رغم أن قمة حلف الناتو في ليتوانيا لم تنتهِ بعد، ولكن الحلف قدم وعداً لأوكرانيا، بأنها ستصبح عضواً في الحلف يوماً ما، وأنه سيتم تبسيط الإجراءات اللازمة، للانضمام، ولكنه لم يقدم جدولاً زمنياً لذلك، فما هي فرص انضمام أوكرانيا للناتو، وهل أصبحت أقرب للحلف، أم ستدخل معه في علاقة تشبه علاقة إسرائيل بأمريكا؟
وبدأت قمة حلف الناتو اليوم الثلاثاء 11 يوليو/تموز 2023، وتستمر ليومين، وفي يومها الأول، قال قادة الناتو إن أوكرانيا ستصبح عضواً في التحالف الدفاعي يوماً ما، ووافقوا على إلغاء شرط خطة عمل العضوية، لكن لم يتم تحديد جدول زمني للدعوة أو العضوية، حسبما ورد في تقرير لموقع دويتش فيله "DW" الألماني.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي، على هامش انعقاد قمة قادة حلف الناتو في عاصمة ليتوانيا، فيلنيوس: "سنوجه دعوة إلى أوكرانيا للانضمام إلى الناتو عندما يتفق الحلفاء"
كما أعلنت ألمانيا أنه سوف تكون هناك ضمانات أمنية لأوكرانيا من دول مجموعة السبع التي تضم ستاً من دول الناتو الكبرى إضافة لليابان، وهي في الأصل مجموعة سياسية واقتصادية، ولكن يبدو أن واشنطن تسعى لتحويلها لتحالف مماثل للناتو أو امتداد له بشكل أو بآخر.
أول مكاسب أوكرانيا من قمة حلف الناتو
وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إن الناتو سيوجه دعوة إلى أوكرانيا للانضمام إلى الحلف العسكري عندما "يتفق الأعضاء ويتم استيفاء الشروط".
وعقدت القمة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، على بعد 35 كيلومتراً فقط من حدود بيلاروسيا، الحليف الرئيسي لروسيا.
وقال ستولتنبرغ: "أكدنا من جديد أن أوكرانيا ستصبح عضواً في الناتو ووافقنا على إلغاء شرط خطة عمل العضوية". وقال إن القرار سيغير مسار عضوية أوكرانيا من خطوتين إلى خطوة واحدة.
وقال بيان وافق عليه الزعماء إن "مستقبل أوكرانيا سيكون في الناتو"، وإن انضمام كييف للحلف تجاوز الحاجة إلى خطة العمل السابقة بشأن العضوية.
وقال الإعلان: "سنكون في وضع يسمح لنا بتوجيه دعوة لأوكرانيا للانضمام إلى الحلف عندما يتفق الحلفاء ويتم استيفاء الشروط".
ما هي شروط انضمام أوكرانيا للناتو؟
في حين لم يحدد القادة الشروط التي تحتاج أوكرانيا للوفاء بها، قالوا إن التحالف سيساعد كييف على إحراز تقدم في العمل العسكري البيني وكذلك في إصلاحات الديمقراطية والقطاع الأمني الإضافية.
كما قرروا إنشاء مجلس الناتو وأوكرانيا "هيئة مشتركة جديدة حيث يجلس الحلفاء وأوكرانيا كأعضاء متساوين لتعزيز الحوار السياسي والمشاركة والتعاون وتطلعات أوكرانيا الأوروبية الأطلسية إلى عضوية الناتو".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق إنه سيكون من "العبث" إذا لم يعرض قادة الناتو المجتمعون في قمة على بلاده إطاراً زمنياً للعضوية.
ووصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى فيلنيوس لحضور القمة ومعالجة ما سماه تأخيرات "سخيفة" لانضمام كييف إلى التحالف.
بالنسبة إلى زيلينسكي وحكومته، يمثل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سلاماً وأمناً على المدى الطويل. المادة 5 من معاهدة الناتو هي بند صارم للدفاع المتبادل يعني تمتع أوكرانيا بحماية الأسلحة النووية الأمريكية والبريطانية والفرنسية، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Financial Times البريطانية.
