في يومنا هذا، لم يعد كثير من الناس يعيرون حرّ فصل الصيف انتباههم، إذ باتت مكيفات الهواء والمراوح الكهربائية متاحة في كل مكان تقريباً إذا استثنينا بعض الدول الفقيرة أو التي تعاني من انقطاع طويل للكهرباء مثل سوريا ولبنان.
كيف كان القدماء يحافظون على برودتهم قبل مكيفات الهواء؟
لكن السؤال الذي قد يتبادر إلى الأذهان هو: كيف كان القدماء يحافظون على برودتهم في ظل الحرارة غير المسبوقة آنذاك؟ لا شكَّ في أنه كانت لديهم وسائلهم الخاصة.
1- المظلات القماشية
في كثير من الدول، تلاحظ وجود مظلات قماشية على الشرفات، وهو تماماً ما كان يستخدم في العصور القديمة، إذ كانت وفقاً لما ذكرته مجلة Mental Floss الأمريكية لتوفير الحماية من حرارة الشمس.
أما في النصف الأخير من القرن التاسع عشر، فأصبحت ألوان وأشكال هذه المظلات القماشية أكثر تنوعاً وصارت جزءاً أساسياً من الديكور.
2- كرسي تهوية
اخترع صانع الآلات الموسيقية جون كرام، المقيم في فيلادلفيا الأمريكية، جهاز تبريد ذكياً- وإن كان ثقيلاً- في ثمانينيات القرن الثامن عشر وفاز ببعض العملاء المشهورين في هذه الأثناء.
خلال الصيف الحار حين أقيم أول مؤتمر دستوري، دفع جورج واشنطن، أول رئيس أمريكي، 32 شلناً و6 بنسات لشراء أحد هذه الكراسي وشحنها إلى ماونت فيرنون.
واستخدم الناس أقدامهم لتشغيل المروحة التي تتحرك فوق رؤوسهم، تماماً مثل تشغيل ماكينة الخياطة القديمة.
وقيل إنَّ بنجامين فرانكلين، أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، اقتنى واحداً أيضاً، لكن يبدو أنَّ الجهاز كانت له جاذبية محدودة في السوق الشاملة.
3- الحصر المبللة
وفقاً لما ذكره موقع Timothy Off HVAC فقد اعتاد قدماء المصريين والهنود والرومان واليونانيين ترطيب الملاءات أو الحصير وتعليقها في المدخل أو بمنطقة مفتوحة.
وكان الهواء الذي يتدفق عبر الحصيرة أو الملاءة أبرد من النسيم، مما يتسبب في تيار بارد داخل أماكن سكنهم.
4- كهوف تحت الأرض
تظل درجات الحرارة تحت الأرض منخفضة طوال العام، مما يعني أنه إذا قمت بإنشاء كهف أو حفر في أحد التلال لبناء منزل، يمكنك الهروب من الحرارة والاستمتاع بدرجات حرارة أكثر برودة، وهذا ما اعتاد كثير من القدماء فعله للحفاظ على برودتهم.
5- أوراق الشجر
لا شكَّ في أن الظل أكثر برودة من الوقوف تحت الشمس، وهو ما جعل أصحاب المنازل القدماء يزرعون أوراق الشجر الطويلة على الجانب الشرقي من منازلهم؛ لمنع أشعة الشمس الحارة.
وبمجرد حلول فصل الشتاء، تفقد الأشجار أوراقها ويمكن لأشعة الشمس الوصول إلى المنزل.
5- تناول الحليب الرائب
قدمت شبه القارة الهندية للعالم فكرة أخرى منعشة للوقاية من الحرارة الحارقة: شرب الحليب الرائب.
فحتى يومنا هذا، يتناول الناس أنواعاً عديدة من اللبن الرائب المُتبل المسمى تشاس chaas (أو دو doogh) في جنوب شرقي آسيا ومجتمعات المغتربين حول العالم.
وكان أيضاً شراباً منعشاً أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في أمريكا الشمالية، حتى إن الأطباء كانوا ينصحون بتناوله. وذكرت صحيفة Brooklyn Daily Eagle عام 1892: "الطلب على هذا المشروب الصيفي لقي تفاعلاً من جميع أصحاب المتاجر. فهو يمنح من يتناوله انتعاشاً فورياً، وتتدفق إلى عروقه حيوية تجعله يتصور أنه من رحيق الآلهة".
6- الحفاظ على هدوء الأعصاب في الجو الحار
كان الطبيب توماس دارلينغتون، مفوض الصحة بنيويورك في الفترة من 1904 إلى 1910، من الشخصيات المحبوبة في عالم الصحة العامة؛ لمساندته القوية للتفتيش المهني.
لكن النصيحة التي قدمها لصحيفة The New York Times عام 1910 بالحفاظ على هدوء الأعصاب- والنوم جيداً ليلاً- كانت بسيطة على نحو لم يتوقعه أحد.
وقال: "يمكننا تحقيق الكثير بعيش حياة رصينة ومنظمة: بألا نتسرع في أداء واجباتنا، وأن نتعامل مع الحياة ببساطة وأريحية، وبألا نُستثار، ونحافظ على هدوء أعصابنا. فالقلق والعصبية- أو كما يقول البعض "التذمر" من الطقس- ينهك الذهن ويضغط على الأعصاب بدرجة يصبح معها النوم مستحيلاً".
7- الملابس
تقول مجلة Forbs إنه لا يوجد شيء اسمه سوء الأحوال الجوية، وإنما هناك شيء اسمه ملابس غير مناسبة.
يرتدي الناس في البلدان الدافئة ملابس فضفاضة من القطن والكتان، تتميز بنوعيتها الممتازة للتخلص من العرق والحفاظ على برودة مرتديها.
الألوان مهمة أيضاً، فاللون الأسود مثلاً معروف بأنه يجذب ويحفظ الحرارة بينما الألوان الفاتحة لا تحتفظ بالحرارة.