مع انتهاء وضع قوائم المرشحين في الانتخابات الرئاسيّة والبرلمانيّة التركية القادمة المقرر إجراؤها في 14 مايو/أيار 2023، قدم حزب العدالة والتنمية الحاكم قائمته النهائية إلى المجلس الأعلى للانتخابات، والتي شهدت مفاجأة بضم أصغر مرشح برلماني في تاريخ الحزب، وهي نيسا ألبتكين البالغة من العمر 18 عاماً فقط.
من هي نيسا ألبتكين؟ وما هي خلفيتها التعليمية والعائلية؟
من هي نيسا ألبتكين المرشحة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية؟
وُلدت نيسا ألبتكين البالغة من العمر 18 عاماً في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2004، إذ تعود أصولها إلى ولاية ماردين في جنوب شرق تركيا، وهي ابنة لعائلة مكونة من 4 أبناء، ووالدها هو أحد المؤسسين لحزب العدالة والتنمية.
الرأي القومي
"الرأي القومي" "Millî Görüş" أو كما يطلق عليها "الأربكانيّة"، هي أيديولوجية وحركة سياسية إسلامية أسسها نجم الدين أربكان، والتي بدأت مع "حركة الاستقلال" في عام 1969 واستمرت حتى الآن.
اليوم، يتبنى حزبا السعادة والرفاه في تركيا رسمياً هذه الأيديولوجية.
وتجادل هذه الحركة اليوم بأنّ باستطاعة تركيا أن تتطور بقوتها البشرية والاقتصادية الخاصة، ويمكنها أن تسير بخطوات أسرع من خلال الحفاظ على قيمها الأساسية وأخذ قوة تاريخها وراءها.
في حين أنّ ألبتكين هي طالبة في السنة الأولى في قسم الخدمة الاجتماعية في جامعة أتاتورك في ولاية أرضروم الواقعة شرقي تركيا.
وبترشحها فإن نيسا ألبتكين باتت المرشح العاشر على قائمة حزب العدالة والتنمية عن المنطقة الأولى من ولاية إزمير في الانتخابات البرلمانية.
ما الذي دفع نيسا ألبتكين لخوض الانتخابات البرلمانية؟
وقالت ألبتكين في عدّة لقاءات صحفية إن والدها هو أحد الأعضاء المؤسسين لحزب العدالة والتنمية، وإن العديد من أفراد عائلتها يعملون في السياسة، وهو السبب الرئيسي الذي جعلها تسير على خطاهم.
وأضافت، وفقاً لما ذكره موقع CNN Turk، أنها تعلمت ماهية العدالة والتنمية من والدها السياسي، ومن زعيم العالم الرئيس رجب طيب أردوغان، على حد قولها، الذي كان يحكم تركيا منذ وصولها إلى العالم، والذي بنى مروحيات هجومية ودبابات وسفناً حربية خاصة به وطرقاً مزدوجة ومستشفيات ضخمة.
وقالت: "أنا معجبة أيضاً بالسلطان محمد الفاتح، الذي فتح وأغلق العصر في هذه الأرض المقدسة، إضافة إلى مصطفى كمال أتاتورك، الذي قال إنه قد أسس لنا الجمهورية، وعلينا نحن أن نرفعها ونحافظ عليها".
وتابعت: "أحداث جيزي بارك، انقلاب 15 يوليو/تموز، التقلبات الاقتصادية، الأوبئة، العمليات العسكرية داخل وخارج البلاد، الزلازل، عمري 18 عاماً وشاهدت كل شيء وكل هذه الكوارث، أنا هنا أيضاً لأكون أصغر نائبة لتركيا في سن 18 عاماً، من أجل استمرار هذا الجيل وتحقيق أهدافه".
وأكدت ألبتكين أنها سيكون لديها الكثير من المفاجآت الرائعة للشباب، طالبة منهم أن يستخدموا أصواتهم للأشخاص الذين يعملون، لا الذين يتحدثون فقط.
وقالت: "أريد أن أتحدث إلى جميع أصدقائي وزملائي، اذهبوا إلى صناديق الاقتراع، أعتقد أنني سأستخدم وسائل التواصل الاجتماعي جيداً، وأرشد الشباب، لأنني أفهم لغة الشباب وأتأقلم مع أفكارهم، أخطط لعمل مفاجآت صغيرة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي".
كما أعربت ألبتكين عن فخرها بكونها موجودة في نفس قائمة محمد كاسابوغلو، وزير الشباب والرياضة، المدرج أيضاً في القائمة مع حزب العدالة والتنمية في إزمير.
فتحت عينيها مع حزب العدالة والتنمية
من جهته، قال سيف الدين ألبتكين، والد نيسا: "عندما أسسنا حزب العدالة والتنمية في عام 2001، لم تكن ابنتي قد ولدت بعد، وإنما ولدت في عام 2004، لذلك فتحت عينيها مع حزب العدالة والتنمية".
وأضاف: "نيسا حالياً هي أصغر مرشح برلماني في تركيا، لذلك جميعنا نؤمن بزعيم عالمنا رجب طيب أردوغان، الذي مهّد الطريق للشباب، وخفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً، ولذلك عندما بلغت نيسا 18 عاماً، رأينا أنه من المناسب ترشيحها".
ما رأي الناس على مواقع التواصل الاجتماعي بترشح نيسا؟
في الوقت الذي لا يزال فيه الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا يتداولون الخبر الخطأ بأنّ نيسا هي ابنة "النائب السابق" في البرلمان إسماعيل ألبتكين، فإن آخرين ممن تبينوا الحقيقة، أبدوا ردود فعل إيجابية.
إحدى السيدات على موقع فيسبوك قالت: حزب العدالة والتنمية هو أكثر حزب بات يقدّر دور الشباب والنساء في السياسة".
في حين وصف أحد المغردين على موقع تويتر "نيسا" بأنها شخص شجاع قائلاً: "نيسا شجاعة جداً، تبلغ من العمر 18 عاماً فقط وترشحت للبرلمان التركي".
في حين غرد آخر أن على الجميع أن يهنئ الشباب بترشح نيسا.
في حين غرد الخبير الاقتصادي التركي بلال باجيس على تويتر قائلاً: "يعد فتح الطريق أمام الشباب إنجازاً مهماً للديمقراطية في تركيا".
متى موعد الانتخابات التركية؟
ستجرى الانتخابات البرلمانية في تركيا جنباً إلى جنب مع الانتخابات الرئاسية، وذلك يوم الأحد 14 مايو/أيار 2023.
وتعتمد تركيا في الانتخابات البرلمانية على نظام "هوندت" للتمثيل النسبي، وهو نظام أوجده الرياضي البلجيكي "فيكتور هوندت"، ويعتمد على قسمة عدد الأصوات التي حصل عليها كل حزب سياسي في دائرة انتخابية على حدة على الأرقام بشكل تصاعدي، بدءاً من الرقم واحد وحتى عدد النواب المطلوب انتخابهم في تلك الدائرة، ثم توزيع مقاعد تلك الدائرة على الأحزاب السياسية باختيار الأرقام الأعلى التي نتجت عن عملية القسمة.