خلق روتين، والالتزام بحمية الغذائية .. الحجر الصحي بدون مشكلات نفسية؟

عدد القراءات
1,002
عربي بوست
تم النشر: 2020/04/07 الساعة 16:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/07 الساعة 16:16 بتوقيت غرينتش
علا وتد

بدأ العالم يسمع عن وجود فيروس جديد في الصين، ذاك الكوكب البعيد الغريب، في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الفائت. مرض جديد آخر في مكان بيني وبينه مسافات شاسعة وشاشة هاتف وطرود ebayكثيرة. لا بأس، الفيروس بعيد والإعلام هادئ والعالم ما زال يدور في أفلاكه المعتادة، بل واختتم دورة كاملة جديدة حول الشمس ووعدنا ببداية مستحدثة تليق بأناقة العدد 2020. الفيروس الذي بدأ في الصين استطاع الوصول لليابان، ليس غريباً، دول شرق آسيا البعيدة متّصلة. ظهور أول حالة في إيطاليا، من المؤكد أنّه سائح عاد من الصين، ظهور إصابات في بريطانيا، هنالك حالة في إسبانيا، الولايات المتحدة تُعلن عن وجود مصابين، تركيا صامتة، سيّاح كوريون جالوا في كل زاوية من فلسطين اتضح أنّهم مصابون بالفيروس، فيروس يُسمى Covid-19 من عائلة الفيروسات التاجية، الكورونا، الذي استطاع أن يستوطن جسد بشريّ في الصين البعيدة أصبح بالتطوّر والقرب الكافي ليعتاش على خلايا في فلسطين أيضاً.

 أفحص بدقّة خارطة مسار الكوريين في فلسطين المنتشرة على كل منصّة إعلاميّة ممكنة. لم يزوروا حيفا، أتنفس الصعداء. تصلني رسالة هاتفية: "على المسافرين العائدين من الصين، إيطاليا، فرنسا، النمسا أن يكونوا في حجر منزليّ لمدة 14 يوماً فور عودتهم"، "أول مصاب بفيروس كورونا في الداخل الفلسطيني المحتل"، أعداد المصابين في الصين مخيفة، كل العائدين من الخارج ملزمون بالحجر الصحيّ، أُعدد أعراض الفيروس كورد صباحيّ واحتمالات الإصابة ثم أخرج للعمل، إيطاليا تفقد السيطرة على الموت، سلطات الحكومة في الداخل المحتل تهيئ الناس لإمكانية فرض حالة طوارئ وإغلاق أماكن العمل غير الضروريّة ولزوم البيوت. لا بأس، أنا أعمل في مشفى للصحّة النفسيّة، هذا أهم مكان يلزم فيه الحفاظ على روتين اليوم والعلاجات، تعليق عمل 70% من الموظفين، عطلة غير مدفوعة، على الطاقم التربوي والعلاجيّ أن يُكمل عمله مع المنتفعين في المشفى بالاستعانة بالهاتف. كيف آلت الحال من فيروس ضعيف في بلادٍ بعيدة لحجر صحي وعزلة منزليّة لسكان أكثر من 190 دولة؟ كيف أصبح العالم بكل نزاعاته الداخليّة يتحدث بلغة واحدة؟ كيف أصبحت كل الأسئلة الوجوديّة عن الحياة والموت المركونة في أسفل درج في اللاوعي تطفو على سطح إدراكنا الواعي؟ 

يُعتبر فيروس Covid-19 تهديداً فريداً ليس فقط بسبب تسليط الضوء الإعلاميّ عليه لخطورته على صحتنا الجسدية، أو على حياتنا في أحيانٍ كثيرة، بل لكونه أيضاً تهديداً منتزع الحدود، نجهل عمره وخططه التكنيكيّة بالانتشار وبأي أساليب وقاية نصدّه. هذا الدمج ما بين تهديد خارجيّ لم يُرسم له شكل واضح يمهّد الطريق لسيناريوهات داخليّة مخيفة. ودائماً ما تكون الأشباح الداخليّة أكبر وأشد وطأةً من الواقع الخارجيّ. 

