سكيبيو الإفريقي.. أعظم جنرالات روما الذي هزم هانيبال وهو شابٌ صغير

رغم كلّ هذه الانتصارات والإنجازات، مات سكيبيو منعزلاً ووحيداً بعدما خاف السياسيون في روما من شعبيته

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/03 الساعة 12:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/03 الساعة 12:34 بتوقيت غرينتش
رسمة تجسّد سكيبيو وهو يقابل هانيبال قبل المعركة الحاسمة بينهما/IStock

أحياناً يكون التاريخ ظالماً فلا يذكر العظماء الحقيقيين، أو يذكرهم كأبطال هامشيين، وهذا ما حدث مع سكيبيو أفريكانوس (الإفريقي)، الذي يعتبره البعض أعظم جنرالات روما، ليس فقط في عصره وإنّما أعظم جنرالاتها على الإطلاق، بالنظر إلى ما حقّقه من نجاحات. فهو الذي هزم عدوّ روما اللدود هانيبال، ومهّد لسيطرة روما على شمال إفريقيا والبحر المتوسّط. كلّ هذا وعمره 30 عاماً فقط.

على جانبٍ آخر، فإنّ نجاحات سكيبيو أفريكانوس قد شحذت ضدّه الساحة السياسية في روما، واستطاع خصومه السياسيون تحجيمه خوفاً من سطوة نفوذه، فأمضى سنوات عمره الأخيرة في حالة عزلة كاملة، بعدما اتهمه مجلس الشيوخ الروماني بتلقِّي رشوة من أحد أعداء روما.

هانيبال.. عدوُّ روما اللدود وأسوأ كوابيسها

"هانيبال عند البوابات"، هذا القول يقال عادةً للتدليل على أنّ كارثةً ما على الأبواب، وقد جاء هذا القول من الهجوم الواسع الذي شنّه هانيبال على روما، طيلة 15 عاماً، وقد وصف هانيبال باعتباره "أسوأ كوابيس روما"، كما كان الأمهات في روما يخيفون أطفالهم باسمه.

أفزع هانيبال سياسيي وعسكريي الجمهورية الرومانية، فلم تنهزم جيوشه قطّ، مدججةً بالأفيال والجنود المدربين الأقوياء من شمال إفريقيا، عبرت الجيوش جبال الألب للانقضاض على روما.

روما
هانيبال قائداً جيشه لمحاربة روما /Wikipedia

لكنّ شخصاً واحداً استطاع عرقلة هذا التقدُّم والخروج بروما من دوامة الهزائم المتتالية، كان هذا الشخص شاباً في العشرين من عمره، اسمه سكيبيو أفريكانوس، أي سكيبيو الإفريقي.

في الحقيقة كان سكيبيو تلميذاً نجيباً لهانيبال، لم يدرّبه هانيبال بنفسه، لكنّه عكف على دراسة تكتيكات هانيبال الحربية، واستطاع التغلُّب عليه أيضاً من خلال تكتيكاته، وهكذا تغلّب التلميذ على الأستاذ، لكنّهما واجها نفس المصير من التهميش والمحاربة من قبل السياسيين في دولتيهما.

اقرأ أكثر عن مغامرة هانيبال من (هنا)

المواجهة الأولى!

وُلِدَ سكيبيو أفريكانوس باسم بابليوس كورنيليوس سكيبيو حوالي عام 236 قبل الميلاد. وهو ينتمي إلى عشيرةٍ من أقدم العائلات الرومانية وأكثرها اعتباراً. التحق سكيبيو بالتدريب العسكري في سنٍ مبكرة.

حين اندلعت الحرب البونيقية الثانية عام 218 ق.م، التي قادها هانيبال على روما كان عمر سكيبيو 17 عاماً فقط، وكان هانيبال في ذلك الوقت أكبر منه بحوالي 10 سنواتٍ فقط. 

كانت أولى مفاجآت هانيبال للقادرة الرومان أنّه عبر جبال الألب الثلجية بأفياله وجنوده، وهي مفاجأة من العيار الثقيل، فقد كان راسخاً يقيناً لدى القادة الرومان عبر القرون أنّ هذه الجبال لا يمكن عبورها.

