما أعلنت أيضاً عن مجموعات التعديل التحديثي التي تسمح لمالكي CL-215s الأقدم بترقية الطائرة إلى المعيار نفسه مثل CL-515.
من بين مواصفات طائرات إخماد الحرائق الجديدة أنها تتسع إلى 26 مقعداً للإنقاذ، بالإضافة إلى تحملها قرابة 37 ألف رطل من الماء، وتعتبر من أفضل أنواع طائرات إخماد الحرائق في العالم. في الدول العربية والإسلامية تحتل المملكة المغربية المرتبة الأولى في عدد طائرات إخماد الحرائق من بينها 7 طائرات من نوع CL 415 و7 طائرات من نوع C 130، تليها تركيا بامتلاكها 4 طائرات من طراز CL 415 المصنعة من قبل شركة كنداير.
لا تملك الدول العربية الأخرى أي نوع من طائرات إخماد الحرائق، لكن تملك كل من السعودية ومصر وتونس مروحيات "هليكوبتر" مزودة بنظام لمكافحة الحرائق وإخمادها.