تعتبر الصداقة جزءاً أساسياً من حياة الطفل، لكن ليست كل الصداقات جيدة ومتكافئة؛ إذ يمكن لبعض الصداقات أن تجعل الطفل يشعر بالقلق أو التوتر، بالإضافة إلى الارتباك، ومع ذلك غالباً ما يكافح الأطفال لرؤية الضرر الذي يمكن أن تسببه هذه العلاقات.
إذا كنت تشك في أن طفلك أو ابنك المراهق في علاقة صداقة غير صحية، فمن المهم أن تكون قادرًا على التعرف على العلامات ومعرفة كيفية التدخل.
الصداقات مهمة في حياة الطفل
تساعد الصداقة الصحية طفلك على الشعور بالارتباط بالعالم، إذ أثبتت الدراسات أن الصداقات الصحية لها تأثير إيجابي على الصحة العامة، كما تساعد الصداقة الجيدة خلال الطفولة أو المراهقة في تطوير الكفاءات الاجتماعية، بالإضافة إلى تعزيز ثقتهم في الذات.
يمكن أن تكون الصداقة مصدراً للدعم العاطفي، لكن الأطفال الذين ليس لديهم أصدقاء في مرحلة الطفولة هم أكثر عرضة بثلاث مرات تقريباً لمستويات عالية من الاكتئاب والقلق، والشكاوى النفسية والجسدية، كما يزيد احتمال تعرضهم لمستويات عالية من العدوانية، وفرط النشاط، وعدم الانتباه.
كما أن الصداقات مهمة عندما يتعلق الأمر ببناء الشعور بالانتماء والدعم المعنوي، في الواقع الأطفال الذين لديهم دائرة قوية من الأصدقاء هم أقل عرضة لأن يصبحوا أهدافاً للتنمر من الأطفال المنعزلين اجتماعياً.
وجدت إحدى الدراسات أن قضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء خلال فترة المراهقة يمكن أن يحمي الأطفال من الشعور بلسعة الإقصاء الاجتماعي لاحقاً، وحسب نفس الدراسات هذه أهم خصائص الصداقة السليمة:
- التعامل بالمساواة.
- الثقة المتبادلة بين الطرفين.
- احترم حدود بعضكما البعض.
- احتفل بنجاحات بعضنا البعض.
- دفاع كل واحد منهم عن الآخر.
علامات الصداقة غير الصحية
حسب "very well family" تنشأ المشاكل عندما تكون الصداقات غير صحية خلال المواقف الصعبة، إذ تصبح الصداقة أكثر ضرراً، مما هي مفيدة ويمكن أن تترك طفلك يعاني من عدد من المشاعر المتضاربة.
يقول "هيلي شافير" أخصائي الصحة النفسية: "يمكن أن تكون الصداقات غير الصحية ضارة جداً للأطفال، ولكنها غالباً ما تكون أكثر ضرراً للمراهقين"، إذ يبدأ المراهقون في تحديد أولويات صداقاتهم مع رفاقهم بشكل أكبر خلال المدرسة الإعدادية والثانوية؛ إذ يكونون أكثر عرضة للتنمر واختيار العادات والسلوكيات السلبية اعتماداً على من يقضون الوقت معهم.
حسب نفس الأخصائي، هذه بعض الدلائل والسلوكيات التي تدل على أن صداقة الطفل أو المراهق غير صحية:
لا يوجد توازن في القوة: تنبني الصداقة الحقيقية على التعاون، لكن هذه الخاصية تكون شبه منعدمة في الصداقة غير الصحية، بدلاً من ذلك، من المحتمل أن ترى صديقاً يحب أن يكون الشخص المسؤول ويتخذ جميع القرارات.
قد يلجأ هؤلاء الأصدقاء أيضاً إلى العدوان العلائقي من أجل تحقيق أهدافهم والحصول على ما يريدون، أو على النقيض من ذلك، قد يبذلون القليل من الجهد في الصداقة على الإطلاق، ويتوقعون أن يقوم الطرف الآخر بكل العمل.
سلوك غير لطيف أو لئيم: تتضمن الصداقات غير الصحية في بعض الأحيان سلوكاً لئيماَ أو غير لطيف، على سبيل المثال، قد يكون الصديق شديد الانتقاد أو يتحدث بشكل سيئ عن الآخرين، وقد تصل في بعض الأحيان إلى الاستهزاء واستغلال الطرف الثاني.
الغيرة المفرطة: غالباً ما تظهر الغيرة في الصداقات غير الصحية، سواء كان الحسد على لعبة جديدة أو الغيرة على صديق آخر، ونادراً ما تكون الصداقات غير الصحية داعمة ومشجعة، بدلاً من محاولة الاحتفال بنجاحات الآخر، غالباً ما يكون هناك خيط أساسي من القدرة التنافسية.
التحكم: قد يكون تحكم أحد الطرفين في الآخر دليلاً على عدم وجود صداقة سليمة، فغالباً ما تؤثر هذه التصرفات على شخصية الطفل الممارس عليه التحكم؛ ما يجعل شخصيته أضعف وغير قادر على اتخاذ قراراته الخاصة في المستقبل.
ماذا تفعل إذا كنت لا تحب صديق طفلك؟
حسب نفس المصدر، يمكن مساعدة الطفل من خلال محاولة ترك مسافة بينه وبين صديقه، بالإضافة إلى تعزيز فكرة التواصل مع الآخر من خلال تعليمهم كيفية مقاومة الضغوطات الخارجية وإبدال رد الفعل بكل احترام.
قد يصعب في بعض الأحيان فصل الأطفال عن شخص يشعرون بالارتباط به، كما قد يستغرق الأمر أيضاً بعض الوقت لتكوين صداقات أخرى.
ينصح خبراء النفس بتشجيع الطفل على تجربة أنشطة واكتشاف اهتمامات جديدة، هذه الحيل ستساعد طفلك في كسب الثقة في النفس؛ ما يجعله يعرف كيفية تكوين صداقات جيدة، والابتعاد عن الصداقات غير الصحية.
كما أن الأنشطة الموازية كالرياضيات أو الرسم وغيرها من الأنشطة قد تنمي في طفلك كيفية الثقة في الذات.