أمّا المفاجأة الثانية فكانت حين هزم جيش هانيبال فجأةً الفيالق الرومانية في معركة تيسينوس. وفي هذه المعركة وجد قائد الجيش الروماني والقنصل بابليوس كورنيليوس نفسه محاصراً. بلبليوس هو والد سكيبيو. وكانت هذه هي اللحظة التي بزغ فيها نجم سكيبيو أفريكانوس.

حشد سكيبيو القوات وهاجم هانيبال المتفوّق لينقذ والده. فر جيش هانيبال وكوفئ سكيبيو بإكليلٍ من خشب البلوط، وهو ما رفضه. ويبدو أنّ شجاعته وتواضعه كانا سمتين رئيسيتين في سكيبيو، ولهذا فقد كانت نهايته سيئة.

ورغم أنّ سكيبيو أنقذ والده، إلا أنّ هذه المعركة كانت هي الأولى ضمن سلسلةٍ من الهزائم الرومانية القادحة. تقدَّم بعدها هانيبال عبر إيطاليا. ولم يضاه الرومان عبقريّة هانيبال العسكرية. أهلكت حيل وتكتيكات هانيبال الفيالق الرومانية واحداً تلو الآخر.

حصلت الكارثة المُحققة في عام 216 ق. م، فقد أوقع هانيبال بالرومان أعظم كارثة عسكرية في تاريخهم.

قُتِلَ في معركة كاناي نحو 50 ألف روماني في يومٍ واحد فقط من القتال. وفقد أحد القادة الرومان حياته، في حين فرَّ الآخر من ساحة المعركة. كان سكيبيو واحداً من الناجين القلائل من كبار الضباط الرومان. وقد أظهر قيادةً رائعة بتنظيمه أكبر مجموعة من الناجين وقيادتهم إلى بر الأمان.

كانت معركة كاناي بالنسبة للرومان هزيمةً مروِّعة. لكن بالنسبة إلى سكيبيو، كانت ساحة المعركة مكاناً تعليمياً، فقد تعلَّم فيه تكتيكات هانيبال واستراتيجيته العسكرية. ومن هذه المعركة سيبدأ سكيبيو أفريكانوس في تبنّيها تدريجياً ويستخدمها لإنقاذ روما.

استراتيجية سكيبيو لإنقاذ روما

في نفس العام الذي سُحِق فيه الجيش الروماني في معركة كاناي، عاد والد سكيبيو إلى إسبانيا، وهي أحد مواطن الحرب المشتعلة بين هانيبال وجنرالات روما. 

كان والد سكيبيو يعتقد أنَّ هانيبال لا يمكن هزيمته بالاستراتيجيات التقليدية. أراد أن يضرب الجيش الروماني هانيبال في أضعف نقاطه: إسبانيا.

لكنَّ والده لقي مصرعه خلال القتال عام 211 ق. م، تاركاً روما في حالةٍ عارمةٍ من الفوضى والاضطراب.

في مثل هذه الحالة المزرية التي تخبّطت فيها روما، لم يتصدّر أحدٌ المشهد لقيادة الجيش الروماني في مواجهة هانيبال، فقد كان هانيبال وجيوشه أسوأ كوابيس روما إطلاقاً، والهزائم المتتالية للجيوش الرومانية خير دليلٍ على ذلك.

سكيبيو أفريكانوس
استقبال سكيبيو أفريكانوس في روما بعد انتصاره على هانيبال / IStock

في هذه الأجواء تطوّع الشاب سكيبيو لتولِّي زمام القيادة. وقد منحه مجلس الشيوخ منصب القائد. كان سكيبيو حينها يبلغ من العمر 26 عاماً فقط، وهي سنٌ صغيرة، بل غير مسبوق لمنصب كهذا.

