بعد عقود من العقوبات التي فُرضت على النظام السوري المخلوع ونجحت في تقويضه، لكنها أثرت بشكل كبير على الشعب السوري، ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، سعيا منه لتعزيز الحكومة الناشئة في دمشق التي وعدت بإنهاء الأعمال العدائية مع إسرائيل، كما تقول صحيفة وول ستريت جورنال.
ووقّع ترامب يوم الاثنين أمراً تنفيذياً بتفكيك جزء كبير من برنامج العقوبات الأميركية المفروض على سوريا، مما أدى إلى تخفيف القيود الاقتصادية والمالية الشاملة المفروضة على البلاد. لكن سيبقى الأمر التنفيذي على العقوبات المُستهدفة على الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، ودائرته المقربة، والجماعات المُصنّفة إرهابية. وقد أُلغيت بعض العقوبات الشهر الماضي، بعد أن تعهّد ترامب خلال زيارته إلى العاصمة السعودية الرياض بمنح البلاد "فرصةً لتحقيق العظمة".
ومما لا شك فيه أن إزالة العقوبات الاقتصادية التي فرضت على سوريا لعقود طويلة سيعطي فرصة جديدة للبلاد قد تعني دفعة قوية للاقتصاد السوري وتدفقاً للاستثمارات العربية والأجنبية لدعم مشاريع إعادة الإعمار، مما يساهم في انتعاش قطاعات مثل الإسكان، النقل، والطاقة. مع العلم أن إعادة بناء بلد دُمّرت بنيته التحتية بشكل كبير ستتطلب وقتًا طويلًا وخططًا شاملة لضمان استدامة التعافي.
في الوقت نفسه، يُشير الأمر التنفيذي لترامب إلى تحوّل ملحوظ في السياسة الأمريكية. حيث كان الشرع وحركته "هيئة تحرير الشام"، التي يشكل أعضاؤها السابقون الحكومة الجديدة وقوات الأمن في دمشق، قد صُنّفت كـ"إرهابية" من قِبل الولايات المتحدة بسبب ارتباطاتها السابقة بتنظيم القاعدة. وأعلن الشرع في عام 2016 تخليه عن علاقاته بالقاعدة وتعهد بجعل حكومته شاملة وتحترم جميع الطوائف والأقليات في سوريا.
ما تفاصيل القرار الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا؟
- وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الاثنين 30 يونيو/حزيران 2025، أمرًا تنفيذيًا لإنهاء برنامج العقوبات الأمريكية على سوريا. وكان قد أعلن عن هذا القرار بشكل مفاجئ خلال خطاب ألقاه في الرياض، المملكة العربية السعودية ، في مايو/أيار الماضي، والتقى أيضًا بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع هناك.
- وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت للصحفيين قبل التوقيع على الاتفاق: "يأتي هذا في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز ودعم مسار البلاد نحو الاستقرار والسلام". لكنها أضافت أن "العقوبات سترفع عن سوريا مع الإبقاء على العقوبات المفروضة على الرئيس السابق الأسد وشركائه ومنتهكي حقوق الإنسان وتجار المخدرات والأشخاص المرتبطين بأنشطة الأسلحة الكيميائية وتنظيم الدولة الإسلامية والجماعات التابعة له ووكلاء إيران".
- ليفيت أردفت أن ترامب "ملتزم بدعم سوريا مستقرة وموحدة وتتمتع بسلام مع نفسها ومع جيرانها… وهذا وعد آخر قطعه هذا الرئيس ووعد بالوفاء به لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة".
نُرحب بإلغاء الجزء الأكبر من برنامج العقوبات المفروضة على الجمهورية العربية السورية، بموجب القرار التنفيذي التاريخي الصادر عن الرئيس ترامب، يمثل هذا القرار نقطة تحول مهمة من شأنها أن تُسهم في دفع سوريا نحو مرحلة جديدة من الازدهار والاستقرار والانفتاح على المجتمع الدولي.
— أسعد حسن الشيباني (@AsaadHShaibani) June 30, 2025
- تأمل الحكومة السورية أن يُسهم تخفيف العقوبات في تعافي البلاد من خلال تحفيز تدفق الاستثمارات والتجارة الخارجية. كما تأمل أن يُعطي ذلك دفعةً قويةً للشرع في معركته لترسيخ سيطرته على البلاد المُجزأة.
