بعد الرعب الذي عاشته سان فرانسيسكو قبل 50 سنة بسبب جرائم زودياك السفاح، الذي تسبب في مقتل 5 أشخاص على الأقل، قال عدد من المحققين في القضية إنهم تعرفوا على الشخص الحقيقي للسفاح.
سنة 2021 أعلن عدد من المحققين أن هذه الشخصية الحقيقية قد تكون أحد قدماء المحاربين في سلاح الجو الأمريكي يدعى "غاري فرانسيس بوست".
كان لبوست ندوب على جبينه تطابق رسماً تخطيطياً لزودياك، واسم بوست يتناسب بشكل جيد مع إحدى الملاحظات المشفرة للقاتل. بالإضافة إلى ذلك، ادعى الشهود أن بوست كان يتمتع بشخصية عنيفة، حتى إنه قاد "جماعة إجرامية" في كاليفورنيا في السبعينيات.
على الرغم من وفاة بوست سنة 2018، فإن كثيرين مقتنعون بأنه كان القاتل سيئ السمعة. إذن من كان غاري فرانسيس بوست؟ ولماذا يقتنع البعض بذنبه؟
حياة غاري فرانسيس بوست
حسب "us today news" لا يعرف العديد من الأشياء عن حياة غاري فرانسيس بوست، لكن بعض جيرانه وأصدقائه قاموا بسرد قصص غريبة حول حياة الرجل الذي يُشتبه بكونه زودياك السفاح.
وُلد بوست سنة 1937، ثم انضم إلى سلاح الجو الأمريكي في شبابه، وأصبح فيما بعد عامل طلاء للمنازل، انتقل بعدها إلى غروفلاند بكاليفورنيا سنة 1970 للزواج من امرأة في المدينة، وهناك أسس بوست سمعته المشبوهة، حسب ما نشرته صحيفة "New York Post".
وحسب تصريحات أحد جيران بوست لقناة "Fox News" الأمريكية، وتدعى جوين، إذ قال إن بوست كان يعلم زوجته كيفية إطلاق النار، كما شاهدته وهو يمارس العنف تجاه زوجته.
قالت جيران بصوت عالٍ "لقد رأيته يقتل الدببة والغزلان وثعالب الماء والقوارض". "كل شيء حي، كان يحب تصويرها، ويشاهدها وهي تسقط. كان يحب العبث بالجثث عندما ينتهي. لقد أصبح الأمر فقط دامياً".
من بين الأمور التي تستدعي إدانة واتهام بوست أنه قاد نوعاً من "الجماعة الإجرامية" مع شبانٍ في غروفلاند. قال توماس كولبير، رئيس فريق التحقيق، الذي حدد بوست لأول مرة كمشتبه به في كونه زودياك السفاح، إن حوالي 10 شبان كانوا ينتمون إلى المجموعة. لقد كانوا موالين لـ"زعيمهم" بلا كلل.
كما كان يعلمهم كيفية استخدام القنبلة الأنبوبية لتفجير المنزل، كما كان يلقي الحجارة على نوافذ رجال الشرطة الذين انتقلوا حديثاً إلى المدينة لإجبارهم على الخروج، كما كان متورطاً في إقراض الأسلحة لأشخاص انتحاريين في المدينة.
من المؤكد أن بعض القصص عن غاري فرانسيس بوست تبدو مثيرة للقلق، لكن هل هذا يجعله هو زودياك السفاح؟ وفقاً لفريق كولبير، هناك أيضاً دليل قوي يربط بوست بالقاتل سيئ الصيت.
فك رموز رسائل زودياك السفاح
حسب "all that's interesting" أعلن تومار كولبير وفريقه من المحققين المكون من رجال شرطة سابقين وضباط استخبارات عسكرية وصحفيين سنة 2021 أنهم تمكنوا من فك شيفرة القاتل المتسلسل زودياك السفاح، دعوا إلى أن القاتل سيئ السمعة لم يكن سوى غاري فرانسيس بوست، الذي توفي عام 2018.