يستيقظ أمام هذه الجائحة المهددة لوجودنا ولصحّتنا ردّان من الفعل. الأول يحارب الواقع والثاني يحاول تقبّله. نحنُ نعيش حياة بأكملها ندور بين هذين القطبين اللذين يجاهدان، كلّ في طريقته، لجعل الواقع واضحاً ومفهوماً وقابلاً للترتيب في قبضة يدنا، أي مسيطراً عليه. 

مواكبة انتشار الفيروس والانصياع للإرشادات الطبيّة، كالانتباه للعوارض، التزام الحجر المنزلي، التعقيم وغسل اليدين، المحافظة على مسافة اجتماعيّة كي لا ننقل العدوى للآخرين -خاصة  المسنين أو المصابين بأمراض نقص المناعة- وكيفيّة التصرّف في حال الإصابة بالفيروس، هي شكل من أشكال السيطرة أيضاً، السيطرة على تفشي الوباء ومحاولة احتضانه والحد من تأثيره على الصحّة الجسديّة العامة. لكن ما يهمني أكثر، ليس تقليلاً من أهميّة الالتفات للصحة الجسديّة بل لعدم الالتفات الكافي للصحّة النفسيّة، هو تشبيه بعض الأخصائيين النفسيين لفيروس Covid-19 بما سمّاه فرويد بحالة الـ "unheimlich" أو بترجمة حرّة للعربية "الخروج من البيت". في هذه الحالة يُطرد الإنسان عنوة من ما يشعره بالبيت، مما يُشعره بالألفة، يُطرد من شعور الملكيّة الكاملة والقدرة على التحكم في مصيره. فيروس Covid-19 هو تجلٍّ مطلق "للخروج من البيت"، من المساحة الآمنة، من السلامة الجسديّة والروتين اليومي المألوف. التواصل الجسدي مع المقربين قد يشكل خطراً حقيقيّاً على حياتنا وحتى العزلة المنزليّة، رغم فعاليّتها في الحدّ من انتشار المرض، قد تكون وكراً لأعراض نفسيّة أو تُلزم أفراداً مُعنَّفين من المكوث مع من يعتدي عليهم، وهذا أبعد ما يكون عن الأمن والوقاية.

يقول عالم النفس دونالد وينكوت أنّ الخوف من المستقبل يُرسم بخطوط الماضي العريضة. لم يُدرس تأثير فيروس الكورونا الجديد بشكل ممنهج بعد، لكنّ التجارب الإنسانيّة السابقة في مواجهة الأوبئة وردود الفعل الحاليّة على تفشي الفيروس تجعلنا نتوقع أن يكون لـ Covid-19 تأثيرات متعاقبة كثيرة. 

نحنُ لا نستقبل التغيير بأذرع مفتوحة، ارتباك الروتين اليوميّ لجميع سكان الدول المصابة وزخم المعلومات والشائعات التي تتناقل بسرعة تضاهي وتيرة تسارع المرض، وأعداد الموتى كفيلة بخلق حالة من التوتر بين السكان وتزيد من احتمالية الإصابة بالهستيريا. لا يمكننا كذلك تجاهل إمكانيّة إلصاق الوصمة (stigma) بالمصابين أو الإصابة أيضاً بعدوى كراهية الأجانب، الأمر الذي بتنا نرى إسقاطاته على الآسيويين في كثير من الدول. ومع تفاقم المخاوف بشأن التهديد المتصوّر من الوباء قد يبدأ الناس في جمع، أو حتى اكتناز، الأقنعة والمستلزمات الطبيّة الأخرى. غالباً ما يتبع ذلك سلوكيات مرتبطة في القلق الشديد والهوس واضطرابات في النوم وشعور الاكتئاب وحالة نفسيّة متدنيّة بشكلٍ عام.