وصل سكيبيو إلى إسبانيا بتعزيزاتٍ متواضعة. وواجه سكيبيو الجيوش القرطاجية بقيادة صدر بعل وهو شقيق هانيبال. وقد كانت جيوش صدر بعل أكبر بكثير من جيش سكيبيو.

بعد هزيمة معركة كاناي برز حسن التخطيط والتنظيم لدى سكيبيو، عندما نظّم الناجين من المعركة وانسحب بهم، ولكن في إسبانيا، برزت عبقرية سكيبيو الفذّة ومغامرته المحسوبة، التي جعلته يتفوّق على صدر بعل، ليكون بذلك أوّل قائد روماني يتفوّق على جيشٍ من جيوش هانيبال.

كانت مدينة "قرطاجنة" هي أهم مدينة قرطاجيّة في إسبانيا، وقرّر سكيبيو أن يستولي على المدينة، رغم أنّ قواته أقل بكثير من قوات صدر بعل.

كانت المدينة محاطة ببحيرةٍ طبيعية. قرّر سكيبيو عبور البحيرة في المساء أثناء المدّ المنخفض. كان هجوم سكيبيو مفاجئاً ضد المدينة، واستطاع الاستيلاء عليها.

انقلبت الموازين لأوّل مرّة بين روما وقرطاجنة، بين جنرالات روما المنهزمين واحداً تلو الآخر أمام جيوش هانيبال الجرارة وحسنة التدريب.

وقد قلب سقوط مدينة قرطاجنة الموازين في إسبانيا، ومن إسبانيا انقلبت الموازين كليّةً ضدّ هانيبال.

خلال السنوات الأربع التالية، حارب الرومان القوات القرطاجية في إسبانيا في سلسلةٍ من المعارك الشرسة. وفي كلّ هذه المعارك، كان سكيبيو أفريكانوس يستخدم نفس تكتيكات عدوّه هانيبال، بعد أن درسها جيداً.

فعلى سبيل المثال، في معركة بيكولا عام 208 ق. م، استخدم سكيبيو مناورة "الكمّاشة" للمرة الأولى. كان جيش العدو يتفوّق عليه عددياً، ولهذا قسّم سكيبيو قواته الرئيسية إلى جناحين قويّين، جعلهما يهاجمان الجناحين القرطاجيين بشراسة فقضوا عليهما.

بعد هزيمته، حاول صدر بعل العبور بقوته لينضمّ إلى قوات أخيه هانيبال في جنوب إيطاليا، لكنّ قوّةً رومانيةً أخرى استطاعت أن تهزمه وتقتله.

بعد عامين، استخدم سكيبيو أفريكانوس تكتيكاً آخر، في معركةٍ أخرى وقعت بينه وبين "ماجو" شقيق هانيبال، وقائد آخر يدعى صدربعل، كانا يتوقعان أن يهزما سكيبيو الشاب، لكنّ سكيبيو فاجأهم مفاجأةً عسيرة.

فقد غيّر سكيبيو من الترتيب المعتاد لجيشه في المعركة، فقد جعل قواته الثقيلة في الجناحين وليس في القلب، وجعل جناحيه القويين يهاجمان الجناحين القرطاجيين الأضعف، ما ضمن له انتصاراً مظفراً. وقد تمكّن، ماجو وصدر بعد من الفرار، لكنّ هزيمتهما مثّلت خروجاً كاملاً لجيوش هانيبال من إسبانيا.

وهنا تجهّز سكيبيو أفريكانوس، بعبقريته الفذّة لإنقاذ روما نهائياً من عدوها اللدود: أن يهاجم عاصمة هانيبال نفسها! قرطاجة، في شمال إفريقيا (في تونس الحالية).

مهاجمة قرطاجة.. مناورة سكيبيو أفريكانوس الهائلة

كان نجاح الشاب سكيبيو هائلاً، ففي أربع سنواتٍ فقط استطاع إخراج القرطاجيين من إسبانيا، رغم أنّهم امتلكوا جيشاً أضخم منه في كلّ المعارك بينهما. وهكذا أصبحت إسبانيا تابعةً لروما تماماً.