- ورحب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في منشور على موقع X بإلغاء الجزء الأكبر من برنامج العقوبات المفروضة على الجمهورية العربية السورية، وأضاف أن "هذا القرار يمثل نقطة تحول مهمة من شأنها أن تساعد في دفع سوريا نحو مرحلة جديدة من الرخاء والاستقرار والانفتاح على المجتمع الدولي".
- وقال الشيباني أنه "من خلال إزالة هذه العقبة الرئيسية أمام التعافي الاقتصادي، سيتم فتح أبواب إعادة الإعمار والتنمية التي طال انتظارها، إلى جانب إعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية، وخلق الظروف اللازمة للعودة الكريمة والآمنة للنازحين السوريين إلى وطنهم".
- تقول صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن تخفيف العقوبات يشكل تصويتا بالثقة في الزعيم السوري أحمد الشرع الذي قادت حركته الإسلامية هجوما نهاية العام الماضي أطاح ببشار الأسد وأنهى حكم عائلته الذي استمر أكثر من 50 عاماً.
- وأعلن ترامب لأول مرة عن خطط رفع العقوبات خلال زيارته إلى العاصمة السعودية الرياض في مايو/أيار، قائلاً إن هذه الخطوة تهدف إلى منح حكومة الشرع الناشئة فرصة أفضل للبقاء. وأضاف أن واشنطن تدرس تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة.
- والتقى ترامب بالشرع في الرياض بعد ذلك بوقت قصير، ووصفه بأنه "رجل قوي" و"مقاتل" له "ماض قوي للغاية". وقال مسؤولون أميركيون إن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب سيسمح لواشنطن "بالحفاظ على العقوبات حيثما كان ذلك مناسبا" بما في ذلك ضد الأسد، الذي يعيش في المنفى في روسيا، وشركائه، "وغيرهم من الجهات الفاعلة الإقليمية المزعزعة للاستقرار".
- يقول براد سميث، القائم بأعمال وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: "إن الإجراءات التي اتخذت اليوم… سوف تنهي عزلة البلاد عن النظام المالي الدولي، وتهيئة المسرح للتجارة العالمية وتحفيز الاستثمارات من جيرانها في المنطقة، وكذلك من الولايات المتحدة".
- وقال سميث للصحيفة البريطانية إن ترامب "رد بشكل حاسم في هذه اللحظة التاريخية، معلناً أن العقوبات الأميركية لن تقف في طريق ما يمكن أن يكون مستقبلاً أكثر إشراقاً للبلاد".
- لكنه سميث قال أيضاً: "بينما نظل متفائلين بشأن مستقبل البلاد وحكومتها الجديدة، فإننا ندرك أيضا أن التهديدات للسلام لا تزال قائمة"، مضيفا أن الولايات المتحدة ستظل "يقظة دائما حيثما تتعرض مصالحنا وأمننا للتهديد، ولن تتردد وزارة الخزانة في استخدام سلطتنا لحمايتنا والأنظمة المالية الدولية".
ما الذي نص عليه قرار إلغاء العقوبات الأمريكية عن سوريا؟
- نص قرار ترامب على أن الظروف التي أدت في البداية إلى ظهور هذا البرنامج من العقوبات على سوريا "تغيرت بفعل التطورات التي حدثت على مدى الأشهر الستة الماضية، بما في ذلك الإجراءات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع". وأضاف أن رفع العقوبات وإصدار الإعفاءات التي تسمح بتخفيف ضوابط التصدير هي خطوات تدعم "أهداف الأمن القومي والسياسة الخارجية الأميركية".
- وجاء في النص أن أي شخص "ساعد ماديا أو رعى أو قدم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات إلى أو دعما للنظام السابق لبشار الأسد" سيستمر في التعرض للعقوبات. وأضاف القرار أن الأحزاب الأخرى المصنفة كإرهابية في الولايات المتحدة ستبقى على تلك القوائم.
- كان الشرع نفسه مكلفًا بمكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، حتى رُفعت المكافأة في ديسمبر/كانون الأول. وعندما التقى ترامب بالشرع في الرياض، قال إنه معجب بالزعيم، وهو مقاتل سابق في تنظيم القاعدة قاتل ضد القوات الأمريكية في العراق.
- وفي مايو/أيار، اتخذت واشنطن الخطوة الأولى نحو رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا عندما أصدرت وزارة الخزانة ترخيصاً عاماً يسمح بأي معاملات مستقبلية مع الأفراد والكيانات المرتبطة بحكومة الشرع، فضلاً عن البنك المركزي والعديد من الشركات المملوكة للدولة.
