في مغامرة أمريكية قد تؤدي لنقلة خطيرة بالحرب، تتجه واشنطن إلى إرسال صواريخ باتريوت لأوكرانيا استجابة لطلباتها الملحة في هذا الشأن منذ أشهر، وهو قرار من شأنه فتح مرحلة أشد قسوة في الحرب، وقد يحدث تغييراً كبيراً لصالح كييف، بينما يتخوف بعض المحللين الغربيين من أن تكون عبئاً عليها.
وتضع الولايات المتحدة اللمسات الأخيرة على إرسال نظام الدفاع الصاروخي الشهير "باتريوت" إلى أوكرانيا، حيث كشفت تقارير غربية أن الإعلان الرسمي من الممكن أن يكون "في أقرب وقت هذا الأسبوع".
ولا تزال خطة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بحاجة إلى موافقة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، قبل إرسالها إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن للتوقيع عليها، وقال ثلاثة مسؤولون أمريكيون، لشبكة CNN الأمريكية، إن موافقة بايدن "متوقعة".
ورفض المتحدث باسم البنتاغون العميد بات رايدر، التعليق على هذا النبأ في إحاطته الصحفية مساء الثلاثاء، قائلاً إنه "ليس لديه ما يعلنه في الوقت الحالي". ولكنه قال: "سنواصل البحث عن أفضل السبل التي يمكننا من خلالها دعم أوكرانيا بشكل أفضل لحماية سكانها وحماية بنيتهم التحتية الأوسع، حتى تتمكن من النجاة من هذه الهجمات".
ولطالما كانت أنظمة صواريخ باتريوت عنصراً مهماً للولايات المتحدة وحلفائها في مناطق التوتر في أوروبا والشرق الأوسط والمحيط الهادئ؛ حيث تعتبر الدرع الواقية الأهم لحلفاء واشنطن من أي ضربات صاروخية محتملة من إيران وكوريا الشمالية.
لماذا قررت أمريكا إرسال صواريخ باتريوت لأوكرانيا بعدما رفضت ذلك لأشهر؟
لم تستجب الولايات المتحدة لأشهر لإلحاح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتزويدها بصواريخ باتريوت.
ولكن يبدو أن القرار جاء بعد تحول روسيا بشكل أساسي لقصف البنية التحتية الأوكرانية المدنية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الإيرانية، رداً على نجاحات كييف في الشمال الشرقي والجنوب الشرقي والتي اضطرت موسكو لسحب قواتها من مدينة خيرسون القريبة من القرم، والتي كانت المدينة الأوكرانية الرئيسية الوحيدة التي استولت عليها روسيا منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022.
ويبدو أن هدف الهجمات الصاروخية الروسية، هو تدمير البنية التحتية الأوكرانية قبل حلول الشتاء لإيصال ألم الحرب للمدنيين للضغط على حكومة زيلينسكي للقبول بوقف إطلاق النار، والتخلي عن شروطه لانسحاب واسع للقوات الروسية؛ حيث تريد موسكو على ما يبدو وقفاً لإطلاق النار يؤدي لتجميد الأوضاع بناء على خطوط القتال الحالية.
وفقاً للمسؤولين الأمريكيين، فإن المناشدات العاجلة للقادة الأوكرانيين والتدمير المدمر للبنية التحتية المدنية في البلاد، بما في ذلك فقدان الكهرباء والحرارة مع اقتراب فصل الشتاء، تغلبت في النهاية على تحفظات الولايات المتحدة بشأن إمداد إرسال صواريخ باتريوت لأوكرانيا.
نظام باتريوت اكتسب شهرته من حرب العراق
باتريوت هو نظام صاروخي موجه أرض-جو تم نشره لأول مرة في الثمانينيات ويمكنه استهداف الطائرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية قصيرة المدى، حسبما ورد في تقرير لوكالة أسوشيتدبرس "AP" الأمريكية.
يتم نشر بطاريات الولايات المتحدة بانتظام في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، يتم تشغيل أو شراء صواريخ باتريوت من قبل هولندا وألمانيا واليابان وإسرائيل والمملكة العربية السعودية والكويت وتايوان واليونان وإسبانيا وكوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة وقطر ورومانيا والسويد وبولندا والبحرين.