لكن هدف كييف يتجاوز الدفاع. من خلال عضوية الناتو، ستحصل أوكرانيا على تذكرة دخول لا لبس فيها إلى "الغرب" ، وانفصال عن قرون من السيطرة الروسية، والأمن والأموال المطلوبة لإعادة إعمار البلاد وتحقيق انتعاش اقتصادي.
مع ذلك، تطرح أوكرانيا سلسلة من الأسئلة على أعضاء الناتو الـ31. تصل هذه الأسئلة إلى صميم هدف التحالف، بدءاً من مدى استعداد أعضائه لخوض حرب ضد روسيا.
كيف تسبب حلف الناتو في ضياع القرم من أوكرانيا؟
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ لصحيفة فاينانشيال تايمز قبل الاجتماع: "مقارنة بعام 2008، أصبحت أوكرانيا أقرب بكثير إلى الناتو الآن"، في إشارة إلى العام الذي تم فيه الإعلان رسمياً عن عضوية أوكرانيا المحتملة دون جدول زمني، "هذا شيء واقعي".
وفي ذلك الوقت يقال إن ألمانيا وفرنسا اللتين كانتا معترضتين على انضمام جورجيا وأوكرانيا للناتو، أوقفتا في ذلك الوقت مقترحاً من الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأبن بعرض عضوية أكثر وضوحاً وتحديداً للجدول الزمني للدولتين، وأثار هذا العرض المبهم، غضب روسيا ولم يحمِ جورجيا وأوكرانيا من هذا الغضب وأعقب ذلك مهاجمة موسكو جورجيا في 2008 وأوكرانيا خلال أزمة القرم في 2014، مما جعل أراضي البلدين محتلة وقلل فرص انضمام البلدين للناتو.
واعترف ستولتنبرغ في تصريحات قبل اجتماع حلف الناتو في ليتوانيا بأن هناك أفكاراً مختلفة، ومقترحات مختلفة مطروحة على الطاولة فيما يتعلق بعضوية أوكرانيا في الناتو.
خلاف حول عضوية أوكرانيا بالناتو
تقود الولايات المتحدة وألمانيا المجموعة نحو أكثر وجهات النظر واقعية بشأن عضوية أوكرانيا. إنهما لا تريدان أن تكون الضمانات المستقبلية محددة للغاية وتفضلان التركيز على المساعدة الفورية لأوكرانيا.
في المقابل، تبدي المملكة المتحدة، ومؤخراً، فرنسا، التزاماً أكبر بتمهيد الطريق أمام انضمام أوكرانيا، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Elpais الإسبانية.
بينما تضغط دول البلطيق وبعض الحلفاء الشرقيين ليس فقط لإدراج وعد ملموس بالعضوية في الإعلان، ولكن أيضاً للمطالبة بجدول زمني واضح لمسألة انضمام أوكرانيا لحلف الناتو. إنهم يؤيدون فكرة أن إدخال كييف في الحلف في أقرب وقت ممكن – الآن أو عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار.
كيف انضمت دول البلطيق للناتو في غفلة من روسيا؟
عندما انضمت دول البلطيق إستونيا ولاتفيا وليتوانيا إلى الناتو في عام 2004، كان قد مر أكثر من عقد على استقلالها عن الاتحاد السوفييتي، وسمحت أوضاع روسيا للناتو بهذا الضم، حيث كانت آنذاك في حالة من الفوضى، عالقة بين الانهيار الاقتصادي والاضطرابات السياسية، مع وجود قوات مسلحة سيئة التجهيز وسوء الإدارة.
اليوم مختلف بشكل ملحوظ. تسبب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وأجبر أكثر من 10 ملايين أوكراني على ترك منازلهم، في دليل صارخ على استعداد الرئيس فلاديمير بوتين لاستخدام القوة لتحقيق طموحات عسكرية ووقف توسع الناتو.
الآن، بعد أكثر من 17 شهراً من الحرب، التي قدم خلالها حلفاء الناتو لأوكرانيا دعماً عسكرياً ومالياً يزيد عن 160 مليار دولار، تواجه العواصم الغربية مسألة أكبر بكثير.