- وأصدرت وزارة الخارجية أيضًا إعفاءً لمدة 180 يومًا لقانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا، وهو مجموعة صارمة من العقوبات فرضها الكونجرس في عام 2019 بهدف عزل سلالة الأسد من خلال جعل أي شخص يتعامل معهم منبوذًا في النظام المالي العالمي.

ما الإجراءات العقابية الأمريكية التي تعرضت لها سوريا؟
- على مدى خمسة عقود، كان نظام العقوبات المفروض على سوريا كان قيد النشاط، حتى أنه سبق الربيع العربي عام 2011 والثورة السورية وما تلاها من حروب داخلية.
- عندما تولى حافظ الأسد السلطة في سوريا بانقلاب عام 1970 كانت سوريا تتلقى مساعدات مالية وعسكرية من الاتحاد السوفيتي. اشتهر الأسد الأب بإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع الولايات المتحدة وخصومها في الحرب الباردة، ولكن في عام 1979 اختلف مع الولايات المتحدة بشأن لبنان، وصُنفت سوريا كـ"دولة راعية للإرهاب".
- وضع هذا التصنيف سوريا في نفس المجموعة مع كوبا وإيران . وفرض قيودًا جديدة شاملة على المساعدات الخارجية الأمريكية، وحظرًا على مبيعات الدفاع، وضوابط على تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج، وقيودًا مالية أخرى.
- في عام 2004، اتهمت إدارة جورج بوش سوريا، التي كان يحكمها آنذاك نجل حافظ الأسد بشار، بحيازة أسلحة الدمار الشامل، ودعم الجماعات المسلحة في المنطقة (بما في ذلك حزب الله وحماس) وزعزعة استقرار العراق ولبنان. كما فرضت عقوبات جديدة على سوريا، حيث حظرت معظم الصادرات وجمدت أصول عدد من الأفراد والكيانات.
- وجاءت أوسع مجموعة من العقوبات العالمية على سوريا بعد عام 2011، عندما شن نظام الأسد حملة قمع دموية على الاحتجاجات السلمية المناهضة له مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية. وردا على جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة، قام الاتحاد الأوروبي بتجميد أصول الأفراد المرتبطين بالدولة السورية ومنعهم من دخول أوروبا.
- كما حظر شراء وبيع وتصدير السلع في القطاعات التي قد تستخدم ضد المدنيين، بما في ذلك التكنولوجيا والنفط والغاز. وذهبت الولايات المتحدة إلى أبعد من ذلك، فحظرت جميع العلاقات التجارية، بما في ذلك إعادة تصدير السلع والخدمات الأميركية إلى سوريا، باستثناء الغذاء والدواء.
- في عام 2019، بموجب قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا – الذي سمي على اسم "قيصر"، وهو منشق عسكري سوري قام بتهريب عشرات الآلاف من الصور التي تُظهر التعذيب والوفيات في السجون – تم فرض عقوبات ثانوية. وقد سمحت هذه القوانين للولايات المتحدة بمعاقبة الشركات في البلدان الأخرى إذا تعاملت مع الشركات والكيانات السورية الخاضعة للعقوبات.
- في ديسمبر/كانون الأول 2024، وبعد حرب استمرت 14 عاماً، أطاحت قوات المعارضة التي كانت تسيطر على حلب، بدمشق، مما أنهى حكم أسرة الأسد، حيث فر الأسد مع عائلته إلى موسكو.
هل يكون التطبيع مع "إسرائيل" هو المقابل الذي تريده واشنطن من دمشق؟
- يتماشى تخفيف العقوبات عن سوريا مع الأهداف الأوسع لإدارة ترامب في الشرق الأوسط، حيث يأمل المسؤولون أن تتمكن دمشق في نهاية المطاف من الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال. وأدت هذه الاتفاقيات التطبيعية، التي تم التوصل إليها خلال ولاية ترامب الأولى، إلى قيام الإمارات العربية المتحدة والمغرب والبحرين بإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع "إسرائيل" في عام 2020.
- وقال وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو أمام المشرعين "لقد أجرينا محادثات مع السوريين حول هذا الأمر، وما نعتبره فرصة لإسرائيل، إذا كانت سوريا مستقرة بالفعل وفيها حكومة ليس لديها مصلحة في خوض حرب". وقال إن هناك بعض التطمينات من دمشق. لكن من الواضح أنه يجب إثبات ذلك، لكنهم قالوا إنهم يسعون إلى بناء دولة. إنهم لا يعتبرون أنفسهم منصة انطلاق لهجمات ضد إسرائيل".