واشتهر نظام باتريوت بالأساس خلال حرب الخليج الثانية التي نشبت عام 1991، في أعقاب الغزو العراقي للكويت، ورغم أن بعض الصواريخ العراقية قد استطاعت تخطيه وإصابة أهداف في إسرائيل والسعودية في ذلك الوقت، ولكن باتريوت أسقط معظم الصواريخ العراقية التي كانت غالبيتها سوفيتيية الصنع أو التصميم.
ويوصف هذا النظام الأمريكي المتوسط إلى بعيد المدى بأنه المعيار الذهبي للدفاع الجوي والصاروخي. وتمت ترقيته باستمرار منذ تقديمه لأول مرة في الستينيات، وأثبت نجاحه في عمليات قتالية متعددة.
إليك أهم قدرات هذه المنظومة
تحمي منظومة باتريوت (Patriot) المنشآت العسكرية والقواعد الجوية من الهجمات الجوية، وأساس عملها الدفاع على المدى البعيد، وتستطيع إصابة أهداف جوية على نطاق 160 كيلومتراً، والصواريخ الباليستية على مدى 75 كيلومتراً.
تتكون كل بطارية باتريوت من نظام إطلاق مثبت على شاحنة مع ثماني قاذفات يمكنها استيعاب ما يصل إلى أربعة صواريخ اعتراضية لكل منها، ورادار أرضي ومحطة تحكم ومولد. وقال الجيش الأمريكي إن لديه حالياً 16 كتيبة باتريوت. وجد تقرير صادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في 2018 أن هذه الكتائب تشغل 50 بطارية بها أكثر من 1200 صاروخ اعتراض.
وقال توم كاراكو، مدير الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي، إن نظام باتريوت "هو أحد أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي الجوي تشغيلًا وموثوقية وثباتاً"، ويمكن أن يساعد قدرة الدفاع الصاروخي الباليستي في الدفاع عن أوكرانيا ضد الصواريخ الباليستية التي توفرها إيران.
وليس من الواضح عدد قاذفات الصواريخ التي سيتم إرسالها لكييف، لكن بطارية "باتريوت" النموذجية تتضمن مجموعة رادارات تكتشف وتتتبّع الأهداف وأجهزة الكمبيوتر ومعدات توليد الطاقة ومحطة التحكم في الاشتباك وما يصل إلى ثماني قاذفات، كل منها يحمل أربعاً جاهزة لإطلاق صواريخ.
أبرز العقبات أمام إرسال صواريخ باتريوت لأوكرانيا
معقدة وتحتاج لتدريب مكثف، ولكن أمريكا قد تكون نفذت حلاً سرياً
أبرز العقبات الرئيسية أمام إرسال صواريخ باتريوت لأوكرانيا ستكون التدريب.
في حال إرسال صواريخ باتريوت لأوكرانيا، سيتعين على القوات الأمريكية تدريب القوات الأوكرانية على كيفية استخدام النظام وصيانته؛ لأن إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا لتشغيل باتريوت ليس خياراً مطروحاً، حسب المصادر الأمريكية.
يمكن أن تحتاج بطارية باتريوت إلى ما يصل إلى 90 جندياً لتشغيلها وصيانتها.
ولأشهر كانت الولايات المتحدة مترددة في إرسال صواريخ باتريوت لأوكرانيا؛ لأنه نظام معقد للغاية، مع رادار متطور وبالتالي تدريب المشغلين وإنشاء نظام صيانة سيستغرق فترة طويلة قد تصل لسنوات.
على سبيل المثال، تستغرق دورة تدريب مصلح نظام باتريوت 53 أسبوعاً أي نحو عام، وهذا يجعله غير مناسب للنقل لأوكرانيا على المدى القريب.