إذ وجد المحققون عدداً من نقاط التشابه المهمة التي يقولون إنها ترتبط بـ"غاري فانسيس بوست"، والتي أُصيبَ بها المحارب القديم في سلاح الجو من حادث سيارة في كلينتون سنة 1959. ويشير المحققون إلى رسومات زودياك السفاح لها ندوب مماثلة.
كما عثر المحققون أيضاً على روابط لبوست ضمن الملاحظات المشفرة لزودياك السفاح. أرسل القاتل 4 شفرات إلى الشرطة خلال موجة القتل التي قام بها في الستينيات من القرن الماضي، تم فك شفرتين منها فقط. ويقول فريق التحقيق إنه إذا أزلت اسم غاري فرانسيس بوست من إحدى الشفرات، فسوف تتضح رسالة أخرى.
بالإضافة إلى ما سبق يعتقد فريق المحققين أيضاً أن زودياك السفاح كان لديه 6 ضحايا وليس 5. يزعمون أنهم وجدوا أدلة تربط بوست بمقتل شيري جو بيتس عام 1966 في ريفرسايد بكاليفورنيا.
بعد مقتل بيتس، عثرت الشرطة على ساعة يد مكسورة ومُلطخة بالطلاء في موقع الحادث وحددوا أنها كانت قد بيعَت في قاعدة عسكرية. وبما أن بوست كان يعمل في طلاء المنازل، وكانت له خلفية عسكرية، وصادف أنه ذهب لإجراء فحص طبي في مستشفى قاعدة مارس الجوية على بُعد 15 دقيقة فقط من المكان الذي قُتلت فيه بيتس يعتقد المحققون أن ساعة اليد المكسورة تربطه بالجريمة.
عثرت الشرطة أيضاً على آثار أقدام مقاس 10 في مكان الحادث تتطابق مع آثار أقدام زودياك الأخرى. ويشير المحققون إلى أن بوست كان يرتدي أيضاً حذاءً مقاس 10، بالإضافة إلى ذلك، لم ينكر أي شخص يعرف بوست أنه قد يكون هو زودياك السفاح.
في أعقاب إعلان فريق المحققين، قال تيم فويغت، الخبير في قضية زودياك السفاح، إنه يعتقد أن ادعاءاتهم بشأن غاري فرانسيس بوست كانت "مزيفة تماماً"، قال فويغت عن الندوب المزعومة في جبين القاتل: "لم يصف أي شاهد خطوطاً على جبين زودياك. أُضيفَت هذه الخطوط ببساطة بواسطة فنان الرسم لملء الرسم التخطيطي".
ورغم اعتراف فويغت بأنه يوافق على أن زودياك السفاح هو الذي قتل بيتس، وهو ما نفته الشرطة في ريفرسايد، أصرّ على أن فريق التحقيق بعيد كل البعد عن غاري فرانسيس بوست، قال فويغت: "لن أصفه حتى بالمشتبه به. في الواقع، إذا كان لديه ندوب على جبهته، فهذا سبب وجيه حقاً لاستبعاده"، لذا، إذا لم يكن غاري فرانسيس بوست هو زودياك السفاح، فمن يكون إذاً؟
المشتبه بهم الآخرون في كونهم القاتل زودياك
قال فويغت إنه يعتقد أن رجلين يُدعى أحدهما ريتشارد غايكوفسكي، والآخر آرثر لي ألين، هما أفضل المشتبهين في كونهما زودياك السفاح. قال: "ريتشارد غايكوفسكي هو أفضل رهان لي. لكن الحقيقة هي أن ألين هو المشتبه به الذي لا يمكنك تركه".
من بين المشتبه بهم الآخرين في كونهم زودياك السفاح أشخاص مثل لورانس كين وروس سوليفان وريتشارد مارشال وإير فان بست جونيور وجاك تارانس ودونالد لي بوجوك. لكن حتى الآن مثل بوست يظلون مجرد مشتبهين.
قال مكتب التحقيقات الفيدرالي في سان فرانسيسكو لصحيفة USA Today الأمريكية: "تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي في قضية زودياك السفاح لا يزال مفتوحاً، ولم يُحَل. ونظراً لاستمرار التحقيق، واحتراماً للضحايا وعائلاتهم، لن نقدم المزيد من التعليقات في الوقت الحالي".