بعد أن منحوا أوكرانيا الوسائل لوقف الغزو الروسي، هل هم الآن مستعدون للوعد بأنه إذا حدثت حرب روسية جديدة على أوكرانيا، فإن قواتهم ستقاتل وتموت أيضاً من أجل الدفاع عن أوكرانيا؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فما الذي قد يكونون مستعدين لتقديمه بدلاً من ذلك؟
بالإضافة إلى القلق من التورط في حرب مع روسيا، فإن هناك أسباباً داخلية تتعلق بالفساد داخل أوكرانيا، تقلق بعض دول الحلف من مسألة ضم كييف.
فالأمريكيون والألمان، الذين يعارضون بشدة أي نوع من اللغة التي قد تنطوي على التزامات فورية بموجب المادة 5، يريدون التأكد من أن أوكرانيا تدخل فقط عندما تتمكن من إجراء الإصلاحات اللازمة.
وقال بايدن الشهر الماضي، إنه لن يسرع مسار أوكرانيا إلى العضوية. "لن أجعل الأمر أسهل. أعتقد أنهم فعلوا كل ما يتعلق بإثبات القدرة على التنسيق عسكرياً، ولكن هناك مشكلة كاملة تتمثل في: هل نظامهم آمن؟ هل هو غير فاسد؟ هل يفي بجميع المعايير التي تتبعها كل دولة أخرى في الناتو؟.. إنها ليست مسألة تلقائية".
غير البعض الآخر موقفهم السابق. قال إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا، في مايو/أيار 2023، إن أوكرانيا يجب أن تُمنح "طريقاً إلى عضوية الناتو" بعد أن كان من أقرب الأوروبيين لروسيا وأكثرهم معارضة لضم كييف، بل سبق أن وصف الناتو بأنه مات إكلينيكياً.
وقال مسؤول أوروبي شارك في المفاوضات: "بالطبع، يريد الأوكرانيون رؤية كلمة" دعوة "في مكان ما هناك". "ولكن سيتم العثور على نوع من الكلمات التي لا تسمح لكلمة دعوة بأن تكون تلقائية".
كان المكسب الرئيسي المؤكد الذي نالته أوكرانيا من الاجتماع حتى الآن التخلص من خطة العمل الخاصة بالانضمام، ويبدو أن هذا تم بناء على اقتراح أمين عام الحلف. الذي طالب بالتخلص منها من البيروقراطية التي تأتي مع خطة عمل العضوية الرسمية التي تنتهجها معظم الدول للانضمام.
ويقول مسؤولو الناتو إن ذلك من شأنه تسريع العملية. لكنها لن تحسم الأمر بشأن القضايا غير القابلة للتفاوض، بما في ذلك إصلاحات مكافحة الفساد، واستخدام أسلحة حديثة متوافقة مع معايير الناتو قابلة للتشغيل المتبادل مع جيوش الحلفاء، وهياكل لحماية الاستخبارات السرية للتحالف.
كم من الوقت قد يستغرق ذلك يعتمد على من يُسأل. يقول الأعضاء الأكثر عداءً لروسيا مثل بولندا، على سبيل المثال، إن أوكرانيا تلبي بالفعل بعض هذه الشروط المسبقة.
أوكرانيا على خطى النموذج الإسرائيلي
لم يرغب قادة الناتو في أن يعود زيلينسكي من فيلنيوس خالي الوفاض. لديهم خطة لدعم أوكرانيا وهي إضفاء الطابع الرسمي على الالتزامات الأمنية، ويقال إنها سوف تصدر من قمة حلف الناتو في ليتوانيا.
ويسعى الناتو جاهداً للتأكيد على أن الضمانات الأمنية المقترحة منفصلة تماماً عن مسألة عضوية التحالف، لحماية التمييز الوارد في المادة 5. ولكن الحقيقة هي أنها تعتبر بشكل عام نقطة انطلاق للانضمام.
لأسباب ليس أقلها أن الدول الأساسية التي من المقرر أن توفر لهم – ما يسمى رباعي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا – هي أربع من أكبر خمس قوى عسكرية في الناتو.