وسبق أن دربت الولايات المتحدة القوات الأوكرانية على أنظمة أسلحة معقدة أخرى، بما في ذلك أنظمة المدفعية الصاروخية عالية الحركة، والمعروفة باسم HIMARS التي يقال إنها غيرت مسار الحرب البرية، وفي كثير من الحالات، تمكنوا من تقصير فترة التدريب، واستخدام الأسلحة الجديدة في جبهات القتال في غضون أسابيع، وفقاً لأسوشيتدبرس.
ورفض المسؤولون الأمريكيون الإدلاء بتفاصيل عن المدة التي سيستغرقها تدريب الأوكرانيين على تشغيل باتريوت وأين سيتم ذلك بالضبط، حسبما قالت وكالة أسوشيتدبرس.
وبعيداً عن حديث الإعلام الغربي عن مهارات الجنود الأوكرانيين الاستثنائية، فقد يكون الأمريكيون قد قدمواً للأوكرانيين تدريبات سرية على باتريوت قبل فترة دون الإعلان عن ذلك، كنوع من الإجراء الاحتياطي أو قد يكون تأخير إعلان قرار إرسال صواريخ باتريوت لأوكرانيا سببه انتظار الانتهاء من هذا التدريب.
وهناك مخاوف من انتقام روسي قد يخترق الخطوط الحمراء
لكن كانت هناك أيضاً مخاوف من أن يؤدي نشر إرسال صواريخ باتريوت لأوكرانيا إلى استفزاز روسيا، أو المخاطرة بأن ينتهي الأمر بصاروخ يتم إطلاقه داخل روسيا؛ مما قد يؤدي إلى زيادة تصعيد الصراع.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2022، إنه إذا تم إرسال صواريخ "باتريوت" الأمريكية إلى أوكرانيا، فإنها ستكون "أهدافاً مشروعة" للقوات الروسية، في تصريح خاص لشبكة CNN الأمريكية.
وفي ضوء نجاح الأوكرانيين الجزئي، في إسقاط عدد من الصواريخ الروسية بأنظمة إس 300 السوفييتية القديمة، فإن وجود أنظمة NASAMS الأمريكية النرويجية المتوسطة، وإذا أضيفت لها باتريوت، سيزيد فرص إسقاط الصواريخ الروسية.
وفي الوقت ذاته، قد يفتح تطور برامج إنتاج المسيرات الأوكرانية (بدعم أمريكي على الأرجح) الباب لتجرؤ الأوكرانيين أكثر على الهجوم على أراضي روسيا مثلما فعلوا مؤخرا، رداً على الهجمات الصاروخية؛ لأن كييف ستكون أقل قلقاً من صواريخ موسكو في ظل امتلاكها لباتريوت.
لن توقف هذه الأنظمة الصواريخ الروسية تماماً ولكن قد تقلل من تأثيرها التدميري وما تمثله من ضغط على الرأي العام الأوكراني، وستضطر موسكو للجوء لترسانتها المحدودة من الصواريخ الأكثر تقدماً، خاصة الصواريخ فرط صوتية (لمراوغة باتريوت)، والتي يفترض أنها كانت مخصصة في الأصل للحرب مع أمريكا، ولحمل أسلحة نووية، وهو ما قد يمثل نفعاً ذاتيا بحتاً لواشنطن باستنزاف ترسانة الصواريخ الروسية فرط صوتية التي لا تمتلك وسيلة لوقفها.
هذا الوضع قد يمثل مشكلة كبيرة لروسيا؛ لأن قدرة أوكرانيا على إسقاط رشقات الصواريخ الروسية قد يشجعها أيضاً على توسيع عملياتها العسكرية البرية، دون خوف من الانتقام الروسي، خاصة لو تلقت دعماً غربياً، في ظل دعوات في الغرب لمنح كييف دبابات أبرامز الأمريكية.
وإذا حققت كييف نجاحاً مماثلاً لما تحقق في خيرسون، سيمثل ذلك مشكلة لبوتين؛ لأنه قد يشجع أوكرانيا على استهداف القرم، أو على الأقل عودة الزخم للعمليات البرية الأوكرانية الأمر الذي قد يضطر بوتين لاستدعاء ثانٍ للاحتياط، وهي التجربة التي مثلت أكبر تحد لشعبيته.