تُشير دراسات الأوبئة أنّ انعدام الثقة في المؤسسات الطبيّة مصاحب كذلك لتفشيها، وهو مرتبط بشكل وثيق مع نظريات المؤامرة المختلفة والتي تُسابق الوباء على سعة الانتشار. ومع خطر الأوبئة المعديّة وتعليمات غسل اليدين والتطهير المنتشرة يمكن أن يتفاقم بسهولة قهر التنظيف والغسل، وهو سمة أساسيّة من سمات اضطراب الوسواس القهري، والذي -عدى عن تأثيره النفسي وارتباطه المباشر بالقلق- قد يُشقق ويجفف الجلد (مما قد يؤدي لالتهابات جلديّة). الإفراط في استخدام مواد التنظيف السامة يمكن أن يؤدي هو كذلك لإصابات استنشاقيّة ولتداعيات جسديّة لم تكن مدوّنة في قائمة القلق الحالي.

على الرغم من أنّ العالم بأسره يواجه وباءً واحدًا ذا مخاطر صحيّة منها المتوقّع ومنها غير المعروف، لكنّ هنالك اختلافات كبيرة بين الأفراد في مدى قلقهم من الوضع القائم والمحتمل وفي استراتيجيات التكيّف النفسيّة المستخدمة. بيد أنّ ذلك لا ينفي إمكانيّة تغيّر مستويات القلق وآليات التكيّف لدى الأفراد خلال فترة مواجهة الوباء وتطوّره. 

عند انتشار وباء "SARS"، على سبيل المثال، أبلغ ما يقارب 18% من سكان هونغ كونغ عن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، الاكتئاب والقلق. تفشي الأوبئة كذلك أظهر ما يُعرف اليوم باسم "العدوى السايكولوجيّة". من المعتاد استخدام مصطلح "عدوى" للأمراض الوبائيّة التي تنتقل من شخص لآخر بعد تواصل ما. لكن تأثير الأوبئة الجماعيّة أظهر عدوى في التصرفات الاجتماعيّة والسايكولوجيّة التي تنتقل هي كذلك من فردٍ لآخر. تحمل هذه العدوى بين طيّاتها شعور الإحباط والغضب والبارانويا والخوف وقد تدفع سلوكيات مثل الذعر، مقاومة تدابير الصحّة العامة، زيادة العبء على المرافق الصحيّة، إلقاء اللوم على الحكومة والخضوع للضغط النفسي مما يؤدي للتخلي عن المسؤوليات العائليّة والمهنيّة. سيطرة العدوى السايكولوجيّة على عدد كبير من الناس تؤول في نهاية المطاف لتدمير التماسك المجتمعي ولتفتيت أبسط الخدمات الحكومية والقطاعات الخاصّة في وقت تحتاج فيه المجتمعات أن تكون في أقوى حالاتها. لدى جائحة الإنفلونزا، كـ Covid-19 وSARS من قبله، قابلية كبيرة لتكون، بالإضافة لكونها وباء، عدوى سايكولوجيّة. 

تأثير الوباء النفسيّ على غير الحصينين

بينما يقف المسنون والمشخّصون بأمراض نقص المناعة المختلفة في خط النار، كما يُردد على مسامعنا في كل لحظة، هنالك مجموعات غير حصينة نفسياً مختبئة وراء ستارة الصحّة الجسديّة؛ كالأطفال والطلاب الذين يواجهون تشويشاً كبيراً في روتينهم اليوميّ والدراسيّ، الأسرى، الأشخاص ذوي الوضع الاجتماعيّ والاقتصاديّ الأدنى، العاملين الذين يتقاضون أجراً يومياً وأصبحوا فجأة يجابهون البطالة، أصحاب الأعمال الحرّة والخاصّة، الموظفين المضطرين على العمل من المنزل، الأمهات، النساء والأطفال من أسر معنّفة، المبتعثين ومجموعات الأقليّات، الطواقم الطبيّة الذين يحملون عبء إنقاذ العالم من نهايته الوشيكة ونسيان الحقيقة أنهم أبناء عائلات وأرباب أسر وأصدقاء ومعرضون كذلك للمرض، الأشخاص المقربين من مسنين أو مرضى نقص المناعة الذين يقاتلون هاجس الفقدان في كلّ لحظة والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسيّة قبل تفشّي الفيروس. هذه المجموعات وما تحمله من ثِقل قد تُراق بين تعليمات الحكومة المتجددة وفائض المعلومات والإشاعات حول الفيروس والخوف السائد من المرض ومحاولة التصدي له دون أخذ حاجاتهم النفسيّة بالاعتبار. على الرغم من كون الاستجابة لهذه الاحتياجات هي اللقاح الأوليّ لتقوية مناعة المجتمع.