وقال المسؤولون المشاركون في المناقشات لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية: "إنهم يركزون على تقنين الإمدادات العسكرية الحالية وتقديم تعهد واضح بأنهم سيستمرون. بالإضافة إلى أنه ستكون هناك ضمانات بشأن تدريب القوات الأوكرانية وتبادل المعلومات الاستخبارية والمساعدة في إصلاحات السياسة الدفاعية. من المحتمل أيضاً أن يكون هناك إعلان متعدد الأطراف من نوع ما مع الدول التي تقدم تعهدات فردية".
عضوية الحلف ما زالت بعيدة والبديل خطة تحوي ضمانات للمساعدة الأمنية
رغم الضجة التي أثارها الأوكرانيون بشأن الانضمام للناتو، فإنهم واقعيون، ويعلمون أن العضوية بعيدة طالما الحرب قائمة.
وهم يسعون للحصول على التزامات أمنية من قوى الناتو الرائدة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
بالتوازي مع المناقشات حول عضوية أوكرانيا في الناتو، عمل العديد من أعضاء الناتو على وضع اللمسات الأخيرة على آلية أمنية لأوكرانيا. إنها ليست "الضمانات الأمنية" الواردة في المادة 5، والتي تتضمن أن الهجوم على عضو بالحلف، هو هجوم ضد كل عضو – لكنهم يسعون إلى توفير "ترتيب أمني" لكييف، وفقاً للتعبيرات التي استخدمت في المناقشات.
تسمى هذه أحياناً "ضمانات أمنية"، ولكن كما أوضح أحد الخبراء، فإن الوصف الأكثر دقة هو "ضمانات المساعدة الأمنية"، أي أنها ضمانات تشمل مساعدة من الأسلحة والذخائر والمعلومات والتدريب وليس المشاركة في القتال من قبل الدول الضامنة.
ستتعهد هذه القوى بالاستمرار في توفير الوسائل العسكرية اللازمة لأوكرانيا لمحاربة روسيا. قد يكون هذا شيئاً مثل ما تفعله الولايات المتحدة لإسرائيل عبر دعمها العسكري بشكل واسع، ولكن ستأتي المساعدة من شركاء متعددين مع مسار واضح لعضوية الناتو في نهاية المطاف.
طبعاً يجب ملاحظة أن إسرائيل هي المعتدي دوماً في الصراع العربي الإسرائيلي، ولكن الولايات المتحدة تقدم ضمانات أمنية وأسلحة حتى لو كانت هي البادئة بالحرب، وحتى لو احتلت بشكل لا تعترف به واشنطن نفسها.
وستأتي هذه الخطة كبديل لوضع جدول زمني لعضوية أوكرانيا في الناتو.
ويوم الأحد الماضي، قال بايدن لـCNN إن أوكرانيا ليست مستعدة لعضوية الناتو وإن الترتيبات الأمنية على غرار إسرائيل يجب أن تكون متاحة "إذا كان هناك وقف لإطلاق النار، إذا كان هناك اتفاق سلام".
ويقال إن المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا على وشك الالتزام بخطة شاملة طويلة الأجل تهدف إلى تمكين كييف من الدفاع عن نفسها بشكل فعال ضد العدوان الروسي، وإنهم تقوم بتصميم اتفاقيات سياسية لتزويد أوكرانيا بآلية أمنية تضمن استمرار تدفق الأسلحة إلى البلاد، وفقاً لمصادر الناتو، لكنها لا تحدد جدولاً زمنياً محدداً لانضمام البلاد إلى الحلف، الذي لا يزال مصدراً للانقسام.
عرضت صحيفة EL PAÍS الإسبانية، ملامح من هذه الاتفاقية الإطارية وقد يتم الإعلان خلال القمة التي لم تنتهِ بعد.
الخطة يمكن أن تمتد إلى دول مجموعة السبع، وفقاً للمصادر. وتقول مصادر دبلوماسية إن هذه الالتزامات السياسية ستضمن استمرار أوكرانيا في تلقي الأسلحة والتكنولوجيا اللازمة لتصنيعها وتدريب القوات وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
يبدو هذا شبيهاً بالفعل بالعلاقة مع أمريكا بإسرائيل، حيث قدمت واشنطن دوماً لتل أبيب أحدث الأسلحة والتدريب، وأنقذتها بجسر هائل من الأسلحة خلال حرب أكتوبر/تشرين 1973.