وفي الأغلب، فإن بوتين لا يريد استخدام الأسلحة النووية، ولكن لو شعر أن موسكو معرضة لإهانة كبرى أو أراضي روسيا نفسها في خطر أو شبه جزيرة القرم، أو أن حكمه على المحك، فإنه قد يقدم على هذه الخطوة، في المقابل يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم وجهوا لموسكو تحذيراً من عواقب وخيمة إذا استخدمت أسلحة نووية ضد أوكرانيا، ورفضوا الإفصاح عنها، ولكن من الواضح أن الرد الأمريكي قد ينزلق بالأمور إلى حرب بين الناتو وموسكو، وهي حرب قد تتحول بسهولة لحرب نووية عالمية.
هل يؤدي إرسال صواريخ باتريوت لأوكرانيا لانقلاب الحرب لصالحها؟
تواجه أوكرانيا مجموعة متنوعة من التهديدات الروسية، وصواريخ باتريوت جيدة ضد بعضها ولكنها ليست مفيدة ضد البعض الآخر، حسب تقرير وكالة أسوشيتدبرس "AP" الأمريكية.
وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير سابق مطلع على نظام باتريوت إنه سيكون فعالاً ضد الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، لكن بطارية واحدة لن تغير مسار الحرب.
وأشار المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأن الصفقة الأوكرانية لم يتم الإعلان عنها رسمياً بعد، إلى أن بطارية واحدة من طراز باتريوت لها مدى إطلاق نار طويل، ولكنها لا تغطي سوى مساحة واسعة محدودة. على سبيل المثال يمكن لبطارية باتريوت حماية قاعدة عسكرية صغيرة بشكل فعال، ولكن لا يمكنها حماية مدينة كبيرة مثل كييف بشكل كامل. يمكنهم فقط توفير تغطية لجزء من المدينة.
غالباً ما يتم نشر صواريخ باتريوت ككتيبة تضم أربع بطاريات. لن يكون هذا هو الحال مع أوكرانيا، التي قال بعض المسؤولين الأمريكيين إنها ستتلقى بطارية واحدة.
وقال كل من كاراكو وكانسيان إن الصاروخ باتريوت لديه رادار أقوى وأفضل في التمييز بين الأهداف من نظام S-300 السوفييتي الذي كان يستخدمه الأوكرانيون في الحقبة السوفيتية، لكن قدراته لها حدود أيضاً.
إذ لا تزال قدرة باتريوت على استهداف بعض الصواريخ الباليستية والطائرات محل شك، خاصة الصواريخ التي يمكن أن تحمي كييف من تهديدات روسيا باستخدام أسلحة نووية تكتيكية.
لكن كاراكو قال إن ذلك سيعتمد على كيفية توجيه روسيا أسلحتها لأوكرانيا، فإذا كانت قنبلة جاذبية تطلقها طائرة حربية، يمكن للنظام استهداف الطائرة؛ وإذا كان صاروخ كروز أو صاروخا باليستياً قصيراً إلى متوسط المدى، فمن المحتمل أيضاً أن يعترضه باتريوت.
ولكن ليس لدى باتريوت على الأرجح فرصة أمام الصواريخ فرط صوتية.
وأثيرت شكوك حول أداء صواريخ باتريوت منذ بدء دخولها العمليات، لأنها لم تستطع إسقاط بعض الصواريخ العراقية في حرب عام 1991، رغم أنها تعد استنساخاً وتطويراً لصواريخ سكود الروسية قديمة التصميم.
وقال تقرير صادر عن مكتب المحاسبة الحكومية الأمريكية عام 1992 إنه لم يتمكن من العثور على دليل يدعم التقارير التي تفيد بأن النظام قد حقق نسبة نجاح 70٪ ضد صواريخ سكود في حرب الخليج.
وتقول شركة رايثيون الأمريكية، التي تصنع صواريخ باتريوت، إنها شاركت في 150 اعتراضاً للصواريخ الباليستية منذ عام 2015.
ولكن في عام 2018، كان نجاح المملكة العربية السعودية في استخدام صواريخ باتريوت ضد الصواريخ التي أطلقها الحوثيون في اليمن موضع تساؤل عندما ظهرت مقاطع فيديو عن فشل الأنظمة.