هذه الاستدلالات، لكون الفئات غير محصّنة نفسياً، لم تُستمد جرّاء كوارث وبائيّة، لكن قد يضعها الوباء أمام تهديد نفسيّ أكثر من فئاتٍ أخرى. هنالك اختلافات ثقافيّة بين المجموعات وسمات شخصيّة متنوّعة قد تتفاعل بشكل مختلف مع التغييرات المحيطة. تحتلّ العوامل الشخصيّة دوراً مهماً في تنبؤ مدى مرونة الصحّة النفسيّة الفرديّة خلال الأزمات. بغض النظر عن المستوى الاجتماعي والاقتصادي، فإنّ الأشخاص الذين يملكون "موضع تحكّم" داخلياً يتعاملون مع الأزمات بشكلٍ أفضل لأنّهم يشعرون بأنّهم يملكون سيطرة ما على حياتهم ومصائرهم. وهنا تكمن القوّة اللازمة لتخطي هذه الأزمة وهنا أيضاً تقبع الهوّة أمامها؛ شعور السيطرة والتوازن الداخليّ إزاء ضبابيّة الفيروس والعاقبة المتوكأة عليه.

لتأثير الوباء النفسيّ وجه آخر

لم تكن كل الإسقاطات النفسيّة التي خلّفتها التجارب الإنسانيّة في مواجهة الأوبئة إسقاطاتٍ سلبيّة. فمثلاً لوحظ بعد تفشي "SARS" زيادة في التماسك الاجتماعيّ عند مجموعات معيّنة. أكثر من 60% من المشاركين في دراسة في هونغ كونغ أصبحوا مهتمين أكثر بسلامة عائلاتهم وأصدقائهم وشعروا بقيمة شبكاتهم الاجتماعيّة الداعمة والمحيطة في هذه الفترة بالذات. أشار حواليّ ثلثين من المشاركين في الدراسة لزيادة في اهتمامهم بصحّتهم النفسيّة؛ يحرصون خلال جداولهم الحياتيّة المكتظّة على أخذ قسطٍ من الراحة ولا يتنازلون عن ممارسة الرياضة بشكل دوريّ. هذه العادات التي تشكّلت جرّاء الأزمة قد تلقي الضوء على سلوكيات محصّنة وآليات تكيّف ناجعة لمواجهة فيروس Covid-19، كالاتكاء على شبكاتنا الاجتماعيّة التي نثق بها، الاهتمام في صحّتنا النفسيّة وممارسة الرياضة وفق ما تسمح به الظروف. 

التناقض في الشعور هو سيّد الموقف. كلّنا نتأرجح ما بين اليأس والأمل، الخوف والأمان، الاهتمام المفرط والإهمال. هذه الأقطاب كلّها صالحة وغير صالحة في آنٍ واحد، لأننا وببساطة لا نستطيع رؤية وجه للغد. تستيقظ في داخلنا كل تروما مخدّرة، كل مشاعر الفقد والخوف السابقة تجد لها متّسعاً في أحاسيسنا الفاعلة. لكن أدوات الوقاية النفسيّة، تلك التي نتجت أيضاً من تجاربنا السابقة، تستيقظ هي كذلك لأنّ عملها الآن حيويّ جداً لإبقاء حصننا الداخليّ مشيّداً. 