- وقال مسؤولون أميركيون يوم الاثنين إنه في حين أن قرار ترامب برفع العقوبات لا يأتي مع أي شروط رسمية، فإنهم متفائلون بأن التطبيع مع إسرائيل سيكون نتيجة محتملة. وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن أي اتفاق مع إسرائيل ينطوي على مخاطر بالنسبة للشرع، الذي تولى رئاسة الحكومة في دمشق قبل نحو ستة أشهر فقط في بلد ينظر فيه معظم سكانه إلى إسرائيل كقوة احتلال غاشمة.
- احتلت "إسرائيل" مرتفعات الجولان السورية، حيث تنحدر عائلة الشرع، في عام 1967، واليوم يعترف ترامب بها كـ"أرض إسرائيلية" على الرغم من تأكيد الأمم المتحدة على عدم شرعية ذلك. وعندما انهار حكم بشار الأسد، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوات الاحتلال بالدخول إلى المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان "لضمان عدم تمركز أي قوة معادية بالقرب من حدود إسرائيل". كما أمر بقصف عشرات المواقع في مختلف أنحاء سوريا التي زعم أنها كانت مخازن أسلحة لحزب الله، حليف الزعيم السوري المخلوع.
- وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يوم الاثنين إن "بلاده ستكون منفتحة على إقامة علاقات مع سوريا التي تخوض رسميا حربا مع الدولة اليهودية منذ تأسيسها في عام 1948". تطرّق وزير الخارجية جدعون ساعر اليوم في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته النمساوية بيآتا ماينل-رايسينغر إن "إسرائيل معنية بتوسيع دائرة اتفاقيات أبراهام"، وذكر سوريا ولبنان كدول مجاورة لإسرائيل لها مصلحة في ضمّها، مع الحفاظ على مصالحها الأمنية. لكنه بحسب قوله: "فرضت إسرائيل قوانينها على هضبة الجولان (احتلتها) قبل أكثر من 40 عامًا – وفي أي اتفاق سلام، سيبقى الجولان جزءًا لا يتجزأ من دولة إسرائيل".

- وتجري إسرائيل وسوريا مناقشات منذ أشهر لإنهاء الأعمال العدائية بين البلدين، وفقًا لأشخاص مطلعين على المفاوضات. وأفادت المصادر بأنه لا توجد حاليًا أي مناقشات مباشرة بين لبنان وإسرائيل، وأن التوصل إلى اتفاق أمرٌ أقل احتمالًا.
- وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "الدولة الأقرب حاليًا للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام هي سوريا". حيث ترى الصحيفة أن "هناك تقاطع نادر في المصالح بين الرئيس السوري أحمد الشرع ، الذي يريد جذب استثمارات أجنبية ورفع العقوبات، وبين إسرائيل، التي تسعى لضمان الأمن على حدودها الشمالية"، بحسب وصف الصحيفة.
- وتؤكد الصحيفة أن الحديث لا يدور عن سلام دافئ أو فتح سفارات – بل عن اتفاق أمني. وحتى لو تم توقيعه، فلن يكون تطبيعًا كاملاً. وقال أحد المصادر الرفيعة في الحكومة لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "الاتفاق قد يشمل ضمانات أمنية والتزاماً بمكافحة النشاطات الإرهابية". وقالت الصحيفة العبرية: "التفاهم المحتمل بين إسرائيل وسوريا لا يشمل أي تغيير في السيادة على هضبة الجولان – بل خطوات تدريجية داخل الأراضي السورية فقط".
- وتشمل هذه الخطوات، من بين أمور أخر، منع التمركز الإيراني، وإزالة العناصر التي تصفها إسرائيل بـ "الإرهابية"، وفرض الاستقرار في منطقة الحدود. والأساس المرجعي لهذا الاتفاق هو اتفاق فصل القوات لعام 1974 بين الطرفين، والذي أنهى حرب أكتوبر وفترة الاستنزاف التي تلتها. وقد حدد الاتفاق الحدود، وانتشار القوات، وآليات الرقابة – ولا يزال ساريًا حتى في الفترات المتوترة. تعتقد إسرائيل أنه يمكن تحديثه لمواجهة تحديات الحاضر، شريطة أن تُظهر سوريا مؤشرات حقيقية على التهدئة والانفصال عن النفوذ الإيراني المباشر، على حد تعبير الصحيفة.