ورغم أن أغلب الصواريخ الروسية الحالية أكثر تقدماً وسرعة من صواريخ سكود التي استخدمها العراق، إلا أن منظومة باتريوت تطورت أيضاً خلال تلك الفترة، كما أن الروس بدأوا يلجأون لصواريخ قديمة.
ونظراً لأن النظام قيد الإنتاج الواسع حالياً، فسيكون إرسال صواريخ باتريوت لأوكرانيا فارقاً بالنسبة للدفاع الجوي الأوكراني؛ لأن واشنطن قادرة على تزويدها بأعداد كبيرة منها، وقد تلجأ لسحب بعض الوحدات من أراضيها أو أراضي حلفائها لإرسالها لكييف.
لماذا قد يكون صاروخ باتريوت عبئاً على أوكرانيا؟
تبلغ تكلفة صاروخ الاعتراض الحالي لنظام باتريوت حوالي 4 ملايين دولار لكل جولة إطلاق، وتكلفة القاذفات حوالي 10 ملايين دولار لكل صاروخ، حسبما أفادت CSIS في تقرير الدفاع الصاروخي الصادر في يوليو/تموز الماضي.
عند هذا السعر، لن يكون استخدام صواريخ باتريوت فعالاً من حيث التكلفة أو مثالياً لإسقاط الطائرات الإيرانية المسيرة الأصغر والأرخص بكثير والتي تستخدمها روسيا في أوكرانيا.
ولهذا السبب أصرت إسرائيل على تطوير نظام القبة الحديدية لمواجهة الطائرات المسيرة والصواريخ قصيرة المدى والرخيصة وكثيرة العدد التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني؛ لأن تكلفة صاروخ باتريوت واحد أضعاف هذه الصواريخ والطائرات المسيرة.
وقال مارك كانسيان، وهو كولونيل احتياطي متقاعد من مشاة البحرية الأمريكية ومستشار أول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) بالولايات المتحدة: "إطلاق صاروخ بقيمة مليون دولار على طائرة مسيرة بـ50 ألف دولار هو اقتراح فاشل".
وبدأت روسيا تعتمد بشكل كبير على الطائرات المسيرة الإيرانية، ويقول الغرب إنها أيضاً تستورد صواريخ باليستية إيرانية والتي يعتقد أنها أرخص كثيراً من نظيرتها الروسية.
وقال الأدميرال المتقاعد مارك مونتغمري، وهو محلل دفاعي في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بالولايات المتحدة، إن هذا النظام سوف يستهلك الكثير من الأموال المخصصة وعائداته الدفاعية محدودة للغاية، حسبما ورد في تقرير لصحيفة الشرق الأوسط.
وبدلاً من ذلك، اقترح مونتغمري إرسال المزيد من أسلحة الدفاع الجوي التي تتلقاها أوكرانيا بالفعل وتستخدمها بشكل كبير، أو ربما تزويد أوكرانيا بنظام مكافحة الصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون "سي – آر إيه أم" الذي استخدمته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ضد الصواريخ القصيرة المدى. وقال: "بالنسبة لي، باتريوت ليس إجابة رائعة". "المزيد من صواريخ ناسامس (NASAMS) والمزيد من "إس – 300" السوفيتية التي تمتلكها دول شرق أوروبا، أفضل".
ولكن بغض النظر عن قدرات صواريخ باتريوت وفاعليتها، فإن نشرها يعد بمثابة رسالة أمريكية قوية بانتقال دعم أوكرانيا لمرحلة جديدة.
وقال الكولونيل الأمريكي المتقاعد مارك كانسيان: "إن هناك الكثير من الرمزية وراء قرار إرسال صواريخ باتريوت لأوكرانيا".
وبالفعل فالقرار قد يكون بمثابة رسالة حازمة بأن أوكرانيا باتت حليفاً مقرباً لواشنطن مثل أعضاء الناتو ودول الخليج التي تحمي واشنطن سماواتها بالباتريوت، وعلى العالم أن ينتظر كيف سيرد الروس على هذه الرسالة الصاروخية.