ربما يكون أقصى ما يمكننا عمله هو الاعتراف الكلي بما نواجهه ومحاولة اكتشاف أدوارنا ومواطن مسؤولياتنا في هذا الوقت. يمكننا أيضاً، الآن أكثر من أي وقت سبق، أن نجد طرقاً لخلق شيء جديد من رحم الخوف والأسى. هذا عضدي الوحيد أمام شعور فقدان السيطرة الذي يلفّني من كل جانب.

في أشدّ الأوقات ألماً نُدرك مراس شبكاتنا الاجتماعيّة وأهميّتها. قرب العائلة والأصدقاء أزرنا الأول في هذه الأزمة ولو معنوياً. ولا تنسوا أن تأخذوا نفساً عميقاً. 

توصيات المختصين في الصحة النفسيّة

بدأت الدول المصابة بالفيروس، عدا عن اتخاذها الإجراءات الطبيّة، تطلب من السكان جميعهم التزام البيوت كعزل نفسي إراديّ والحفاظ على مسافة اجتماعيّة في الأماكن العامة إذا اضطروا للخروج من البيوت. قد تكون فترة العزلة الطويلة إجراءً ضرورياً للصحة العامة وللحد من انتشار الوباء، لكن يمكن أن يكون لها أيضاً تأثير ضار على صحة ممارسيها النفسيّة. نشرت منظمة الصحّة العالميّة دليلاً إرشادياً لرعاية الصحة النفسيّة في فترة العزلة البيتيّة، أهمّها:

  • التواصل البشري (!) والمحافظة على تواصل مع الشبكات الاجتماعيّة الخاصّة بالفرد. يُمكن للبريد الإلكتروني، مواقع التواصل الاجتماعيّة ومكالمات الفيديو أن تكون بديلاً مؤقتاً للحضور الجسدي. 
  • الانتباه لمشاعرنا واحتياجاتنا. يستطيع جسدنا إخبارنا باحتياجاتنا النفسيّة، خاصّة في الأزمات. من المهم الانخراط في نشاطات مريحة وممتعة. ممارسة الرياضة بانتظام تساهم في محاولة إبقاء الأمور في نصابها، وكذلك الحفاظ على روتين نوم ونظام غذائي صحي. 
  • تجنّب زخم المعلومات. من المهم تحري المعلومات والتعليمات من مصادر مهنيّة صحيّة كمنظمة الصحة العالميّة وفي أوقات محددة خلال اليوم. تجنُّب فائض المعلومات والشائعات المتناقلة يساهم في شعور السيطرة والهدوء الداخلي. 

يشير الأخصائيّون النفسيّون إلى أنّ الضبابيّة المرافقة لتفشي الوباء وانعدام التقدير الزمني الواضح لانتهائه، بالإضافة للعزلة المنزليّة وللأضرار الماديّة، تعزز شعور فقدان السيطرة، أي تضرب البنية التحتيّة لكل الأعراض النفسيّة إن صحّ التعبير. ولذلك، بالإضافة لاستشارة المختصين (كالمعالجين النفسيين، الحقوقيين ومسؤولين في مكاتب التأمين) هنالك بعض الخطوات التي تساعد في استرجاع شعور السيطرة في ظلّ هذه الأزمة. مثلاً:

  • الروتين: من المهم الحفاظ على برنامج (أو شبه برنامج) يوميّ، خاصّة للأطفال ولمن يعمل من البيت. من المهم المحافظة على ساعات يوم ثابتة وعلى نشاط جسدي منظّم. يساهم الروتين في ترتيب نفسي داخلي ينعكس خارجياً.
  • اللعب مع الأطفال دور مهم هذه الفترة بالذات. 
  • التأقلم التواصلي
  • المحافظة على التواصل مع الآخرين، يمكن الاستعانة بالهاتف أو الرسائل أو التدوين المصوّر أو وسائل التواصل الاجتماعي
  • التأقلم السلوكي مع الخوف ونوبات القلق
  •  تعدد مصادر القيمة: من المهم محاولة الحفاظ على مصادر مختلفة وعديدة تضفي لنا قيماً معنوية. تعدد المصادر يحافظ على الموازنة الداخلية وعلى المعرفة أنّ هنالك بديلاً دائماً نستعين به وقت الحاجة. ممارسة الرياضة على سبيل المثال أو بالخروج للطبيعة وفق التعليمات، أو بالقراءة أو الكتابة أو بفعاليات داخليّة أخرى.
  • اتباع تعليمات الحكومة ومنظمات الصحّة يساهم في شعور السيطرة.
  • اتباع حمية غذائيّة صحيّة. 
  • محاولة الربط بين غسل اليدين ونشاطات متتابعة أخرى، وبهذا يصب التركيز في الفعالية العاقبة لغسل اليدين وليس في الغسل والخوف من الفيروس والأوساخ. 
  • الاعتدال في شراء المستلزمات الغذائيّة.
  • الاعتدال في متابعة الأخبار مع التشديد على المصادر الموثوقة. من المهم تجنّب زخم المعلومات. 
  • محاولة تجنب التحليل المفرّط للمشاعر وللأحاسيس الجسديّة. من المهم الحفاظ على مواردنا الفكريّة والحسيّة يقظة، لكن يجدر بنا محاولة تكريس القسط الأكبر من الموارد في الأمور الناجعة.
  • التأقلم الفيزيولوجي مع نوبات القلق
  •   معالجة نوبات القلق بما يُناسب كل فرد؛ تمارين التنفس المختلفة أثبتت فعاليّتها، الحديث مع الأصدقاء أو أفراد العائلة، التواصل مع مختصين، سماع الموسيقى، ممارسة التأمل أو اليوغا، الصلاة، الرقص والفنون. هذه الممارسات على أنواعها تُساهم في تقوية العلاقة ما بين الجسد والنفس وتشدد على فكرة التواصل الحسيّ والفكري مع الـ"هنا" و"الآن" عوضاً عن التشتت والخوض في التفكير المفرط.
  • التأقلم الحسيّ
  • تقبّل الحقيقة أننّا نمر في أزمة، تقبّل شعور الضغط والحديث عنه.
  • محاولة القيام بمبادرات لطيفة مُساعِدة للآخرين.

تذكر أنّك لست وحدك. هنالك الكثير من الأشخاص المستعدين للمساعدة والكثير من خطوط الدعم.

أنت لست وحدك. 

المصادر

Perrin, P. C., McCabe, O. L., Everly, G. S., & Links, J. M. (2009). Preparing for an influenza pandemic: mental health considerations. Prehospital and disaster medicine24(3), 223-230.

van den Heuvel L, Chishinga N, Kinyanda E, et al. Frequency and correlates of anxiety and mood disorders among TB- and HIV-infected ZambiansAIDS Care. 2013;25:1527-1535.

 Gale SD, Berrett AN, Erickson LD, et al. Association between virus exposure and depression in US adults. Psychiatry Res. 2018;261:73-79.

Kamara S, Walder A, Duncan J, et al. Mental health care during the Ebola virus disease outbreak in Sierra Leone. Bull WHO. 2017;95:842-847.

https://www.who.int/docs/default-source/coronaviruse/mental-health-considerations.pdf?sfvrsn=6d3578af_8

https://www.mentalhealth.org.uk/publications/looking-after-your-mental-health-during-coronavirus-outbreak
https://zoom.us/rec/play/6JYsdb-r_TM3EtDH4wSDBqJ8W43seKKs1SFM-PYKxUuzVSRSYVP0NLNHNLGtrv1EBx11M0mr0qmbghPS?continueMode=true.html

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علا وتد
متخصصة في اضطرابات الشخصية
متخصصة في اضطرابات الشخصية
تحميل المزيد