عاد سكيبيو إلى روما بعد تأمين إسبانيا، واستُقبِل هناك استقبال الأبطال. ومُنِحَ في عام 205 ق. م منصب القنصل (مثل أبيه) عرفاناً بإنجازاته. كان سكيبيو يبلغ من العمر حينها 30 عاماً فقط.

كان سكيبيو عازماً على هزيمة أستاذه هانيبال. فاقترح سكيبيو خطَّة جريئة ومجنونة على مجلس الشيوخ الروماني.

بدلاً من  أن نواجه هانيبال في جنوب إيطاليا، دعونا نحاربه في موطنه: إفريقيا.

لم يكُن مجلس الشيوخ (من السياسيين) مستعداً للموافقة على خطةٍ مجنونة كهذه. ومن ناحيةٍ أخرى أخافت شعبية سكيبيو أفريكانوس المتنامية منافسيه السياسيين الذين اعتبروه تهديداً للجمهورية (تهديداً لهم).

وافق مجلس الشيوخ في النهاية لسكيبيو بتنفيذ خطّته، لكنَّهم منحوه عدداً محدوداً فقط من القوات.

كان جيش سكيبيو من أجل تطبيق خطته المجنونة يتألَّف من الناجين من معركة كاناي، تلك المعركة التي ذكرنا أنّ الرومان خسروا 50 ألف جندي في يومٍ واحدٍ فقط فيها. 

كان هؤلاء الجنود موصومين ومحبطين، ومعنوياتهم من أجل ذلك منخفضة للغاية، فقد كانوا مُحتقَرين في روما. لكنّ سكيبيو استطاع تحويلهم إلى قوّة النصر التي ستنهي خطر هانيبال للأبد.

وصلت قوّات سكيبيو (25 ألف جندي فقط) على شواطئ شمال إفريقيا في صيف عام 204 ق. م.

بعد عامٍ واحد هزمت فيالقُه التي اعتبرها مجلس الشيوخ "درجة ثانية" الجيوش المجتمعة للقرطاجيين واستولت على مدينة أوتيكا الساحلية.

هانيبال
مقابلة سكيبيو وهانيبال قبل معركة زاما/IStock

اضطرَّت قرطاجة لاستدعاء هانيبال من إيطاليا. وباتت الساحة مهيأة الآن للنهاية المحتومة: مقابلة بين الأستاذ وتلميذه في المعركة.

التقى أعظم جنرالين في عصرهما أخيراً في ساحة المعركة عام 202 ق. م. التقى الرجلان بصورةٍ شخصية قبل المعركة. وطلب هانيبال- الذي كان في موقفٍ لا يحسد عليه الآن- من سكيبيو السلام، لكنَّ الشاب رفض.

وهكذا وقعت "معركة زاما" المحوريّة في التاريخ، كانت قوّات كلا الجانبين قرابة 40 ألف رجل. 

أراد هانيبال استخدام سلاحه الحاسم في المعركة: الأفيال. لكنّ تلميذه تفوّق عليه في هذه الجزئية، فقد فتح ممرّاتٍ واسعة في صفوف الرومان، ما حيَّد خطر الوحش المخيف، الذي كان ببساطة يندفع خلال الممرات الآمنة المفتوحة له.

أخذ سكيبيو زمام المبادرة بمهاجمة الخيالة القرطاجيين الذين يحمون أجنحة هانيبال. وأخيراً حان الوقت كي ينفذ سكيبيو حركته المميزة: الكماشة. أطبق سكيبيو أفريكانوس على قوات العدو بقوات المشاة الثقيلة.

حين عاد فرسان سكيبيو من مطاردة الأجنحة، ضرب الناجون من معركة كاناي جيوش هانيبال من الخلف. 

انهارت قوات قرطاجة، وتُرِكَ 20 ألف قرطاجي قتلى فوق رمال معركة زاما. فرّ هانيبال إلى قرطاجة، وحثّ السياسيين على الاستسلام، لتنتهي الحرب البونيقية الثانية بين قرطاج وروما. كان الرومان منتصرين هذه المرة نصراً حاسماً.