وهذا يبدو شبيهاً بما يفعله الغرب حالياً مع أوكرانيا بالفعل، حسب المحللة كلوديا ميجور، من المعهد الألماني للشؤون الخارجية والأمنية.
مساعدات عسكرية عاجلة وأخرى دائمة
وحسب الصحيفة الإسبانية سيوافق قادة الحلفاء الـ31 على خطة مساعدة بقيمة 605 ملايين دولار سنوياً لعدة سنوات، لدعم كييف مالياً لتنفيذ تغييرات في نظامها السياسي وكذلك جيشها حتى يتكيف مع معايير الناتو.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن أوكرانيا ستحصل على حزمة قوية من الدعم السياسي والعملي من حلفاء الناتو (حلف شمال الأطلسي) خلال قمة الحلف اليوم الثلاثاء في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.
ومع انطلاق قمة النانو أعلنت ألمانيا عن صفقة أسلحة بقيمة 769 مليون دولار لأوكرانيا، تغطي معدات الدفاع الجوي ومركبات قتال المشاة ودبابات القتال الرئيسية وذخيرة المدفعية.
وأعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في اليوم الافتتاحي لقمة رؤساء دول الناتو، أن الحزمة الجديدة تتضمن قاذفتين من طراز باتريوت للدفاع الجوي من صنع الولايات المتحدة لكن مملوكة لألمانيا، و40 مركبة قتال مشاة أخرى من طراز Marder، و25 معركة رئيسية إضافية من طراز Leopard 1A5 دبابات وخمس دبابات استرداد و20000 طلقة مدفعية. كما تم تضمين "حزمة واسعة" من القدرات المضادة للطائرات بدون طيار وطائرات بدون طيار للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR) من لونا، وفقاً لبيان وزارة الدفاع الألمانية.
قرار انضمام أوكرانيا للناتو مرتبط بموقف روسيا أكثر من أي طرف آخر
من الواضح أن الوضع الحالي الذي يسير على النمط الإسرائيلي مفيد جداً لحلف الناتو وخاصة الولايات المتحدة، فهو يعني أن الناتو سوف يواصل تسليح أوكرانيا وجعل جيشها قوياً ومتطوراً لمواصلة استنزاف روسيا دون أن يتورط هو في الحرب، وحتى لو انتهت الحرب بوقف إطلاق نار، سوف يكون تركيز روسيا على التأهب للجيش الأوكراني المدعوم من الغرب، علماً بان أوكرانيا ليست بلداً صغيراً، إذ يبلغ عدد سكانها نحو 35 مليون نسمة، أي نحو ثلث سكان روسيا، وهو بلد رغم تشرذمه التاريخي وفساده، إلا أنه لديه مستوى تعليم وبحث علمي مرتفع للغاية وصناعة عسكرية ضخمة موروثة عن الاتحاد السوفييتي قابلة للتطور والإصلاح، وهو بلد بات مشبعاً بالعداء لموسكو بعد أن كان منقسماً بين المعادين والمحبين لها.
وهذا يعني أن العلاقة الخاصة المعروضة على أوكرانيا بدلاً من العضوية سوف تكون كييف أكبر استنزاف وإلهاء لروسيا بعيداً عن الناتو.
أما مسألة انضمام أوكرانيا للناتو بعد نهاية الحرب، ففي الأغلب لن تتوقف على أوكرانيا ولا دول الناتو، بل على الأرجح على روسيا.
فلو خرجت روسيا من الحرب ضعيفة ومنقسمة وشهدت اضطرابات داخلية، فإن هذا قد يكون فرصة للناتو لضم أوكرانيا، أما إذا خرجت روسيا من الحرب قوية أو تسيطر عليها روح الثأر فإن ذلك قد يثني أغلب دول الناتو عن ضم دولة ترغب روسيا النووية في الانتقام منها.