نهاية سكيبيو أفريكانوس الحزينة

بعد معركة زاما لم تعد لقرطاجة نفس المكانة في البحر المتوسّط. صحيح أنّها احتفظت بكل ممتلكاتها الإفريقية، لكنَّها باتت دولةً تابعة لروما تماماً.

دفعت قرطاجة تعويضات مالية ضخمة عن الحرب، كما حُرِمَت من إعلان الحرب على أيّ أحد، باستثناء في إفريقيا، لكن أيضاً بإذنٍ من روما. كما أخذت روما كل أسطولها البحري وأفيالها الحربية. وباتت حليفة قرطاجة الأكثر أهمية، نوميديا، الآن حليفة روما. وباتت قاعدة قوة هانيبال، إسبانيا، نطاقاً تابعاً لروما. 

كلّ هذا بفضل شابٍ اسمه سكيبيو أفريكانوس، أي سكيبيو الإفريقي، لأنّه كان الجنرال الوحيد الذي جرأ على مواجهة هانيبال وغزوه في إفريقيا.

ستتخيل الآن مستقبلاً باهراً ينتظر سكيبيو، الذي كان في الثلاثينات من عمره فقط عندما حقّق هذا الانتصار التاريخي على العدو اللدود لروما. لكنّ هذا ليس ما حدث.

لم يكن في النظام الروماني مكانٌ لرجل مثله. إذ كان النظام مُصمَّماً لحرمان أي فرد من الحصول على قوةٍ كبيرة للغاية. كان النظام حينها يُقيِّد الفُرص أمام القادة المنتصرين. وبالطبع، كان هذا النظام يتمّ تطبيقه من قبل خصومه السياسيين الخائفين من شعبيته.

بعد فترة ولايته الثانية في منصب القنصل، غادر سكيبيو أفريكانوس الساحة السياسية.

تناول هانيبال السمّ بعدما ظلّت روما تطارده من بلدٍ إلى آخر، كان هذا في عام 183 ق. م. والمفارقة العجيبة، أنّ عدوّه اللدود الذي هزمه، سكيبيو أفريكانوس قد توفي في نفس العام.

في سنين عمره الأخيرة، بات سكيبيو منبوذاً من السياسيين في الجمهورية. وبدلاً من الحصول على الإشادات عقب انتصاره هو وأخيه في منطقة آسيا الصغرى، اتُّهِمَ سكيبيو وشقيقه بتلقي رشاوى من الملك أنطيوخس، ملك سلوقيا (الشام والعراق وأجزاء من تركيا) والذي هزمه بالأساس شقيق سكيبيو بعد تكليف من أخيه.

مزَّق سكيبيو لائحة الاتهام في قاعة مجلس الشيوخ، وذكّرهم بأنَّهم يُحاكَمونه في الذكرى السنوية لانتصاره في معركة زاما. ذلك الانتصار الذي بفضله ظلّوا في مناصبهم.

أجبر الغضب الشعبي أعداءه السياسيين فأسقطوا الاتهامات، لكنَّ تحقيق مجلس الشيوخ استمر، وهو ما زاد ضيق سكيبيو، الذي تقاعد أخيراً بصورةٍ نهائية وانسحب إلى العزلة في قصره الخاص. 

يعتبر البعض سكيبيو أفريكانوس أعظم جنرالات روما، فهو أولاً لم يخسر معركةً قطّ، وثانياً هزم أخطر عدوٍ واجهته روما على الإطلاق: هانيبال.

كان انتصار سكيبيو حمايةً لروما من الضياع. كما أنّ انتصاراته هيَّأت الساحة لنشوء إمبراطوريةٍ مستقبلية. كما كانت أعماله الدبلوماسية كقنصل والعسكرية كجنرال، أساس توسع الرومان في إفريقيا وآسيا الصغرى، وتسيُّدهم للبحر المتوسط. كلّ هذا وهو في الثلاثينيات فقط من عمره.

تحميل المزيد